أكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، النائب الحاج محمد رعد، أن "الدور الامريكي هو دور منحاز دائما للعدو الصهيوني و متكفل حمايته ورعاية مشروعه ومسوِّق على الدوام لمشروعية احتلاله لفلسطين وضاغط على الدول العربية لتطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني".

وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: نحن في زمن وعصر المقاومة وعصر الانتصارات وقد ولّى زمن الهزائم، فعلى مر التاريخ تأكدنا وعشنا ولمسنا وقرأنا انه لا اي اتفاق ولا اي توقيع يرجع حقوق الشعوب المسروقه والمنهوبه من العدو الصهيوني.

وبفضل الله، فهمت الشعوب الحرّة وعلى رأسها أحرار الشعب الفلسطيني طبيعة هذا الكيان، وأن ما أخذه على ظهور الدبابات والطائرات، لايمكن استرداده إلى بأفواه البنادق وصليات الصواريخ.

وبناء على هذه المعادلة كانت عملية طوفان الأقصى المباركة، والتي أساءت وجه هذا الكيان الهلامي، وحطّمت اسطورته الوهمية بانه الجيش الذي لا يقهر.

وفي هذا الصدد يقول رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب الحاج محمد رعد: ان الكيان الصهيوني بعد ما بداً القتال على الأرض، بدأ بالصراخ، وأن العدو ابتلع كومة شوك لا يستطيع أن يبتلعها ولا يستطيع أن يلفظها.

وبهذه العملية البطولية تظافرت جهود المحور، وكانت الجبهة الشمالية حاضرة منذ الايام الأولى للعملية، ومنذ وقت ليس ببعيد، أطل علينا سماحة السيد حسن نصر الله ورسم لنا معالم المرحلة.

وحول خطاب سماحة السيد حسن نصر الله وأبعاده ومضامينه، أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، الأستاذة وردة سعد، حواراً صحفياً مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب الحاج محمد رعد، وجاء نص الحوار على الشكل التالي:

حزب الله اكد على لسان أمينه العام سماحة السيد حسن نصرالله ان المقاومة الاسلامية في لبنان منخرطة في الحرب منذ اليوم الثاني لعملية غزة.. فما هي السقوف التي يمكن ان تصل اليها المواجهات على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة في ظل هذه المواجهة؟ وهل سنسمع من جديد عبارة: اردتموها حربا مفتوحة فلتكن حربا مفتوحة ؟

حزب الله سارع الى تعزيز جهوزيته بوجه الصهاينة منذ 8 تشرين الاول لانه استشعر حالة الجنون التي اصابت العدو من جهة و اطلاق يده من قبل الامريكيين لاستباحة الشعب الفلسطيني في غزة و الانتقام من اطفاله و نسائه و احيائه السكنية و المدارس و المستشفيات دون اي اكتراث للقوانين الدولية او لحقوق الانسان ،و كان من الطبيعي ان يتحسب حزب الله لأي جنوح صهيوني عدواني تجاه لبنان و حصل بالفعل ما كان يتوقعه فسرعان ما بدأ الصهاينة يقصفون و يتعمدون تجاوز المعادلات التي تكرست عبر قواعد اشتباك محددة طوال الفترة الماضية، و لذلك كان لا بد من ممارسة حق الدفاع و الردع منعا لتطاول العدو و انتهاز فرصة جنونه المدعوم امريكيا، و تثبيتا للمعادلات القائمة و لقدرة المقاومة على التصدي لأي اعتداء، و من الطبيعي ان تسبب جهوزية المقاومة اشغالا ضاغطا على العدو و تعطيلا او صرفا لبعض قواته و قدراته عن ان تتحرك للضغط الميداني على غزة .
لقد اعلن سماحة السيد الموقف بوضوح حين قال ان تطور مستوى انخراط الحزب بالحرب يتوقف على تطور العدوان على غزة و كيفية التعاطي الصهيوني ازاء لبنان ، واكد ان كل الاحتمالات مفتوحة.

لماذا شدد سماحة السيد نصرالله في خطابه الاخير على فلسطينية ما جرى في غزة وغلافها في السابع من اكتوبر تشرين الاول؟ فهل اراد ان ينأى بنفسه عن هذه العملية كما علق بعض المغرضين في قنوات الفتنة؟ وكيف برأيكم يخدم هذا الموقف المقاومة في غزة والقضية الفلسطينية؟

التأكيد على فلسطينية التخطيط و القرار والتنفيذ لعملية طوفان الاقصى هو تثبيت لحق الشعب الفلسطيني الوطني والمشروع في مقاومة الاحتلال الصهيوني الغاصب لفلسطين، ونفي رسمي للادعاء بأن العملية البطولية جاءت استجابة لايعاز من ايران او من حزب الله و ذلك لوضع العملية في سياق تنفيذ سياسات اقليمية مخالفة لمصلحة الشعب الفلسطيني ولمزاجه السياسي ، واثارة الانقسام و الشكوك ازاء جدوى العملية و الطعن في صدقية اهدافها .

ردود الفعل على الموقف الذي اعلنه سماحة السيد جاءت متضاربة في الاوساط العربية والفلسطينية، البعض رأى انه دون التوقعات التي كان يتطلع اليها البعض لنجدة غزة ولجم كيان الاحتلال.. فما ردكم على هذه المواقف؟ وما هي المعايير التي تحكم مواقف الحزب وخصوصا تجاه القضية الفلسطينية ؟

ردود الفعل على كلام الامين العام اختلفت باختلاف التموضعات و منها ما هو طبيعي و مفهوم و منها ما هو فتنوي وتحريضي رخيص لا يستحق الالتفات اليه، و هناك من كان يأمل ان يتطابق موقف السيد مع رغباته و امانيه بغض النظر عن صحة و سلامة تلك الرغبات والاماني .
ان سماحة الامين العام لحزب الله كان حاسما و صريحا في اعتباره ان الموقف يتمثل في اولوية وقف العدوان وان تنتصر غزة بل حماس في المواجهة.

الدور الاميركي في العدوان على غزة اساسي وقيادي بحسب توصيف سماحة السيد الامين.. فهل ترون ان ذلك يفرض تحديات جديدة على عمل المقاومة؟ وهل تتوقعون ان يتجاوز الاميركيون عتبة التهديد وينخرطون بشكل عسكري مباشر في ازمات المنطقة؟

الدور الامريكي هو دور منحاز دائما للعدو الصهيوني و متكفل حمايته ورعاية مشروعه ومسوِّق على الدوام لمشروعية احتلاله لفلسطين وضاغط على الدول العربية لتطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني و الاقرار بتفوقه عليها في المنطقة ، ومن هذا المنطلق فان الادارة الامريكية سارعت بعد عملية طوفان الاقصى الى استنهاض العدو الصهيوني والى مساعدته للملمة حطامه و اطلاق يده في استباحة غزة و ابادة سكانها وممارسة فعل الانتقام وتغطية ذلك كله بعنوان خاطيء ومخادع هو حق العدو بالدفاع عن نفسه.
وان حاملات الطائرات التي استقدمتها امريكا الى البحر المتوسط كان الهدف من وراء ذلك تأكيد وقوف امريكا الى جانب الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين و المحتل لارض الشعب الفلسطيني بالقوة ، و لتثبيت الدور العدواني للكيان الصهيوني ضد شعوب العالم العربي والاسلامي و ضد دوله و مصالحه و فرض خضوعه لارادة الحكومات الامريكية و سياساتها الاستعمارية الناهبة لثروات العالم.
ان هذا السلوك الامريكي يؤكد انحياز الادارة الدائم الى مصالح العدو الصهيوني ولا يزيد ابناء المنطقة المقاومين الا تمسكا بحقهم و عنادا في مواصلة كفاحهم المشروع لتحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني و تحقيق العودة الكاملة غير المشروطة للشعب الفلسطيني الى وطنه و تقرير مصيره بارادته.

هل انتم مرتاحون الى مزاج الجبهة الداخلية في لبنان على ضوء المواقف التي اعلنها عدد من الاطراف الرئيسية تجاه العدوان على غزة؟ وهل تتوقعون ان تنعكس هذه المواقف الايجابية تجاه غزة واهلها لتعزيز فرص التوافق الداخلي واخراج لبنان من ازماته؟

المزاج السياسي اللبناني يتفاوت ازاء احداث غزة تبعا للخلفية الطائفية او المصلحية لهذا الفريق او ذاك، لكن ثمة رجحان للمزاج الذي يدعو الى الحرص على تغليب المشتركات في مقاربة الموقف الوطني واغلاق المنافذ الفتنوية التي يتسلل منها العدو عادة لتمزيق الصفوف و اضعاف الجميع .
نأمل ان يتصرف جميع الفرقاء بأعلى مستويات المسؤولية الوطنية ليعبروا معا نحو شاطىء الامان و يستأنفوا مهمتهم في انجاز الاستحقاق الرئاسي بتوافق فيما بينهم و اعادة النهوض بمؤسسات الدولة وقطاعاتها.

/انتهى/