وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: لا يزال الاحتلال الامريكي يمعن بنهب الثروات والنفط في العراق وسوريا وباعتداءاته العسكرية دعما للكيان المؤقت ضد الفصائل المقاومة.
وبعد استشهاد قادة النصر الحاج القائد الكبير قاسم سليماني والقائد ابو مهدي المهندس صوّت البرلمان العراقي بانسحاب القوات الاميركية من العراق ولكنها لم تنسحب.
وبوقتٍ ليس ببعيد استهدفت القوات الأمريكية ثلة من الشهداء المجاهدين في العراق، ارتقوا دفاعا عن ارض وسيادة وشرف الامة في وجه محتل وحشي بربري احتل أرضا ظلما وجورا.
ولا زال العراق يطالب بحقوقه السيادية والقانونية بإخراج القوات المحتلة الأمريكية من ارضه.
وحول هذا الموضوع أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، الأستاذة وردة سعد، حواراً صحفياً مع المدير العام لقناة الأيام والخبير في الشأن العراقي الاستاذ، زين العابدين الحيدري، وجاء نص الحوار على النحو التالي:
عدوان جديد نفذته قوات الاحتلال الاميركي على مواقع القوات المسلحة العراقية والمقاومة الاسلامية في العراق.. الا يعتبر ذلك خرقا للسيادة العراقية؟ وكيف تبرر الادارة الاميركية ذلك في ظل ما تزعم انها تعمل لمساعدة العراق في مواجهة المخاطر والارهاب ؟
لا شك ان الهجمات الامريكية الاخيرة تعد اعتداءً سافراً و خرقاً للسيادة العراقية لكن ينبغي النظر الى هذا الاعتداء من زاويتين اخريتين :
الاولى انه لا يمكن الاستغراب من هذا السلوك الامريكي فمن لا يعرف امريكا و حقيقتها؟ خاصة في العراق الذي ذاق الامرين نتيجة سنوات الاجتياح البري والاحتلال العسكري و بالتالي فانها لم تستح ان تعتمد الكذب في تبرير تواجدها في العراق عندما تدعي بان حضورها هو من اجل مساعدة العراق في مواجهة الارهاب.
الثانية هي انه لماذا الولايات المتحده مستعدة ان تشن هجمات مباشرة و تقوم بتبني تلك الهجمات امام المجتمع الدولي ان لم تكن في امس الحاجة لمثل هذه الهجمات كرسالة للداخل وهذا يعكس حجم عمليات المقاومة من جانب و حجم الالم الذي تستشعره امريكا نتيجة هذه الضربات من الجانب الاخر.
الادارة الاميركية مهدت لعدوانها الذي اسفر عن عدد كبير من الشهداء والجرحى بأنها تنتقم لقتلاها في البرج 22.. هل هذا المبرر مشروع برأيكم؟ وفي هذه الحالة الا يحق للعراقيين الانتقام لشهدائهم واخرهم القائد ابو تقوى ، الذين سقطوا بالاعتداءات الاميركية ؟
لا يمكن منح اي شرعية لقوة محتلة لا من منظار القانون الدولي و لا من باب الاعراف و لا حتى من الناحية الانسانية، بل على العكس فان الشرعية هي لمقاومة المحتل وان لصاحب الارض الحق في الدفاع عن نفسه لذلك اساس تواجد القوات الامريكية في المنطقة عدوان بحد ذاته والتصدي لها مشروع بكل الموازين وسوف لن تمر عملية مهاجمة المواقع العراقية دون رد.
لكن الرد سيكون ضمن قواعد تضعها المقاومة لنفسها ومن اسس هذه القواعد هي الحكمة في الرد و اختيار الاسلوب الصحيح و التوقيت الدقيق.
البعض قرأ في العدوان الاميركي بأنه استهدف منطقة عمليات افتراضية لتنظيم داعش الارهابي! وبالفعل فقد تحدثت مصادر امنية عن هجمات لهذا التنظيم على القوات العراقية! هل تمهد واشنطن لاعادة تحريك ورقة الارهاب للضغط على الحكومة والمجتمع العراقي؟ وهل يمكن ان نشهد عودة للارهاب في المنطقة لتأخير الانسحاب الاميركي ؟
نعم، انها قراءة صحيحة.. بل ان بعض التسريبات عن زيارة وزير الخارجية الامريكي انتوني بلينكن الى العراق تتحدث عن تلويحه بعودة داعش في حال انسحاب القوات الامريكية ما يعكس مدى اصرارهم على استمرار تواجدهم في هذه المنطقة. لذلك ربما سنشهد اعادة نشاط هذه المجاميع الارهابية هنا و هناك لكن لا يمثل هذا الموضوع تحدٍ كبير امام القوات العراقية و خاصة الحشد الشعبي بل على العكس ستمنح العراق فرصة القضاء النهائي على فلول الارهابيين في ذات الوقت الذي يتخلص العراق من عبء تواجد القوات الامريكية.
الادارة الاميركية تعلم ان كل ما يجري في المنطقة، سواء في البحر الاحمر او العراق وسوريا او الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة ، هو من ارتدادات العدوان على غزة وحرب الابادة ضد الشعب الفلسطيني.. اليس من الاجدى ان تعمل لوقف تلك الحرب العدوانية؟ وهل تعتبر واشنطن بالتالي شريكا في هذه الحرب؟
الشراكة الامريكيه الصهيونية ليست خفية على احد بل لا تحاول الولايات المتحدة ان تخفي ذلك لكن ما يمنعها من العمل على وقف العدوان الاسرائيلي هو حجم المنجز التاريخي للمقاومة الاسلامية بمختلف الساحات منها الفلسطينية و لايمكن ان تتقبل الانهيار الاسرائيلي وان تقف متفرجة على ذلك وهي تعمل على ادامة الحرب حتى الوصول الى سيناريو يخرج الكيان الصهيوني من زوبعة الحرب بطريقة يحفظ ماء الوجه و لا تعنيها جرائم الحرب و الإبادة التي تحصل في غزة بقدر ما تعنيها مستقبل الكيان الغاصب والدور الذي يقوم به هذا الكيان في توفير المصلحة الغربية في المنطقة الاهم جيوبولوتيكياً في العالم و هي منطقة غرب اسيا.
هناك مفاوضات لاخراج القوات الاميركية من العراق.. كيف ترون تأثير العدوان الاميركي الاخير على تلك المفاوضات؟ وهل ترون ان الجرائم الأميركية ستسرع في اخراج قوات الاحتلال الاميركية من العراق ؟
الجرائم الامريكيه تثبت حق العراق في المطالبة بخروج القوات الامريكية فمن هنا يمكن ان ينطلق المفاوض العراقي بالمطالبة للاسراع بخروج هذه القوات لان مهامها تحولت من عنوان وجودها وهو مساعدة العراق في مواجهة الارهاب الى مصدر تهديد للشعب العراقي.
كيف تقيمون رد فعل الحكومة العراقية على العدوان الاميركي؟ وهل سنرى شكوى عراقية امام مجلس الامن ضد قوات الاحتلال الاميركية؟
الحكومة العراقية امام تحديات كبيرة و عليها ان تؤدي مسؤولياتها التاريخية والوطنية فعليها ان تفاوض الامريكان للاسراع بخروج قواتهم كما عليها ان تحافظ على سيادة العراق لكن في المقابل عليها ان تكون حكيمة في قرارتها و سلوكها من اجل ان تحد من شدة ردة الفعل الامريكيه التي قد تلجئ الى ارباك المشهد الداخلي
لذلك ينبغي تقييم ردة فعل الحكومة العراقية مع اخذ جميع الظروف المحيطة بعين الاعتبار.
/انتهى/