وكالة مهر للأنباء، وداد زاده بغلاني: انه مضى أكثر من 92 يوماً على العدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة، وما زالَ العدوّ مصرًّا على تحقيق أهدافه التي أعلنها منذ اليوم الأول، وهي: تحطيم حركة حماس، واسترجاع الرهائن الموجودين في قطاع غزة، وطرد سكان القطاع إلى سيناء.
وبعد 92 يوماً من العدوان، لم يقدم نتنياهو وحكومته العنصرية أيَّ دليل على تحقيق أيٍّ من الأهداف الثلاثة. فحتى اللحظة ما زلنا نرى مشاهدَ مصوّرة للأداء البطولي للمقاومة، ونقرأ بشكل يومي عن الخسائر التي توقعها المقاومة في العدوّ، بين تدمير مركبات بالمئات، وإسقاط المئات من الجنود بين قتيل وجريح، ومن "المسافة صفر".
فمنذ أكثر من 92 يومًا فرض نتنياهو حصارًا مطبقًا على 2.3 مليون إنسان في قطاع غزة، فحرمهم الغذاء والماء والدواء والكهرباء والوقود والاتصالات.
لقد حذَّرت كل المؤسسات الدولية المعنية من خطورة استمرار هذا الحصار المطبق، وتداعيات ذلك ليس على البشر فقط، ولكن صرح الكثير من المسؤولين الأمميين عن الكارثة الصحية والبيئية التي تحدث في غزة، سواء بسبب انهيار النظام الصحي أو تدمير البنية التحتية، أو وجود آلاف الجثث تحت الأنقاض.
للأسف الشديد، فقد فشلت البشرية جمعاء في مواجهة الصلف الصهيوني والتواطؤ الأميركي، وإجبارهم على رفع الحصار عن غزة. فشلت البشرية ليس في إيقاف جريمة الإبادة الجماعية التي تجري على الهواء أمام أعين الملايين من البشر فحسب، ولكنها فشلت في إدخال شربة ماء، أو كوب حليب للأطفال في غزة.
وفي هذا الصدد اجرت مراسلة وكالة مهر حواراً صحفياً مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس ووزير الصحة الأسبق الفلسطيني دكتور " باسم نعيم" ونص الحوار في ما يلي:
** كم أعداد المستشفيات الناشطة في قطاع غزة وكم عدد منها تعرضت للقصف وما هو أعداد المستشفيات التي لا تزال تعمل حتى الآن؟
القطاع الصحي في قطاع غزة هو في الاساس قطاع صحي حكومي هناك قطاع اهلي وخاص ولكنه ضعيف والقطاع الصحي الحكومي يشرف على حوالي 12 مستشفى واضافة الى ذلك باجمال هناك 60 مستشفى اهلي وخاص وللاسف الشديد في الجزء الشمالي من قطاع غزة حوالي 35 مستشفى اهلي وحكومي خرج تماما عن الخدمة انما بسبب القصف المباشر من قبل الطائرات ودبابات الاحتلال او بسبب ان الجزء الشمالي من قطاع غزة حتى هذه اللحظة يقع تحت الحصار المشدد.
ولايدخل الى شمال قطاع غزة لا شراب ولا طعام ولا ماء ولا دواء ولابترول ولاغيره من الاحتياجات ولذلك فان هذه المستشفيات العامة في قطاع غزة خرجت تماما عن الخدمة فيمكن ان نقول ان القطاع الصحي في الجزء الشمالي من قطاع غزة متوقف تماما عن الخدمة ولايستطيع ان يقدم اي خدمة للمواطنين. وفي الجزء الجنوبي من قطاع غزة لا زال هناك بعض المستشفيات تعمل ولكن هذه المستشفيات ايضا جزء منها تعرضت للقصف وايضا بسبب الحصار حيث لايصلها اللا جزء قليل من الادوية عبر المؤسسات الدولية. لهذا المستشفيات لا تسطيع ان تقدم الخدمة الكافية للجرحى اليوم نتكلم عن 50 الف جريح موجود في قطاع غزة. في جنوب القطاع نزح اليه حوالي مليون مواطن فلسطيني من الشمال ولذلك مستشفيات الجنوب نسبة اشغال الاسره فيها اكثر من 400 في المئة يعني اربع اضعاف الوضع الطبيعي ولذلك غير قادر عن تقديم الخدمة.
**ما هي ظروف الوضع الصحي حاليا في قطاع غزة؟ هل حصل انتشار للأمراض المعدية في القطاع بسبب العبث الإسرائيلي في المستشفيات؟
في هذه التوقيت بلذات بعد تجديد الحصار وبسبب النزوح الى جنوب قطاع غزة هناك كثير من الامراض الجديدة التي بدأت ان تنتشر مثل الامراض المعدية وامراض الجلدية وامراض الاطفال والحصبة والجدري وغيرها من الامراض لذلك نحن نتحدث عن قطاع في الشمال منهار تماما، وفي الجنوب على وشك الانهيار كل يوم تخرج من وزارة الصحة الفلسطينية في غزة نداءات استغاثة بان يجب ان يتم تقديم العون العاجل للوزارة والمستشفيات حتى تستطيع ان تستمر في تقديم الخدمة، وقالت منظمة اليونيسف العالمية في زيارة الى مستشفيات جنوب قطاع غزة ان الوضع مروع في الجنوب حتى انهم قالوا نحن شاهدنا باعيوننا كيف تجرى عمليات جراحية للأطفال مثل بتر الاطراف بدون اي مواد تخدير وبدون اي مسكنات وهذا الامر ممكن ان يؤدي الى استشهادهم بسبب هذه الجراحات رغم انه ممكن انقاذ حياتهم.
** لم تتمكن إسرائيل من تحقيق أهدافها في قطاع غزة منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر. إلى متى تعتقد أن هذا الاعتداء الوحشي سيستمر؟
نحن منذ البداية قلنا ان اسرائيل لن تتمكن من تحقيق اهدافها في قطاع غزة، هي اعلنت ثلاثة اهداف الاول هو تحطيم المقاومة وتحطيم حركة حماس، الهدف الثاني ترحيل السكان من قطاع غزة الى الجنوب والهدف الثالث هو استنقاذ الاسرى الصهاينة لدى لمقاومة، حتى هذه اللحظة لن يتسطيعوا ان يحققوا هذه الاهداف الثلاثة فلا زالت المقاومة مستمرة وكل يوم تكبدهم خسائر جديدة ولازال الشعب الفلسطيني في قطاع غزة في الشمال والجنوب متمسك ببيته ووطنه رغم الخسائر الكبيرة جدا.
نحن نتكلم اليوم عن اكثر من الف وخمسمئة اسرة شطبت من السجل المدني وحوالي 55 الف جريح وحوالي 25 الف شهيد 75بالمئة منهم من الاطفال والنساء وتدمير ما يقارب 65 الف بيت بالكامل 300 الف بيت بشكل جزئي مدارس وجامعات وكنائس ومدارس ومساجد ومستشفيات حتى اوابر المياه حتى لايبقى سبب للحياة هناك، ومع ذلك شعبنا الفلسطيني متمسك بالبقاء، الهدف الثالث هوالاسرى هم حاولوا اكثر من مرة استنقاض بعض الاسراء ولكن بفضل الله وصمود المقاومة وتنبهها قتل الاسرى وقتل من جاء لانقاضهم لذلك نحن نعتقد انه يعني عاجلا ام آجلا سيرضخ هذا الاحتلال لارادة الشعب الفلسطيني كما حصل في حرب 2008، 2012،2014 و2021 هم مستمرين في العدوان ولكن في النهاية هم سيرضخون.
نحن نتوقع ان تستمر الوحشية وهذا العدوان الوحشي لاسابيع اخرى ولكن هم ينتقلوا للاسف الى شكل جديد من اشكال المعركة بمعنى انه قد يضطروا تحت الخسائر الشديدة والمقاومة وصمود الناس الى الانسحاب ولكن يصروا على ابقاء الحصار ولذلك نحن نحذر من ان العدو اذ شعر بالهزيمة قد يذهب الى شكل اخر للعدوان بل ينسحب من قطاع غزة ويبقى على الحصار حتى تتعاظم الكارثة الانسانية فلايمكن ايجاد الية لايواء الناس ولايمكن ايجاد الية لاعمار البيوت، لايمكن ايجاد الية لاطعام الناس وغذاءهم ولذلك نحن نحذر من مخطط الخطير الذي يسعى اليه الاحتلال حتى هذه اللحظة.
** ما هو رد فعل الشعب الفلسطيني على تقاعس بعض الدول الإسلامية تجاه العدوان الإسرائيلي وماذا يتوقع من الدول الإسلامية؟
الحقيقة ان قضية فلسطين هي ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، قضية الاقصى والقدس هي قضية الامة العربية والاسلامية والانسانية جمعا ونحن للاسف الشديد يمكن ان نقول وبكل الم ان الانسانية فشلت بكل ماتعنيه الكلمة في قطاع غزة لقد شاهدنا باعيوننا كيف الانسانية والقانون الدولي الانساني والقوانين الدولية كلها تحت زناجير الدبابات الصهيونية ولااحد يحرك ساكنا صحيح نقدر كثيرا حراك الشعوب حول العالم نصرة لفلسطين وقضيتها العادلة سواء عند العرب او المسلمين او على المستوى الدولي كذلك نقدر كل الحراكات في محور المقاومة لنصرة المسلمين على الوجه الخصوص.
هذه الحركات حتى الان لم تستطيع ان توقف المجزرة لذلك الكثير من الفلسطينيين يعبرون عن خيبة املهم من هذا الدعم المحدود جدا او هذه اللامبالاة احيانا من بعض العرب والمسلمين وهم يرونون ان اخوانهم يذبحون. نحن حتى هذه اللحظة لم نطلب من الكثيرين ان يحركوا جيوشهم لنصرة غزة ولكن حتى هذه اللحظة فشل العرب والمسلمين ان يدخلوا الماء والغذاء والدواء لـ2.3 مليون مواطن فلسطيني يعيش في غزة يعني للاسف الشديد هذا الوضع هو الذي شجع الاحتلال على الاستمرار في هذه الجريمة وطالما ان الاحتلال لايشعر بان مصالحوا مهددة وانه سيعاقب على جريمته فقد يستمر في فعلته .
/انتهى/