أكد المشاركون في "الاجتماع الطارئ الخامس" للجنة فلسطين الدائمة لاتحاد برلمانات منظمة التعاون الإسلامي على دعمهم الواسع للشعب الفلسطيني واستنكارهم الشديد لجرائم الإحتلال ضد غزة من العاصمة الإيرانية.

وکالة مهر للأنباء، القسم الدولي: استضافت طهران برعاية مجلس الشورى الإسلامي، اليوم الأربعاء، "الاجتماع الطارئ الخامس" للجنة فلسطين الدائمة لاتحاد برلمانات منظمة التعاون الإسلامي، وبدأ الاجتماع بكلمة رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني، محمد باقر قاليباف، الذي أدان بشدة الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث أكد بأنّ الهجمات الإسرائيلية هي "جريمة ضد الإنسانية" و"انتهاك سافر للقانون الدولي"، وأضاف أن "إيران ستظل داعماً قوياً للشعب الفلسطيني في كفاحه من أجل نيل الحرية والاستقلال."

وأكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي على أن "ما يجري اليوم في غزة يندى له جبين الإنسانية"، داعياً إلى "تحرك إسلامي جماعي للوقوف في مواجهة الاحتلال الصهيوني وجرائمه في فلسطين"، لافتاً إلى أن "التجربة التاريخية تظهر أن الكيان الصهيوني بصدد تهجير الفلسطينيين إلى مناطق أخرى وتغيير خريطة العالم الإسلامية".

ودعا قاليباف الغرب والولايات المتحدة إلى "إنهاء دعمهم اللامحدود للكيان الصهيوني"، منتقداً تقاعس مجلس الأمن والأمم المتحدة عن الوقوف بجانب أهالي قطاع غزة، ووقف حرب الإبادة ضدهم.

وخلال هذا الاجتماع، أكد أمين سر المجلس الوطني الفلسطيني "فهمي الزعارير" في خطابه، على ضرورة دعم الدول الإسلامية للأمة الفلسطيني، قائلاً: "إنّ العلاقات الثنائية لبعض الدول الإسلامية مع الكيان الصهيوني وتطبيع العلاقات مع هذا الكيان تعد ترخيصاً لمواصلة قتل الشعب الفلسطيني".

بدوره، قال الأمين العام لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي "محمد قريشي": "في ظل الظروف المؤلمة التي يعيشها اليوم الشعب الفلسطيني، يجب أن نقوم بواجبنا الأخلاقي والديني لحماية هذا الشعب"، مؤكدا على أن هذه الاعتداءات تشكل حربًا كاملة ضد الفلسطينيين".

كما أكد رئيس مجلس النواب العراقي بالنيابة، محسن المندلاوي أن "العراق شرع قانون تجريم التطبيع في العراق استناداً لموقفنا الثابت من فلسطين”، مبينا انه "لا معنى للاستنكار والتنديد بوجود علاقات مع الكيان الصهيوني." ودعا المندلاوي الذي يشغل منصب رئيس الاتحاد البرلماني العربي إلى "إنشاء الصندوق الآسيوي والدولي لإعمار غزة وإزالة آثار الحرب عنها"، مطالبا "بوقفة لاعادة القيم للنظام الدولي وعدم الرضوخ للمصالح والضغوط الصهيونية."

بدوره، قال رئيس مجلس الشعب السوري "حموده صباغ": "إن شعوبنا محبة للسلام وتسعى من أجل ترسيخه بشتى الطرق والوسائل، ومع كل يوم تزداد قناعاتنا بأن كيان الاحتلال الصهيوني هو أبعد ما يكون عن هذا المسار، فهم يريدون تحقيق كل شيء ما عدا تحقيق السلام"، مشيراً إلى أنّ المجتمع الدولي، صاغراً ساكناً من دون أن تصدر عنه أي مبادرات جدية لوقف آلة القتل والدمار التي تفتك بالشعب الفلسطيني.

كما أكد صباغ على وقوف سورية إلى جانب الشعب الفلسطيني معرباً عن أمله في أن يسفر هذا الاجتماع عن تقديم وسائل وسبل الدعم الممكنة لتعزيز صمود ومقاومة هذا الشعب، والخروج بقرارات إدانة وشجب واستنكار لحملات التهجير العرقي والقسري التي تفرضها قوات الاحتلال على الفلسطينيين.

من جهته، دعا رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري إبراهيم بغالي، في كلمة له، إلى "توحيد الصفوف في العالم الإسلامي والعربي لنصرة أهالي غزة"، مؤكداً "موقف الجزائر الثابت في دعم الفلسطينيين لاستعادة حقوقهم"، مشددا على ضرورة بحث "حلول عملية" لدعم الشعب الفلسطيني في مواجهة هذا العدوان.

هذا وانتقد نائب رئيس مجلس سلطنة عمان، طاهر بن مخبوت بن علي الجنيبي، في كلمته خلال هذا الاجتماع، سياسة ازدواجية المعايير التي تتبعها الأمم المتحدة في التعامل مع القضايا، قائلاً إن الكيان الصهيوني دمّر المستشفيات وقتل عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء، وينكل بأهالي غزة أمام مرأى الأمم المتحدة ومسمعه، .كما دعا جميع الدول العربية والإسلامية إلى "القيام بمسؤولياتها تجاه ما يجري في قطاع غزة من ظلم، مع تأكيد على ضرورة اتخاذ البرلمانات الإسلامية خطوات لإنهاء هذا الاضطهاد ووقف الحرب."

وفي هذا السياق، دعا مندوب البرلمان الكويتي، محمد حسين المهان، في كلمته، إلى "ضرورة محاكمة قادة الكيان الصهيوني كمجرمي حرب أمام المحاكم الدولية"، مؤكداً أن القضية الفلسطينية تتصدر أولويات السياسة الخارجية الكويتية، كما شدد هذا المسؤول على ضرورة تجنب الدول الإسلامية من تطبيع العلاقات مع الصهاينة، داعياً الدول التي لها علاقات مع الاحتلال إلى قطعها وإغلاق السفارات الإسرائيلية.

بدوره، أشار ممثل البرلمان القطري "عبد الله بن جابر اللبده" إلى أهمية إيصال المساعدات الإنسانية إلى أهل غزة، مؤكدا "مساعي بلاده المستمرة لإنهاء الحرب الجارية في غزة"، مشيراً إلى أنّ قطر ولكونها وسيطاً بين الكيان الصهيوني وفلسطين، اتخذت إجراءات بناءة وستبذل قصارى جهودها لإنهاء هذه الحرب.

وفي هذا السياق، قال ممثل البرلمان البحريني "عبد الله الرمیحی": "إن البحرين تسعى إلى إنهاء الصراع في غزة وتطالب المنظمات الدولية بإدانة جرائم الكيان الصهيوني وفقاً للقوانين الدولية والسعي إلى وقف إطلاق النار في غزة."

إلى ذلك، أكد نائب المجلس النيابي اللبناني "قاسم هاشم"، على ضرورة استخدام جميع الوسائل لتجريم الأفعال التي ارتكبتها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني أمام المحكمات الدولية".

كما أشار ممثل البرلمان التركي إلى أن "هناك العديد من مرضى السرطان المحرومين من الرعاية الطبية في غزة ويحتاجون إلى مساعدة عاجلة"، وقال: "نحن نسعى إلى إنشاء مستشفى ميداني في غزة".

هذا وقال عضو مجلس المستشارين ممثلا للبرلمان المغربي وعضو لجنة فلسطين الدائمة باتحاد مجالس الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي "خالد السطي": "ان ما آلت إليه الأوضاع في المنطقة، ناجم عن انسداد الأفق السياسي والدبلوماسي للقضية الفلسطينية واستمرار الانتهاكات الإسرائيلية والإجراءات الأحادية وأعمال الاستيطان والعنف"، مبینا: "لذا فلن يكون هناك سبيل لتجاوز هذه الأزمة أو منع تكرارها، إلا من خلال وقف الهجمات على القدس الشريف ووقف التحريض الذي يُؤذي أكثر من مليار مسلم. ومن هنا تبرز أهمية الحفاظ على القدس الشريف كتراث عالمي مشترك ومركز لقيم الاحترام المتبادل. كما تؤيد المملكة المغربية حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة وذات سيادة على أرضها وفقا لقرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية. "

كما ناشد ممثل البرلمان الماليزي، راملي ماهد نور، بدوره المجتمع الدولي إلى "الانتقال من التصريحات الدبلوماسية والسياسية تجاه العدوان على قطاع غزة إلى مواقف عملية"، داعياً إلى وقف الحرب بشكل فوري وإيصال المساعدات الإنسانية إلى أهالي هذا القطاع بشكل عاجل، وشدد على مسؤولية المجتمع الدولي في "تمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره بنفسه"، قائلاً: "إننا ندعم تشكيل دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف". مضيفاً: "إن الحكومة الماليزية تعمل على اتخاذ إجراءات لتقديم مساعدات مالية مباشرة وتخصيص بند في الموازنة لدعم الشعب الفلسطيني."

من جهة أخرى، أكد نائب رئيس مجلس بوركينا فاسو على ضرورة دعم الشعب الفلسطيني، قائلاً: "يجب أن نقنع المنظمات الدولية باتخاذ خطوات لإنهاء الجرائيم الصهيونية ضد هذا الشعب"، مؤكدا على ضرورة تحقيق السلام المستدام في غزة بأسرغ وقت ممكن.

أيضًا، أكد نائب رئيس مجلس ساحل العاج على تضامنه مع الشعب الفلسطيني قائلاً: "أننا نقف إلى جانب شعب فلسطين البريء في وجه حرب إسرائيل ضد حركة حماس"، وقال: "واجبنا هو دعم الفلسطينيين والعمل بموجب القانون الدولي في هذا الصدد."

واستمرارا لهذا الاجتماع، ، أكد نائب المجلس السنغالي على ضرورة تحقيق وقف فوري لإطلاق النار في غزة، قائلًا بأنّ "بلاده تسعى جنبًا إلى جنب جميع الدول نحو تحقيق السلام والأمان المستدام لفلسطين."

وفي جزء آخر من هذا اللقاء، أكد ممثل البرلمان الإندونيسي على ضرورة تهيئة الظروف المناسبة لتعزيز العلاقات بين كل من فلسطين والدول الأخرى، وقال: "إنّ عملية تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني أمر مرفوض ويجب إدانة إسرائيل باعتبارها مجرمة حرب."

كما أعرب نائب رئيس البرلمان الموريتاني عن دعم بلاده لتشكيل دولة فلسطينية مستقلة قائلاً: "نحن مع الشعب الفلسطيني حتى يتمكن من الحصول على حقوقه وتشكيل حكومته التي ستكون عاصمتها القدس الشريف."

هذا، وأعلن ممثل المجلس الوطني الانتقالي التشادي دعم بلاده للفلسطينيين قائلاً: "إننا نعلن دعمنا للشعب الفلسطيني ولدينا موقف موحد مع الأمة الفلسطينية"، مطالباً "أمريكا وإسرائيل في أن تعتبرا نفسيهما ملزمتين بتنفيذ القوانين."

وصرح ممثل برلمان مالي في هذا الاجتماع: "إن الحكومة والبرلمان الانتقالي في مالي يوليان دائما اهتماماً في الأمة الإسلامية والقضية الفلسطينية ويدعمان تشكيل دولة فلسطينية مستقلة."

كما أكد ممثل مجلس الشيوخ الباكستاني أن باكستان تدين الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، داعياُ مجلس الأمن والهيئات الدولية الأخرى إلى بذل كل ما في وسعها لإنهاء الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني وإرسال المساعدات الإنسانية إلى أهالي غزة.

وكان ممثل البرلمان الطاجيكي أحد المتحدثين الآخرين في الاجتماع، حيث أعلن عن دعم بلاده لحل كافة الصراعات وإرساء الاستقرار في المنطقة، وأكد: "نطالب المجتمع الدولي بالمتابعة الجادة لحل الأزمةالفلسطينية."

/انتهى/