اكد السفير اليمني في ايران إبراهيم الديلمي انه ما دام العدوان مستمرا على غزة، فان عملياتنا عبر الطيران المسير وعمليات قوات المسلحة في القوة الصاروخية مستمرة حتى يتوقف هذا العدوان.

وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه اكد السفير اليمني في ايران إبراهيم الديلمي ان "ما يحدث في غزة جريمة شنيعة، في ظل تواطؤ وخذلان وصمت مؤلم ومخجل، والذي يحصل امام مرأى ومسمع العالم اجمع، ومباركة وتأييد وغض الطرف وتواطؤ وتعاون من العالم المنافق، الذي اصم اذاننا بالحديث عن حقوق الانسان والشرعية الدولية والسلام".

وفي مقابلة خاصة مع وكالة يونيوز للأخبار، وحول المشاركة اليمنية في هذا الموضوع، قال الديلمي : نحن نعتبر ان هذه مسؤولية امام الله سبحانه وتعالى، سنسأل عنها، وان عواقب عدم التحرك وخذلان الفلسطينيين وتركهم لمصيرهم في هذه الفترة، سيكون الجميع امام مؤاخذة إلهية. نحن نسعى قدر الإمكان ان نتجنب هذه المؤاخذة الإلهية لأننا نخاف الله في المقام الأول، ولا نستطيع ان نصم اذاننا او نسكت على ما يدور، ونحن نسمع أنّات الثكالى وأنين الجرحى وصراخ الأطفال الذي يسلبنا النوم من عيوننا".

وتابع الديلمي "الذين استغربوا، مثل الموقف اليمني او ما تقوم به المقاومة سواء في العراق ولبنان وغيرها، فضلا عن الموقف الإيراني المشهور والمشهود، ان يكون هذا الموقف هو الموقف الاستثنائي، بينما في الحقيقية ان هذا هو الموقف الطبيعي، والأخرين هم في الموقف الخطأ وفي موقف ألا موقف، هذا الذي يجب ان يستنكر او يستغرب، لا ان تستغرب مواقفنا التي نقوم بها وحتى التي تسطيعها، بالعكس هذا هو الشي الطبيعي الذي نقوم به سواء في اليمن او في بقية ساحات وأطراف المحور".

الرد الیمنی علی التهدیدات الامریکیة هو المشاركة المباشرة والاعلان رسميا في الدخول في المواجهة

وكشف الديلمي انه "بالنسبة لليمن، مثله مثل ساحات المقاومة الأخرى، تعرض لتهديدات جدية من قبل الامريكان رأس المهددين، في محاولة لإعاقة ومنع أي تحرك يمني، وكان الرد العملي عليها هو في المشاركة المباشرة والانخراط والاعلان رسميا في الدخول في المواجهة التي هي قائمة حاليا، بمعنى ان التهديدات لم تثننا او تردعنا، كما كان يحاول الأمريكي، نحن قلنا منذ اليوم الأول ان مجيء الامريكان الى المنطقة يهدف كما اعلنوا هم الى ردع القوى الحرة في امتنا العربية والإسلامية عن الانخراط في المواجهة، لكن خابت آمالهم وكان الانخراط العملي لكافة ساحات المقاومة ومن ضمنها اليمن، هو الرد العملي الواضح والذي نرى لحد الان انه لازال في مستوى نتمنى ونتطلع لان يكون اكبر".

وعن ماهية التهديدات التي تعرض لها اليمن، أوضح الديلمي ان "الأمريكي هدد بعدة مناسبات، بعودة العدوان السعودي الأمريكي الاماراتي، عبر الايعاز لهما وعملائهما المحليين اليمنيين، وبإعادة المعارك الى الجبهات التي توقفت نتيجة للتوافق على الهدنة التي اقرتها الأمم المتحدة منذ ما يقارب العام والنصف، ومن التهديدات أيضا، انهم سيدخلون في حرب شاملة كأمريكيين مباشرة، وهددوا باستهداف القيادات، وإعادة اليمن الى ما قبل التاريخ. انما كل هذه التهديدات لم تثننا ولم تردعنا عن القيام بمسؤوليتنا وواجبنا، وحقيقة نحن نشعر بالتقصير فيما نقوم به، وان المطلوب منا اكثر، انما بحسب ظروفنا وامكانياتنا سوف يكون التعاطي في المستقبل ان شاء الله".

وقال ان "هناك جملة من الخيارات التي وضعتها القوات المسلحة والقيادة اليمنية، لردع الصهاينة والامريكان عن الاستمرار في مسارهم الذي يعملون عليه حاليا في تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين من غزة والقضاء على حركات المقاومة الفلسطينية، الى جملة خيارات قامت بها القيادة اليمنية.

العمليات العسكرية اليمنية ستتوقف تلقائيا بمجرد ان ينتهي العدوان الإسرائيلي على غزة

أوضح الديلمي، انه من الخيارات التي وضعتها حركة انصار الله "الموقف المعلن في الانخراط في عملية طوفان الأقصى ومباركتها، ووضعت هدفا أساسيا وهو ضرورة إيقاف هذا العدوان، بمعنى ان العمليات العسكرية اليمنية ستتوقف تلقائيا بمجرد ان ينتهي العدوان الإسرائيلي القائم حاليا على فلسطين وأبناء غزة".

واكمل الديلمي "إضافة الى جملة من التحركات السياسة التي قامت بها القيادة اليمنية، عبر المظاهرات التي سُيرت ولا تزال، وعبر مسار دعم حملة شعبية ورسمية اطلقت في اليمن تحت اسم حملة دعم الأقصى، لفتح المجال امام التبرعات المالية، وهناك اقبال جيد جدا من أبناء الشعب اليمن اتجاه التبرع المالي لفلسطين.

وأضاف "أيضا من ضمن فعاليات هذه الحملة تسيير جسر طبي عبر وزارة الصحة وجمعية الهلال الأحمر اليمني وجمع تبرعات بهذا الخصوص لإيصالها بأقرب وقت ممكن الى مصر لإدخالها عبر معبر رفع الى الفلسطينيين.

وقال الديلمي "أيضا اصدر البرلمان اليمني قانون تجريم التطبيع في الأيام الماضية بالإجماع، واصدر قرارا أيضا بحظر البضائع الامريكية والإسرائيلية من الدخول الى اليمن، ومحاربها ومقاطعتها، بشكل جدي وفاعل، وتم شطب بعض الوكالات التجارية التي كانت مسجلة لدى وزارة التجارة والصناعة اليمنية، باعتبارها منتجات ذات منشأ امريكي إسرائيلي، او من شركات تدعم الكيان الصهيوني بشكل او بأخر".

الخيارات باتجاه باب المندب و البحر الأحمر قائمة على قدم وساق

وختم الديلمي "إضافة الى العمليات الأمنية والعسكرية، ويأتي على رأسها ما تقوم به القوات المسلحة، والناطق الرسمي لها اكد البارحة على هذه المسألة التي تحدث به السيد عبد الملك الحوثي في ان الخيارات باتجاه باب المندب و البحر الأحمر قائمة على قدم وساق، نتمنى ان يظفرنا الله باصطياد ما نستطيع من قطع بحرية صهيونية في المياه الدولية المقابلة للمياه الإقليمية اليمنية، او في منطقة بابا المندب، وبحسب ظروف المعركة والقدرة والإمكانات التي نمتلكها، لن ندخر جهدا ان شاء الله".

تابع الدليمي انه "إضافة الى جملة عمليات وخيارات أخرى، سواء في البحر او غيره، سيتم تنفيذها، وشهدنا في الفترة الماضية، اسقاط مسيرة أمريكية من احدث المسيرات، التي حاولت القيام بعمليات استطلاعية، وهي مسلحة أيضا، لمنع ارسال بعض الصواريخ او الطائرات، للأسف الشديد ان بعض الدول العربية، تقدم نفسها درعا للصهاينة، وتدافع عنهم اكثر مما كانت تدافع عن نفسها".

أضاف "لكن نحن نقول ان التاريخ سيسجل هذه المواقف، مواقف الشرفاء ومن وقف مع القضية الفلسطينية والأمة، وخياراتها وصدق مع ذاته، وبينهم أيضا مواقف الاخرين الذين ارتضوا لأنفسهم انه في هذه اللحظة الفارقة يفتحوا بلدانهم وخاصة بلاد الحرمين الشريفين، لحفلات المجون والعربدة والفسق والفجور، في هذه اللحظات التي يتميز فيها الحق من الباطل، هؤلاء هم مع الأسف السعوديون او الإماراتيون الذين ارتضوا ان يضعوا انفسهم في هذا المستوى، وما كنا نحبذ لهم ان يقوموا بهذا".

/انتهی/