وأفادت وكالة مهر للأنباء، ان هبة اللبدي، فتاة فلسطينية شابة، أسرها الصهاينة في 20 يوليو 2019، وأفرجت عنها بعد ثلاثة أشهر في 6 نوفمبر من ذلك العام. وأنها تقول إن آخر 43 يومًا من أسرها أمضتها في الإضراب عن الطعام، مما أدى في النهاية إلى إطلاق سراحها. انها تدرس حالياً في لبنان وتبلغ من العمر 36 عاماً، وكان عمرها 32 عاما عندما تم اسرها.
وقالت هبة اللبدي التي زارت جناح إيران في معرض لبنان الدولي الثامن للكتاب للكشف عن كتاب "عاصمة السماء" (فلسطين من وجهة نظر السيد حسن نصرالله) في حديث مع مراسل وكالة مهر للأنباء، في رد على سؤال حول انه لماذا لم يقم الصهاينة بقتلك عندما كنت بيدهم اسيرة: "انهم لا يستطيعون فعل ذلك، رغم انهم لا يأبون ارتكاب أى جريمة، لكن لا يمكنهم فعل ذلك، لأن في هذه الحالة يجب أن يقتلوا 11 مليون شخص بهذه الطريقة. ليس لديهم القدرة على ذلك ولهذا السبب يسجنون الفلسطينيين، ولقد اعتاد العديد من الفلسطينيين على السجن، ويتم سجنهم وإطلاق سراحهم بشكل منتظم، لكن إسرائيل لا تستطيع أن تقتلنا جميعاً نحن الفلسطينيين".
وفي إشارة إلى اساليب التعذيب التي كان عناصر الكيان الصهيوني يمارسون ضد السجناء، وصفت هذه الأسيرة الفلسطينية الأساليب بالمرعبة وأوضحت: "انهم صفعوا وضربوا على وجهي، كما قاموا بسحب شعري، كما تعلمون أنني قبل سجني وإطلاق سراحي لم أرتدي الحجاب الإسلامي وكان شعري ظاهرا، وكان الإسرائيلييون فرحون لذلك، حيث في المرة الأولى التي وضعوني فيها على كرسي التحقيق، سألوني: "هل تؤمن بأشياء معينة؟ هل تؤمن بالإسلام؟ هل تؤمن بالنبي".
وأضافت: "قبل أن يتم أسري وإطلاق سراحي، لم أكن أعرف شيئًا عن القرآن والإسلام وإيران. وبعد الحرية تعرفت على السيدة زينب (ع) وهذه الشخصية أثرت على شخصيتي وحياتي بشكل كبير، كيف يمكن لسيدة مقيدة اليدين ومقيدة بسلاسل الأسر أن ترفع رأسها هكذا وتلقي خطاباً أمام مستكبرين عصرها؟ لقد أخبرتك أن الإسرائيليين كانوا سعداء لأنني كنت لا التزم بالحجاب وكنت غير متدين. كنت مثلهم. و عندما كنا ندرس في المدارس الابتدائية في الأردن، لم يخبرونا بحقيقة الدين. كان معلمونا يقولون أن "كوثر" نهر سماوي. ولم يخبرنا أحد أن هذه السورة نزلت لشخصية فاطمة الزهراء (عليها السلام). وكانوا يقولون عن إيران أيضا أنهم مجموعة من الكفار والكافرين، و بالإضافة إلى المدارس، في الجامعات الأردنية أيضًا كانوا يقولون أن الإيرانيين كفار. كثير من الناس في فلسطين والأردن والدول الإسلامية لا يعرفون إيران والإسلام".
وتابعت: "لدى جواز سفر فلسطيني وجواز سفر أردني. ولهذا السبب كنت أتنقل ذهاباً وإياباً إلى فلسطين، وتم اعتقالي خلال إحدى هذه الرحلات. كنا في المنزل عندما هاجموا علينا وأخذوني معهم وكانت والدتي وخالتي حاضرتين أيضًا، ولكنهم أخذوني لأنني كنت شابة... لقد سكنت سجونًا مختلفة، أولاً، تم نقلي إلى سجون في القدس وحيفا. ثم نقلوني إلى سجن النساء في ديمون، وبجانب هذا السجن كان هناك سجن للأطفال الفلسطينيين، حيث يُسجن فيه 200 طفل وطفلة صغيرة وكانت حالتهم مزرية. وبعدها نقلوني إلى سجن الرملة وسجن آخر... سجن الرملة كان سيئا للغاية ومرعبا! واعلموا أن الكثير من النساء مسجونات ومحاصرات في فلسطين".
وفي إشارة إلى الأشخاص الذين كانوا يحققون معها، قالت هبة: "اكثرهم كانوا رجالا، ولكن كانت هناك نساء أيضا... هذه النقطة أيضًا مثيرة جدًا للاهتمام بالنسبة لك لتعرف أن الإسرائيليين جبناء جدًا، حيث انها في إحدى مراحل أسري، كنت في زنزانة كانت عبارة عن غرفة صغيرة وكانت كاميرا المراقبة تنقل صورتي إلى غرفة القيادة الإسرائيلية على مدار 24 ساعة في اليوم. لقد كنت وحدي في الزنزانة. عندما كانوا يريدون إحضار الطعام لي، كان أحد الجنود يأتي ويمسك بيدي حتى لا أتمكن من الحركة، بينما كان الآخر يضع حاوية الطعام جانبًا".
وأضافت: "ومثال آخر على مدى جبانة الصهاينة هو يرتبط بحدث في ممر ضيق للغاية يؤدي إلى أحد أبواب السجن. كان الممر ضيقًا جدًا، وإذا كان هناك شخص قادم من الأمام، كان عليك العودة إلى بداية الممر حتى يمر. ذات مرة، تم اقتيادي إلى هذا الطريق مقيد اليدين والقدمين، وكنت خلف ضابطة إسرائيلية تقدمت وفتحت الباب. وبسبب الخوف على هذه الضابطة، أعادوني أولاً إلى بداية الممر ليفتح الباب، ثم أعادوني إلى الممر لأمر من ذلك الباب".
وانتقدت السيدة هبة اللبدي مواقف حكام الدول العربية تجاه القضية الفلسطينية، قائلا: "كغيره من الخلفاء الجبابرة في التاريخ، إنهم ملوك رأينا أمثلتهم في التاريخ. انني وبعد السجن تعرفت على شخصية الإمام موسى الكاظم (ع) و ما تحمل هذه الشخصية العظيمة في سجن هارون الرشيد! معلوماتي كانت قليلة جداً، ولكنه بعد أن تم إطلاق سراحي من السجن، وبسبب تأثري من شخصية السيدة زينب(ع)، بدأت قراءة الكتب، وهكذا تعرفت على شخصية الإمام الحسين (ع)؛ وكذلك الإمام الحسن (ع) شخصية عظيمة وقد حقق للإسلام أشياء كثيرة. سيدنا علي (ع) أمير المؤمنين له مكانته أيضاً، لكنه غريب وغير معروف".
ولفتت إلى أننی طبعاً عندما لم أكن مسجوناً بعد، كنت من محبي السيد حسن نصر الله، وأحبه مثل الشباب اللبناني، لأنه يتمتع بشخصية جميلة ومناضلة ومع ذلك، لم أكن مناضلا في ذلك الوقت، عكس ما أكون الآن والحجاب الذي ارتديه هو سلاحي وأنا مناضل ولقد تعلمت في مكتب الإمام الحسين عليه السلام مثل الكثير من الشباب الفلسطينيين".
تطرقت هذه الأسيرة إلى كيفية تعرفها على قائد الثورة الإسلامية، وقالت: "النقطة المهمة هنا هي أنني بعد أن تعرفت على السيدة زينب (ع) والشخصيات الدينية الكبار، تعرفت على شخص مهم آخر، هو آية الله السيد علي الخامنئي، حيث انني كنت دائماً أرى السيد حسن نصر الله يتحدث عن هذه الشخصية بإحساس غريب. ولهذا السبب أصبحت مهتمة بالقراءة عنه".
وشددت السيدة هبة اللبدي: "ما يثير اهتمامي حول شخصية آية الله الخامنئي والسيد حسن نصر الله هو أنهما لطيفان مع الشعوب المسلمة، ولكنهما يواجهان الصهاينة بالجدية وشديد التعامل. وهنا يجب الإشارة إلى ان بعد معرفتي لآية الله الخامنئي، لقد تعرفت بالحاج قاسم سليماني أيضا. الحاج قاسم بالنسبة لنا بطل، ولا تعرف كم هو عزيز لنا وللمناضلين الآخرين!
وختمت الأسيرة بقولها: "إن أهم قضية أفكر فيها هذه الأيام ولها أكبر الأثر في نفسي وروحي هي وضع الأسيرات والصديقات اللاتي تركتهن في سجون إسرائيل...كن يقلن أننا نأمل أن يطلق سراحنا المجاهدون من كتائب عز الدين القسام أو باقي فصائل المقاومة. عندما كنا في السجن تخيلنا هذا المشهد مع نساء أخريات أن أبواب السجن ستفتح وسيطلق المجاهدون سراحنا. أعتقد أن تحقيق هذه الأمنية قريب جدًا".
/انتهى/