وأفادت وكالة مهر للأنباء، انها توقع "إيرن كيتر"، المستشار السياحي ورئيس قسم إدارة السياحة والضيافة في كلية كينيريت الإسرائيلية، خسارة الاحتلال ما لا يقل عن 5 مليارات شيكل، من عائدات السفر الداخلي فقط، بسبب الحرب.
* السياحة الوافدة
وأشار كيتر، في حديثه لصحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، يوم الجمعة، إلى أنّ السياحة الوافدة، على سبيل المثال، تعرضت لضربات موجعة في الآونة الأخيرة، وهي التي يَقصد بها الأجانب القادمين إلى "إسرائيل".
وأكد خبير السياحة أن هذا الأمر سيؤثر على المشهد الدبلوماسي المتغير بشكل كبير، "خاصة مع استمرار تدهور العلاقات مع روسيا"، وفقاً لقوله. وأشار إلى أن الصين قد تحل محل روسيا، التي تراجع القادمون منها إلى "إسرائيل"، خلال الآونة الأخيرة.
وأقرّ كيتر بأنّ "هذه السوق (السياح الصينيين) لم تكن كبيرة قبل الحرب"، إلا أنه أشار إلى أنها كانت سوقاً واعدة، مذكّرًا بأنّ الصين هي أكبر مصدر للسياحة في العالم. وقال كيتر إنّ ذلك "سيعتمد أيضًا على مواقف القيادة الصينية، حيث إن السياح القادمين من الصين يزورون فقط البلدان المعتمدة من الحكومة".
**السياحة الداخلية
ويُقصد بالسياحة الداخلية سفر مواطني "إسرائيل" داخلها، وهي محطة مهمة أخرى في قطاع السياحة الإسرائيلي.
ويقول عنها كيتر إنه "في مقابل كل سائح وافد لإسرائيل، هناك حوالي خمسة إلى ستة مسافرين محليين. وعلى سبيل المثال، هناك سياح من تل أبيب يزورون القدس، أو أشخاص من القدس يقضون عطلة نهاية الأسبوع في البحر الميت أو إيلات".
وشدد على أن معظم الفنادق في مدن المنتجعات بالأراضي المحتلة، وهي إيلات ومنطقة البحر الميت وطبريا، لا تعمل كفنادق الآن، ولكن يتم استخدامها كملاجئ لإيواء الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من منازلهم. ويبلغ عدد هؤلاء الذين نزحوا من منازلهم عشرات الآلاف، وفقاً لـ"جيروزاليم بوست".
وبحسب كيتر، تعد السياحة الداخلية أمرًا بالغ الأهمية للعديد من الأماكن. وفي الواقع، بدونها تصبح بعض الاقتصادات المحلية في خطر جسيم. وأضاف موضحاً أن "أحد هذه الأماكن هو الجليل الأعلى، بالقرب من حدود لبنان، وهي منطقة سياحية بدرجة كبيرة".
وأكد كيتر أن اقتصاد السياحة يعد مكوناً هامًا للاقتصاد الإسرائيلي، وأن أكثر من 90% منه يعتمد على السياحة الداخلية.
ومع ذلك، يتوقع خبير السياحة أن يتعافى السفر الداخلي بشكل أسرع، بالمقارنة مع السياح القادمين من خارج الكيان الاسرائيلي، حيث تحتاج السياحة الخارجية إلى وقت لاتخاذ قرار بشأن الأمن، فقط للتخطيط لرحلة، "ولكن المسافرين المحليين هم أكثر عفوية، وأفق التخطيط لديهم أقصر بكثير"، وفقاً لقوله.
**السياحة الخارجية
وبالإضافة إلى ذلك، عانت السياحة الخارجية، أو السياحة الناتجة عن قيام مستوطنين بالسفر إلى الخارج، والتي تلعب "إسرائيل" فيها دوراً يفوق وزنها النسبي بين دول العالم.
وقال كيتر إنّ "إسرائيل تُصنف حاليًا على أنها ثاني أهم سوق للسفر لسياحة المسافات الطويلة إلى أوروبا، حيث سافر في العام 2022 حوالي 4.5 ملايين إسرائيلي إلى القارة العجوز، وهو ما يعني أيضاً ضياع أموال طائلة على شركات الطيران والسياحة العاملة في هذا القطاع. وعلى الرغم من أن السياحة الإسرائيلية في الدول الأوروبية تمثل حوالي 1% من السفر المحلي في القارة، إلا أنها تُعتبر شريحة مهمة للغاية."
ويرجع ذلك جزئيًا إلى وجود منافذ اقتصادية في جميع أنحاء أوروبا، بما في ذلك أماكن مثل براغ وبودابست وبوخارست وباتومي والأناضول وإسطنبول، وحتى روما أو فيينا، مما يقوم على تلبية احتياجات السياح الإسرائيليين.
ونتيجة لذلك، فإن الشركات الأوروبية، مثل الفنادق والمطاعم، ورغم أنها تبعد مئات أو آلاف الأميال عن مناطق الحرب على غزة، إلا أنها تتضرر من العواقب الاقتصادية للحرب.
ومن حيث الأرقام، أظهرت بيانات حكومية حديثة انخفاض رحلات المغادرة من "إسرائيل" بنسبة 50% منذ أكتوبر/ تشرين الأول، وهو نفس ما حدث خلال الأيام الأولى من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني.
وبحسب تقديرات كيتر، خسرت الشركات الأوروبية ما يزيد عن نصف مليار يورو، خلال الشهر الأول من اندلاع الحرب، بسبب توقف وصول السياح الإسرائيليين. وتوقع الخبير أيضاً تضاعف هذا المبلغ قبل انتهاء الحرب.
وأكد كيتر أنه "حتى لو انتعش السفر الداخلي والخارجي في وقت قصير، فإن الخسارة البالغة خمسة مليارات شيكل، التي لحقت بقطاع السياحة الوافدة الجريح، سيظهر أثرها على الاقتصاد الإسرائيلي".
/انتهى/