وكالة مهر للأنباء، حبيب أحمد زاده: نعم، أنا على يقين أن المحرقة ارتكبت في حق قوم موسى، بكل يقين أمام من يرفضها رفضاً قاطعاً، لكني أقول لهم اتركوا الجدل حول ما إذا كانت هناك محرقة أثناء الحرب العالمية الثانية أم لا، دعونا جميعاً نتقبل أنه على الأقل خلال بضعة آلاف من السنين قبل القرن العشرين، كانت المحرقة مقبولة من قبل جميع الأديان في نفس الوقت الذي أعلن فيه مفسرين احلام فرعون عن وصول طفل اسمه موسى وإسقاط عرش فرعون، والأمر الذي أصدره هذا المجرم بقتل جميع الأطفال الذكور في بني إسرائيل دون تأخير ودون شفقة، حتى لا يدخل موسى المستقبل، وحدث أن آلاف الأطفال الأبرياء وقعوا ضحايا منطق القلق على المستقبل هذا.
يقول رجال الدولة في أمريكا وإسرائيل بجرأة إنهم لن يقفوا أبدا إطلاق النار
والأكثر إثارة أن أحداث اليوم في غزة هي تكرار لنفس منطق فرعون القديم، لقد مر أكثر من شهر على الإبادة الجماعية في غزة، وقُتل فيها أكثر من عشرة آلاف مدني، من بينهم ما لا يقل عن خمسة آلاف طفل بريء.
ويقول رجال الدولة في أمريكا وإسرائيل بجرأة إنهم لن يقفوا أبدا إطلاق النار، لأنه يتعين عليهم مواصلة هذا القتل حتى النهاية، حتى يتم القضاء على آخر عضو حركة حماس في غزة.
ومن العجيب أن بني إسرائيل ظلوا يعلمون أبناءهم قصة قتل أبنائهم على يد فرعون لتدمير النبي اليهودي موسى لمدة ستة آلاف سنة، ولكن لقد بدأ بايدن ونتنياهو، هؤلاء الفراعنة الجدد، بقتل أهل غزة بنفس المنطق المتعمد للفرعون القديم.
لكن تاريخ بني إسرائيل يعلمنا درسا أنه إذا وصلت سلة موسى إلى قصر فرعون عبر النيل، فمن المؤكد أن أبناء غزة سيصلون إلى مستقبل التاريخ عبر الأنفاق للانتقام من هذه الفظائع.
وهذا الفارق التاريخي، أنه في منطق فرعون الشرير القديم، كان الأولاد حديثو الولادة فقط هم هدف قطع الرؤوس والقتل بلا رحمة للجنود، أما منطق نتنياهو الذي عمليا لم يقرأ التوراة ومنطق بايدن الذي حتى لم يرى الكتاب المقدس یرکز على قتل كل الأولاد والفتيات والنساء والرجال المدنيين وحتى المرضى في المستشفيات.
من المؤكد أن أبناء غزة سيصلون إلى مستقبل التاريخ عبر الأنفاق للانتقام من هذه الفظائع
هل يمكن لأحد أن يقول إنه بالنسبة لرجال الدولة الغربيين، إذا لم تعتبر مثل هذه الأفعال أمثلة على جرائم حرب (حتى التهديد بقصف نووي من قبل رجال الدولة المتطرفين في إسرائيل أصبح علنياً اليوم)، فما العمل الوحشي الآخر الذي يجب على نتنياهو وبايدن القيام به؟
وفي الختام لا تشك في أنه كما أنقذ الانشقاق المذهل لنهر النيل في مصر القديمة موسى وشعبه المضطهدين، فإن مسيرات شعوب العالم ايضاً تفتح طرقاً مستحيلاً (إلى جانب هذا الصبر الأسطوري) امام آلاف من شعب غزة.
والنتيجة النهائية لمحرقة نتنياهو لشعب غزة لن تكون سوى هذا.
/انتهى/