قال الأستاذ الجامعي، والمسؤول عن نشرة القوس الحقوقية، الدكتور عمر نشّابة، أنه بعد الأحداث الأخيرة "انكشف الانحياز، انكشفت العنصرية التي تعتبر ان هناك اشخاص لديهم حقوق اكثر من اشخاص اخرين، مضيفاً: "قد تبين ان القوة التي تحرر الارض وتعيد الحق الى أصحابه هي قوة اسلامية لان في الإسلام نداء للعدل".

وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: الدول الفاقدة للسيادة والمجردة من الإنسانية يجرها الاستكبار العالمي، وهم ادوات بيد الصهيونية التي تفتك وتبيد وترتكب المجازر بحق الشعب الفلسطيني وخصوصا في غزة هاشم، ولم نلمس تحركات جدّية من المنظمات الحقوقية والإنسانية لوقف التطهير العرقي الذي يستهدف أهالي غزّة.

والمتابع للأخبار والفيديوهات القادمة من غزّة، يعلم ويتيقّن بما لا يدع مجالاً للشك، أن الكيان يرتكب مجزرة بحق البشرية، وأعماله هناك بمثابة وصمة عار على جبين الإنسانية.

كما أظهرت الأحداث الأخيرة، ازدواجية المعايير الدولية، ففي مسألة أوكرانيا، تحرّكت المنظمات وارتفعت الأصوات وانهالت المساعدات، أما في فلسطين فلهم الله رب العالمين.

وفي هذا الصدد، يقول الأستاذ الجامعي، والمسؤول عن نشرة القوس الحقوقية الدكتور عمر نشّابة، أنه بعد الأحداث الأخيرة "انكشف الانحياز، انكشفت العنصرية التي تعتبر ان هناك اشخاص لديهم حقوق اكثر من اشخاص اخرين، ان القيمة البشرية للاسرائيلي اكبر من القيمة البشرية للفلسطيني هذه فضيحة، هذا انكشاف كامل لكل المنظومة الغربية وكل فكرة القيم الاخلاقية هذه غير موجودة مع استمرار القتل على مدار الساعة".

لكل هذا وأكثر، ولبحث الأحداث في غزة من الناحية القانونية، أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، الأستاذة وردة سعد، حواراً صحفياً مع الأستاذ الجامعي اللبناني، والمسؤول عن نشرة القوس الحقوقية الدكتور عمر نشّابة، وجاء الحوار على الشكل التالي:

في الحرب الدائرة على الشعب الفلسطيني، وفي غزة خصوصا، توقف المراقبون عند هذا العدد الرهيب للضحايا من الاطفال، اذ ان جيش الاحتلال يستهدف المنازل المدنية دون سابق انذار.. لكن أليس من المستغرب ألا تتحرك حتى الان المنظمات الحقوقية والانسانية ومنظمات الامم المتحدة المختصة، لادانة هذه الجرائم والدعوة الى وقفها؟ ما الذي يمكن ان يفسر هذا التجاهل الغريب لهذه المأساة من قبل هذه المنظمات؟

قامت بعض الهيئات والمنظمات الحقوقية وبعض منظمات الامم المتحدة بإصدار بيانات استنكار وشجب وذلك طبعا ليس كافيا، فالمطلوب القيام بعمل ما يمكن ان يؤدي الى وقف العدوان، المطلوب نشر المعلومات عن الاطفال والمدنيين في قطاع غزة المحاصر الذي يتعرض لقصف مستمر منذ 33 يوما، المطلوب هو رفع الصوت حتى يكون هناك حركة فعالة يبنى عليها من قبل هذه المنظمات الدولية، وطبعا لهذه المنظمات القدرة على الضغط فهذه المنظمات تحظى بتمويل كبير، هذه المنظمات لديها إطلالات اعلامية على قنوات عالمية، هي منظمات لديها مكاتب وانتشار في كل العالم وبالتالي يمكنها ان تضغط من خلال عدة اشكال لحث العدو الصهيوني، لحث الكيان العبري للتراجع عن قتل المدنيين والاطفال، لا يكفي رفع شعارات يجب احترام القانون الدولي الانساني نعم يجب، والمطلوب ان يكون هناك آلية تؤدي الى نتيجة فعلية، الاعلان العالمي لحقوق الانسان يشير الى ان حقوق الانسان لتتحقق يجب ان يكون هناك جانب عملي وليس فقط نظري، هذه المنظمات تصرفت بهذا الشكل، لان هذه المنظمات غربية بمعظمها وتتأثر بالسياسات الغربية التي يضعها الاتحاد الأوروبي أميركا كندا استراليا، فهذه الدول الأوروبية منذ بداية طوفان الاقصى اخذت موقفا قويا مع العدو الاسرائيلي مع القوة المحتلة، واعتبرت ان هذه القوة المحتلة ضحية" الإرهاب"، عندما اعتبرت ذلك اخذت موقف وهذا اثر كل تحركاتها، واليوم تجد صعوبة بأن يصل صوتها المستنكر لتجاوز ابسط حقوق الانسان من خلال عدوان غزة، تجد صعوبة بأن يسمع صوتها لان موقفها كان منذ البداية مثل الموقف الاميركي الذي يقول لا خطوط حمر امام "اسرائيل" ، وها هي "اسرائيل" تنفذ ما كانوا وعدوها به.

القانون الدولي والقانون الدولي الانساني واتفاقيات جنيف والعديد من الشرائع الدولية الاخرى، وضعت في الاصل لحماية المدنيين في اوقات الحرب والصراعات العنيفة.. فلماذا تصمت الجهات الدولية، وخصوصا محكمة العدل الدولية امام هذه الاهوال التي نراها امام اعيننا، وفي وضح النهار؟ وهل القانون الدولي يحتاج الى اذن اميركي ليتفعل ايضا؟

هي ليست محكمة العدل الدولية، هي جهاز من أجهزة الامم المتحدة، هي محكمة يمكن لدولة ان ترفع دعوى ضد دولة اخرى، هنا في هذه الحالة يجب على دولة فلسطين ان ترفع الدعوى وهي طبعا كانت قد رفعت دعوى ولكن لم يحصل اي تطور بشأنها، وكانت محكمة العدل الدولية قد أصدرت رأي استشاري عن جدار العزل واعتبرت انه يشكل جزء من الفصل العنصري، ولكن لم يكن هناك اي متابعة بهذا الموضوع.
المحكمة صاحبة الاختصاص في هذا المجال هي المحكمة الجنائية الدولية التي انشأت عام1998 ايضا مقرها لاهاي هذه المحكمة مهمتها متابعة جرائم الحرب، جرائم ضد الانسانية وجرائم الإبادة الجماعية.
وهناك ثلاث طرق لتتحرك هذه المحكمة:
1- من خلال إحالة مجلس الامن اليها وهناك انقسام في مجلس الامن، وبالتالي لا بحال اليها.
2- الدولة العضوة الموقعة على اعلان روما الاساسي وهو اعلان المحكمة الاساسي نظام المحكمة الاساسي، وفلسطين موقعة عليه يمكنها ان تتقدم بشكوى، لا علم لي بأن دولة فلسطين قدمت شكوى اخيرا هي قدمت شكوى بعام 2014، وبالتالي هناك متابعة للشكوى التي قدمتها بعام 2014، ولكن تجري ببطء شديد، ولا يوجد اي شيء عملي، واذا قارنا الامر بإحالة قضية على المحكمة الجنائية الدولية مثل قضية أوكرانيا فقد احيلت بعام 2021و 2022 وب2023 صدر قرار اتهامي بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكان هناك سرعة بالتحقق، اما بموضوع فلسطين فالشكوى مقدمة من عام 2015 والتحقيقات تجري وتجري وتماطل ولا يوجد اي مذكرات توقيف ولا اي قرار فعلي عملي يمكن ان يلاحظه المرء.".
الى اي حد تعتقدون ان العدوان الصهيوني الوحشي على غزة واهلها قد عرّى الغرب من قشرة الدفاع عن حقوق الانسان، والقيم الانسانية الاخرى التي شكلت اساس المنظومة الاخلاقية بعد الحرب العالمية الثانية؟ وهل بات على الشعوب ان تيأس من النظام العالمي وان تفقد الثقة حتى في اسسه الاخلاقية والانسانية، وهل بات من العبث فعلا مطالبة المجتمع الدولي بالعدالة او وقف هذا التوحش الصهيوني ؟

المجازر مستمرة والقصف واستهداف المستشفيات والمدنيين والصحفيين والاماكن الآمنة ولم يعد هناك اي مكان آمن في غزة اصلا، الاعتقالات الوحشية في الضفة الغربية ، وقصف سيارات الإسعاف في جنوب لبنان وقتل الأبرياء من طلاب المدارس، هذا مستمر منذ شهر وثلاثة ايام، هذا الاجرام المستمر والتحدي، والعالم الغربي كله الان الذي قال للعدو الاسرائيلي لا خطوط حمر بعد السابع من تشرين الان يريد ان يقول لا ويجب ان تحترموا القانون الدولي الانساني ويجب ان تقوموا بهدنة بيومين او ثلاثة لتسمحوا بتبادل الأسرى وكي يتم اجلاء الجرحى، وهناك الاف الفلسطينيين تحت الركام الذي دمرتها الطائرات الاسرائيلية فوق رؤوسهم، العدو الاسرائيلي يرفض الهدنة، مساء امس رفض وزير"الدفاع الاسرائيلي" الهدنة ولا يوجد اي مؤشرات جدية، رغم الوساطات القطرية ونداء من الولايات المتحدة ولكن كل ذلك لا يلقى اي اذان صاغية عند الاسرائيلي، وهذه فضيحة لكل الغرب، فقد انكشف الانحياز، انكشفت العنصرية التي تعتبر ان هناك اشخاص لديهم حقوق اكثر من اشخاص اخرين، ان القيمة البشرية للاسرائيلي اكبر من القيمة البشرية للفلسطيني هذه فضيحة، هذا انكشاف كامل لكل المنظومة الغربية وكل حقارة فكرة القيم الاخلاقية هذه غير موجودة مع استمرار القتل على مدار الساعة.

قبل اقل من سنتين شهدنا كيف رفع الغرب الاوروبي والاميركي راية حقوق الانسان لادانة العملية العسكرية الروسية في اوكرانيا! وقبل ذلك شن هذا الغرب حربا اعلامية وفرض عقوبات اقتصادية بذريعة وفاة شابة ايرانية دون اي تحقيق في قضيتها!! فهل نحن امام ازدواجية معايير حتى في القضايا الانسانية؟ وهل ترى ملامح تمييز بين ضحية وضحية على اسس عنصرية في السلوك الغربي؟ ام انها الهيمنة الصهيونية حتى في المسائل الانسانية؟

ازدواجية المعايير باتت اوضح من اي وقت مضى، فكما ذكرت منذ قليل عن تحرك المحكمة الجنائية الدولية في موضوع أوكرانيا كان سريعا فعالا صدرت قرارات بغض النظر اذا كانت هذه القرارات ستنفذ ام لا لكن كان هناك متابعة، وهذا طبعا اتهام وقد يتبين فيها بعد ان هذا الاتهام غير مبني على اثباتات اكيدة ولكل شخص الحق في الدفاع عن نفسه امام المحكمة بالنسبة للرئيس بوتين، ولكن كان هناك تقدم كان هناك اهتمام ولو كان بدافع سياسي ان هذه القوى الغربية تعادي روسيا، هنا في المحكمة الجنائية الدولية مع العدو الاسرائيلي لا يوجد اي اهتمام او دعم لمتابعة بالتقدم بأي تحقيق تجاه الشكاوى التي رفعت أمامها من عام 2015، على اي حال الانكشاف الذي تحدثت عنه منذ قليل يبدو واضحا بشكل كامل، من وسائل الاعلام يمكن ملاحظة هذا الامر من التضليل مثلا ادعاء الاسرائيلين بأن المستشفيات هي قواعد عسكرية لحماس، وترويج الوسائل الإعلامية الأوروبية والغريية لهذه الاكاذيب، وهذا تحريض على قصف مستشفى، وهذا تحريض على مجزرة كبرى يتحمل مسؤوليتها كل هذا الغرب الواقف خلف العدو الاسرائيلي بطريقة عنصرية مقيتة.

اطفال فلسطين الاحياء يعانون ما هو اصعب من الموت احيانا!! جرحاهم لا يجدون الدواء ولا العلاج.. وبعضهم تجرى له عملية جراحية دون مخدر بل يعزي نفسه بقراءة القرآن.. فما الذي يحتاجه الضمير العالمي ليتحرك ويوقف هذه الجريمة المنظمة؟ وهل يمكن ان نسأل عن الضمير العربي امام هذه المأساة الرهيبة؟

اذا كانت كل هذه المشاهد وهذه المعلومات موثقة عند اليونسيف والأمم المتحدة والصليب الاحمر وبعض المنظمات الدولية ولدى المستشفيات والهلال الاحمر الفلسطيني، اذا كانت كل هذه المشاهد وكل هذه الارقام لا تكفي لتحريك الرأي العام العالمي فواضح ان العالم بات لا ضمير، وباتت المكاسب المالية واالمادي والانانية الفردية وعدم الاحساس بأي نوع من الانسانية او التضامن الانساني مع الاخرين هي القاعدة السائدة في هذا العالم وهو امر مؤسف جدا، في هكذا حالات يعود المرء الى اصله وإلى قيمه الاساسية، وهذا برأي يفسر عودة العديد من المسلمين الى دينهم الى ربهم الى الصلاة والعبادة والتقوى والعودة الى انتمائهم الديني والأخلاقي، لان تبين ان هذا العالم البعيد عن الدين الإسلامي ليس لديه اي مرجع أخلاقي ثابت، ففي الاسلام اخلاق رفيعة وهذا يفسر عودة الكثير من الشباب الى الدين وإلى ممارسة الشعائر الدينية وقد تبين اصلا ان القوة التي تحرر الارض وتعيد الحق الى أصحابه هي قوة اسلامية لان في الإسلام نداء للعدل والعدل من اسماء الله سبحانه وتعالى.

/انتهى/