أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني استمرار جرائم الكيان الصهيوني الوحشية ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، مطالبا المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته في وقف هذه الجرائم.

وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، صباح اليوم (الاثنين) في مؤتمره الصحفي الأسبوعي: "انه ندين بشدة الجرائم الوحشية التي يرتكبها الكيان الصهيوني واستمراره في جرائم الحرب ضد شعب غزة والضفة الغربية، ومن المؤلم جداً أن نرى جرائم الكيان الوحشية تستمر بكثافة ضد المواطنين والمدنيين".

وأضاف ناصر كنعاني: "نُشرت صباح اليوم أنباء عن استهداف مستشفى آخر في غزة، وهو مؤشر على استمرار القتل الجماعي والإبادة الجماعية، فعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته في إيقاف آلة حرب الكيان الصهيوني".

وفيما يتعلق بمستقبل الحرب ضد أهل غزة، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية: "إن الكيان الصهيوني يبحث فعليًا عن توسيع نطاق الحرب لأنه تعرض لفشل استراتيجي... لقد شن هذا الكيان حرباً ضد أهل غزة لمدة شهرين ولم يحقق أي نتائج ملموسة... خلال هذه الحرب، لم يتمكنوا من تعويض هزيمة 7 أكتوبر فحسب، بل تعرضوا أيضًا لإخفاقات استراتيجية أخرى... إن استمرار الحرب لن يحقق أي انتصار للكيان الصهيوني ومؤيديه."

وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية إلى فريق العمل المعني بالعقوبات ضد الكيان الإسرائيلي في وزارة الخارجية وقال: "إن فرض العقوبات على الكيان الصهيوني أمر ضروري، انه نظام إرهابي ويرتكب جرائم حربية كبيرة"، مضيفا: "إنه من الطبيعي أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولية جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني... عندما لا تستطيع الأمم المتحدة القيام بواجباتها، فإن الحكومات مسؤولة في هذا الصدد، وإيران تعتبر فرض العقوبات على هذا الكيان أمرا ضروريا وأخلاقيا في إطار دعم الشعب الفلسطيني".

دور أمريكا في جرائم الكيان الصهيوني ضد غزة

وحول دور أمريكا في جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، أضاف كنعاني: "ان أمريكا تلعب دورا مباشرا في هذه الجرائم ولايمكن انكار هذا الدور ومن الواضح جدا أن عملية طوفان الأقصى أثبتت زيف الإدعاء التي تقول ان الكيان الصهيوني يتمتع بقوة امنية عالية".

وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية: "ان الكيان الصهيوني قام بقتل أكثر من 16 ألف فلسطيني، 70% منهم مدنيون ونساء وأطفال، بحثا عن التعويض للهزيمة التي منيت بها، وامريكا وبدلاً من أن تلعب دور الرادع لهذه الجرائم، دعمت هذا الكيان ووقفت إلى جانبه".

وقال: "إن الجولة الجديدة من هجمات الكيان الصهيوني بدأت عندما كان وزير الدفاع الأمريكي حاضرا في غرفة حكومة الحرب للكيان الصهيوني، وهذا يظهر الدور المباشر للولايات المتحدة... قدمت أمريكا أسلحة ومعدات جديدة للكيان الصهيوني وعزز هذا الكيان في الاستمرار في جرائمه".

وتابع كنعاني: "إن وزير الدفاع الأمريكي قال إن دعمنا لإسرائيل لم ولن يكون قابلا للتفاوض، وهو اعلن بوضوح أن أمن الكيان الصهيوني أولوية أساسية وغير قابلة للتفاوض بالنسبة للولايات المتحدة"، مؤكدا: "الحكومة الأمريكية طرف في الحرب اليوم، وهذا يتناقض مع تصريحات الأمريكيين الذين يقولون إننا لا نريد أن تتوسع الحرب ونحذر إسرائيل من قتل المدنيين".

وقال: "إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتبر دعم فلسطين مبدأ أساسيا وإنسانيا وأولوية مهمة، ويجب أن يكون هذا الدعم مبدأ أساسيا لجميع الحكومات والمنظمات الدولية بما فيها الأمم المتحدة التي أصبحت الآن رهينة لأمريكا".

وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية: "إن الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى أظهرت أنها لا تملك القدرة الكافية على ضمان الأمن والسلام في العالم، والولايات المتحدة تسيء استخدام استضافتها للأمم المتحدة والقوة التي تتمتع بها ".

وأردف كنعاني: "ان إيران بذلت كل جهودها الدبلوماسية وفي هذا الصدد تفاعلت وتفاوضت مع مختلف الحكومات والمنظمات، بما في ذلك منظمة التعاون الإسلامي ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وغيرها من المؤسسات التي يمكنها المساعدة، ولم تفتها أي فرصة لدعم فلسطين وتستخدم كل طاقاته في هذا السياق".

وتابع: إ"ذا ظلت جرائم الكيان الصهيوني والولايات المتحدة هذه دون عقاب، فسيكون ذلك تهديدًا للمجتمع الدولي، حيث إذا قُتل الآلاف من الأشخاص في فترة من الزمن ولم تتم محاكمة المسؤولين عن هذه الجرائم، فسوف يكون الأمر خطيرا للغاية".

حصلنا على الضمانات اللازمة من امريكا بشأن الأموال المحررة

وردا على سؤال حول محاولة الكونغرس الأمريكي لتجميد أموال إيران المحررة، قال كنعاني: "لقد أظهر بعض نواب الكونغرس الأمريكي أنهم يمثلون اللوبي الصهيوني وليس شعبهم. ومن غير المقبول أن يغض الكونغرس الأمريكي الطرف عن الجرائم المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني، وأن يشير بأصابع الاتهام إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بينما تنتهك الولايات المتحدة التزاماتها القانونية".

وأوضح: "أن خطة تجميد أموال إيران تحتاج إلى موافقة مجلس الشيوخ وتوقيع الرئيس الأميركي، وعلى الحكومة الأميركية أن تلتزم بتعهداتها في الاتفاق مع إيران، وقد حصلنا على الضمانات اللازمة في هذا الصدد، لأن أميركا أثبتت أنها غير موثوقة، وهذه الموارد متاحة للجمهورية الإسلامية ويمكننا استخدامها وفقا لاحتياجاتنا".

الموضوع الرئيسي في المحادثات مع وزير الخارجية العماني كان القضية الفلسطينية

وفيما يتعلق بزيارة وزير الخارجية العماني إلى طهران، قال المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية: "علاقاتنا مع سلطنة عمان قوية للغاية وطويلة الأمد ومتطورة في مختلف المجالات وتقوم على المصالح المشتركة للبلدين، وفيما يتعلق بالقضايا الإقليمية والدولية، يجري الجانبان مشاورات بناءة وجيدة".

وأضاف: "خلال زيارة وزير الخارجية العماني الليلة الماضية، أجرينا مناقشات جيدة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية، وهذا أمر مهم بسبب زيارة وزير التجارة العماني إلى إيران ونظرا إلى إقتراب موعد الاجتماع الإقتصادي المشترك العشرين بين الجانبين".

وتابع كنعاني: "أن البلدين يؤمنان بضرورة إتخاذ أقصى الإجراءات لوقف جرائم الكيان الصهيوني ورفع الحصار عن غزة وإرسال المساعدات الإنسانية وبالطبع وقف التهجير القسري لأهل غزة".

وقال: "إن البلدين متفقان على أن إسرائيل يجب أن توقف أعمالها وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته، وأن على البلدين تعزيز جهودهما الدبلوماسية على المستوى الإقليمي وعلى مستوى المنظمات الدولية ومواصلة هذه القضية حتى تحقيق النتائج".

وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية: "إن عمان دائما لها مواقف عادلة ومنصفة ولعبت دورا مسؤولا في قضايا المنطقة، واتفقنا خلال هذا الإجتماع على ضرورة بذل الجهود المشتركة لوقف الحرب".

وشدد كنعاني: "نظرا لسجل الأنشطة والمبادرات التي قامت بها عمان، فإنها ستستمر في دفع مفاوضات رفع العقوبات الى الأمام، كما ترحب إيران بحسن نوايا عمان، لكن الموضوع الرئيسي لمحادثات الليلة الماضية كان القضية الفلسطينية".

المقاومة ترد على دعم أمريكا للكيان الصهيوني

وعن زيارة الوفد البرلماني العراقي إلى إيران قال كنعاني: "إن هذه الزيارة جاءت في إطار التعاون المستمر والجيد والبناء بين الجانبين في مختلف المجالات. وكان الموضوع المهم الذي ناقشه الوفد البرلماني العراقي في إيران هو قضية فلسطين وكيفية استغلال القدرات البرلمانية لدى الجانبين"، معتبرا أنه منذ البداية كان للعراق حكومة وشعبا موقف قوي ومشرف في دعم الشعب الفلسطيني وإدانة جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني".

وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية: "إن تحركات العراق في هذا السياق كبيرة مقارنة مع الدول الإسلامية والعربية الاخرى"، كما أشار إلى زيارة الوفد العسكري الإيراني إلى العراق وقال: "جاءت هذه الزيارة في إطار التعاون العسكري المستمر والمتطور بين الجانبين، وللبلدين مصالح مشتركة فيما يتعلق بالأمن في المنطقة".

وقال: "إن أمن حدود البلدين مهم للغاية وأن الجانبين يؤكدان على وجود حدود آمنة ومتطورة وازدهار الحدود بما يتوافق مع المصالح المشتركة. كما كان هناك تعاون عسكري وتعليمي جيد بين الجانبين في هذه السنوات، وستساعد هذه الرحلة على تعزيز التعاون العسكري".

وتابع: "هناك أطراف تستغل وجودها في المياه الإقليمية لخلق هوامش آمنة للكيان الصهيوني، لكن أمريكا لا تستطيع نسبة رد فعل الفصائل الإقليمية إلى أي شيء آخر غير سلوكها وسياساتها، حيث ان الشعوب وفصائل المقاومة تراقب أداء أمريكا في دعم الكيان الصهيوني وتتفاعل معه". وأضاف: إن انسحاب القوات الأجنبية من المنطقة والمياه الإقليمية سيوفر الأمن لها".

استشهاد القوات الإيرانية في سوريا لن يمر دون رد

وفيما يتعلق باستشهاد الإثنين من القوات الاستشارية الإيرانية في سوريا، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية: "أي إجراء ضد مصالح إيران وأمنها وكذلك ضد قواتنا الاستشارية في سوريا، لن يمر دون رد، وقد تمت تجربة هذه القضية بالفعل".

حول مواصلة مفاوضات الاتفاق النووي، أضاف: "أداء إيران واضح، لدينا رؤية واضحة بشأن الاتفاق النووي، ونطرح وجهات نظرنا في المحادثات مع الأطراف الأوروبية... وجهات نظرنا مبنية على القوانين ولدينا حجج قوية... اننا لم نهرب أبدًا من المحادثات ولم نترك طاولة المفاوضات أبدًا".

وقال كنعاني: "نتمسك بطاولة المفاوضات طالما أنها تخدم مصالح الجمهورية الإسلامية الإيرانية ونوصي الأطراف الأخرى بالتعلم من تجارب الماضي على طول الطريق".

ايران تنتقد نهج اوروبا غير البناء

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية بخصوص النقاط التي أثيرت والموضوعات التي ناقشها وزير خارجية بلادنا مع منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل: "قضايانا السياسية مع أوروبا مهمة وللأسف، أوروبا تتخذ في بعض الأحيان نهجا غير بناء فيما يتعلق بالتعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية. لقد أكدنا مراراً وتكراراً أن إيران ملتزمة بتعهداتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة، كما تنطبق مع تقارير الوكالة أيضاً، فأميركا هي التي انسحبت من جانب واحد من خطة العمل الشاملة المشتركة وفرضت العديد من العقوبات على إيران".

وتابع كنعاني: "من الطبيعي أن مثل هذه التصرفات تعد خرقا واضحا للقرار 2231. النقطة التالية هي أنه بناءً على الاتفاقية نفسها، فهي متبادلة وبعد عام من ضبط النفس والتقاعس من جانب الحكومات الأوروبية، نفذت إيران حقوقها بموجب البندين 26 و36 من خطة العمل الشاملة المشتركة واتخذت خطوات تعويضية". وأضاف: "المواقف التي طرحتها الوكالة الدولية والترويكا الأوروبية تهدف إلى تجاهل الحقائق، ولا يلتفتون إلى انحراف الولايات المتحدة عن التزاماتها، ويوجهون اتهامات أحادية لإيران".

وزير الخارجية الإيراني يزور روسيا قريبا

وعن اجتماع وزراء خارجية الدول المطلة على بحر قزوين في موسكو أوضح كنعاني: "أن هذا الاجتماع سيعقد في إطار اجتماعات الدول المطلة على بحر قزوين، كما سيسافر وزير الخارجية إلى موسكو للمشاركة في الاجتماع".

تطوير العلاقات بين إيران وكوبا

واشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الي زيارة الرئيس الكوبي إلى طهران، قائلا: "ان هذه الزيارة جاءت في إطار دعوة السيد رئيسي للرئيس الكوبي من أجل تطوير العلاقات وهناك ارادة قوية في هذا الصدد. لقد كان لدى البلدين توجهات جيدة في المواقف المشتركة، وقد شهدنا دائما وجود وجهات نظر تقدمية وفعالة في مجال أمريكا الجنوبية".

كما أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية فيما يتعلق باتهام القيادة المركزية الأمريكية ضد إيران: "نحن نعتبر قوات القيادة المركزية قوة إرهابية ووجودها في المنطقة كان دائمًا يزعزع السلام في المنطقة... إن الادعاءات المقدمة لا تحتوي على مستندات وأدلة ولا يمكن التحقق منها ولا قيمة لها من وجهة نظر إيران".

وأضاف كنعاني: "نعتقد أن الأميركيين ليسوا في وضع أخلاقي يسمح لهم باتهام الآخرين حول عدم الاستقرار، وتقديم ادعاءات كاذبة ضد الحكومات أو فصائل المقاومة".

اتهام إيران بإرسال طائرات بدون طيار إلى اليمن كاذب

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيراني: "ان فصائل المقاومة في المنظقة تتخذ قراراتها بناء على مصالح شعبها وتقوم بالرد على دعم أمريكا للكيان الصهيوني. إن الادعاء بأن إيران أرسلت طائرات مسيرة إلى اليمن هو أحد تلك التصريحات والادعاءات الباطلة والمزيفة، وهو يهدف إلى التغطية على جرائم الكيان الصهيوني، ونوصي أمريكا بإنهاء دعمها لهذا الكيان".

كما أشار كنعاني إلى تقرير وكالة بلومبرغ بشأن عرض السعودية للاستثمار في إيران وقال: "يتم نشر العديد من الأخبار ذات الأهداف السياسية المحددة في بعض وسائل الإعلام الخاصة ولن نلتفت لمثل هذه القضايا. إن العلاقات بين إيران والسعودية تسير على مسار جيد، والبلدان عازمان على تعزيز مصالحهما، وهناك وثائق جيدة لتوسيع التعاون، وسيتحقق إن شاء الله".

وفيما يتعلق بالعلاقات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، أضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية: "اننا نتمسك بإطار التعاون الفني مع الوكالة الدولية بشكل بناء ونواصل هذا التعاون".

الغرض من بعض الإدعاءات ضد البرنامج الصاروخي الإيراني

وفي الختام أشار كنعاني إلى أنه من أجل التغطية على الواقع المرير في فلسطين، تريد بعض الجهات تحويل الرأي العام في اتجاه آخر من خلال إثارة قضايا منحرفة وبعض الهواجس الوهمية، مبينا: "على الذين تضامنوا مع الكيان الصهيوني وارتكبوا الجرائم، أن بتأكدوا أن شعوب العالم لن تنصرف عن الحقائق المريرة التي تحدث في فلسطين".

/انتهى/