وكالة مهر للأنباء_ القسم الدولي: نواكب معاً اليوم الرابع على انطلاقة العملية المباركة "طوفان الأقصى" والتي استهدفت العمق الصهيوني وأسفرت عن خسائر فادحة تكبدها الاحتلال بالأرواح وعلى الصعيد الاقتصادي والشعبي والأمني والاستخباراتي وغيرها من الأصعدة.
طوفانٌ وصفه الدو بأنها فاجعة ومفاجئة للمنظومة الامنية والاستخباراتية الصهيوني، والذي أظهر للعالم هشاشة هذا الميان الهُلامي الذي يدعي أنه قوة لاتُقهر.
وامتد الطوفان إلى المناطق الشمالية أيضاً ليشهد الشمال الفلسطيني عمليات مباركة من قبل المقاومة في جنوب لبنان.
وكعادته، يرد الاحتلال على الأعمال البطولية بقصف المدنين بشكل همجي، غير مكترث للأطفال والنساء والعُزّل، ضارباً بعرض الحائط الشعارات الرنانة التي يتغنى بها بما يتعلق بالإنسانية.
ولازلنا إلى هذه اللحظة نعيش محريات هذه العملية البطولية، بين قصفٍ للكيان الصهيوني يستهدف المدنين والعُزّل في قطاع غزة، وردٍ للمقاومة على جرائم الاحتلال المستمرة منذ أكثر من سبعين عاماً.
ولأهمية هذا الحدث، وآثاره على الإقليم والعالم، أجرت وكالة مهر للأنباء، حواراً صحفياً مع ممثل حركة الجهاد الإسلامي في إيران، السيد "ناصر أبو شريف" وجاء نص الحوار على الشكل التالي:
واكبنا خلال الأيام الأخيرة، عملية "طوفان الأقصى" والتي كانت بالفعل بمثابة طوفان أغرق المحتلين على حين غفلة منهم، أدى إلى تحرير العديد من المستعمرات حول قطاع غزة، ما تعليقكم على هذا الحدث المفاجئ للجميع ولماذا جاء بهذا الوقت تحديداً؟
بسم الله الرحمن الرحيم، نعم عملية طوفان الأقصى جاءت بعد سلسلة تحذيرات كثيرة من كل القادة السياسيين، فيما يتعلق بأكثر من موضوع وأكثر من انتهاك صهيوني.
ما تقوم به إسرائيل في المسجد الأقصى من تدنيس ومحاولة للسيطرة عليه وتقسيمه زمانياً ومكانياً وفرض السيادة الكاملة عليه، هذا الحصار المطبق على قطاع غزة، بالإضافة لمحاولة قضم كل حقوق الاسرى، وأيضاً استباحة الضفة الغربية واقتراف الجرائم بدم بارد في الضفة الغربية، بالإضافة للاستيطان وهدم البيوت وقطعان المستوطنين التي تعيث فساداً في الضفة الغربية تحت نظر ومسمع الجيش الصهيوني ونظر العالم أجمع الذي يراقب كل هذه الجرائم. كل هذه أسباب دفعت المقاومة الفلسطينية للرد على هذا الكيان الصهيوني، فكانت عملية "طوفان الأقصى" والتي فعلاً كانت عملية مميزة ومفاجئة وعملية ضربت وهشّمت صورة الردع الصهيوني، وأثبتت فشل استخباراتي وعسكري كبير بما تمتلكه "إسرائيل"؛ قد تكون الدولة رقم واحد عالمياً من حيث المخابرات، وهي تمتلك كل اسباب القوة فكانت هزيمتها نكراء أمام المقاومة الفلسطينية.
كيف تقيّمون التطور العسكري لدى المقاومة الفلسطينية، سيما استخدمت في طوفان الأقصى الجو والبر والبحر في آن واحد، وهل من مفاجآت عسكرية أخرى لم يتم الإفصاح عنها مُخبّأة لمعركة قادمة؟
نعم المقاومة الفلسطينية طورت قدراتها العسكرية، خلال السنوات الماضية بشكل كبير لكي تستطيه ان تحمي شعبها وتحمي القضية الفلسطينية من كل محاولات التصفية، والتي يعمل عليها للاسف، ليس فقط دول الشر التي تحمي "إسرائيل" والدول الغربية، أيضاً للأسف الشديد تشارك بها انظمة عربية. المقاومة منذ عام 2005 وهي تتطور، فكل معركة كنا نرى تطور هائل في قدرة المقاومة، وهذا ناجم عن أن عدونا صعب ومدجج بكل انواع الأسلحة، ونحن شعب محاصر، ولانملك إلا هذه الإرادة وهذه البسالة، حاولنا بكل إمكانياتنها المتواضعة أن نطور ردعاً شبه مستحيل إلى هذه الحالة، وهذا إنجاز بحد ذته عظيم يستحق الشعب الفلسطيني عليه كل الاحترام.
يتسائل البعض عن مصير المستعمرات التي تم تحريرها، هل يمكننا القول أنها أصبحت أراضِ فلسطينية محررة على غرار تحرير قطاع غزة عام 2005 أم أنه هنالك احتمال لتراجع المجاهدين إلى داخل القطاع؟
بالطبع هذه عملية دخول مؤقتة وهي عملية فقط وسوف يعودون منها بعد أن حققوا إنجازاتهم في داخل هذه المستوطنات، مسألة الدخول إلى بعض المواقع قد تكون اسهل بكثير من عملية الاحتفاظ بها، عملية الاحتفاظ بها تحتاج إلى قدرات كبيرة جدّاً ليست قدرات مقاومة إنما قدرات جيوش كبرى حتى تستطيع المحافظة على مثل هذه المواقع، لذلك هي فقط عملية دخول وعملية انسحاب بعد ذلك، بعد تحقيق كل الأهداف.
شاهدنا أبطال القسام وسرايا القدس كتفاً إلى كتف في هذه المعركة، هل يمكننا القول أن غرفة العمليات المشتركة هي التي قادت العملية، أو مثلاً هل يمكننا اعتبارها من بركات معركة "وحدة الساحات"؟
نعم وحدة الميدان هذه معروفة، لكن الآن هناك أكثر من وحدة ميدان، هناك تنسيق كامل، هناك وحدة تامة، وخصوصاً أن هذا ظرف صعب، ففي ظل هذه العملية وضرب هيبة الكيان الصهيوني، سوف يكون الرد جنونياً وهستيرياً وخصوصاً أن العالم للأسف الشيديد، يدعم إسرائيل بكل جرائمها. رأينا الأصوات الغربية، تدعوا "إسرائيل" إلى ممارسة كل أنواع الإرهاب والقتل والجرائم ضد الشعب الفلسطيني كرد على هذه العملية.
برأيكم ما احتمالية أن تتوسع المعركة لتشمل الإقليم، بالنظر إلى التصريحات الأمريكية العلنية وتلويحها بالقوة العسكرية؟
الآن الجميع مطالب بالرد، فكل عربي عليه واجب، وكل مسلم عليه واجب، في ظل هذا الانجياز الغربي التام، في ظل هذه الجرائم التي تُقترف الآن وبوحشية غير عادية على مرآى ومسمع من العالم، لم نسمع إدانة غربية لهذا الإجرام، بينما كل العالم تَنادى لإدانة ما قامت به المقاومة الفلسطينية في المستوطنات والمغتصبات الفلسطينية، للأسف الشديد العالم منحاز، لذلك ينبغي على العرب والمسلمين أن يقوموا جميعاً بواجبهم، وأن يعتبروا أنه ليس إسرائيل هي العدو، أمريكا هي العدو الأساسي، الآن نقتل بقنابل غير عادية زودت أمريكا إسرائيل بها، وأيضاً بريطانية وفرنسا، كلهم أعداء واضخون وكلهم حرّضو على قتل الفلسطينيين بالرغم أن الفلسطيني هو الضحية منذ أكثر من مئة عام.
/انتهى/