وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: صمت الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله منذ بداية طوفان الأقصى هو إثبات ان الصمت احيانا قد يكون أكثر بلاغة من الكلمة، الامر الذي جعل العدو وحلفائه في حالة ترقب وحذر وخوف مما دفعهم الى ارسال عشرات السفراء والوسطاء لمعرفة موقف المقاومة وبماذا تفكر.
وهذا دليل على اهمية الاستراتيجية التي يعتمدها الحزب والمحور، ايضا هناك غرفة عمليات مشتركه على مدار الساعة ، وطبعا ظهور سماحة السيد حسن نصر الله بعد عمليه طوفان الأقصى فيها الكثير من الرسائل وان لم يتكلم ، فقط الصورة أدت واجبها، وكما قال العدو الصهيوني بإحدى الصحف لحظة ظهور نصرالله على الشاشة هو يوم القيامة في "إسرائيل".
وفي هذا الصدد علّق الكاتب والمحلل السياسي الأستاذ ميخائيل عوض، على إطلالة السيد حسن نصر الله الأخيرة برفقة قادة المقاومة الفلسطينية، بالقول: هي بمثابة تأكيد بالصورة والصوت ان محور المقاومة موحد وان حزب الله والمقاومة الفلسطينية في ذات الخندق وفي غرفة عمليات واحدة تدير المعركة.
لكل هذا وأكثر، ولبحث مدلولات صمت السيد حسن نصر الله، وتأثيره على الكيان الصهيوني، أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، الأستاذة وردة سعد، حواراً صحفياً مع الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، الاستاذ ميخائيل عوض، وجاء نص الحوار على الشكل التالي:
منذ ايام تجري عملية تسخين عسكري في الجبهة الشمالية كما سميت على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة.. حيث ترد فيها المقاومة على الاعتداءات "الاسرائيلية" بشكل متصاعد ومدروس، فما هي المعاني التي يحملها هذا التصعيد المدروس والخطير؟ وما هي احتمالات انفجار الوضع على نطاق شامل ؟
المقاومة الاسلامية في لبنان اوفت وعدها وكانت عند عهدها فناصرت غزة بالنار والدماء والشهداء ولم تبخل بل كسرت قواعد الاشتباك بعد حرب تموز 2006 وكسرت قواعد كان غزو بيروت 1982 قد ارساها، ففتحت الحدود كلها للعمليات ودمرت صواريخ الكورنت خط الدفاع الاسرائيلي الذي كلف مليارات الدولارات ولثلاثة وعشرون سنة، تم تدمير التقنيات وباتت إسرائيل بلا عيون ولا اذان واصيب لها اكثر من 80 من جنودها ودمرت 14 دبابة ميركافا الى عشرات المدرعات وناقلات الجند ووسعت المقاومة الجبهة وباتت مسيراتها تصل الى حيفا وبحيرة طبريا، كما شرع مشاركة الفصائل الفلسطينية بالاشتباك ونصرة غزة من لبنان، وهذا عمل جبار واعلان دخول الحرب بالنار والدم.
من غير المستبعد ان تعصف الجبهة وتتسع دائرتها وتدخل اسلحة جديدة في الاشتباك وكل شيء الان يتوقف على قرار القيادة العسكرية وخططها فجبهة الجنوب لن تترك غزة تذبح وتسقط.
يجري الحديث بشكل متواتر عن الحرب الاقليمية ومخاطر اندلاعها على ضوء العدوان الاسرائيلي الوحشي على غزة.. فما المقصود بالحرب الاقليمية ومن هي القوى التي ستشارك فيها؟ ولمن يوجه التهديد برأيكم من هذه الحرب.. لمحور المقاومة او لكيان الاحتلال ؟
الحرب الكبرى والحرب الاقليمية بل والحرب الشاملة جارية اليوم فقد فتحت الجبهة من غزة الى الضفة والجولان والناقورة امتدادا الى هرمز والبحر الاحمر ، فانصار الله دخلوا الحرب وقصفوا بالصواريخ والمسيرات وهم جاهزون للحرب العاصفة، والحشد الشعبي يتعامل بالصواريخ والمسيرات مع القواعد الامريكية في سورية والعراق وامريكا اعلنت انها شريكة في الحرب وتقودها مباشرة والجولان وعموم سورية منذ 2012 في حالة حرب مع الكيان وعملائه وادواته من الارهاب الاسود فالحرب الاقليمية جارية ومحور المقاومة مشتبك ويبلي حسنا واكمل جاهزيته لكل الاحتمالات بما فيها حرب الاسنتنزاف الطويلة او الحرب العاصفة على كل الجبهات.
في لبنان ايضا لا يزال الجميع - وربما خارج لبنان - يترقبون ظهور سماحة السيد نصرالله ويسألون عن دلالات عدم خروجه لايضاح الموقف او اعلان القرار.. ما سبب ذلك؟ والى اي حد يؤثر هذا الغموض على معنويات العدو؟ ثم ما هو الموقف المتوقع من حزب الله في حال استمرار سياسة التصفية للمقاومة في غزة ؟
اطلالة السيد حسن نصرالله او عدمها تعتبر جزء من المعركة والحرب، فان اطل ترتعب اسرائيل وتشتد العزائم واذا لم يطل تعيش اسرائيل حالة الرعب، ولهذا ربما يدرس السيد وقيادة المقاومة الاجراء المفيد في الحرب الاعلامية والنفسية، ومن ثم اطلت صورة السيد مع القائد نخالة والقائد العاروري وفيها الف رسالة نوعية تؤكد ان المحور كله مع غزة وان غرفة العمليات المشتركة تقود الحرب على كل الجبهات، حزب الله انخرط بالحرب ويدوزنها بتقانة عسكرية نوعية وعبقرية فموقفه واضح ومشفوع بدماء الشهداء وبالاشتباك الدائم والعمليات العسكرية النوعية وبتجميد ستة فرق عسكرية اسرائيلية تنتشر بين الشمال على حدود لبنان والشرق على حدود الجولان.
ما سر هذا الغياب الرسمي اللبناني عن الحدث الذي يهز بل يهدد المنطقة وفي المقدمة لبنان بعد فلسطين؟ لماذا لم يشارك لبنان الرسمي في قمة القاهرة الاخيرة؟ وما تقييمك للوضع الداخلي اللبناني سياسيا واجتماعيا ومدى تأثيره على قرار مشاركة المقاومة في الحرب الكبرى التي بدأت نذرها تظهر في المنطقة ؟
لبنان الرسمي في حالة غيبوبة واصلا في حالة فراغ والفراغ يضرب الدولة وكل المؤسسات فليس من رئيس جمهورية والحكومة لتصريف الاعمال ومجلس النواب معطل على انتخاب الرئيس وعليه تفهم حالة الغياب للبنان الرسمي، لبنان الشعبي يتضامن وتخرج المظاهرات والفاعليات في كل المدن والاوساط اللبنانية مناصرة وتضامن مع غزة والحالة الشعبية ممتازة والحالة السياسية ممتازة فقد تغيرت مواقف العديد من القوى والتيارات والكتل السياسية واعلن جنبلاط فتح الجبل للنازحين من الجنوب كما قام الوزير باسيل بحركة سياسية ممتازة تبشر بالايجابيات.
كيف تقرأون لقاء سماحة السيد حسن نصر الله بالقادة الاستاذ نخالة والعاروري، وما هي أبعاده ووقعه على العدو ؟
تأكيد بالصورة والصوت ان محور المقاومة موحد وان حزب الله والمقاومة الفلسطينية في ذات الخندق وفي غرفة عمليات واحدة تدير المعركة في غزة والحرب الإقليمية الجارية في مساحات جغرافية واسعة جدا ومع كتل بشرية وجيوش كبيرة وفصائل منخرطة في الحرب والصراع وتقارع وتشاغل الامريكي في سورية والعراق والبحر الاحمر.
/انتهى/