وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: نجح العراق رغم كل التحديات والمصاعب الداخلية وفي وقت امني حساس بإجراء الانتخابات بشكل دقيق وشفافية عالية، وعرف كل فريق سياسي وتنظيم حجمه الشعبي والجماهيري من خلال هذه الانتخابات، وعلى اساسها بنيت التحالفات والشراكات لحماية العراق، سيما ان الشعار المرفوع لدى اغلب العراقيين من قبل فصائل المقاومة والسياسيين والشعب، رفض وجود القواعد العسكرية الامريكية في العراق، وهذا ما تجلى من خلال دخول المقاومة الإسلامية في العراق بقوة في محور المقاومة على جبهة غزة التي تزف يوميا مئات الشهداء من اطفال ونساء وعجائز، وهذا مالم نشهد له مثيل في التاريخ من إبادة وحشية يرتكبها العدو الصهيوني.
وللتعمق أكثر في مسألة الانتخابات وضربات المقاومة الإسلامية في العراق، أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، الأستاذة "وردة سعد" حواراً صحفياً مع الباحث والاكاديمي الدكتور حيدر البزرنجي، وجاء نص الحوار على الشكل التالي:
شكلت نتائج الانتخابات المحلية في العراق مفاجأة للاوساط السياسية العراقية والمراقبين من الخارج، برأيكم ما مدى تأثير هذه النتائج على الخارطة السياسية والتوازنات داخل العراق وسياسات حكومته تجاه القضايا الاقليمية؟
نتائج الانتخابات كانت متوقعة لقوى التنسيق الشيعي لكن بالنسبة لبقية القوى غير متوقعة وسببت معاناة من الصدمة، لانه تصدر أغلبية المحافظات العراقية الوسطى والجنوبية وبعض المحافظات الشمالية، لماذا متوقع؟ لانه في انتخابات عام 2021 كان هناك تزييف كبير للحقائق وتلاعب في نتائج الانتخابات، هذه العملية الانتخابية التي أجريت في ظرف امني عالي المستوى من الدرجة الفنية والمهنية، استطاعت مفوضية الانتخابات ان تجري هذه الانتخابات رغم التحديات التي واكبت وصاحبت هذه الانتخابات، طبعا تشكل خارطة سياسية جديدة في المحافظات تحديداً لماذا؟ لان الفائز الاول هو من يتحكم بالموقف رغم هذا يراعي التوازنات السياسية ويحاول ان يأخذ البلد بإتجاه التهدئة وهذا سيرة ومسيرة الحكومة منذ تشكيلها وديدنها على ان تكون فاعلة ومتفاعلة وتجسر جسور الثقة ما بينها وبين المواطن لدرجة انه كانت الانتخابات بعد عام على تشكيل الحكومة واكثر، نسبة المشاركة بالاقتراع وصل الى اربعين بالمئة ممن يحق لهم الانتخاب، وبالتالي نعم كان متوقع بالنسبة للكتل الاخرى غير الكتل السياسية الشيعية المؤتلفة ان لا يتم حصول الكتل السياسية الشيعية على المراكز المتقدمة الاولية، هذا اعطاها حافز اكبر بأن يكون لديها برنامج سياسي تفاوضي مع الكتل السياسية الاخرى من اجل رفد العملية الخدماتية بالكثير من الروافد وإنهاء مرحلة الصراعات.
طبعا تشكل انتقالة نحو الاقليم باعتبار ان الدول الإقليمية تتعامل مع العراق ومع الحجم السياسي والانتخابي لا سيما انه اليوم اصبحت الحكومات المحلية والحكومة الاتحادية هي من داخل النسيج السياسي للاطار التنسيقي، تجاه قضايا الامة لا يتغير موقفها، موقفها ثابت فيما يخص القضية الفلسطينية وبعض القضايا التي تخص الامة تحديداً السيد رئيس الوزراء خلال مؤتمرين متتالين في القاهرة وفي السعودية.
كيف اثر غياب الكتلة الصدرية عن المشاركة الصريحة في هذه الانتخابات؟ وكيف ستعوض هذه الكتلة ما كانت تتمتع به من نفوذ ودور خدماتي مباشر في المحافظات وعلى صعيد العلاقة المباشرة مع الشارع العراقي ؟
الاخوان في الكتلة الصدرية هم من اختاروا الانسحاب والانكفاء والانزواء عن هذه المشاركة في الانتخابات، الانتخابات باب مفتوح من حق كل كتلة سياسية ان تشارك، الإخوة في التيار الصدري لهم قاعدة جماهيرية ولهم حضور وما زالوا في الدولة العراقية بمناصب مدراء عامين ووكلاء لا يتم اقصائهم، محافظات قد يمكن ان يبقى محافظ او لا بعض المحافظات يجب ان يجرى عليها تغيير لانه هذا استحقاق انتخابي لا يحق لاي سياسي ان يتفق على إبقاء اي محافظ من المحافظين، ثم هم من اختاروا بالانزواء والانكفاء والحكومات المحلية والسيد رئيس الوزراء يتعامل مع كل ابناء الشعب العراقي بطريقة واحدة اذا كان لهم تمثيل ام لا ، لا يفرق في اتجاه التعاملات والتفاعلات الحكومية، وللمعلومة الاخوان ما زالوا في صلب العملية التنفيذية في كل دوائر الدولة المهمة والحساسة فلم يتغير شيء، يمكن ان يتم التراجع عن هذا القرار في انتخابات المجالس النيابية القادمة وبالتالي هو ميدان الديموقراطية ومن حق كل احد ان لا يشترك ولكن بنفس الوقت له حق المواطنة.
لماذا اقدمت بعض القوى العراقية على تشكيل الكتلة الموحدة للاطار التنسيقي بعد إعلان النتائج وليس قبلها، ولم تخض الانتخابات بقوائم موحدة؟ وهل شكل حصول كتلة الحلبوسي تحديا جديا للاطار التنسيقي ؟
عدم تشكيل كتلة موحدة للاطار التنسيقي الشيعي كانت خطة ذكية بصراحة لانه اراد الاطار والكتل السياسية الاخرى ان تعرف كل كتلة او كل منتظم سياسي حجمه الطبيعي من ناحية الإنتخابات، في المبدأ هناك أتفاق مبدئي قبل خوض الانتخابات انه بعد الانتخابات سنأتي ونتحالف والنتيجة هو اطار تنسيق سياسي وليس كتلة سياسية متحالفة او مؤتلفة، هناك ائتلافات شكلت ذات أغلبية في الاطار التنسيقي والسياسي، انا اعتقد انها خطوة ذكية لافراز كل حجمه السياسي والطبيعي والتعامل مع كل الاستحقاقات وفق هذا المنظر، كتلة السيد الحلبوسي لا يوجد خوف منها او ممكن ان نقول بانها خطرة لان الجغرافيا السياسية والمجتمعية للاطار التنسيقي معروفة والجغرافيا المناطقية للحلبوسي معروفة كذلك، بالتالي بيئة صراعه السياسي ليست في المنظومة الشيعية، ولذلك اعلان هذه الكتلة هو بعد فوز جميع الكتل السياسية ومعرفة احجامها واوزانها من اجل ان تذهب بإتجاه تشكيل المحافظين.
دأبت فصائل المقاومة الإسلامية في العراق على استهداف القواعد العسكرية الاميركية في العراق وسوريا ردا على الدعم الاميركي للعدوان على غزة والشعب الفلسطيني.. ما تقييمكم لهذه الخطوة ومدى فاعليتها في ميزان القوى الاقليمي والدعم للمقاومة في غزة؟ والى اي حد شكل ذلك عاملا ضاغطا على الاحتلال الاميركي في العراق؟
فصائل المقاومة منذ البداية لديها قواعد اشتباك وأعلنت هذا الموضوع منذ انسحاب القوات الاميركية في ذلك الوقت اثر ضربات المقاومة الإسلامية في عام 2011 وهي قالت انها لا تستهدف السفارات او البعثات الديبلوماسية، تأثير هذه الضربات في الحقيقة تأثير كبير الولايات المتحده الاميركية لديها مصالح في العراق وفي المنطقة وتحاول ان تبتعد دائما عن الدخول في المواجهة المباشرة ولذلك هي تحاول ايضا ان تقتنص بعض الاشخاص في الحشد الشعبي واستشهد لدينا مجموعة كبيرة من الحشد الشعبي. نعم هناك ضغط كبير لهذه الضربات ولها تأثير على مستوى المحور ، والحكومة العراقية عازمة على اخراج القوات الاجنبية الاميركية المتواجدة في المعسكرات، وبالتالي نحن لا نريد ولا نرغب بوجود اي قوة عسكرية داخل العراق، لا حاجة لنا بهذه القوى لان العراق مكتفي ليس لديه حاجة لوجود هذه القوى العسكرية فهي تسبب حالة من الفوضى، ونحن نحتاج الى تنظيم هذه العلاقة وفق الاطر السياسية والديبلوماسية.
/انتهى/