وكالة مهر للأنباء، حبيب احمد زاده: ان حرب غزة مستمرة منذ ليس أسبوعين بل سبعين عاماً من قبل الفلسطينيين مع هذه المجموعة المحتلة التوسعية (حتى من وجهة نظر قرارات الأمم المتحدة)، وما حماس والجهاد الإسلامي إلا النتيجة الطبيعية للسلام الزائف وإحباطات الأمة المنتهكة، ربما اختاروا هذه المرة الموت المفاجئ بدلاً من الاعتداءات المتكررة والتدريجية.
نتنياهو من خلال اختيار العديد من عوامل التحريض، مثل القتل اليومي حتى في الضفة الغربية التي لا يوجد فيها سيطرة لحماس، وإهانة المقدسات حتى إلى حد إقامة حفلات رقص في باحة المسجد الأقصى، أراد بالتأكيد من فصائل المقاومة الفلسطينية أن تفعل شيئاً، لتخفيف من وطأة سقوط حكومته المتطرفة، لكنه لم يحسب أبداً حجم سحق وانهيار الجبهة الجنوبية وتزايد قوة الفلسطينيين المحاصرين.
وفي استمرارا لمثل هذه الحرب، تظهر القصة الرهيبة لمستشفى المعمداني ومقتل عدة مئات من النساء والأطفال الأبرياء الذين لجأوا إليه، والموقف المخزي لنتنياهو الذي يقتل مئات الأشخاص كل يوم، من أجل الهروب من عواقب عمله. هذا العمل يشبه تماماً لتلك القصة الدعاية الكاذبة لأمريكا في الحرب الباردة لصالح الروس، حيث يقود جندي روسي عشرين جندياً ألمانياً إلى الإعدام في شوارع برلين بعد سقوطها، وتعرفت عائلة حاضرة في الشارع، أحد هؤلاء الجنود وسط هذا العرض الحزين وتوسلت للجندي، وارادت ان يسامح الجندي الألماني لاجل زوجته وأطفاله. يعرف الجندي الروسي أنه يجب عليه تسليم عشرين جندياً بالضبط للإعدام. وأعطى الجندي لعائلته، لكن اخذ مواطنا اخر حاضر من بين الناس ووضعه في الطابور وانتقل إلى مكان الإعدام مع جنود آخرين.
وأمثال نتنياهو الذي يقتل كل يومين او ثلاثة ايام عدد كثير من الشهداء في مستشفى المعمداني والاماكن الاخرى في غزة، هل لديهم السلطة الأخلاقية لتبرئة أنفسهم من أي قتل، تماما مثل قصة الحرب الباردة الكاذبة للجندي الروسي. هل يستطيع الجندي ان يبرئ عمله باستبدال جندي واحد فقط؟
بالنسبة لأهل الشرق الأوسط، فإن تجربة ونتائج السلام المزعوم بكل البريق والاحتفالات والادعاءات الفخمة هي التذكير الوحيد بمسكنات طبيب يدعى الغرب يريد إخفاء حقيقة إصابة المريض بالسرطان عنهم حتى لحظة الوفاة، بحيث لا ينبغي لهذا المريض الشرقي أبداً أن يتابع علاجه بنفسه.
ربما يعاني شعب غزة الأبرياء من نفس الجملة في رؤيا يوحنا في العهد الجديد:
"نظرت فرأيت حصانا شاحبا اسمه الموت وجحيم من الموتى يتبعونه."
وفي نهاية العالم هذه، فإن راكب الموت هذا، لكل العوالم، هو بلا شك نتنياهو.
إنه سؤال مهم وجوهري للغاية يجب على بايدن وماكرون وغيرهما من أنصار نتنياهو الانتباه إليه في أي لحظة.
لو أن حصار غزة الذي دام 20 عاماً لم يخلق إلا رجال حماس والجهاد الإسلامي في الشرق الأوسط، القتل الفظيع لمئات النساء والأطفال كل يوم وتهجير الفلسطينيين من وطنهم مرة اخرى ماذا سيصنع في المستقبل القريب لإسرائيل؟
ألا يعلم راكب الموت هذا وأنصاره أن المجازر ومذبحة أطفال فلسطين هذه الأيام ما هي إلا سلة لحمل انتقام أشد بدأ من داخل أنفاق غزة بدلا من النيل ومثل موسى، سيستمر الأمر إلى الأبد داخل كل غرفة في قصر فرعون بمفاجأة كاملة.
تعلم من التاريخ يا راكب الموت
/انتهى/