وأفادت وكالة مهر للأنباء، أنّه خلال الاجتماع الطارئ الخامس للجنة فلسطين الدائمة لدى اتحاد برلمانات منظمة التعاون الإسلامي والاجتماع الأول للجنة فلسطين لجمعية البرلمانات الآسيويةAPA))، الذي أقيم تحت شعار "تعاون البرلمانات من أجل فلسطين" في طهران اليوم الأربعاء، بحضور ممثلي برلمانات 26 دولة إسلامية وآسيوية، قال قاليباف خلال كلمة ألقاها فيه: "إنّ إيماننا الراسخ هو أن تحليل الأوضاع الراهنة في فلسطين والتخطيط لأي إجراءات تهدف إلى تحرير هذا الشعب من براثن الصهاينة يجب أن يتم وفقا للحقائق والظروف الفعلية".
وأضاف رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني: "لا شك أن الأمة الفلسطينية لها الحق في الدفاع عن نفسها ومقاومة الاحتلال والعدوان، وهذا حق ذاتي يتعين على الشعب الفلسطيني أن يتخذ قرار بشأنه ولا ينبغي لهم أن يستأذنوا أحداً في هذا الصدد."
وأكد على ضرورة استمرار المواجهة الحازمة مع سياسات الكيان الصهيوني العنيفة واللاانسانية قائلاً: "ينبغي علينا أن نحرص على عدم السماح للتصرفات المضللة التي يعتمدها كيان الاحتلال الصهيوني للعب دور الضحية أن تؤثر في عزيمتنا."
وقال قاليباف: "في الوضع الراهن، يجب أن لايغيب عن بالنا حقيقة أن عملية طوفان الأقصى كانت حراكا عفويا وطبيعيا للشعب الفلسطيني من أجل الدفاع عن حقوقه الذاتية والأصيلة، وكانت هذه العملية بمثابة رد فعل طبيعي على الظلم والعدوان والإعتداءات التي مارسها المحتل الصهيوني ضد هذا الشعب الأعزل.
قال قاليباف: "قضية فلسطين واحتلال هذه الأرض الإسلامية لمدة 75 عامًا، وتهجير السكان الأصليين وقمع واستهداف الفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية وقطاع غزة، ليست مسألة محصورة بفلسطين والكيان الصهيوني ولاهي بقضية محصورة بين المسلمين والصهاينة، بل إنها من منظار القيم والضمير الإنساني تعد مسألة إهانة للإنسانية والمجتمع الدولي بأسره."
وأشار إلى أنه ولأكثر من سبعة عقود، كانت هناك أمة كبيرة وذات جذور عميقة في أرض فلسطين وقعت ضحية تنفيذ سياسات الاستعمار، حيث أنّه تم احتلال أرضها ووطنها وحرمانها من حقوقها الأساسية، خاصة حق تقرير المصير وغيرها من الحقوق الأساسية التي يجب أن يحظى بها الإنسان.
وأضاف رئيس مجلس الشورى الإسلامي: "خلال هذه الفترة الطويلة، والتي حولت فلسطين لأقدم أزمة في العصر الحديث، قام كيان الاحتلال الصهيوني بارتكاب أبشع الجرائم، بما في ذلك جرائم حرب ضد الإنسانية، والتطهير العرقي، والتمييز العنصري وجرائم الإبادة الجماعية ضد هذا الشعب، ولكنه لم يكتفي بذلك فحسب، بل كان محميًا ومدعوما من قبل النظام السياسي الغربي، وظل محصناً من أي مسائلة أو عقاب."
قال قاليباف: "هذا الوضع بلا شك يُذكّر أي مفكر بفترة من التاريخ المعاصر، حيث اعتبر دعاة التنوير والحضارة في الغرب أن الحق في أن يكون الفرد إنسانا ويتمتع بالعيش هو فقط من حق أمم خاصة تعيش في مناطق جغرافية محددة، ولهذا السبب كانوا يبررون أي جريمة ضد بقية البشر في الأماكن الأخرى من العالم، بما في ذلك الاستعمار، والعبودية، والاعتداء، والتمييز العنصري، وجرائم الإبادة الجماعية، وهذه المنظومة الفكرية التي استخدموها في الغرب باللجوء إلى القوة والظلم، أفضت إلى وجود كيان غير شرعي يُسمى بالكيان الصهيوني في منطقتنا، والذي كان يحمل منذ بداية تأسيسه نفس تلك السياسة والنزعة الفكرية السخيفة القائمة على التمييز والاحتقار تجاه الشعب الفلسطيني المظلوم وغيرها من الشعوب المسلمة في منطقتنا."
وتابع قائلا: "بناءً على ذلك، فإننا نرى في دراسة الوضع الحالي في فلسطين ومن أجل التوصل إلى توافق على تنظيم حركة جماهيرية متماسكة للرد بجدية على جرائم الصهاينة في فلسطين، وخاصة في غزة، يجب أن نولي إهتماما للموارد التفصيلية التالية."
وأكمل رئيس مجلس الشورى الإسلامي: "دعونا لا نشك في أن الهدف الأساسي من تشكيل دولة صهيونية في المنطقة هو إنشاء حكومة موعودة تمتد من النيل إلى الفرات، وذلك تنفيذاً لمشروع الشرق الأوسط الاستعماري الكبير، والذي من شأنه أن يغير أساساً الحدود الوطنية الحالية في غرب آسيا بما يتماشى مع مصالح الاستكبار العالمي والكيان الصهيوني. "
وتابع قاليباف: "التجربة التاريخية تؤكد على الإرادة والخطة الحاسمة للكيان الصهيوني المزيف في رفض أي إجراء لإقامة دولة فلسطينية في الأراضي المحتلة، وإنّ تغيير التركيبة السكانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة يعود لصالح الصهاينة، حيث أنّهم ينقلون الفلسطينيين الذين يعيشون في الأراضي المحتلة إلى مناطق أخرى في المنطقة."
وقال: "إن ما أكده المسؤولون الرسميون ورجال الدين الصهاينة المتطرفون مرات عديدة هو أن كل فلسطيني، سواء كان رضيعاً أو طفلاً أو امرأة أو رجلا أو شابا أو مسناً، هو عدو أكيد للكيان الإسرائيلي المزيف ومحكوم عليه بالموت والفناء، وينبغي أن نعتبر وجهة النظر هذه هي المصدر الرئيسي لكل السياسات الشريرة التي ينتهجها هذا الكيان تجاه الفلسطينيين والمسلمين في المنطقة."
وأضاف قاليباف : "إنّ التجربة التاريخية للدول الإسلامية في التعرف على هذا الكيان والتعامل معه من قبيل مبادرات تطبيع العلاقات مثل "اتفاقية إبراهيم للسلام"، أظهرت جلياً عدم جدوى وضرر مثل هذه الإجراءات للهوية الوطنية والثقافية والحكم السياسي لتلك الدول."
وذكّر قاليباف: بالأساس فإن الكيان الصهيوني باعتباره عدواً أصيلاً للإسلام والأمة الإسلامية، يعتبر إقامة العلاقات مع كافة دول المنطقة مجرد أداة للتأثير عليها وإضعافها من أجل دفع سياسته الدائمة والأساسية للسطو والإستيلاء على الأراضي الإسلامية وتغيير خارطة العالم الإسلامي."
أشار إلى أن "في اعتقادنا، السبب الرئيسي لموافقة هذا الكيان الخبيث على مبادرات مثل "اتفاقية إبراهيم" هو نوع من التآمر ضد استقلال وسيادة فلسطين السياسية وإضعاف جبهة أنصار الحق الذي يدعمون حق تقرير مصير الفلسطينيين، ولا يخفى على أحد أن نتيجة تنفيذ مثل هذه المبادرات ترتبت على خلق فتنة في الصفوف الداعمة لقضية فلسطين في الدول الإسلامية، وبطبيعة الحال، إنّ الكيان الصهيوني لا يتوانى عن ارتكاب أي جريمة للحفاظ على بقائه وتدمير معارضيه."
أكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي: "إنّ تأسيس هذا الكيان كان قائماً على الإرهاب والإبادة الجماعية والاعتداء، واستمرار وجود يعتمد على ارتكاب أعمال مماثلة، كما إنّ التهديدات المتكررة التي يوجهها المسؤولين الصهيونيين باستخدام أسلحة الدمار الشامل، بما في ذلك القنابل النووية ضد الفلسطينيين، لاسيما التصريحات الأخيرة التي أدلى بها وزير حكومة نتنياهو، إضافة إلى الاستخدام المتكرر للقنابل الفسفورية من قبل هذا النظام غير الشرعي، والتهجير القسري للفلسطينيين من وطنهم الأم، ومواصلة سياسة التطاول على الأراضي الفلسطينية وبناء المستوطنات فيها، والسعي للقضاء على الهوية الفلسطينية وإبادة الشعب الفلسطيني بأكمله، كلها تظهر الطبيعة القاسية واللاانسانية لهذا الكيان ضد وجود فلسطين وجميع دول المنطقة، ولايمكننا أن نتوقع سلوكاً مسؤولاُ من مثل هذا الكيان."
وقال قاليباف: "لا يمكن ملاحظة أو التنبؤ بأي سياسة عملية للكيان الصهيوني لإنهاء التورط في هذا الصراع على المدى الطويل ووقف العنف بشكل دائم، لأن هذا النظام المزيف بنى بقائه على استمرار سياسة العدوان والصراع في المنطقة."
وأضاف: "ولهذا السبب، فإنّ هذا الكيان، و من خلال الحفاظ على التوتر في جميع حدوده وداخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، يجعل أي تحرك نحو تحقيق الحل المستدام مستحيلا وغير ممكناً."
وتابع قائلاً: "من الحقائق المريرة الأخرى في عصرنا هذا هو عدم جدوى الاعتماد على دور الأمم المتحدة في حل مشكلة العدوان والاحتلال في فلسطين، إن تقاعس مجلس الأمن والتجاهل التام للأمم المتحدة لإجراء إصلاحات اقتصادية أساسية وتنفيذ سياسات تنموية جادة في الضفة الغربية وقطاع غزة، ونقص الدعم المالي من الدول الغربية لفلسطين مقارنة بالدعم الكامل الذي تقدمه هذه الدول لكيان الاحتلال الصهيوني، كل هذه الأمور سببت بخيبة ويأس الشعب الفلسطيني من أي إجراء داعم ومؤثر من الممكن أن تؤديه هذه الجهات."
وأكد رئيس المجلس قائلاً: "إنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بوصفها داعمًا دائمًا للقضية الفلسطينية وداعيةً فعّالة للسلام والأمن الإقليمي والدولي، تشدد على موقفها الرئيسي في دعم الحق القانوني والشرعي للدفاع والمقاومة ضد الأعمال العدوانية البشعة والمعادية للإنسان والإسلام التي يقوم بها الصهاينة في فلسطين، كما أنّها تؤكد على أن أنصار هذا الکیان يجب أن يوقفوا هذا الكيان المجرم عن مواصلة جرائمه ضد المدنيين العزل في غزة وغيرها من الأراضي الفلسطينية المحتلة في أسرع وقت ممكن، لأن هذا هو السبيل الوحيد لتجنب تفاقم الأزمة والصراع في المنطقة، مما يمكن أن يؤدي إلى تطورات هائلة لن تكون بالضرورة لصالح المعتدي الصهيوني."
وأكد قاليباف في الختام على دعم الجمهورية الإسلامية حكومةً وشعباً للقضية الفلسطينية، قائلاً" إنّ قيادة الحكومة الإيرانية وشعبها مستعدة لأي نوع من المشاركة التآزرية لاتخاذ إجراء جماعي وحازم من قبل الدول الإسلامية ضد الجرائم غير الإنسانية التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الشعب المظلوم في فلسطين."
/انتهى/