وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: ينص الدستور الايراني على الدفاع عن المستضعفين والمظلومين في كل اصقاع العالم، فكيف الحال بفلسطين المحتلة، وهي الدولة المظلومة المسلمة.
وقد وقفت الجمهوريه الإسلاميه الإيرانية الى جانب فصائل المقاومه على كافه الصعد وساندتها ماليا ومعنويا، مثبتةً للعالم بأنها الاقوى دبلوماسيا بما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وذلك من خلال الحراك الذي قامت به في المحافل الدوليه للاعتراض على دعم الغرب للعدو الصهيوني وتغافل الغرب عن المحرقة التي تحصل بغزه هاشم.
وفي هذا الصدد، صرح قائد حرس الثورة الإسلامية، اللواء حسين سلامي، ان قتل الأطفال والنساء ليس انتصارا أبدا، بل جريمة"، مضيفا: "الهزيمة لا يمكن تعويضها بقتل أطفال والنساء والإبادة الجماعية".
وحذّر قائد حرس الثورة الإسلامية، الكيان الصهيوني من التوجه لهجوم بري على قطاع غزة، معتبراً أن القطاع سيلتهم قواته وسيصبح مكاناً لدفن جنوده، مضيفاً: "ان غزة هي عصا موسى التي ستبتلع كل ما يلقفونه... غزة هي مقبرة السياسة العسكرية لكل من تكاتفوا لقتل أطفال غزة والسيطرة عليهم".
وللتعمّق أكثر، في موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية الثابت بدعم القضية الفلسطينية، أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، الأستاذة وردة سعد، حواراً صحفياً مع الخبير في الشؤون الإقليمية و الدولية، الدكتور الإيراني مسعود اسداللهي، وجاء نص الحوار على الشكل التالي:
من البدايه كان قائد الثوره ، الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظلّه الشريف) مواكباً لِغزّه، صوتاً لِفلسطين، لدرجه أنّ الرئيس الأميركي بايدن قد خاطبه مهدداً بالإسم ...ماذا يعني هذا التطوّر الخطير بِلغة الأميركي، وما هو الردْ عليه بلغة الإيراني؟
هذا التطور بلغة الاميركي بالنسبة لدور السيد القائد حفظه الله يدل على فهم الاميركي للدور الرئيسي للسيد القائد في مواجهة الهيمنة الاميركية والاحتلال الاسرائيلي، وقد تبين بشكل واضح ان سماحة السيد القائد حفظه المولى هو العقل الرئيسي لقلب محور المقاومة وحتى ما بعد محور المقاومة اي كل الدول التي تعارض السياسة الاميركية في العالم، لذلك بعدما تعرضت في الايام الماضية الاهداف الاميركية في العراق وفي سوريا تبين لهم انه يجب ان يلقوا المسؤولية على عاتق سماحة القائد، ولذلك بدأوا بلغة التهديد وليس تهديد مباشر لسماحته، هم خائفون من حجم القاعدة الشعبية للسيد القائد في العالم، لذلك هم لا يهددونه شخصيا، بل يرسلون رسائل تهديدية بأنهم اي الاميركيين سيستهدفون اهدافا إيرانية في سوريا والعراق بشكل مباشر، لذا يجب ومن وجهة نظر الاميركي ان يدفع سماحة السيد القائد الثمن بهذا الشكل، هم غافلون ولا يفهمون ما هو دور المرجع الديني سيما بحجم سماحة السيد القائد في موضوع المواجهة مع اميركا، وهو دور شرعي دور ديني، وهم لا يعرفون بأن اشخاص برتبة سماحة السيد القائد في قمة التقوى والمكانة العلمية والدينية لا يخافون الموت، السيد القائد منذ ريعان شبابه بدأ بمواجهة نظام الشاه واعتقل عدة مرات في إيران وابعد لمرات عديدة ايضا الى مدن نائية في مناطق سنية بإيران، كل هذا لم يؤثر على ارادة سماحة السيد القائد في الاستمرار بنهج النضال والكفاح ومعارضة السياسات الاميركية حتى اثناء معارضته لنظام الشاه، اذن هذا ليس مستبعدا ولا غريبا ان يتصرفوا هكذا الاميركيين لانهم وصلوا الى نتيجة ان سماحته هو المخ السياسي وهو العقل الرئيسي لكل حركات التحرر في العالم، هناك تعلق واقبال على سماحته من مناطق ودول في العالم لا يستطيع احد ان يتخيلها، ولا علاقة لهم لا بالشيعة ولا بالاسلام، ولكنهم يعتبرون سماحة السيد القائد قائدهم، وهذا ما يخيف الطرف الاميركي لذلك هدد الرئيس الاميركي سماحة السيد القائد بهذه اللغة.".
حرس الثورة الإيراني يقف دائماً مع الطليعه المقاتله دفاعاً عن فلسطين، بصماته موجوده على رقعة محور المقاومة كاملاً، في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق، وصولا الى اليمن المقاوم، كيف تقرأون لحظة دخول العدو في _حرب كإحتمال قائم_ وإلى أيْ مشهد نتّجه؟
في بداية الثورة الإسلامية عبر الامام الخميني(رض) عن الحرس الثوري بجملة مهمة جدا :" لولا الحرس لما كانت ان تبقى إيران"، كلما نواجه أزمات مختلفة في إيران ونخرج من هذه الازمات ناجحين، نرى ان حركتنا في إيران التي هي حركة تقدم وتطور دائمين نجد الدور الرئيسي فيها للحرس الثوري، الحرس الثوري اصبح حارس الثورة الإسلامية بالمعنى الكامل وليس فقط من الجانبين العسكري والأمني لا بل في المجالات الثقافية و الدينية و الخدماتية، وهذا يدل على ان من يريد ان يدعم المقاومة عليه ان يدعمها في كل المجالات، المقاومة لها جوانب مختلفة ويجب ان تحظى بالدعم الشعبي، لذلك هذا الدعم يحتاج الى ارضيات مختلفة في مجالات متنوعة، ومن يستطيع ان يدعم هذه المجالات هو الحرس الثوري لان لديه تجربة فعلية بالنسبة للشعب الايراني، دائما نشاهد في إيران انه بحال حصل اي خلل او تقصير في اي وزارة خاصة من ناحية تقديم الخدمات للشعب الايراني نجد الحرس الثوري موجود لحلها، حتى ان سماحة السيد القائد يطلب من الحرس الثوري التدخل في المجالات العمرانية والتنموية والخدماتية وبالطبع الحرس يلبي على اكمل وجه ما يطلبه سماحته.".
الحركه الأخيره للوزير عبداللهيان في نيويورك ، هي إثبات على علوّْ كعب الديبلوماسيه الإيرانيه وحيويتها، هل بدأت ساحة المواجهه الدوليه بعد الفيتو الروسي - الصيني ، تفتح الأُفق لِكسر القرار الأميركي - الغربي باستمرار المجازر في غزه ؟
كان من المتوقع عندما أتى سماحة السيد رئيسي الى سدة الرئاسة ان يأتي بهذا التحول الايجابي من حيث دفع كل الوزارات باتجاه دعم المقاومة، لذلك نرى تحرك قوي ومستمر وجديد من قبل وزارة الخارجية الإيرانية ممثلة بالوزير امير عبداللهيان بدعم المقاومة في كل الساحات الدولية سيما في الامم المتحدة ولذلك هذا التحرك ليس صدفة او وليد اللحظة، منذ مجيء السيد رئيسي اعطى أولوية ان من واجبات الحكومة الدعم الممنهج والمتجذر للمقاومة، لم نكن نرى هذا الدعم في حكومة روحاني والوزير ظريف، هذا المنهج الجديد اعطى زخما للتحركات السياسية والديبلوماسية للروسي والصيني في مواجهة حمى الاميركية والدعم الاميركي والغربي للصهاينة لاستمرار المجازر، عندما يشاهد الروسي والصيني الحضور القوي للايراني في الساحة الدولية يعطيه دفعا قويا واضافيا لجهودهم ويقول لهم انتم لستم وحدكم في الساحة، وخاصة ان النبرة الإيرانية اقوى من الروسية والصينية، فوجب ان نقدر هذه الجهود وهذه التحركات لوزير الخارجية الايراني لخلق حراكا دبلوماسيا عالميا تجاه هذا الدعم الأعمى من قبل الاميركيين والغربيين للصهاينة.
هل هنالك فرصه لِحدوث غزو برّي من قبل العدو لِغزّه، خاصةً أنّ قوى المقاومه في المنطقه كلهّا تضرب بقّوه على القواعد الأميركيه بالتزامن مع همجية الغارات على الشعب الفلسطيني ؟
هذه هي النقطة الرئيسية في الموضوع، نحن يجب ان نركز على ان الطرف الاميركي اصبح مسؤولا مباشرا عن كل الجرائم التي ترتكب من قبل الصهاينة، يعرف الجميع بأن الاميركيين هم من يمسكون بزمام الحرب على غزة، هناك جنود وضباط اميركيين موجودين في فلسطين المحتلة يديرون الحرب، لذلك عليهم ان يدفعوا الثمن.
كل هذه الهجمات على القواعد الاميركية في العراق وسوريا هو على صلة مباشرة بما يحصل في فلسطين المحتلة، الطرف الاميركي يريد ان يفصل بين ما يحصل في العراق وسوريا وما يجري في فلسطين، نحن يجب ان نكون منتبهين ونقول لهم هذه نتاج دعمكم للصهاينة في ارتكاب المجازر.
هناك معلومات مؤكدة بأن سفيرة أميركا في العراق وأغلب طاقم السفارة الاميركية تركوا العراق، قسم كبير من الجنود من الديبلوماسيين ومن الامنيين الاميركيين في طوابير طويلة في مطارات العراق ليغادروها، وهذا يدل على انهم فهموا انه بسبب دعمهم ل "اسرائيل" عليهم ان يدفعوا الثمن، حاليا هم يتركون العراق ولو بشكل مؤقت، وهذا انجاز لانه منذ ثلاث سنوات حتى الان كان الاميركي يحاول ان يظهر امام العراقي بأنه المساعد والمنقذ للشعب العراقي، وكان يعمل الاميركي على خلق فتنة بين العراق وإيران وبأن إيران هي سبب الازمات في العراق، ولكن رد فعل الشعب العراقي انه دائما الى جانب القضية الفلسطينية..
استهداف القواعد الاميركية في العراق يؤكد بأن العراقيين يعرفون من هو العدو الرئيسي لهم، ويعرفون بأنه مهما ادعى الاميركي حرصه على تأمين الخدمات للعراق وتطويره وتنميته هو كذب، وان السبب في كل مشاكل العالم هو الاميركي.
أبطال حزب الله في لبنان، يلقنون العدو درساً في ساحات المواجهه على أرض الجنوب، وسماحة السيد حسن نصرالله، دعا لِيكون شهداء حزب الله على طريق القدس ...ما مغزى هذه الدعوه؟
لها دلالات كبيرة جدا، سماحة السيد يريد ان يقول كفاحنا ونضالنا ومقاومتنا ضد العدو الاسرائيلي لم ينته مع تحرير لبنان ومع هروب الجيش "الاسرائيلي" من الاراضي اللبنانية سنة2000، هو يريد القول لكل العالم نحن ذاهبون لتحرير القدس، لذلك نحن مستمرون في القتال ضد المحتل الاسرائيلي.
الهدف الثاني من ذلك اراد ان يقول انه بتنسيق تام مع المقاومة الفلسطينية في غزة، ان المقاومة الإسلامية دخلت الحرب دعما لأهل غزة وتخفيفا للضغط على اهل غزة، وفعلا انشغل العدو بالجبهة الشمالية وأرسل 3 فرق والويات الى الحدود مع لبنان، لذلك يجب ان نثمن هذا الدور وهذا التنسيق التام بين المقاومة في لبنان والمقاومة في غزة.
الهدف الثالث هو اعطاء وسام شرف لهؤلاء الشهداء، فمن يستشهد على طريق تحرير القدس له مكانة عالية عندالله عز وجل، وقد أتى في القرآن الكريم استيلاء اليهود على القدس مرتين ثم اسقاط دولة اليهود، المجاهد في سبيل الله على طريق القدس له الاجر والثواب، " أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين اشركوا" يعني خطر اليهود اكبر من خط المشركين، لذلك من يقتل ويستشهد في وجه هذا العدو هو اذن مجاهد وشهيد كبير وله مكانة خاصة عند الله وعند آل البيت(ع).
/انتهى/