جاء ذلك خلال لقاء امين مجمع تشخيص مصلحة النظام محمد باقر ذوالقدر مع "ليو جيان تشاو" وزير العلاقات الدولية للحزب الشيوعي الصيني، حيث جرى بحث القضايا الدولية والإقليمية الهامة، وتوسيع التعاون وتعزيز العلاقات بين إيران والصين.
ومضى ذو القدر في وصف واجبات وهيكل ودور مجمع تشخيص مصلحة النظام في عملية صنع السياسات العامة في البلاد وقال: إن هذه التفاعلات يمكن أن تعمق وتطور العلاقات بين البلدين على المستوى الاستراتيجي وفي مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والأبعاد الثقافية والتبنيية ودعم التوجهات المشتركة في القضايا الدولية.
وأضاف: إن التعاون والتفاعل بين البلدين على أي مستوى سيسهم في نشر السلام والاستقرار في المنطقة والعالم، وأهم قضية تفاعل البلدين على الساحة الدولية هي مواجهة الأحادية في النظام الدولي ومعارضة سياسات الإمبريالية الأميركية، والتصدي للإرهاب، وخاصة إرهاب الدولة.
وأشار أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام إلى أهمية الاتفاقيات الإقليمية وحضور الجمهورية الإسلامية الإيرانية في منظمة شنغهاي، وقال: إن الوثيقة الإستراتيجية للتعاون بين البلدين للاعوام الـ 25 القادمة دليل فعال لتوجيه التعاون. ونظرًا لموقعها الجيوسياسي الخاص والفريد وقدراتها الفريدة، يمكن لجمهورية إيران الإسلامية أن تلعب دورًا في سلسلة التوريد العالمية للسلع لصالح الدول الآسيوية، وخاصة الصين.
وأشار كذلك إلى التغيرات السريعة في النظام العالمي وقال: من بين المناقشات التي أجريناها في المفاوضات السابقة، كانت مسألة انتقال العالم من النظام القديم إلى النظام الجديد، والتي بدا أنها تسرع عملية الانتقال إلى النظام الجديد مع حرب أوكرانيا وأحداث فلسطين وغزة، واصبحت هندسة القوى في العالم تتغير لصالح الشرق.
وناقش ذو القدر في هذا اللقاء قضية فلسطين، وقال إنه على الرغم من الابادة الجماعية لأهل غزة من خلال تدمير جميع البنية التحتية وقصف المستشفيات والمدارس والكنائس والمساجد، فإن الكيان الصهيوني لم يحقق أيًا من أهدافه المعلنة رغم قيام الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، بتقديم الدعم المالي والسياسي والدعائي الواسع من خلال إنشاء جسر جوي وإرسال عشرات الطائرات والسفن العملاقة يوميا، المحملة بالأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية، ويقوم قادتهم العسكريون، من خلال تواجدهم في غرفة عمليات الكيان الصهيوني، بادارة ودعم هذه الحرب الظالمة ضد الشعب الفلسطيني.
وأكد أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام: خلافا لكل الاتهامات والادعاءات التي أطلقها الكيان الصهيوني، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تشارك في هذه العملية، رغم أنها لم تتوقف أبدا عن مساعدة الشعب الفلسطيني ودعم فصائل المقاومة الفلسطينية.
وتابع: مع عملية طوفان الأقصى، دخلت منطقة غرب آسيا مرحلة جديدة. وهي فترة ستلعب فيها الجماعات المناهضة للصهيونية دورا أكبر في مستقبل المنطقة، وسيتدهور وضع أميركا والكيان الصهيوني في هذه المنطقة بشدة.
وتابع ذو القدر تحليله لحرب غزة: الخبراء يعتقدون أن حرب غزة ستتسبب في فشل أو تأجيل تنفيذ الممر الشرقي الغربي "الهندو إبراهيمي" الذي كان من المقرر إنشاؤه لتحييد "طريق الحزام" الصيني.
من جانبه قال "ليو جيان تشاو"، وزير العلاقات الدولية في الحزب الشيوعي الصيني: إن التفاعلات القائمة بين إيران والصين قلما توجد بين الدول الأخرى، وهذا يعطي مكانا خاصا لتعزيز علاقاتنا. لقد لعبت التفاعلات بين الطرفين في العقد الماضي دورا بناء في زيادة الثقة السياسية المتبادلة وتعزيز التنسيق الاستراتيجي، لذلك نحاول المساعدة في تنمية البلدين بشكل أكبر من خلال إضفاء الطابع الرسمي على علاقتنا مع المجمع وتعزيز آلية التعاون.
وتابع: نقدر جهود أصدقائنا في مكافحة الأحادية والغطرسة في الساحة الدولية.
وأشار إلى دور إيران المؤثر في المنطقة، وقال: إن المجتمع الدولي يتوقع من إيران أن تستخدم دورها الفعال لتخفيف التوترات في المنطقة من أجل منع الوضع الحالي من أن يصبح أكثر تعقيدا.