وكالة مهر للأنباء، وداد زاده بغلاني: تحل علينا هذه الايام الذكرى الـ 45 لانتصار الثورة الاسلامية الايرانية على يد مفجر الثورة الامام الخميني (رض)، الثورة الاسلامية التي اقامت نظام "السيادة الشعبية الدينية".
نقلت هذه الثورة ايران من بلد متخلف وتابع لامريكا الى بلد متقدم حر، بعد ان أحيت الثورة الهوية الاسلامية للانسان الايراني، التي حاول النظام الملكي طمسها، وهي عملية احياء لم تنحصر في حدود ايران الجغرافية، بل تجاوزتها الى بقاع واسعة من منطقة غرب أسيا، كما انها احيت القضية الفلسطينية، التي كادت ان تُدفن تحت ركام مخططات ومكائد امريكا، وما نشهده اليوم، وبالتحديد منذ معركة "طوفان الاقصى"، واشتعال الجبهات، من اليمن الى العراق الى سوريا الى لبنان، نصرة لفلسطين، الا بعض تجليات هذا الاحياء الاسلامي العظيم.
وفي هذا الصدد اجرت مراسلة وكالة مهر حواراً صحفيا حول تاثير الثورة الاسلامية على المنطقة والشعوب الحرة والقضية الفلسطينية مع الاكاديمي والمحلل السياسي العراقي الدكتور " اسامه السعيدي" ونص الحوار فيما يلي:
** تحل علينا هذه الايام الذكرى الـ45 لانتصار الثورة الاسلامية الايرانية من وجهة نظركم ما هو الدور الذي لعبته هذه الثورة في تغير المعادلات لصالح شعوب المنطقة وخاصة القضية الفلسطينية؟
طبعا بالتاكيد عندما نتحدث حول الثورة الاسلامية في ايران نتحدث عن علامة فارغة في التاريخ السياسي و التاريخ الاسلامي على اعتبار ان دائما ينتقدنا الغرب والمفكرين الغربيين بان الاسلام لم ينتج نظرية حكم تتماشا مع المرحلة الحالية، لذلك جاء الرد في قيام الثورة الاسلامية عام 1979 من قبل آية الله العظمى الامام الخميني (رض) الذي انتج معادلة سياسية واسلامية جديدة تعبر عن نظرة الاسلام المعاصر، بانها قادرة على ان ترسي دعائم نظام سياسي وفق روية اسلامية حقيقية وخالصة تعبر عن المجتمع وتعبر عن حاجاته وتطلعاتها وانتماء اته وفق نظرية متكاملة.
هذه النظرية التي استطاعت ان تنظر لها ويكتب عنها وتدرس في الكثير من الجامعات وفي الكثير من المؤسسات الفكرية سواء كان في المنطقة او في العالم.
** لماذا تحاول الولايات المتحدة الامريكية والدول الغربية واسرائيل وعدد من الدول العربية شيطنة ايران واتهامها بانها تشكل خطراً على العرب والمنطقة، بينما إيران تقف مع شعوب هذه المنطقة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي ودعم نضال الشعب الفلسطيني؟
النظام السياسي في ايران بهذه الروحية جاء لتلبية تطلعات الشعوب ليس فقط للشعب الذي يطبق فيه هذا النظام السياسي اقصد في ايران وانما بدء ان يلقى اعجاب من شعوب دول المنطقة والدول الاسلامية عامة التي باتت تنظر على ان ايران هي نقطة استقطاب او مركز استقطاب للشعوب وللدول وللظلمات التي حلت على هذه الشعوب وخاصة ما يخص القضية الفلسطينية لذلك كان الايعاز الى نظام صدام في محاولة لاحتواء هذه الثورة ومنع انتشار بريقها وانتشار افكارها واشغالها في هذه الحرب العبثية التي اشعلها نظام صدام في وقتها لمدة 8 سنوات.
ولن يتوقف هذا الموضوع الى حد هذه الحرب وحتى بعد انتهاءها، حاولوا لتقلل من مكانتها او تقلل من مساحتها ورؤيتها وفكرها رغم الدعم الذي تقدمه للقضية الفلسطينية ولشعوب المنطقة والقضايا العالمية عموما قضايا العالم الحر سواء كان في امريكا اللاتينية او في افريقيا او في كثير من الدول التي حتى لم تكن مقيدة بالديانة الاسلامية وكانت الثورة مستمرة في دعمها للشعوب وفق منهج يتعلق بمواجهة الشيطان الاكبر المتمثل بالولايات المتحدة الامريكية.
**ما هي نتائج دعم المقاومة الاسلامية العراقية لفصائل المقاومة الفلسطينية في مواجهة العدوان الاسرائيلي الحالي على غزة؟
لما كانت انظمة الحكم في غالبيتها هي انظمة موالية للولايات المتحدة الامريكية فكان البديل هو المراهنة على دعم الفصائل المقاومة ودعم الجهات المعارضة للولايات المتحدة والكيان الصهيوني والذي عرف بمحور المقاومة وهذا المحور الذي بدء يستقطب الالاف من الشباب المتحذر والمتدين والمطلع والمتوقد في الفكر والرؤيا والدافعية نحو الوقوف بوجه هذه الهجمات وهذه التطلعات.
لذلك نجد ما حصل في لبنان وما حصل في سوريا وما حصل في العراق وما حصل في حركة انصار الله اليمنية وما حصل في البحرين وفي كثير من الدول التي بدات تجتاح هذه الاراء وهذه التوجهات وهذا الدعم وبدءأت تتشكل معادلة فكرية سياسية، امنية جديدة تشكل خط سد ضد هذه التطلعات الغربية الصهيونية.
**هل تعتقد أن تهديدات أمريكا باستهداف فصائل المقاومة خاصة المقاومة العراقية ستؤدي إلى وقف دعم هذه الفصائل لمواجهة الكيان الصهيوني ام أن المقاومة عازمة على مواجهة سياسة الاحتلال الأمريكي والصهيوني؟
طبعا لا، لان الفصائل المقاومة في العراق الان عمرها قرابة يعني اكثر من عشرين سنة والبعض منها كان يناظر من ايام الدكتاتورية للشخصيات والبعض من هذه الحركات، عملية انهاءها ليست بهذه السهولة نعم هي تعطي الشهداء والتضحيات لان ديمومتها مستمرة وعطاءها مستمر وتطلعاتها مستمرة لذلك من الصعب نحكم او نجزم ان تسطيع امريكا تخمد جذوة هذه الفصائل ورغبتها وتطلعها في استمرار المواجهة واستمرار التضحية.
وبالتالي الصراع هو صراع ممتد وصراع الارادات مع الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الامريكية ومع اي دولة تحاول تغتصب حقوق الشعب ومقدراته وتطلعاته وسيادته، ولذلك نعم الفصائل المقاومة في العراق ومحور المقاومة ستبقى وتستمر وتتطور وتتجدد لاجل استمرار المواجهة واحباط كل المخططات الامريكية والصهيونية.
/انتهى/