قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الاحتفال التكريمي الذي ينظمه حزب الله للشهداء الذين ارتقوا على طريق القدس ان معركة "طوفان الأقصى" أصبحت ممتدةً في أكثر من جبهة وساحة.

وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه قال السيد نصر الله نحيي ذكرى هؤلاء الشهداء ونتوجه الى عوائل الشهداء بالتبريك بنيل احبائهم هذا الوسام الالهي.

واضاف سماحة السيد ان معركة "طوفان الأقصى" أصبحت ممتدةً في أكثر من جبهة وساحة ولن نجد معركةً كاملة الشرعية من الناحية الإنسانية والأخلاقية والدينية كمعركة قتال الصهاينة. مضيفا نوجه التحية الى كل الذين تضامنوا وساندوا ودعموا على مستوى العالم من دول عربية واسلامية وأميركا اللاتينية ونخص بالذكر السواعد العراقية واليمنية التي دخلت الى قلب هذه المعركة المباركة.

لن نجد معركةً كاملة الشرعية من الناحية الإنسانية والأخلاقية والدينية كمعركة قتال الصهاينة

وقال سماحة السيد ان أوضاع السنوات الأخيرة في فلسطين كانت قاسيةً جداً وخصوصاً مع هذه الحكومة المتطرفة والحمقاء والغبية والمتوحشة. مضيفا ان الملفات الضاغطة بقوة على الفلسطينيين هي ملفات الأسرى والقدس والحصار، وكانت قضية فلسطين وما يجري في فلسطين منسية وفي آخر اهتمامات العالم في مقابل زيادة سياسة العدو صلافة على غزة ومشاريع الاستيطان الجديدة في الضفة.

وتابع القول السيد انه كان لا بدّ من حدث يعيد طرح قضية فلسطين المحتلة كقضية أولى في العالم فكانت عملية "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول كان قرارها فلسطينياً مئة بالمئة وكان تنفيذها فلسطينياً مئة بالمئة وأخفاها أصحابها عن الجميع واصحاب العملية أخفوها عن الفصائل الفلسطينية وحركات محور المقاومة التي لم تنزعج من إخفائها.

واستوضح السيد ان السرية المطلقة ضمنت نجاح العملية الباهر من خلال عامل المفاجأة المذهلة و معركة "طوفان الأقصى" من خلال قرارها وتنفيذها الفلسطينيَين وعدم علم أحد فيها تثبت أن هذه المعركة فلسطينية بالكامل وأصحاب القرار الحقيقيون هم قيادات المقاومة وأهل المقاومة ومجاهدو المقاومة.

وقال السيد ان معركة "طوفان الأقصى" أحدثت زلزالاً أمنياً وعسكرياً وسياسياً ونفسياً ومعنوياً لدى كيان الاحتلال وستترك آثارها في حاضر الكيان ومستقبله.

معركة "طوفان الأقصى" أحدثت زلزالاً أمنياً وعسكرياً وسياسياً ونفسياً ومعنوياً لدى كيان الاحتلال

ونوه السيد ان معركة "طوفان الأقصى" كشفت الضعف والهوان وأن "إسرائيل" هي بحق أوهن من بيت العنكبوت، مضيفا سارعت الولايات المتحدة لتمسك بهذا الكيان الذي يهتزّ لكي يقف على قدميه من جديد واستعادة وعيه وتقديم الحماية له والمسارعة الأميركية إلى مساعدة الكيان الإسرائيلي كشفت وهن هذا الكيان وضعفه.من الأيام الأولى طلبت "إسرائيل" أسلحة جديدة من الولايات المتحدة... فهل هذه دولة قوية وتملك قدرة الوقوف على قدميها؟ الكيان الإسرائيلي لم يتمكن حتى الآن من استعادة المبادرة بالرغم من المساعدة الأميركية له.

وشدد سماحة السيد ان "طوفان الأقصى" أسست لمرحلة تاريخية جديدة من الصراع مع العدو ومصير الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة ودولها، ان قرار عملية "طوفان الأقصى" كان حكيماً وشجاعاً وصائباً في وقته ويستحق كل هذه التضحيات، و يتصدّر منصة "إكس" في "إسرائيل" تحت أكثر من وسم، كان واضحاً من الساعات الأولى لعملية "طوفان الأقصى" أن هذا العدو كان شارداً وضائعاً ومذهولاً، ويبدو أن الحكومات الإسرائيلية لا تأخذ بعبر ودروس تجاربها مع حركات المقاومة في لبنان وفلسطين.

واضاف سماحة السيد من أهم الأخطاء التي ارتكبها الإسرائيليون ولا يزالون هو طرح أهداف عالية لا يمكنهم أن يحققوها أو يصلوا إليها، العدو الإسرائيلي يكرر الخطأ الذي ارتكبه في حرب 2006 حين وضع أهدافاً عاليةً أجبر على التنازل عنها.

واكد سماحة السيد ان أي جيش يملك بعض الطائرات والصواريخ يستطيع أن يفعل ما يفعله "الجيش" الإسرائيلي في غزة لكنه لم يحقق أي إنجاز ميداني، ان العدو الإسرائيلي يحاذر القيام بعملية كبيرة في غزة لأنه خائف وعاجز وفاشل، شاهدنا بأم العين بطولات المقاومين الفلسطينيين، فكيف سيقاتل العدو على أرض من هذا النوع ومع مقاتلين من هذا النوع؟ ان مشاهد المجازر الآتية من قطاع غزة تقول لهؤلاء الصهاينة إن نهاية المعركة ستكون انتصار غزة وهزيمة العدو.

أهم الأخطاء التي ارتكبها الإسرائيليون ولا يزالون هو طرح أهداف عالية لا يمكنهم أن يحققوها أو يصلوا إليها

وقال سماحة نصرالله ان ما يجري في غزة يعكس الطبيعة المتوحشة والهمجية للكيان الغاصب الذي زرعوه في منطقتنا، ان أطفال غزة ونساؤها يسقِطون الأقنعة وسياسات وسائل إعلام عالمية وعربية في خداع شعوبنا لدفعها نحو التطبيع، ان الولايات المتحدة هي المسؤولة بالكامل عن الحرب الدائرة في غزة و"إسرائيل" مجرد أداة تنفيذية، الولايات المتحدة هي التي تمنع إدانة "إسرائيل" في مجلس الأمن وهي التي تمنع وقف إطلاق النار في غزة. الأميركي هو الذي يدير الحرب في غزة وهو الذي يجب أن يدفع ثمن عدوانه.

واشار سماحة السيد ان واجب كل حر وشريف في هذا العالم أن يبيّن الحقائق في معركة الرأي العام التي يخوضونها بالأكاذيب والتحريف والتضليل، من يسكت اليوم يجب أن يعيد النظر في إنسانيته إن كان إنساناً وفي دينه إذا كان له دين وفي شرفه إن كان شريفاً، معركة "طوفان الأقصى" هي معركة الإنسانية مقابل التوحش والهمجية التي تمثّلها الولايات المتحدة وبريطانيا و"إسرائيل". ما يجري في غزة معركة فاصلة حاسمة تاريخية ما بعدها ليس كما قبلها على الإطلاق.

واضاف سماحة السيد ان هناك هدفان اليوم؛ الأول وقف العدوان والآخر أن تنتصر المقاومة الفلسطينية في غزة وأن تنتصر حماس تحديداً، ان انتصار غزة اليوم يعني انتصار الشعب الفلسطيني والأسرى والضفة الغربية والقدس والأقصى ودول المنطقة. انتصار غزة اليوم هو مصلحة وطنية مصرية وأردنية وسورية وأولاً وقبل كل الدول هو مصلحة وطنية لبنانية. العدو يهدد لبنان وشعبه مستقوياً بالمجازر في غزة فيما هو غارق في رمالها وعاجز وفاشل.

واكد السيد نصر الله على الحكومات العربية والإسلامية العمل من أجل وقف إطلاق النار وقطع العلاقات الدبلوماسية مع "إسرائيل"، هل وصل العجز العربي إلى درجة عدم القدرة على إدخال مساعدات إنسانية إلى غزة وإخراج الجرحى؟ لا تكفي بيانات التنديد والشجب. يجب وقف العلاقات مع كيان العدو وقطع النفط عنه ووقف التصدير إليه. ان المقاومة الإسلامية في العراق بدأت تتحمل مسؤوليتها وأعلنت الدخول في مرحلة جديدة.

واشار السيد نصر الله لقد دخلنا معركة "طوفان الأقصى" منذ 8 تشرين الأول، أخذنا علماً بعملية "طوفان الأقصى" كما كل العالم، وسريعاً انتقلنا من مرحلة إلى مرحلة، ما يجري على جبهتنا مهم ومؤثر جداً، لن يتم الاكتفاء بما يجري على جبهتنا على كل حال، ان المقاومة الإسلامية في لبنان تخوض منذ 8 تشرين الأول معركةً حقيقيةً لا يشعر بها إلا من هو موجود بالفعل عند الحدود، المقاومة الإسلامية تخوض معركة مختلفة في عناوينها وأدواتها واستهدافاتها.

المقاومة الإسلامية تخوض معركة مختلفة في عناوينها وأدواتها واستهدافاتها

ونوه السيد نصر الله ان الصواريخ والمسيرات اليمنية ستصل إلى "إيلات" والقواعد العسكرية الإسرائيلية، يوم السبت 7 تشرين الأول بدأ العدو بحسب قواته من الحدود مع لبنان لأخذهم إلى غزة في ظل حالة الانهيار المعنوي، ان عمليات المقاومة أجبرت العدو على إبقاء قواته عند الحدود بل أجبرته على أن يضيف إليها، ان الجبهة اللبنانية خفّفت جزءاً كبيراً من القوات التي كانت ستُسخَّر للهجوم على غزة وأخذتها باتجاهنا.

واضاف السيد نصر الله ان جبهة لبنان استطاعت جذب ثلث "الجيش" الإسرائيلي إلى الحدود مع لبنان وجزء كبير من هذه القوات هو قوات نخبة، ولو كان موقفنا التضامن سياسياً لكان الإسرائيلي مرتاحاً عند الحدود الشمالية وكانت قواته ستذهب إلى غزة، وان المستوطنون الذين تم إجلاؤهم من الشمال والجنوب يشكلون ضغطاً على المستوى المعنوي والاقتصادي، العمليات على الحدود أوجدت حالةً من القلق والترقب والخوف لدى القيادة الإسرائيلية والأميركيين.

وقال السيد نصر الله: احتمال تدحرج الجبهة اللبنانية نحو معركة واسعة هو احتمال واقعي ويتحمل العدو اليوم كل عمليات المقاومة ويضبط إيقاعه لأن لديه خشية حقيقية من ذهاب الأمور إلى ما يخاف، ان عمليات المقاومة في الجنوب تقول للعدو الذي قد يفكر في الاعتداء أو في شنّ عملية استباقية أنك سترتكب أكبر حماقة في تاريخك.و هذه المشاهد في غزة ستجعلنا أكثر إيماناً وقناعةً بوجوب التحدي وعدم الاستسلام مهما كانت التحديات والتضحيات.

واكد السيد نصر الله ان عمليات المقاومة في الجنوب تعبير عن تضامننا مع غزة وأهلها لتخفيف الضغط عنهم، قيل لنا منذ اليوم الأول إن الأساطيل الأميركية جاءت من أجلكم ولقصفكم، ان أمر الجبهة اللبنانية وتصاعدها بأي اتجاه مرهون بأمرين؛ الأول هو مسار الأحداث في غزة وتطورها والآخر هو سلوك العدو تجاه لبنان، كل الاحتمالات في جبهتنا اللبنانية مفتوحة وكل الخيارات مطروحة ويمكن أن نذهب إليها في أي وقت من الأوقات.

وقال السيد نصر الله للأميركيين: التهديد والتهويل علينا وعلى المقاومين في منطقتنا لا يجدي نفعاً، أحذّر العدو الصهيوني من التمادي الذي طال بعض المدنيين في لبنان وهذا سيعيدنا الى المدني مقابل المدني، أساطيلكم لا تخيفنا ولم تخفنا في يوم من الأيام وأساطيلكم التي تهددون بها أعددنا لها العدة أيضاً، الذين هزموكم في بداية الثمانينيات ما زالوا على قيد الحياة ومعهم اليوم أولادهم وأحفادهم، تستطيعون وقف العدوان على غزة لأنه عدوانكم ومن يريد منع حرب إقليمية يجب أن يسارع إلى وقف هذا العدوان، في حال أي حرب إقليمية، ستكون مصالحكم وجنودكم الضحية والخاسر الأكبر.

معركة طوفان الاقصى هي معركة الصمود والصبر والتحمل وتراكم الإنجازات ومنع العدو من تحقيق أهدافه

وتابع السيد نصر الله ان المعركة هي معركة الصمود والصبر والتحمل وتراكم الإنجازات ومنع العدو من تحقيق أهدافه، يجب أن نعمل لوقف العدوان على غزة ويجب أن نعمل لتنتصر المقاومة في غزة.

وقال السيد نصر الله للشعب الفلسطيني ولكل المقاومين: ما زلنا نحتاج إلى وقت، ولكننا ننتصر بالنقاط. هكذا انتصرنا عام 2006 وفي غزة، وهكذا حققت المقاومة في الضفة إنجازات، غزة ستنتصر وفلسطين ستنتصر، تحملنا المسؤولية وصمودنا وصبرنا ستكون نتيجته النصر الأكيد إن شاء الله.

/انتهى/