وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: الثورة الإسلامية المباركة غيّرت مجرى التاريخ واحيت القضية الفلسطينية على صعيد العالم ككل، خاصة منذ ان اعلن روح الله الموسوي الخميني (قده) يوم القدس العالمي، وضرورة دعم المقاومة الفلسطينية لمواجهة الاحتلال.
وبمكننا القول أن انتصار الثورة الإسلامية في إيران، هو انتصارٌ لفلسطين وبالأخص ما تلى انتصار الثورة من تقوية لمحور المقاومة وتطوير للجانب العسكري على مستوى المحور بشكل عام والمقاومة الفلسطينية بشكل خاص.
حول هذا الأمر، أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، الأستاذة وردة سعد، حواراً صحفياً مع رئيس مجلس علماء فلسطين، الشيخ الدكتور حسين قاسم، وجاء نص الحوار على الشكل التالي:
تميز روح الله الموسوي الخميني (قده) بنظرته الاستراتيجية والاستشرافية للقضايا المصيرية، سيما قضايا الامة الإسلامية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ونذكر هنا ما قاله (رض) عندما انتصرت الثورة المباركة بأنه "اليوم إيران وغدا فلسطين" كيف تنظرون الى هذا البعد الرؤيوي الاستراتيجي لديه؟
بالنسبة للإمام الخميني قبل انتصار الثورة كانت نظرته ثاقبة وبعيدة بالنسبة للقضية الفلسطينية فعندما كان في العراق افتى بجواز اعطاء الخمس للمجاهدين والمناضلين في الثورة الفلسطينية، وتعاون مع الرئيس الراحل ياسر عرفات، وعندما انتصر، اول عمل قام به هو انه أقفل سفارة الصهاينة في إيران ووضع مكانها سفارة لفلسطين، طبعا هذه النظرة الثاقبة تدل على الفهم الواعي والفراسة للانسان المؤمن الذي يعلم ان القضية الفلسطينية هي قضية الامة الاساسية والتي يجب ان يعمل لها كل المخلصين في هذه الدنيا حتى يتم تحرير فلسطين، لذلك من البدايات كان الطريق الى فلسطين وهو الذي اعلن يوم القدس العالمي في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، ينبغي على كل علماء الامة وقادتها ان يسيروا على هذا النهج حتى التحرير الكامل والصلاة في المسجد الاقصى محررا ان شاء الله تعالى.
القوى المعادية تركز على تصوير قوى المقاومة بأنها ادوات بيد إيران.. وانها تخدم اهدافا توسعية او للدفاع عن الجمهورية الاسلامية نفسها.. من خلال الوقائع والمعطيات الواقعية اليوم، كيف يمكن ان نرد على هذا المنطق المغلوط، ومحاولة تشويه اهداف المقاومة وجهاد رجالها؟
الحقيقة لا يوجد شيء اسمه مجتمع دولي او امم متحدة او مجلس امن او ما شابه، هي مجرد شعارات اطلقها الذين انتصروا في الحرب العالمية الاولى والثانية ووضعوا ضوابط تناسبهم حتى يستمروا في احتلال بلدان العالم من شرقه الى غربه ومن شماله الى جنوبه كما يفعلون في الشرق الاوسط وفي افريقيا وفي الكثير من البلاد التي احتلوها وسيطروا عليها، وتاريخ أميركا معروف في فيتنام وفي باناما وفي تشيلي وفي غيرها من البلدان، ومن ثم في العصر الحديث ما فعلوه في العراق وفي ليبيا وسوريا والكثير من دول العالم العربي والاسلامي انهم يكذبون في تشويه سمعة الإسلام وسمعة الفصائل المجاهدة والمقاومة في بلداننا الإسلامية وعلى رأسها حماس في فلسطين وحزب الله في لبنان وبقية الفصائل في العالمين العربي والاسلامي، يكذبون في التشويه حتى ينفذوا المشاريع الصهيو أمريكية التي تسيطر على بلادنا وتنهب الثروات، ومعروف ان أميركا في احتلال العراق وحتى في سوريا يركزون على منابع النفط لسرقة الخيرات وينهبوا ثروات البلاد واي فئة تقاومهم في العالمين العربي والإسلامي يتهمونها تارة بالإرهاب وتارة انها موالية لطهران، وان إيران تدعم الإرهاب وهذه كلها أكاذيب لم تعد تنطلي على احد لا في المجتمعات العربية ولا حتى الغربية، بدأ الناس يفهمون الحقيقة بأن هؤلاء عبارة عن عصابات مجرمة سيطرت على العالم تريد ان تستغل ثروات العالم تحت مسميات مختلفة مرة إرهاب ومرة تعصب ومرة ولاء لايران يعني تسميات مختلفة، فهم يصنعون الإرهاب ويلصقونه بالإسلام وهم اساس البلاء في تاريخ البشرية تاريخهم كله تاريخ مجازر، لا ننسى ما فعلوه في امريكا من ابادة للهنود الحمر وكذلك ما يفعلونه اليوم من ابادة في غزة وسبق ذلك في العراق وغيرها من دول العالم الإسلامي.
الى جانب ما قامت به المقاومة الاسلامية في كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن من حماية لهذه الاقطار والتصدي للعدوان عليها، فان ابرز ما تجلى به دور هذا المحور هو صمود وانتصارات المقاومة في فلسطين.. كيف تقيمون هذا الدور؟ وما هي المخاطر التي تتهدد فلسطين وقضيتها ومقدساتها بغياب محور المقاومة؟ وهل ترون ان ذلك على صلة بمشاريع التطبيع في المنطقة ؟
من المعلوم يقينا بأن فلسطين هي قضية الامة وان القدس والأقصى قبلة المسلمين الى يوم القيامة، قبلة المسلمين اولا في الصلاة قبل تحويلها الى مكة وقبلة المسلمين في الجهاد حتى تتحرر بإذن الله رب العالمين، طبعا ما تفعله حماس وما تفعله القوى المجاهدة امر مشرف، يعني ما حصل في طوفان الاقصى امر مشرف، واجب على كل الامة ان تمشي خلف المجاهدين في فلسطين حتى يتم التحرير الكامل والقضاء على هذا الكيان المؤقت الغاصب لفلسطين.
الفصائل المقاومة في لبنان في العراق في اليمن وفي اي بلد يدعم هم الذين اختاروا الطريق الصحيح الذي يؤدي الى الكرامة والحرية في الدنيا، ويؤدي الى مرضاة الله تبارك وتعالى، واجب على كل الامة ان تسير على هذا النهج، والذي قاموا به امر مهم وخاصة نذكر على سبيل الخصوص ما يحصل في جنوب لبنان وما جرى في اليمن والعراق بشكل قوي جدا، اليمن أقفلت باب المندب امام كل ما يتعلق بالصهاينة وكذلك المقاومة في لبنان والعراق تؤثر، لذلك نسأل الله سبحانه وتعالى لهم الاجر والبركة والانتصار للمقاومة في فلسطين.
الى اي حد برأيكم ما حصل في السابع من اكتوبر "طوفان الاقصى" سيشهد انعطافة تاريخية سياسية ايمانية عقائدية سيما عند جيل الشاب بتعزيز الروح الايمانية والنضالية لمواجهة العدو؟
ان معركة طوفان الاقصى لن تؤثر على اهل فلسطين وأهل المنطقة فقط، وانما أثرت على كل العالم، غيرت مجرى الكون في هذه الدنيا باسرها، لم نكن قبل طوفان الاقصى نسمع من اي شاب او فتاة او جمعية في أوروبا او في أميركا تقول ان هناك محرقة وهناك إبادة جماعية وهناك مظلومية للشعب الفلسطيني، كان الجميع قبل السابع من اكتوبر يتوجه الى دعم الصهاينة وحق اسرائيل في الوجود والدفاع عن نفسها، وهذه الشعارات الكاذبة التي تطلقها المجتمعات الغربية..
طوفان الاقصى غير نظرة المجتمعات حتى وصلنا الى ان جنوب افريقيا ترفع دعوى على الكيان الصهيوني بالابادة الجماعية وكثير من المثقفين في المجتمعات الغربية يعرفون الحقيقة ويبدأون بمحاسبة قيادتهم على دعمهم للصهاينة، هذا التغير لا بد ان يدفع الامة الإسلامية وخاصة الاجيال الصاعدة للتمسك بالقضية اكثر وإلى انبعاث الروح الإسلامية الحقيقية التي تدافع عن المظلومين في كل الدنيا وبالأخص في فلسطين وغزة والضفة والشتات، وهذا سيغير واقع البشرية بإذن الله حتى يتحقق العدل في هذا الوجود.
/انتهى/