وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه أكَّد العالم البحريني الكبير آية الله الشيخ عيسى قاسم أنَّ "طوفان الأقصى" كان ذلاً وخزيًا وفضيحة وعارًا على الدولة المؤقتة للعدو من بني إسرائيل المحاربين لله ورسله الساعين بالفساد في الأرض، ودرسًا كافيًا لو عقلوا بكسر غرورهم وتوقفهم الصادق للطوفان الأعظم الذي يكتسح وجودهم قريبًا بإذن الله، ودرسًا للمطبّعين من حكومات تنتسب للمسلمين بأن يعضّوا على يد الندم لميلهم عن الله وعن أمّة الإيمان محتمين ببيت العنكبوت وإله كاذب تبيّن وهنه أمام هبّة عازمة من بعض الرجال البواسل من أبناء هذه الأمّة".
وأشار آية الله قاسم إلى: "درس ثالث لهذا الطوفان المدمر على أمّتنا الإيمانية المجيدة أن تتلقاه بوعي وعزيمة وهو أن تتيقن بأن ليس بينها وبين النصر الكاسح إلا أن تجتمع كلمتها على استرداد فلسطين متوكلةً على الله تحت لواء واحد هو لواء الإيمان"، مؤكدًا أنّ: "لا مجال بعد اليوم للشعور بالوهن، ولا لاحترام التطبيع أو مجاملة من ينادي به".
وأضاف: "ثقة الأمّة اليوم في النصر يجب أن تكبر، وعزمها على هزيمة العدو يجب أن يشتدّ، ووحدتها على هذا الطريق لا تريث في تحقيقها".
وشدَّد آية الله قاسم على أنَّ "طوفان الأقصى" درس نادر في الجرأة والشجاعة وشدّة البأس والمخاطرة الفدائيّة الهائلة والتخطيط الدقيق والإيمان الشديد بقضيّة الحق المغتصب واسترداد العزّة والكرامة، لافتًا إلى أنَّه درسٌ سجّله الفلسطينيّون على مشهدٍ من العالم بكلّ فخر، بوحي من حسّ إسلامي متفجّر وغيرة إيمانية متوقّدة.
وبيَّن أنَّ "طوفان من عطائه أن يكسر غرور العدو الإسرائيلي ويسقط الوهم القائل بأنّ الجيش "الإسرائيلي" لا يُهزم، ويثير في نفسه التوقّع الصادق بأنّ الطوفان الأعظم قادم حتمًا ليكتسح وجوده من الديار الإسلامية، لتطهر البلاد ويأمن العباد إنْ شاء الله". وتابع: "من عطائه أن يَعِّض المطبّعون على يد الندم أنْ جهلوا كثيرًا يوم أن عَادَوْا أمّتهم وشعوبهم، وتخلَّوا عن الله سبحانه بدخولهم في طاعة أعدائه، والتجأوا إلى أمريكا وإسرائيل يحتمون بهم من قدر الله، حتى بان لهم من الطوفان بأنّهم أعجز من أن يحموا أنفسهم أمام عددٍ من بواسل أبناء هذه الأمّة، فضلاً عن مجموع شعوبها".
وختم آية الله قاسم: "إنّ هبّة عازمة من الرجال الأشاوس من الإخوة الفلسطينيين نكسوا رؤوس الإسرائيليين وأذلّوهم أي إذلال". ومن آثار هذا الطوفان؛ فقد حقَّ لأمتنا أن تعظم ثقتها في النصر الساحق، وتشتد عزيمتها على تسريع النصر بإذن الله، وتتيقن أنّ ليس بينها وبين الظهور التام على العدو إلا أن تجتمع كلمتها على استرداد فلسطين متوكّلة على الله تحت لواء الإسلام، وبالأيدي المجاهدة القادرة، وتوجيه القيادة المؤمنة بوعد الله.
وختم أيه الله عيسى أنّه لا مجال بعد اليوم للشعور بوهن الأمّة، وبأن أسباب النصر غير متوفّرة، وأن الأمّة فاقدة للقدرة على المواجهة للعدو وتحمّل تكاليف الحرب، وأنّ العدو لا يُناهَض، وأنّ الحاجة للتطبيع متعيّنة، هذه دعاوى وهميّة نسفها طوفان الأقصى. هذا هو الطوفان، أمّا رد الفعل الإسرائيلي بالقصف بالطائرات من بُعد فلا يدلّ على شيء من رجولة وشجاعة وشدّة بأس، لأنّه ليس فيه إقدام على الموت ومواجهة لبأس المقابل.
المصدر: العهد
/انتهى/