وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه صرح أمير سعيد إيرواني، سفير إيران ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، في مقابلة مع مجلة نيوزويك: أن أنصار الله حكومة مستقلة ذات سيادة وطنية وتتمتع بأعلى دعم من شعبها.
وقال ايرواني إن ما قامت به الولايات المتحدة وإنجلترا في مهاجمة اليمن كان انتهاكاً للسيادة الوطنية وانتهاكاً للقانون الدولي وانتهاكاً لميثاق الأمم المتحدة وإعلاناً للحرب على اليمن. ونعتقد أن هذه العملية مؤشر واضح على نجاح خطة الكيان الإسرائيلي لإدخال أمريكا في الحرب وتوسيع مناطق الصراع.
وتمكن الكيان الإسرائيلي من إجبار الحكومة الأمريكية على التدخل المباشر في الحرب من خلال آليات الضغط التي يمارسها في أمريكا. هذا الكيان، الذي لم يحقق تقريباً أياً من أهدافه المعلنة في حرب غزة، يحتاج إلى تشكيل أزمة أوسع من حرب غزة من أجل الخروج من المأزق. إن طلب الكيان الإسرائيلي من الولايات المتحدة لا يقتصر فقط على الأسلحة والاستخبارات والدعم المالي والسياسي. بل المشاركة المباشرة في الحرب، مع تقسيم العمل، واضحة، أن الحرب في غزة ولبنان وسوريا مع هذا الكيان، والحرب في العراق واليمن مع الولايات المتحدة تشير إلى أن الكيان الإسرائيلي تمكن من استغلال الحكومة الأمريكية لتحقيق مصالحه.
واضاف ايرواني ان السؤال المهم متى أصبح البحر الأحمر غير آمن وضد أي جهة ولماذا؟ الجواب الواضح هو أن الأمر مرتبط بشكل مباشر بأحداث غزة. في حين لا توجد إرادة أو قدرة لدى الآليات الدولية لإنهاء الجريمة في غزة وهم تحت الحصار الكامل ولا يصل الوقود والغذاء إلى أهل غزة ويواجهون كارثة إنسانية كبيرة، فإن أنصار الله في اليمن يعتمدون على إحساسهم المسؤولية الإنسانية في الدفاع عن الشعب الفلسطيني المظلوم انتفض وأعلن أن جميع خطوط الشحن في الممر المائي للبحر الأحمر آمنة تماما، باستثناء السفن التابعة لإسرائيل أو التي تنقل البضائع من وإلى إسرائيل. لكن مع هذا العدوان الأخير، من المتوقع أن أي دولة تشارك في هذا العدوان أو الاعتداءات العسكرية اللاحقة ستعرض نفسها للخطر وهدف عملياتي مشروع لأنصار الله.
إننا نعتبر قرار حظر الأسلحة على اليمن قراراً ظالماً وقاسياً، ونعتبره دليلاً على مقولة "قيدت الحجارة وأطلقت الكلاب"؛ ولكننا، كعضو مسؤول في الأمم المتحدة، نعتبر أنفسنا ملزمين بأحكامها. وتتعرض أنصار الله لحصار كامل من البر والجو والبحر منذ 8 سنوات. إذا اعتمدت دولة ما على قدراتها الداخلية، فإن الحظر والحصار لا يمكن أن يوقفها. وعندما بدأت الحرب في اليمن عام 2015، كان أنصار الله في ذلك الوقت يعتمدون فقط على مخزون أسلحة الجيش اليمني السابق، والتي تم استيرادها كلها؛ لكن اليوم، على مستوى جيش إقليمي قوي، لديهم أسلحة متطورة من الإنتاج المحلي.
قرارات المقاومة في العراق ولبنان تخضع لاعتبارات حكومتهما، إلا أن أنصار الله حكومة مستقلة ذات سيادة وطنية وتحظى بأعلى تأييد من شعبها. بعد ساعات قليلة فقط من هذا العدوان الأخير، خرج الملايين من الناس في اليمن إلى الشوارع، ورغم اشمئزازهم من أمريكا والكيان الإسرائيلي، أعلنوا دعمهم لسياسة حكومتهم. ونتوقع أن جماعات المقاومة الأخرى لن ترى ضرورة لتقديم الدعم العملياتي لأنصار الله في هذا الشأن. إن أنصار الله يمتلكون القدرة والقوة اللازمة للدفاع عن بلدهم وشعبهم.
/انتهى/