وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه أشار ناصر كنعاني خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي اليوم الإثنين، إلى الفيتو الأمريكي ضد قرار وقف إطلاق النار في غزة في مجلس الأمن وقال: "في اليوم السابع والستين من العدوان الهمجي للكيان الصهيوني على غزة، استشهد حتى الآن قرابة 18 الف شخصا وهناك 7760 مفقودا، و49229 جريحا. وفي هذا الوضع المأساوي، للأسف نشهد ان الولايات المتحدة تستخدم حق النقض (الفيتو) ضد قرار مجلس الأمن لوقف هذه الحرب الدموية والهجوم الوحشي... لقد أظهر النظام الأمريكي مرة أخرى دوره الكامل في الحرب ضد غزة".
وأضاف:" لقد أعلنت الجمهورية الإسلامية الإيرانية موقفها من التصرف الأمريكي غير المقبول... أميركا أثبتت أنها ليست جزءاً من الحل في حرب غزة، بل هي طرف من أطراف الحرب وتقف بغطرستها أمام المجتمع الدولي وبهذا الفيتو، لم تصوت الحكومة الأمريكية ضد قرار الردع ووقف جرائم الحرب فحسب، بل أنها صوتت أيضًا لصالح همجية الكيان الصهيوني ضد أهل غزة، وواجهت الرأي العام العالمي".
وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية إلى واجبات مجلس الأمن والأمم المتحدة، وقال: "إن الأمم المتحدة ومجلس الأمن فشلا في القيام بواجباتهما في الحفاظ على السلام ومنع جرائم الحرب... لقد تمت مناقشة مسألة الإصلاحات في الأمم المتحدة ومجلس الأمن منذ سنوات طويلة، وتم إجراء محادثات ومشاورات رسمية في فترات مختلفة، وإيران طرف أيضًا في هذه المحادثات".
وأوضح: "إن الجمود الأخير في مجلس الأمن الدولي بشأن غزة أظهر مرة أخرى أن الوضع في هذا المجلس وضع مثير للقلق، وباعتبارنا كالجمهورية الإسلامية الإيرانية، نعتقد أنه ينبغي لمجلس الأمن، كمسؤول دولي، أن يتصرف بمسؤولية أكبر".
وتطرق ناصر كنعاني إلى أوضاع غزة بعد إنتهاء الحرب، قائلا: "لقد أعلنا مرارا وتكرارا أن الشعب الفلسطيني هو الطرف الوحيد الذي يملك الحق ويستطيع أن يقرر بشأن أرضه ومصيره وان هذا الشعب بالتأكيد لن يقبل بالمشاريع التي يطرحها البعض من خارج المنطقة ولن يخضع أمام القرارات الظالمة".
وتابع: "يجب أن تتشكل الحلول السياسية من داخل الأراضي الفلسطينية... إيران لا تطرح فكرة لفلسطين، بل قدمت حلاً ديمقراطياً خاصاً بها، ولكن يبدو أن أميركا، كشريكة لإسرائيل، في الوضع الراهن، تريد متابعة ما لم تتمكن من تحقيقه في ميدان الحرب، من خلال الحلول السياسية، ولكن الشعب الفلسطيني رد ويرد على هذه المخططات بمقاومته".
وفي جزء آخر من تصريحاته، أشار إلى المحادثات حول خطة العمل الشاملة المشتركة وما يدار عن نسخته الثانية، وقال: "ان هذه التصريحات تصدر من لسان أشخاص لم يلتزموا بتنفيذ تعهداتهم في خطة العمل الشاملة المشتركة، ومع مرور الوقت، طرحوا أفكارًا مضللة، هربا من مسؤوليتهم"، مؤكدا: "نحن لا نقدر شيئا لموضوعات مثل"خطة العمل الشاملة المشتركة في نسختها الثانية"... لقد حددت خطة العمل الشاملة المشتركة مسؤوليات وواجبات الأطراف، ومن تهرب من مسؤوليته يتحدث عن قضايا منحرفة وغيرواقعية".
ولفت کنعانی كذلك إلى التعاون القضائي بين إيران والعراق، وقال: "إن هذا التعاون يعد أحد مجالات التعاون الجيد بين إيران والعراق، ولحسن الحظ، في ظل العلاقات الأخوية العميقة بين البلدين، تتم متابعة القضايا بشكل مستمر".
وفي إشارة إلى غضب نتنياهو من العلاقات بين إيران وروسيا، صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية: "لإقامة العلاقات الثنائية مع الدول الأخرى، لا ننتبه لتصريحات الآخرين... ان العلاقات بين إيران وروسيا تتوسع في إطار المصالح المشتركة والمتبادلة والعلاقات السياسية والثقافية والقنصلية بين البلدين شهدت نمواً ملموساً".
وأوضح كنعاني: "بحسب الإحصائيات، فإن حجم العلاقات التجارية بين البلدين بلغ أكثر من 5 مليارات دولار خلال 9 أشهر من العام الحالي الإيراني، حيث نما حجم التجارة بين البلدين بنسبة تزيد عن 20% ويجري تنفيذ العديد من المشاريع من قبل البلدين"، لافتا إلى ان موضوع الممر بين الشمال والجنوب والقضايا المصرفية والملفات الأخرى كان من بين المحاور الرئيسية للمحادثات بين رئيسي ايران وروسيا، وأن اللجنة الاقتصادية المشتركة ستعقد في طهران خلال الأشهر المقبلة.
وأشار كنعانى إلى الاجراءات الرادعة الإيرانية أمام هجمات الكيان الصهيوني على سوريا ووقوع خسائر بشرية، وقال: "من المؤكد أن القوات الإيرانية متواجدة في سوريا كقوة استشارية بناء على طلب رسمي من الحكومة السورية... لقد قمنا في السنوات الماضية بدور فعال في مكافحة الإرهاب في المنطقة، فإن الأعمال العسكرية التي يقوم بها الكيان الإسرائيلي ضد سوريا عدوانية ومن واجب المجتمع الدولي الرد على هذه الهجمات"، مضيفا: "إن الهجوم على أهداف إيران ومصالحها لم يبق دون رد في الماضي ولن يمر أبدا دون رد".
وبشأن تحركات الدول الإسلامية لوقف جرائم الحرب في غزة، قال المتحدث باسم وزارة خارجية بلادنا: "إن الإجراءات الدبلوماسية المتعلقة بأزمة غزة لم تكن كافية ورادعة حتى الآن، ولذلك فإن هذه مسؤولية المجتمع الدولي أكثر من أي وقت مضى وعلى الدول الإسلامية مسؤوليات مهمة في هذا المجال".
وأوضح كنعاني: "إيران قامت وستقوم بتحركات دبلوماسية كثيرة في هذا المجال، حيث ان محادثات وزير خارجية بلادنا مع مختلف المسؤولين ومراسلاته مع القادة الدوليين، وكذلك جهود رئيس الجمهورية الدبلوماسية متواصلة، مؤكدا: "من الواضح أن الأمم المتحدة ومجلس الأمن وغيرهما يواجهون اختبارا مهما".
ولفت المتحدث باسم وزارة خارجية بلادنا إلى مشاورات إيران مع الدول الوسيطة، بما في ذلك قطر وعمان، من أجل وقف طويل الأمد لإطلاق النار في غزة وأضاف: "وقف إطلاق النار هو قضية ذات أولوية، وقد أكدنا دائما على ضرورة وقف جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي ضد شعب غزة وستستمر الجهود في هذا المجال، حيث انه سيعقد غدا اجتماع في الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن التصويت حول التطورات في غزة، وستطرح إيران من خلاله وجهة نظرها".
وفيما يتعلق بموقف إيران بشأن تطبيع العلاقات بين يريفان وباكو، قال: "إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ترحب بالبيان المشترك لأذربيجان وأرمينيا بشأن التدابير المتبادلة لبناء الثقة من أجل إطلاق سراح السجناء وتعتبره خطوة نحو تحقيق السلام بين البلدين"، مبينا: "إن تحقيق السلام الدائم يتطلب تعزيز لغة السلام وبناء الثقة بين الأطراف الإقليمية".
وحول موضوع محاكمة المواطن السويدي في إيران، قال كنعاني: "ليس لدي أي معلومات عن التشاور بين السويد والاتحاد الأوروبي بشأن هذا الشخص... جرائم هذا الشخص واضحة وقد تم توضيحها والإعلان عنها من قبل جهاز القضاء، حيث انه يقوم بواجباته ومسؤولياته في هذا الإطار".
كما أشار إلى متابعة ملف المتورطين في إغتيال اللواء الشهيد قاسم سليماني وقال: "نحن نحاكم المجرمين الذين ارتكبوا جريمة اغتيال الحاج قاسم سليماني في العراق، وهذا الموضوع يحتاج إلى التشاور مع الجهات المعنية".
وفي إشارة إلى إلغاء زيارة الرئيس الإيراني السيد ابراهيم رئيسي إلى تركيا، قال كنعاني: "إنه كان من المقرر ان تجري هذه الرحلة بعد حضور وزير الخارجية الإيراني في اجتماع الامم المتحدة حول تطورات فلسطين، ونظراً لعدم إصدار التأشيرات في الوقت المناسب من قبل الولايات المتحدة، لم تتحق رحلة وزير الخارجية ولذلك تم تأجيل الرحلة إلى فترة زمنية أخرى".
بشأن الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس هيئة الاركان العامة للقوات المسلحة الايرانية، اللواء محمد باقري إلى العراق والتأكيد على عملية تنفيذ الاتفاقية الأمنية الإيرانية العراقية، أوضح: "توقعات إيران واضحة وما تقوم به الآليات والمؤسسات العسكرية يأتي في إطار المهام الموكلة إليها والجهود في هذا الاتجاه مستمرة ونأمل أن نصل إلى المستوى الذي يتوقعه الجانبان".
/انتهى/