وأفادت وكالة مهر للأنباء أن صالحي أكد في مقابلة مع "الجزيرة" إن "صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته أرغم الاحتلال الإسرائيلي على القبول بشروط المقاومة لمبادلة عدد من أسراه مقابل الإفراج عن 3 أضعافه من الأسرى الفلسطينيين".
وتابع، أن تراجع القيادة الإسرائيلية عن تصريحاتها والوعود التي قطعتها على نفسها بأنه لا تفاوض من أجل وقف إطلاق النار أو هدنة إنسانية حتى اجتثاث حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي والقضاء عليهما خير دليل على هزيمة الكيان الصهيوني في عملية طوفان الأقصى.
ورأى صالحي في دعم الشعوب الإسلامية والحرة للقضية الفلسطينية، واعتبارها صاحبة الحق والأرض، وفي وقوف حزب الله اللبناني وحركة انصار الله اليمنية إلى جانب المقاومة الفلسطينية، تم تحقيق إنجازات مهمة أسهمت في الانتصار الواضح على الكيان الإسرائيلي.
قدرات حماس
ولدى إشارته إلى تطورات المعركة خلال الساعات التي سبقت الهدنة الإنسانية التي دخلت صباح أمس الجمعة حيز التنفيذ، أوضح وزير الخارجية الإيراني الأسبق أن قدرات حماس العسكرية لم تتراجع، بل أظهرت أنها مستعدة لمواصلة الحرب لفترة أطول، متحدية حكومة الاحتلال التي اشترطت القضاء على المقاومة الفلسطينية لوقف عمليتها البرية.
وقال إن الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية سخرت كل ما لديها من تكنولوجيا لا سيما أقمارها الصناعية وصناعاتها الحربية لدعم إسرائيل، لكنها أخفقت في تدمير شبكة الأنفاق وتحرير الأسرى والقضاء على حركات المقاومة.
وتابع صالحي أن الثورة الإيرانية هتفت للقضية الفلسطينية منذ اليوم الأول من انتصارها عام 1979، وشكلت منعطفا في مسار المواجهة مع إسرائيل، مضيفا أن انتصارات المقاومة الإسلامية في مواجهة إسرائيل قد بدأت منذ سنوات، ودمرت "أسطورة الجيش الذي لا يقهر"، في حين أن هزائم إسرائيل تتعاظم في جميع المعارك التي خاضتها خلال العقود الأخيرة.
اتفاقية جنيف
وأضاف أن معركة طوفان الأقصى أعادت القضية الفلسطينية إلى سلم أولويات العالم الذي أضحى يفكر بوضع حد لهذا الظلم الذي يمارس بحق الشعب الفلسطيني، كما أنها فضحت ازدواجية المعايير لدى الدول الغربية التي طالما تشدقت بحقوق الإنسان والقوانين والمواثيق الدولية.
وأكد وزير الخارجية الإيراني الأسبق أن الجانب الإسرائيلي انتهك اتفاقية جنيف التي تعنى بحقوق الإنسان في حالات الحرب، والتي تمت المصادقة عليها عام 1949، مشيرا إلى ضرورة متابعة ملف الإبادة الجماعية في المحاكم الدولية، مستدركا أن بعض القوى الغربية لا ترى ضرورة لتطبيق المواثيق الدولية إلا إذا كانت تصب في صالح سياساتها.
وانتقد صمت بعض الأوساط الدولية أو تصديقها الرواية الإسرائيلية في استهداف المستشفيات، واصفا استهداف المرضى والأطفال والنساء بأنه أكبر دليل على إخفاق إسرائيل في تحقيق الأهداف التي أعلنتها قبل بدء العملية البرية.
واعتبر صالحي المجازر التي ارتكبتها إسرائيل طوال 48 يوما في قطاع غزة، وشاهدها الرأي العام العالمي على شاشات التلفزة بشكل مباشر بأنها "منقطعة النظير في التاريخ"، وتوقع أن تشكل عملية طوفان الأقصى بداية لنهاية السياسة الغربية الداعمة للمعتدي من جهة ويقظة الضمير العالمي.
سر الانتصار
ولدى إشارته إلى توقيع بعض الدول العربية اتفاقات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، توقع عرقلة "اتفاقيات أبراهام" بعد عملية طوفان الأقصى.
ورأى أن كلمة سر النصر في مواجهة الكيان الإسرائيلي تكمن في الصمود وإطالة مدة المعركة، ذلك لأن الجبهة الداخلية في كيان الاحتلال لم تحتمل حربا طويلة الأمد، ثم إن الجانب الأميركي سوف يتضرر جراء إطالة مدى الحرب وتوسعتها في المنطقة، لأن الشرق الأوسط لم تعد أولويته الأولى على ضوء تحدي الصين والحرب الأوكرانية.
ولفت صالحي إلى ضرورة العمل بعد عملية طوفان الأقصى على بناء منازل وتشييد ملاجئ جماعية في قطاع غزة وإنتاج الطاقة عبر الألواح الشمسية والمراوح الهوائية وتخزين الاحتياجات الإستراتيجية من المواد الغذائية ومياه الشرب والوقود لفترات طويلة.
وخلص وزير الخارجية الإيراني الأسبق إلى أن العنجهية الإسرائيلية في معركة طوفان الأقصى تثبت مجددا ضرورة تدريب جميع شبان قطاع غزة بعد بلوغهم 15 عاما للدفاع عن أنفسهم وعوائلهم داعيا إلى التنسيق والبرمجة الدقيقة والسرية لأي عملية مستقبلية والتدريب المسبق لضمان النتائج المرجوة.
انتهى/