أكد مدير المركز الدولي للإعلام والدراسات في بيروت الأستاذ "رفيق نصرالله"، أن "اسرائيل" تمارس وحشيتها ضد المدنيين، مضيفاً "أعتقد ان هذا الجيش بات يخشى الالتحام مع المقاومين في غزة" مشيراً إلى ان جيش الاحتلال يسعى لتحقيق نصراً وهمياً لإرضاء الرأي العام.

وكالة مهر للأنباء_ القسم الدولي: تعمل الآلة الإعلامية الصهيونية؛ منذ تأسيس هذا الكيان إلى يومنا هذا، على قلب الحقائق، وذلك عن طريق أدواتها الإعلامية وعملائها. كيف لا وهو كيان أسس على الكذب.

وبعد عملية "طوفان الأقصى"، واستمراراً لنهج هذا الكيان، عَمِلَ إعلامه على قلب الحقائق، منذ اليوم الأول للعملية، وسعى لإظهار نفسه بمظهر المظلوم، وأن المقاومة الفلسطينية هية المعتدية عليه.

ومن تلك الامثلة، كذبة أن المقاومة الفلسطينية " أحرقت الأطفال وقطّعت رؤوسهم"، وهذا ما كذّبه الواقع وأجبر القنوات والأشخاص الذين تبنّوا هذه الكذبة، أن يعتذروا بعدها ويسحبوا كلامهم، بعد أن لم يتبين أي دليل على صحّة ادعاءهم.

ولا زال جيش الاحتلال، يشن أبشع أنواع الحروب، على المدنيين في غزة، محاولا بذلك أن يظهر بمظهر المنتصر أمام الرأي العام "الإسرائيلي"، لكن هيهات هيات، فزمام المبادرة في هذه الحرب كانت بيد المجاهدين الفلسطينيين الذي حرّروا بعض المناطق المحتلة القريبة من غزّة.

ولأهمية هذه العملية المباركة، وللبحث أكثر في الواقع الإنساني داخل قطاع غزة، أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، الأستاذة "وردة سعد"، حواراً صحفياً مع مدير المركز الدولي للإعلام والدراسات في بيروت الاستاذ "رفيق نصر الله"، وجاء الحوار على الشكل:

الاف الشهداء والجرحى سقطوا حتى الان على تراب غزة، ومشاهد مروعة من الدمار والخراب المتعمد تصلنا من غزة.. ومع ذلك لم يتحرك الضمير العالمي بعد ولم تقم منظمات حقوق الانسان بدورها.. اليس هذا مستغربا؟ ما دلالات هذه البلادة في الحس الانساني لما يسمى با "المجتمع الدولي"؟

من الطبيعي ان نكون امام هذا العمى الذي يمارسه المجتمع الغربي ودوائر القرار في الغرب حيال ما يجري، يبدو ان هذا الغرب منغمس تماما في العدوان ولا نستغرب ابدا ما يجري ومحاولة تعمئة الحقائق وحتى وصل الامر الى توجيه تهديدات مباشرة لأي مواطن سواء كان عربيا او مشرقيا او حتى فرنسيا او ايطاليا او ألمانيا اذا ما ناصر القضية الفلسطينية وكذلك الامر في الولايات المتحدة الاميركية، نحن امام انحياز وعنصرية وفاشية جديدة تعكس حقيقة ما يسمى بالمجتمع الدولي الذي لا يمكن الاعتماد عليه.

هل نجحت الرواية الصهيونية بربط عملية السابع من اكتوبر بهجمات الحادي عشر من سبتمبر؟ وهل فقد الغرب عقله وذاكرته ليتجاهل اصل المشكلة والاسباب التي تقف خلف كل هذا الصراع والعنف في المنطقة؟

للاسف نعم يجب ان نعترف بأن الرواية الاسرائيلية والرواية الغربية هي التي وصلت الان الى الرأي العام الغربي، هناك غرفة عمليات سوداء خططت وتنسق وتعمم وتحذف وتحاول قلب الصورة، وهذا يعكس قصورنا الاعلامي الواضح، والذي دائما نكتشفه بمثل هكذا مواجهات، الان هناك إنقلاب بالمفاهيم وما وصل للرأي العام الغربي هو الرواية الاسرائيلية، حتى هذه الرواية اثرت على الرئيس الاميركي بايدن، رغم ان بعض الدوائر في البيت الابيض قالوا بأننا لم نرى ما زعمه الاسرائيليون لقتل الاطفال لم نرى ولو صورة واضحة، وحتى الان ما يعمم في الغرب هو الرواية الاسرائيلية ومعها الرواية الاميركية التي تعمل على تشويه الحقائق من اجل تبرير العدوان الاسرائيلي والجرائم الاسرائيلية التي ترتكب الان في قطاع غزة.

كيف تصفون صمود الشعب الفلسطيني في غزة والتفافه حول المقاومة رغم كل هذه المعاناة التي لا توصف؟ وهل ترون ان تكتيكات المقاومة حتى الان افشلت سياسات العدو الصهيوني ؟

من دون شك ان الشعب الفلسطيني هو شعب مقدام وشعب جبار ويقدم تضحيات كبيرة جدا في ظل صمت عربي لا بل في ظل تآمر عربي على هذا الشعب وعلى قضيته، وبالتالي مهما كانت نتائج المعركة الدائرة الان في غزة فقد تم تحطيم صورة الجيش الذي لا يقهر و"اسرائيل" دفعت ثمنا وستدفع ثمنا كبيرا نتيجة هذه المشهدية امام هذه العملية التي تم تنفيذها، لكن يجب ان نعترف بنفس الوقت ان هناك جرائم كبرى ترتكب على الارض وسوف نكتشف الكثير منها خلال الايام القليلة القادمة، بالنهاية الشعب الفلسطيني سوف ينتصر لان لديه مبادرته ولأن لديه البدائل عما يجري الان سواء الخطة "أ" التي بدأت بالهجوم وقد نكون امام خطط اخرى كتوسيع رقعة القصف ومنها انتظار العملية البرية من اجل توجيه ضربات موجعة للتقدم البري "الاسرائيلي"، نحن نراهن على مثل هذا الاحتمال كما راهنا سابقا على تطوير ادوات المواجهة عند المقاومة لدى الشعب الفلسطيني.

اعلام العدو يكشف عن فشل الهجوم "الاسرائيلي" الوحشي وسياسة التدمير الممنهج للاحياء السكنية في تحقيق اي منجز عسكري.. فهل يعني ذلك اخفاقا للآلة العسكرية يضاف الى اخفاقاتها السابقة؟ ام ان هناك اهدافا اخرى غير عسكرية يستهدفها العدوان ؟

الان "اسرائيل" تمارس وحشيتها ضد المدنيين، هي لاتواجه المقاتلين وأعتقد ان هذا الجيش بات يخشى الالتحام مع المقاومين في غزة، هو يستخدم سكان غزة كنوع من الدروع البشرية ويقوم بضربات وحشية من اجل خلق منطقة خالية من المباني ومن السكان ومحاولة التقدم اليها والتقاط الصور على اعتقاد ان الجيش "الاسرائيلي" تمكن من الوصول الى اجزاء من غزة من اجل ارضاء الرأي العام "الاسرائيلي" الناقم على رئيس الحكومة وعلى الجيش "الاسرائيلي"، ومحاولة اضفاء صورة ان هذا الجيش انتصر وتمكن من استيعاب ما حصل يوم السبت الماضي، مهما كانت نتيجة المعركة ومهما كانت التضحيات بالنهاية "اسرائيل" سوف تخسر هذه الحرب وسيكون لهذه الحرب ارتدادات كبيرة على المستوى الداخلي، وسيدفع نتنياهو ثمن هذه الحرب وكذلك بعض الجنرالات في الجيش "الاسرائيلي.

/انتهى/