التقى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بنظيره التركي هاكان فيدان في العاصمة أنقرة، لعقد محادثات ربما تسعى واشنطن من ورائها إلى تهدئة غضب أنقرة -حليفة الولايات المتحدة الإستراتيجية الكبيرة- بشأن الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة.

وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه تأتي زيارة بلينكن لتركيا، وهي الأولى منذ شنّت إسرائيل الحرب على غزة، في حين يتصاعد غضب تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان من المجازر الإسرائيلية العديدة في قطاع غزة وردود الفعل الغربية الباهتة.

كما تأتي زيارة بلينكن إلى تركيا بعد جولة شرق أوسطية بدأت بإسرائيل ثم شملت الأردن ومصر والسعودية وقطر والإمارات وقبرص والعراق، لبحث الأوضاع في غزة.

وشملت جولة بلينكن أيضا زيارة مفاجئة للضفة الغربية أمس الأحد حيث أجرى محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

ومن المنتظر أن يتوجه بلينكن بعد أنقرة إلى طوكيو وسول ونيودلهي.

واستخدمت الشرطة أمس الأحد الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق مئات المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين أمام قاعدة إنجرليك العسكرية التي تضمّ أسلحة وقوات أميركية قبيل وصول بلينكن إلى أنقرة.

ولا تتضمن زيارة بلينكن لأنقرة اجتماعا مع الرئيس التركي الذي يقوم برحلة إلى شمال شرق تركيا، حيث اختار أردوغان زيارة منطقة نائية اليوم الاثنين في قرار بدا أنه مقاطعة لبلينكن.

وكان يتوقع أن تكون محادثات بلينكن مع نظيره التركي صعبة حتى قبل أن تشن إسرائيل قصفا متواصلا عنيفا وحملة برية واسعة على قطاع غزة بذريعة "القضاء" على حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وأحصت وزارة الصحة في غزة 9770 شهيدا منذ بداية العدوان الإسرائيلي، وأكدت أن 70% من ضحايا العدوان هم من النساء والأطفال، مشيرة إلى أن الاحتلال ارتكب خلال الساعات الماضية 24 مجزرة كبرى تضاف إلى عشرات المجازر الأخرى التي ارتكبها منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول.

ويواجه وزير الخارجية الأميركي دعوات من دول عربية لدعم وقف فوري لإطلاق النار، لكن بلينكن يصر دائما على دعم الموقف الإسرائيلي بأن أي هدنة في الوقت الحالي ستصب في مصلحة حماس.

يذكر أن أردوغان قطع كل الاتصالات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واستدعى سفير أنقرة لدى إسرائيل احتجاجا على ما يحصل في غزة، كذلك اتهم الرئيس التركي الغرب بالكيل بمكيالين في المنطقة.

وقال الشهر الماضي "من كانوا يذرفون دموع التماسيح على المدنيين الذين يقتلون في الحرب بين أوكرانيا وروسيا، يشهدون اليوم بصمت على مقتل آلاف الأطفال الأبرياء".

/انتهى/