أكد امين عام حركة "ابناء البلد" سابقاً، الاستاذ رجا إغبارية، أن "المقاومة المتجددة بشكلها الحالي المتطور، هي بارقة الامل الأساسية لدى الشعب الفلسطيني الذي يحتضنها ويحميها" واصفاً الدعوات الداعية لحل الدولتين بأنها "سرابية"، لافتاً إلى أن "ايران هي اكبر دولة قوية في المنطقة تدعم الشعب الفلسطيني".

وكالة مهر للأنباء_ القسم الدولي: لأكثر من سبعين عاماً، لايزال الشعب الفلسطيني يقاوم السرطان الصهيوني الذي احتل أرضه، مدافعاً عن شرفه وشرف الأمة الإسلامية في الثعور الأولى.

ومع ازدياد ثبات هذا الشعب الأبي، تزداد بالمقابل مساعي العدو الهلامية في استقطاب بعض الأنظمة العربية وجرها إلى مستنقع التطبيع، محاولاً بذلك إضفاء شرعية له لاحتلال هذه الأرض المباركة.

وعلى الجانب الآخر تزداد قوة محور المقاومة المعادي للكيان الصهيوني بالمطلق والذي يعتبر هو الداعم الأساسي للشعب الفلسطيني في مقاومته ودفاعه عن شرف الأمة.

وعلى ذكر المقاومة، يقول أمين عام حركة أبناء البلد سابقاً، وعضو المكتب السياسي حالياً في فلسطين المحتلة الأستاذ "رجا إغبارية" في حديث له مع وكالة مهر للأنباء بشأن المقاومة الحالية في فلسطين المحتلة: "ان المقاومة المتجددة بشكلها الحالي المتطور ، هي بارقة الامل الأساسية لدى الشعب الفلسطيني الذي يحتضنها ويحميها وينزل للشوارع تأييداً لها، رغم كل الويلات التي يواجهها هذا الشعب ومقاومته".

ويؤكد ضيفنا الكريم بما يتعلق بدعوات حل الدولتين مع الكيان الصهيوني بأن " هذه دعوات سرابية، تندرج في اطار تضييع وقت الشعب الفلسطيني ومقاومته، والاستمرار في زراعة الوهم لدى فلسطينيي الضفة تحديداً، بانه ما زال هناك امل في حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس".

مضيفاً في هذا السياق: ان الرهان على الأمم المتحدة، التي لم تنفذ أي من قراراتها الكثيرة بشأن القضية الفلسطينية، هي رهانات خاسرة ولا تخدم الا مزيد من الاستيطان الصهيوني على ارض فلسطين وإقامة "إسرائيل الكبرى التوراتية ".

وعن الدور الإيراني في دعم القضية الفلسطينية، لفت الأستاذ "إغبارية" إلى أن "ايران هي اكبر دولة قوية في المنطقة تدعم الشعب الفلسطيني وبخاصة مقاومته للاحتلال".

لكل هذا وأكثر، ولأهمية القضية الفلسطينية باعتبارها قضية المسلمين الأولى ومهوى أفئدة الشرفاء وبوصلة أصحاب الفطرة السليمة، أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء " الأستاذة وردة سعد" حواراً صحفياً مع أمين عام حركة أبناء البلد سابقاً، وعضو المكتب السياسي حالياً في فلسطين المحتلة "الأستاذ رجا إغبارية" وجاء نص الحوار على الشكل التالي:

آخر ما قرأناه يفيد على لسان مواطنين وناشطين صهاينة ان المستوطنين في الاراضي الفلسطينية المحتلة بدأوا مرحلة جديدة من مضايقة الفلسطينيين ومحاولة طردهم من قراهم وارضهم في الضفة الغربية.. فما مدى اتساع هذه الظاهرة؟ وهل تتوقعون ان تكون الخطوة التالية لتوسيع الاستيطان الاسرائيلي في الضفة، طرد الفلسطينيين منها في نكبة جديدة؟
محاولات الاستيطان الرسمي وغير الرسمي على حساب أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية، لم تتوقف منذ احتلال عام 1967 .
في هذا العام سجلت ونشرت وكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة 1100 حالة نزوح لفلسطينيين يقطنون في مناطق بعيدة عن التجمعات الفلسطينية الكبيرة ، بخاصة بعض القرى البدوية . تشكل هذه الحالة نوع جديد من المضايقات من قبل المستوطنين ومستوطناتهم المحيطة بهذه التجمعات البدوية، حتى تمكنوا من طردهم، وبذلك سيطر المستوطنون على أراضي واسعة دون سكان، مما يؤكد خطط دولة اليهود على الاستمرار في السيطرة على الأرض الفلسطينية بشكل منهجي، تمهيداً لضمها رسمياً.

عطفا على ما سبق في السؤال الاول، ما هو الخطر الذي يشكله الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة؟ والى اي حد يمكن لهذا التوسع في سرقة الاراضي المحتلة ان يجعل الحل السياسي واقامة hلدولة الفلسطينية مجرد وهم غير قابل للتنفيذ؟

بلغ عدد المستوطنين في الضفة الغربية ما يزيد عن 700 الف مستوطن، وقد شقت لهم طرقاً التفافية التهمت أراضي كثيرة من أراضي الضفة الغربية. واذا ما علمنا ان دولة الاحتلال أعلنت عن مصادرة معظم أراضي منطقة "ج" التي لا يزيد فيها عدد الفلسطينيين عن 250 الف فلسطيني، هذه المنطقة التي تبلغ مساحتها 65% من أراضي الضفة الغربية، إضافة الى القدس برمتها ومساحة المستوطنات في المناطق الأخرى من الضفة، فانه لا مكان لاقامة دولة فلسطينية في الضفة والقطاع والقدس، ناهيك عن ان حكام دولة اليهود في الحكومة السابقة والحالية يؤكدون استحالة إقامة دولة فلسطينية، ويقومون بدفن أي حل سياسي قائم على هذا الحل _حل الدولتين _ الا ان القيادة الفلسطينية الرسمية المتمسكة ب"اوسلو" التي حولت قوات الامن الوقائي فيها الى خدم للاحتلال الصهيوني ، فانها ما تزال هي ومن معها او يسعى للتصالح معها، ينشرون الوهم بإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 ، لانهم بكل بساطة غرقوا في وحل العجز والتراجع عن تحرير فلسطين، بل وسقط قسم منهم في وحل العمالة وبيع الوطن بمكاسب شخصية لفئة كمبرادورية عميلة، تفرض نفسها بمساعدة " إسرائيل " وامريكا على رقاب الشعب الفلسطيني، الذي اصبح يخضع لاحتلالين، الصهيوني واحتلال سلطة دايتون.

في الاشهر الماضية برزت في الضفة الغربية المحتلة حركة مقاومة تعددت اشكالها وطرق التعبير عن ارادة رفض الاحتلال ومقاومته، بالممكن من السلاح والوسائل.. هل تعتقدون ان هذه المقاومة النوعية الجديدة باتت تشكل خيارا شعبيا فلسطينيا؟ وهل يمكن القول انها التحدي الحقيقي المستقبلي للاحتلال وسياساته الرامية لتهويد القدس والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني؟
نعم. ان المقاومة المتجددة بشكلها الحالي المتطور ، هي بارقة الامل الأساسية لدى الشعب الفلسطيني الذي يحتضنها ويحميها وينزل للشوارع تأييداً لها، رغم كل الويلات التي يواجهها هذا الشعب ومقاومته من الاحتلالين المذكورين أعلاه . هذه المقاومة بحلتها الحالية غير كافية لتحقيق اهداف الشعب الفلسطيني بتحرير فلسطين برمتها ، فلم يعد مكان لحل الدولتين، وان الاحتلال فرض على المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة التحرير الشامل، فقد اسقطت كل مشاريع التسوية. الامر الذي يحتاج الى قراءة جديدة للوضع واستعداد شامل وموحد لجميع الجبهات لانجاز مهمة واهداف الشعب الفلسطيني برمته ، من البحر الى النهر، إضافة الى حل قضية اللاجئين، بإعادتهم المحتمة الى ديارهم ووطنهم.

الرئيس ابو مازن دعا في خطابه الاخير في الامم المتحدة الى مؤتمر دولي جديد حول القضية الفلسطينية لا يقتصر على الرباعية الدولية المعروفة.. كيف تنظرون الى مثل هذه الدعوات؟ وما مدى مصداقية المراهنة على المؤتمرات الدولية لانصاف الفلسطينيين وانجاز برنامجهم الوطني لاقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس؟

هذه دعوات سرابية، تندرج في اطار تضييع وقت الشعب الفلسطيني ومقاومته، والاستمرار في زراعة الوهم لدى فلسطينيي الضفة تحديداً، بانه ما زال هناك امل في حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس. ان الرهان على الأمم المتحدة التي لم تنفذ أي من قراراتها الكثيرة بشأن القضية الفلسطينية هي رهانات خاسرة ولا تخدم الا مزيد من الاستيطان الصهيوني على ارض فلسطين وإقامة " إسرائيل الكبرى التوراتية "، واكتفاء هؤلاء الانهزاميين بحكم ذاتي حقير خاضع للاحتلال الصهيوني بأفضل الحالات ، في دولة الاحتلال والابارتهايد الكبر الجاثمة والمغتصبة لارض فلسطين برمتها ، اذا لم يتم ضمهم ادارياً للاردن في نهاية المطاف.
ان الواقع الفلسطيني زاد تعقيداً بتوسع الاستيطان الذي قضى على فرصة حل الدولتين، وان هذا الواقع الدولي لا يمكن تغييره الا بتغيير موازين القوى على الأرض الفلسطينية والإقليمية لصالح المقاومة ومحورها وضد امريك ودولة الكيان الصهيوني.

في الايام الماضية ضجت وسائل الاعلام بالحديث عن التطبيع بين السعودية وكيان الاحتلال.. هل أعطت السلطة الفلسطينية الضوء الاخضر لهذه العملية؟ خاصة ان الجانب السعودي يتواصل معها في هذا الشأن.. وما هي الرؤية الفلسطينية لهذه الموجة من الاتفاقات التي ينجزها كيان الاحتلال مع بعض الدول العربية؟

نعم ، لقد شاركت سلطة محمود عباس في المفاوضات التي جرت بين الولايات المتحدة والسعودية بشأن قضية التطبيع ، حيث أعطت السلطة الضوء الأخضر للسعودية بهذا الشأن، على ان تحصل على بعض الفتات المالي الذي يريح ويثبت اقدام السلطة في تحكمها بالشعب الفلسطيني ، حيث شارك نجا محمود عباس، ياسر عباس ، مندوباً عن ابيه محمود بهذه المفاوضات. لم يصدر أي رفض من قبل السلطة لمشروع التطبيع المتداول بين السعودية و" إسرائيل " ، وقد تراجعت بذلك السلطة عن رفضها السابق لاتفاقيات ابراهام مع دول الخليج، وانضمت بذلك الى دائرة التطبيع العربية، التي بدأتها هي اصلاً باتفاقات أوسلو ، قبل ان تحل القضية الفلسطينية، حتى بحسب المبادرة العربية ( للسعودية ) التي وافقت عليها المنظمة والسلطة اللتان تحكمان من شخص واحد، محمود عباس.

أخيراً وليس اخيرا استاذ رجا بما ان حضرتك تطل على الاعلام الإيراني وخصوصا على وكالة مهر في حوارات متعددة ، نسألكم، اين تضع وقوف الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى جانب القضية الفلسطينية وهي طبعا القضية المركزية لهذا المحور ولهذه الأمة، وهي كانت دائما تدافع عن القضية منذ سقوط الشاه، وانتصار الثورة الإسلامية ، كيف تنظرون وتقيمون موقف إيران ومساندتها للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية منذ أكثر من أربعة عقود؟

ايران هي اكبر دولة قوية في المنطقة تدعم الشعب الفلسطيني وبخاصة مقاومته للاحتلال، سواء بالمال الى بعض التيارات الدينية او بالسلاح لكل من يريد ان يقاوم. فان الدعم الإيراني للمقاومة الفلسطينية يقلق دولة الكيان، وهي بدورها تلاحق ايران ليس فقط بشأن المفاعلات النووية، انما بشأن تمدد التأثير الإيراني المقاوم في المنطقة، خاصة في فلسطين وسوريا ولبنان.

لكن البعض الشعبي المقاوم يرى ان ايران أخطأت عندما ضمّنت في الاتفاق مع السعودية بند ما يسمى المبادرة العربية ( السعودية ) التي ولدت ميتة، حيث يعتقد هذا البعض المؤيد للموقف الايراني من القضية الفلسطينية انها بحاجة للتعمق اكثر، بواقع الفلسطينيين الذين فرضت عليهم الهوية الزرقاء عام 1948 وبقرار من الأمم المتحدة. ومن لا تكون بوصلته ال48 والاقصى معاً سيتعثر في نهجه من التحرير الشامل، خاصة اذا ما رهن هذه الاستراتيجية بمواقف الفصائل الفلسطينية القائمة برامجها برمتها_ باستثناء الجهاد الإسلامي نوعاً ما_  على حل الدولتين الذي دفنته دولة الاحتلال الصهيوني وموازين القوى في المنطقة والعالم .

لقد كتب قائد الجيش الذي دخل مؤخراً مخيم جنين، انه وجد ايران تقاتل امامه !!! وهذ دليل قاطع على الدور الإيراني في دعم القضية الفلسطينية وتمسكها باهداف الشعب الفلسطيني منذ ان استبدلت الثورة الإيرانية سفارة دولة الاحتلال الصهيوني بسفارة فلسطين، حيث كانت اول سفارة تفتح للشعب الفلسطيني في العالم. انها بوصلة واضحة يحترمها الشعب الفلسطيني وقواه المقاومة بمختلف اشكالها .
خلاصة القول ان محور المقاومة الذي تقوده ايران، رغم كل ما يقدمه من تطور تكنولوجي وعسكري، ما يزال في مرحلة المقاومة والتصدي للعدوانات الصهيونية والأمريكية وذيولهما في المنطقة، على طريق الانتقال الاستراتيجي الى مرحلة التحرير.

/انتهى/