أكد نائب رئيس السلطة القضائية الإيرانية للشؤون الدولية، أن الكيان الصهيوني ارتكب مختلف الجرائم خلال الـ75 عاما الماضية، إلا أن المذبحة الأخيرة لهذا الكيان في قطاع غزة كانت واسعة النطاق وإجرامية للغاية، وقال إنه لا ينبغي السماح للكيان الصهيوني الهروب من العقاب.

وأفادت وكالة مهر للأنباء، أنه وفي لقاء مع قناة العالم الإخبارية، قال نائب السلطة القضائية الإيرانية للشؤون الدولية وأمين عام منظمة حقوق الإنسان الإيرانية كاظم غريب آبادي: نشهد اليوم انتهاكا جسيما لحقوق الإنسان من قبل الكيان الصهيوني، فيما يغض المتشدقون الغربيون بالديمقراطية أعينهم عن هذه المجازر، وباتت غزة اليوم معرضا كبيرا للجرائم ضد الإنسانية.

وأضاف: إذا نرى اليوم أن الرأي العام لشعوب العالم قد تم استفزازه تجاه جرائم إسرائيل فذلك إنما بسبب الانتهاك الواسع النطاق لحقوق الإنسان من قبل الكيان، فقد انتهك الكيان الصهيوني الحق في الحياة بشكل جماعي بقتل أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، وخاصة النساء والأطفال، كما انتهك هذا الكيان الحق في الصحة والمياه والتعليم على نطاق واسع، لكن الصمت كان رد الغرب على هذا الكم الكبير من انتهاكات حقوق الإنسان.

الشعب الفلسطيني يتعرض للعدوان ومن حقه أن يدافع عن نفسه

وتأكيدا على أهمية ما يحدث في غزة من وجهة نظر القانون الجنائي الدولي، قال أمين عام مكتب منظمة حقوق الإنسان الإيرانية: إن الظروف التي تحكم هذه المنطقة هي احتلال وعدوان واسع النطاق، فالكيان الصهيوني يحتل بلدا منذ 75 عاما.. ووضع الناس تحت مختلف الضغوط والقتل.

وأضاف: لشعب فلسطين وغزة الحق في الدفاع المشروع، أحيانا يقال لماذا بدأت حماس هذه الهجمات في 7 أكتوبر.. الحرب لم تبدأ في 7 أكتوبر حيث نشهد ومنذ 75 عاما هذا الوضع من الصهاينة، حق الأمة التي ترزح تحت العدوان هو أن تدافع عن نفسها، ولا دفاع للكيان المحتل.

ومشيرا إلى أن الكيان الصهيوني ارتكب كافة أنواع الجرائم في غزة قال نائب رئيس السلطة القضائية الإيرانية للشؤون الدولية: قتل الأطفال والنساء، وقطع المياه والدواء، وقصف المستشفيات والمراكز الدينية والتعليمية، إنما هي أمثلة على الجرائم ضد الإنسانية، وجرائم الحرب، والإبادة الجماعية، وعملية التطهير العنصري والعرقي التي ارتكبها المحتلون الصهاينة في غزة بشكل علني خلال الـ47 يوما الماضية، ويمكن للمحاكم الدولية، بما فيها محكمة الجنايات، التحقيق في هذه الجرائم ومحاكمة مرتكبي هذه الهجمات.

لم تقم الأمم المتحدة بواجباتها في مساعدة سكان غزة ووقف الهجمات

وفي معرض إشارته إلى الواجبات الأصيلة للمنظمات الدولية بما فيها مجلس الأمن، قائل غريب آبادي: إن واجب مجلس الأمن هو الحفاظ على السلام الدولي، فمن الواضح تماما أن تصرفات إسرائيل قد عرضت السلام العالمي للخطر، لكن مجلس الأمن لا يقوم بواجباته في هذا الشأن.. ولم يصدر إلا بعد 40 يوما قرارا ضعيفا فشل في منع الهجمات وتقديم المساعدات لغزة؛ ولم يعقد مجلس حقوق الإنسان حتى اجتماعا طارئا لبحث هذه القضية، ولم تتمكن المنظمات الدولية من اتخاذ إجراءات إيجابية.

وأكد أن الولايات المتحدة وإنجلترا وفرنسا منعت الموافقة على وقف إطلاق النار في مجلس الأمن وأن امتلاك حق النقض هو أحد عوائق إحلال السلام والأمن، وقال: في منظمة حقوق الإنسان في الجمهورية الإسلامية، تابعنا هذا الموقف بجدية، سواء من باب التنوير للرأي العام المحلي أو الدولي أو استخدام قدرة الحقوقيين والمحامين لرفع الدعاوى القضائية في مختلف المحاكم.

تركز إيران بشكل خاص على منع الكيان الصهيوني من الإفلات من المحاكمة

وأشار إلى أن الكيان الصهيوني ارتكب جرائم خلال الـ75 عاما الماضية، لكن عمليات القتل الأخيرة لهذا الكيان في قطاع غزة كانت واسعة وإجرامية للغاية، قائلا: لا ينبغي السماح للكيان الصهيوني الإفلات من العقاب ويجب محاكمة ومعاقبة مسؤولي الكيان، وهذه تعتبر مسألة قانونية وقضائية تماما، والجمهورية الإسلامية الإيرانية تركز بشكل خاص على هذه القضية، ويتم متابعة ذلك من خلال المحامين والحقوقيين الإيرانيين وتفاعلهم مع المحامين والحقوقيين في الدول الأخرى وكذلك على المستوى الحكومي، كما تتم متابعة هذه القضية على مستوى السلطات القضائية في الدول الإسلامية.

اقتراح إيراني بتشكيل محكمة إسلامية لمحاكمة الغزاة الصهاينة

وأضاف غريب آبادي: رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية أجرى اتصالات ومراسلات مع نظرائه بهذا المجال، كما تمت مناقشة موضوع محاكمة قادة الكيان الإسرائيلي في الاجتماعين الأخيرين لمنظمة التعاون الإسلامي، وأدرجت القضية جدول أعمال هذا الاجتماع، وخلال هذا الاجتماع طرحت الجمهورية الإسلامية الإيرانية مقترحات بأن تقوم الدول الإسلامية برفع دعوى ضد سلطات الكيان الإسرائيلي في محاكمها، أو أن يتم تشكيل محكمة مشتركة من قبل الدول الإسلامية من أجل معاقبة الكيان الصهيوني، و الجمهورية الإسلامية الإيرانية تتابع دوما هذه الفكرة، وتعتبر الجمهورية الإسلامية أن هذا الأسلوب أي المواجهة القانونية والقضائية هو أهم أسلوب للتعامل مع الكيان الإسرائيلي ومعاقبته، وهذه القضية مدرجة بشكل جدي على جدول أعمالها.

شبكة متماسكة من المحامين في العالم لمحاكمة الكيان الصهيوني

وأشار أمين عام منظمة حقوق الإنسان الإيرانية إلى أنه إذا لم تتحرك الحكومات من أجل محاكمة الكيان الإسرائيلي لأسباب مثل الاعتبارات السياسية، فإن المحامين والحقوقيين في الدول الإسلامية والغربية سيبدأون في اتخاذ قرار بمعاقبة ساسة الكيان الصهيوني قائلا: المثال على هذه القضية هو قرار 2000 محام في تركيا، أعلنوا استعدادهم لرفع دعوى قضائية ضد جرائم إسرائيل، وفي فرنسا أيضا قام محتم بتحشيد 300 محام آخر وأنشأوا شبكة متماسكة وأعلنوا دعمهم للقضية الفلسطينية وعزمهم على رفع دعوى قضائية ضد قادة الكيان الإسرائيلي، مثل هذه الإجراءات مطلوبة، وإذا يشهد الرأي العام والمحامون أنه إذا صمتت الحكومات عن موضوع محاكمة السلطات الصهيونية، فإن الرأي العام والمحامين سيحلون محل الحكومات.

الكيان الصهيوني فشل في تحقيق أهدافه

واعتبر نائب الشؤون الدولية في سلطة القضاء الإيرانية أن الكيان الصهيوني فشل في تحقيق أهدافه عقب الهجمات على غزة وقال: إن هذه الجرائم على قدر من الوسعة لدرجة أن الرأي العام لم يعد يتفق مع طبيعة هذا الكيان، ومجموعة واسعة من الدول أيضا لم تتفق مع مواقف الكيان الإسرائيلي وتختلف معه، وإن ضغط الرأي العام الدولي إنما هو مؤشر على فاعليته وتأثيره، ومن ناحية أخرى فإن المتابعات التي تتم كمجموعات تؤكد أيضا هذه المسألة.

وأضاف: الرأي العام وإجراءات الحكومات يلعبان دورا في معاقبة الكيان الصهيوني، لكن إذا اكتفت الحكومات بالاجتماعات وإصدار البيانات ولم تتخذ إجراءات ملموسة من أجل منع جرائم الكيان الإسرائيلي، فلا شك أن دور الرأي العام سيكون أكثر فاعلية مما سيكون عليه الأمر بالنسبة للدول، فقد قطعت بعض الدول غير الإسلامية وخاصة بمنطقة أميركا اللاتينية، علاقاتها مع الكيان الصهيوني، ومن المتوقع أن تضع الدول الإسلامية أيضا مثل هذه الإجراءات على جدول أعمالها.

لماذا لا تطرد الدول الإسلامية سفراء الكيان الصهيوني؟!

وشدد أمين عام منظمة حقوق الإنسان الإيرانية: هناك تساؤلات حول الدول الإسلامية، لماذا لا تطرد الدول الإسلامية سفراء الكيان الصهيوني من أراضيها؟! لماذا لا تحظر الدول الإسلامية شراء البضائع التابعة للكيان الإسرائيلي؟! لماذا لا تحظر الدول الإسلامية صادرات النفط والطاقة للكيان الإسرائيلي؟!

وأضاف: حاليا قضية فلسطين هي سبب وحدة الدول الإسلامية، ولكن من المتوقع أن تتجاوز الدول الإسلامية مرحلة الكلام وتصل إلى مرحلة العمل، والإجراءات التي تم ذكرها هي من أهم هذه الإجراءات، فإذا اتخذت الدول والمنظمات الإسلامية مثل هذه الإجراءات فإن تأثير احتجاجات الرأي العام أكبر بكثير من تأثير التصريحات والأقوال والمواقف لدى الحكومات.

وأشار نائب الشؤون الدولية بالسلطة القضائية الإيرانية إلى أن جمعية الهلال الأحمر الإيراني تقوم دائما بإرسال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، ويجري التنسيق بشأنها مع الحكومة المصرية والصليب الأحمر الدولي: حسب السلطة الفلسطينية، تصل أكثر من 500 شاحنة من المساعدات الإنسانية سكان إلى قطاع غزة يوميا، لكن الكيان الصهيوني لا يسمح بوصول هذه المساعدات، وفي أفضل الأحوال يسمح بوصول 10 إلى 15 شاحنة من المساعدات الإنسانية لتمر إلى القطاع كل يوم، ومساعدات الجمهورية الإسلامية الإيرانية والدول الأخرى متواصلة إلى قطاع غزة، لكن الكيان الإسرائيلي يمنع وصولها إلى سكان قطاع غزة، وهذا مؤشر آخر على جرائم الكيان الإسرائيلي بالإبادة الجماعية والتطهير العنصري والعرقي بحق الفلسطينيين الذين يعيشون في قطاع غزة، حيث يمنع هذا الكيان وصول المواد الغذائية والطبية إلى قطاع غزة، في مؤشر على الجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية التي ينتهجها الكيان.

المصدر: قناة العالم

/انتهى/