بمناسبة زيارة الرئيس الإيراني إلى تركيا، كتب وزير خارجية بلادنا حسين اميرعبداللهيان مقالا في جريدة تركية جاء فيه إن هذه الزيارة تعد تعبيراً واضحاً عن الرغبة والإرادة الجادة لرئيسي البلدين في توسيع العلاقات بين إيران وتركيا على جميع الأصعدة.

وأفادت وكالة مهر للأنباء، أنّه بمناسبة زيارة الرئيس إبراهيم رئيسي إلى تركيا، أورد "حسين أميرعبداللهيان، وزير خارجية بلادنا، في مقال نشر في جريدة Milliyet التركية، أن تاريخ العلاقات بين إيران وتركيا قديم وعريق، ويوجد بين البلدين العديد من القواسم الثقافية والتاريخية والدينية المشتركة، مشيراً إلى أنّ زيارة رئيس الجمهورية الإيراني إلى هذا البلد تأتي في هذه المرحلة الحساسة التي وضعت منطقة غرب آسيا في خضم العديد من التحولات.

وأشار إلى أن توسيع العلاقات مع دول الجوار في إطار متوازن ونشط وذكي يعد إحدى الأولويات المهمة للسياسة الخارجية التي تعتمدها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مضيفاً: "وفي هذا السياق، تتمتع الجمهورية التركية بمكانة مميزة وخاصة لإيران، وذلك نظراً لموقعها الاستراتيجي كدولة جارة، كما أن البلدين لاعبان مهمان في المنطقة، حيث يتيح لهما موقعهما الجغرافي وكونهما جسراً ونقطة ربط بين قارات آسيا وأوروبا وأفريقيا، التمتع بإمكانية الوصول إلى المياه المفتوحة والتواجد في ممرات النقل البري والترانزيت بين الشمال والجنوب والشرق والغرب، مما يسهل التعاون والتآزر بينهما."

وجاء في مقال وزير الخارجية، أنّ الرئيس الإيراني السيد آية الله إبراهيم رئيسي سوف يجري زيارة إلى أنقرة بدعوة من رئيس جمهورية تركيا فخامة السيد أردوغان، وذلك للمشاركة في الاجتماع الثامن لمجلس التعاون رفيع المستوى بين تركيا وإيران.

وذكر أمير عبداللهيان: "في إطار هذه الزيارة، سيتناقش رئيسا البلدين الإسلاميين والشقيقين ويتبادلان الآراء ووجهات النظر حول عدد من القضايا المهمة وذات الاهتمام المشترك في سياق العلاقات الثنائية، إضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية، ومن المؤكد أنّ هذه الزيارة هي تعبير واضح عن الرغبة والإرادة الجادة لرئيسي البلدين في تعزيز العلاقات بين إيران وتركيا على جميع الأصعدة."

وتابع: "إننا نعتبر العلاقات بين البلدين الجارين متميزة وودية، ونؤمن أن تطوير وتعميق العلاقات بين إيران وتركيا سيؤدي إلى تحقيق نتائج إيجابية على مستوى العلاقات الثنائية وعلى المستوى الإقليمي والعالمي أيضاً، حيث أنّ ذلك سيساعد على تعزيز التفاعلات الودية وإرساء السلام والاستقرار الدائمين."

وأِشار إلى أنّه من المقرر توسيع التبادلات بين إيران وتركيا في المجالات التجارية والاقتصادية، وهو هدف يمكن تحقيقه نظرا للإمكانات العالية جدا في البلدين.

وذكر وزير الخارجية بأنّ حجم التجارة الحالي لايتناسب مع قدرات البلدين، ومن الضروري لكلا الجانبين أن يحققا هذا الهدف من خلال تحديد العقبات القائمة أمامهما، وتنفيذ القرارات والاتفاقيات المشتركة، مضيفاً: "إنّ التعاون بين المقاطعات الحدودية في البلدين، والتعاون في المجالات التجارية والصناعية والزراعية والصحية والعلوم والثقافة والجمارك والتقنيات الجديدة والأسواق الحدودية ومناطق التجارة الحرة، فضلاً عن التعاون في مجال النقل الإقليمي والمجال الأمني، كل هذا يعد من أهم المحاورالتي يجب التركيز عليها لتطوير العلاقات بين البلدين".

كما أشار إلى أنّ إيران هي أحد أهم موردي الغاز الطبيعي إلى تركيا، ويعد تصدير الغاز الإيراني إلى تركيا منذ عام 2001 إلى حد الآن أحد الرموز المهمة للتعاون الاقتصادي المستدام بين البلدين، مؤكدا على أنّه يتم التأكيد على استمرارية وتعزيز وتنويع هذا التعاون من قبل الجانبين.

وذكر أنّه بالنظر إلى التغيرات والظروف المناخية والجفاف في المنطقة، يعتبر التفاعل والتعاون بين إيران وتركيا في مجال البيئة وخاصة موارد المياه المشتركة أمرا ضروريا.

وأضاف: " قضايا أمن الحدود، مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله والاتجار بالمخدرات والجرائم المنظمة، القضايا التي تتعلق بالمهاجرين الذين تم تهجيرهم بسبب الحروب الناجمة عن تدخلات من خارج الإقليم، التحركات الانفصالية المفروضة من قبل القوى الاستكبارية، عواقب الحروب والاضطرابات التي يتم فرضها على دول المنطقة، كل هذا يعتبر جزءًا من التحديات."

وأشار إلى أنّه من أبرز مجالات التعاون بين إيران وتركيا هو دعم الشعب الفلسطيني المظلوم وتعزيز التقارب بين الدول الإسلامية، خاصة بعد إندلاع الحرب الصهيونية على غزة، وذلك بهدف مواجهة الفصل العنصري الصهيوني، ومتابعة موضوع وقف الإبادة الجماعية للأطفال والنساء الأبرياء وجرائم هذا الكيان ضد الإنسانية.

وجاء في مقال وزير الخارجية: "تقع على عاتق البلدين المهمين في العالم الإسلامي مسؤولية دعم شعب غزة المظلوم والقضية الفلسطينية المقدسة، ولا شك أنهما قادران على إنجاز هذه المهمة التاريخية والإنسانية بشكل أفضل من خلال التفاهم والتعاون المتبادلين".

وتابع: في الوقت الحاضر، يمكن للدولتين القويتين، إيران وتركيا، أن تقدما نموذجاً لإرساء الاستقرار والأمن الداخلي في منطقة غرب آسيا والقوقاز والخليج الفارسي، ومن خلال التركيز على السياسات المتقاربة يمكنهما أن يضيقا الساحة على وجود العوامل التي تخل بأمن واستقرار المنطقة.

وذكر أنّ التعاون الثنائي بين البلدين في عملية (أستانا) لتحقيق السلام في سوريا، وصيغة 3+3 لإحلال السلام في القوقاز، والتعاون الثلاثي والمتعدد الأطراف في الخليج الفارسي، هى أمثلة على منصات وأُطر التعاون والتآزر بين البلدين في المنطقة.

وأكد على أنّ هناك تعاونا جيدا بين البلدين من أجل حل وتسوية الأزمات الإقليمية، ويوجد استعداد كاف لبذل مزيد من الجهود في هذا المجال.

/انتهى/