أوضاع الكيان الصهوني في الآونة الاخيرة بلغت مستوى من الأزمة التي تؤكد ان إنهيار هذا الكيان امر حتمي وان بوادره بدأت تلوح في الأفق، فإذن لابد ان نرد على السؤال الذي يقول ان العالم بدون "اسرائيل" كيف سيكون؟

وأفادت وكالة مهر للأنباء، على الرغم من انه قد مضى اكثر من أسبوعين على الصفعة التي تلقاها الكياني الصهيوني من المقاومة الإسلامية الفلسطينية فجر يوم السابع من اكتوبر، لكن هذا الكيان لم يخرج من الصدمة بعد، وللتعويض عما أصابته من الهزيمة يقوم بإرتكاب أبشع الجريمة ضد المدنيين الأعزل والذين يلجأون إلى الأماكن الآمنة العامة مثل المستشفيات والمساجد والكنائس.

عندما يلجأ كيان يدعى ان لديه أقوى جيوش العالم ويتمتع بأحدث التقنيات والتكتيكات الدفاعية والهجومية ويمكنها المواجهة مع جيوش الدول المختلفة إلى قصف المدنيين وتفجير المستشفيات والكنائس و لايمكنه الوصول إلى أبطال المقاومة الإسلامية الفلسطينية الذين ألحقوا به هزيمة فاضحة، هذا يؤكد ان هذا الكيان ليست لديه استراتيجية موثوقة بها للحفاظ على وجوده ولمنع انهياره.

ان بوادر انهيار الكيان الصهيوني بدأت تلوح في الأفق، وهذا ليس فقط بسبب الهزيمة التي منيت بها خلال عملية طوفان الأقصى، أو بسبب جرائمه التى صعد منها في الآونة الاخيرة ضد المدنيين والمستشفيات و الكنائس، أو بسبب ان جبهة المقاومة تعيش أقوى فترات حياتها أو بسبب أن قوة داعميه مثل الولايات المتحدة تراجعت أو ظهرت قوة عالمية جديدة وتغيرت المعادلات السياسية على الصعيدين الدولي والإقليمي وفشلت المحاولات الحثيثة التي بذلتها امريكا ونفس الكيان لتوسع نطاق التطبيع مع الدول الإسلامية، بل لأن هذا الكيان لديه مشكلة جذرية داخلية تعود إلى هويتها المزيفة والمبنية على الإحتلال والإغتصاب والتهجير والجريمة وبلسان أبلغ تعود إلى اللاهويته التي تحكم عليه بالإنهيار والزوال والتفكك عاجلا أم آجلا و شاء من شاء وأبى من أبى.

الآن وبعد ان تبين أن انهيار الكيان الصهيوني لابد منه ولامحالة انه يسير نحو التفكك، من الجيد ان نجيب إلى هذه الأسئلة التي تقول کیف سیکون العالم بدون "اسرائيل" ولماذا يصر أحرار العالم على ضرورة زوال هذا الكيان المزيف، وكيف ستكون الأراضي الفلسطينية ومصير الشعب الذي لم يعش ليلا هادئا منذ أكثر من سبعين عاما؟!

للإجابة عن هذه الأسئلة يجب اولا أن نعود إلى الأيام التي تأسس فيها الكيان الصهيوني على يد الصهيونية العالمية وبريطانيا ومن دعم هذا التيار، حيث بنوه على أساس احتلال الأراضى وغصبها من السكان الأصليين المسلمين الفلسطينيين بالتوسل إلى التهجير القسري وارتكاب الإبادة الجماعية للقرى والمدن المحيطة وتشريد الشعب الفلسطيني إلى المخيمات التي لاعيش فيها ولا معاش، فإذن اول فائدة تتحق من انهيار ما يمسى بـ"إسرائيل" هي إنهاء الإحتلال للأراضي الفلسطينية وعودة هذه الأرض المقدسة إلى أصحابها الأصليين وإنهاء معاناة المتشردين اللاجئين الفلسطينيين وبناء دولة عادلة تحبها سكان هذه الأرض.

والفائدة الثانية هي انها لن نعد نرى بعد انهيار الكيان الصهيوني ان المستوطنات تتوسع في الأراضى الفلسطينية الغير المحتلة ولن نرى المستوطنين العنصريين يهاجمون أبناء فلسطين ويقتلونهم بلاهوادة أو يصيب طفل أو إمرأة أو شيخ بطلقات قوات الكيان النارية ولن نرى ان الصهاينة يؤذون المسلمين في المسجد الأقصى المبارك ويتعرضون لهم لأداء صلاتهم والتقرب إلى ربهم، وأهم من جميع ذلك سوف لن نرى الأطفال الفلسطينيين يستيقظون من النوم بأصوات تفجير القنبلة أو هجمات طائرات صهيونية أو صوت قوات الإحتلال الذي يكون أنكر من صوت الحمير، وبل بدلا من ذلك سيتمتع الأطفال هنا من عيش كريم ويمكنهم اللعب مع زملائهم بفرح وسعادة وان يذهبوا إلى المدارس مثل جميع الأطفال في العالم، دون خوف من القتل المفاجئ أو الأسر بيد الوحوش المحتلين ودون ان يروا ان بيوتهم يهدم على رأسهم أو يستشهد أبواهم واخوانهم وأخواتهم من دون سبب، كما يعم الأمل والفرح والسلام قلوب الفلسطينيين وستتحرر الأرض وسيتحرر الشعب.

هذا من الناحية الداخلية، وأما من الناحية الإقليمية والدولية أيضا لإنهيار الكيان الصهيوني فوائد كبيرة ستتمتع بها شعوب العالم جميعاـ حيث ان سبب الكثير من الحروب والأزمات والأعمال التخريبية والجرائم اللاإنسانية في المنطقة وبل في العالم هو الكيان الصهيوني، فإذن عندما محا الكيان الصهيوني من على سطح الأرض، سوف لن نرى أزمة كبيرة مثل أزمة سوريا تمتد لأكثر من عشرة سنوات وتجلب بالقتل والدمار والخراب لأمة تكون آمنة وتتمتع بعيش كريم ولن نرى ان تنظيم ارهابي وحشي مثل داعش يظهر في الدول الإسلامية ليحقق المشاريع الصهيونية والفرقة بين أبناء الأمة والتنازع بينهم بإثارة الفتن، وسوف لن نرى ان العلماء المناهضين للصهيونية والعاملين في مجال تعزيز قوة الإسلام يتم إغتيالهم ويستشهدون بأياد الغدر الصهيونية ولن نرى ان لبنان يعيش خلأ رئاسي ولن نرى ان السعودية تهاجم البلد الشقيق لها ولن نرى اعمال الشغب في دول مثل إيران والعراق ولبنان تستهدف امن الشعب وحياتهم وعيشهم ولن نرى الدول المسلمة متفككة ومتفرقة، بل سوف نرى السلام والإستقرار يحل دول المنطقة وشعبها يعيش بكرامة وعزة وفخر وشرف يليق به والدول تتقدم نحو العلم والتكنولوجيا والإزدهار وتبلور المواهب... نعم هذا هو العالم بدون "اسرائيل".

/انتهى/