وكالة مهر للأنباء، القسم الدولي: خلال السنوات التي تلت انتصار الثورة الإسلامية في إيران وحتى الآن، تمت الإشارة إلى أصوات الناس مرات عديدة، بما في ذلك الانتخابات الرئاسية؛ وهي عملية جرت لأول مرة في الشهر الأول من عام 1980 والمرة الثالث عشر، او بعبارة أخرى، الدورة الأخيرة في 18 - 6 - 2021 م.
أول انتخابات رئاسية في ايران
أُجريت أول انتخابات رئاسية في إيران في 25 - 1 - 1980، أي بعد عام واحد من انتصار الثورة الإسلامية. وجرت هذه الانتخابات في ظل استقالة الحكومة المؤقتة للمهندس "مهدي بازركان" وإسناد إدارة الدولة إلى "مجلس الثورة". كان أبو الحسن بني صدر، وسيد أحمد مدني، وحسن حبيبي، ودريوش فوروهار، وصادق الطباطبائي، ومحمد مقري، وكاظم سامي، وصادق قطب زاده من أبرز المرشحين للدورة الانتخابية الرئاسية الأولى. وفي هذه الانتخابات تم الإدلاء بأكثر من 14 مليون صوت، وتم انتخاب بني صدر كأول رئيس بحصوله على أكثر من 10 ملايين صوت.
واستمرت رئاسة بني صدر 17 شهرا فقط. وفي هذه الفترة قام بتعزيز منظمة مجاهدي خلق (المنافقين) وغيرها من الجماعات المناهضة للثورة، ومن ناحية أخرى، عارض معظم قرارات المجلس الإسلامي والسلطة القضائية ومجلس صيانة الدستور ومجلس الأمن. وبعض المؤسسات الأخرى الراسخة، وقاوم الثورة. كما أن الإخفاقات التي أظهرها في جبهات الحرب المفروضة خيبت آمال الإمام والشعب.
وقد أدى هذا الأداء إلى قيام الإمام الخميني (رض) بإقالته من منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة للجمهورية الإسلامية. وبعد أيام قليلة من إقالة بني صدر، تم تفجير المبنى المركزي لحزب الجمهورية الإسلامية على يد عملاء منظمة مجاهدي خلق (المنافقين) ، واستشهد في التفجير آية الله بهشتي مع 72 من مسؤولي الدولة. وبعد هذه الحادثة اختبأ بني صدر حتى هرب من إيران.
فرّ بني صدر من البلاد بعد شهر واحد من خلعه من قبل الإمام الخميني (رض). وغادر طهران في 29 - 7 - 1981 مع مسعود رجوي رئيس منظمة مجاهدي خلق إلى باريس.
وفي 24 - 7 - 1981، خلال الانتخابات الرئاسية الثانية، أصبح محمد علي رجائي الرئيس الثاني لإيران بحصوله على أكثر من 13 مليون صوت. وأجريت هذه الجولة من الانتخابات في ظل مرور عام على بدء حرب العراق المفروضة على إيران، وخضوع أجزاء من الغرب والجنوب لاحتلال.
فمن ناحية كانت إقالة بني صدر قد أعطت زخماً جديداً لجبهات الحرب الراكدة وزادت معنويات وقوة مقاومة القوات الإيرانية ضد العدو، ومن ناحية أخرى فإن القوات المؤمنة بخطى الامام انتعشت من جديد على الساحة الداخلية.
وفي هذه الحالة، تمكن محمد علي رجائي من التغلب على منافسيه الثلاثة الآخرين - عباس شيباني، وحبيب الله عسكر اولادي، وعلي أكبر برورش - بفارق كبير بحصوله على أكثر من 13 مليون صوت من إجمالي 14.7 مليون صوت.
محمد علي رجائي، وهو شخصية ثقافية وأحد المعلمين ذوي الخبرة في التعليم في طهران، تولى وزارة التعليم أولاً ثم في عام 1980 دخل المجلس الإسلامي ممثلاً لأهل طهران. أصبح رئيساً للوزراء في 9 - 9 - 1980، ومن ثم أصبح رئيساً بعد إطاحة بني الصدر. لكن هذه المسؤولية لم تدم إلا شهراً واحداً، ففي 30 - 8 - 1981 استشهد محمد علي رجائي ومحمد جواد بهنار رئيس الوزراء، جراء انفجار قنبلة مزروعة في مبنى رئيس الوزراء.
الانتخابات الرئاسية الثالثة
أُجريت الولاية الثالثة للانتخابات الرئاسية في وضع كانت فيه البلاد في ذروة الأزمة السياسية. وذلك في ظل استمرار الحرب المفروضة وحاجة الجبهة للدعم اللوجستي والإنساني، فضلاً عن اشتداد عمليات الاغتيال العمياء للمنافقين بحق عامة الناس في الشوارع والأسواق، حيث كانتا الأزمتين الكبيرتين اللتين عاشتهما البلاد. وكان المرشحون لهذه الفترة من الانتخابات هم: آية الله سيد علي خامنئي، وسيد علي أكبر برويش، وحسن غفوري فرد، وسيد رضا زوارهای.
فاز آية الله الخامنئي في هذه الانتخابات التي جرت في 2 - 10 - 1981، وكان قد تعرض لمحاولة اغتيال قبل ثلاثة أشهر على يد عملاء منظمة مجاهدي خلق في مسجد أبو ذر بطهران، وأصيب بجروح خطيرة في يده صدره. وتمكن في هذه الانتخابات من الفوز بأكثر من 16 مليون صوت من إجمالي 16.8 مليون صوت، وحصل على أعلى نسبة أصوات في الانتخابات الرئاسية.
الانتخابات الرئاسية الرابعة
وأجريت الجولة الرابعة من الانتخابات الرئاسية في 16 - 8 - 1985. وكان آية الله خامنئي وحبيب الله أصغر أولادي وسيد محمود كاشاني هم المرشحين لهذه الجولة من الانتخابات. وفي هذه الجولة الانتخابية، انتخب آية الله خامنئي لرئاسة الجمهورية وحصل علي أكثر من 12 مليون صوت من مجموعالاصوات التي بلغت أكثر من 14 مليون و200 ألف صوت. قام بالعديد من الرحلات إلى دول أجنبية خلال هذه السنوات الثماني. وكان لخطابه عام 1987 أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، خاصة في إظهار الظلم الذي تتعرض له الجمهورية الإسلامية ومؤامرات الاستكبار ضد الثورة الإسلامية اصداء كبير.
ومن أهم أحداث الولاية الثانية لرئاسة آية الله خامنئي، يمكن أن نذكر قبول قرار مجلس الأمن الدولي رقم 598 الذي صدر في 17 - 7 - 1988، ورحيل مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية في 4 - 6 - 1989. وبعد هذا الحدث، خلف آية الله خامنئي الامام الراحل من خلال تصويت لمجلس خبراء القيادة. حيث تم هذا الحادث قبل أقل من شهرين من الانتخابات الرئاسية الخامسة.
الانتخابات الرئاسية الخامسة
أكبر هاشمي رفسنجاني هو الرئيس الرابع لإيران الذي تم انتخابه خلال الانتخابات الرئاسية الخامسة في البلاد والتي أجريت في 28 - 7 - 1989، وحصل فيها على 15.5 مليون صوت من إجمالي 16.4 مليون صوت. وكان المنافس الوحيد لهاشمي رفسنجاني في هذه الجولة من الانتخابات هو عباس الشيباني.
أصبح هاشمي رفسنجاني عضواً في المجلس الثوري بعد انتصار الثورة على يد الإمام (رضي الله عنه) وأصبح منذ البداية عضواً في المجلس التأسيسي لحزب الجمهورية الإسلامية. نجا من محاولة اغتيال قامت بها مجموعة فرقان في 25 - 5 - 1979. وقبل أن يصبح رئيساً، كان رئيساً لمجلس الشورى الإسلامي لثلاث فترات.
الانتخابات الرئاسية السادسة
أجريت الانتخابات الرئاسية السادسة في 11 - 6 - 1993، وحصل خلالها السيد هاشمي رفسنجاني على 10.5 مليون صوت من أصل 16.7 مليون صوت. وكان أحمد التوكلي وعبد الله جاسبي وأحمد طاهري من أبرز المرشحين لهذه الجولة من الانتخابات الرئاسية. وبقي السيد هاشمي رفسنجاني في هذا المنصب حتى إجراء الانتخابات الرئاسية السابعة، ثم اختاره قائد الثورة رئيساً لمجمع تشخيص مصلحة النظام في نهاية الفترتين الرئاسيتين له.
الانتخابات الرئاسية السابعة
أجريت الانتخابات الرئاسية السابعة في 23 - 5 - 1997 وكان السيد محمد خاتمي، وعلي أكبر ناطق نوري، وسيد رضا زوارهاي، ومحمد محمدي ريشهري هم المرشحين لهذه الفترة الانتخابية. وفي هذه الانتخابات حصل السيد محمد خاتمي على 20 مليوناً و78 ألف صوت من إجمالي 29 مليوناً و76 ألفاً و70 صوتاً.
انعقاد قمة الدول الإسلامية في طهران في الشهر الحادي عشر من سنة 1997، وإجراء الانتخابات الوطنية الثالثة لمجلس الخبراء في 23 - 10 - 1998، وانتخابات مجالس المدينة في 26 - 2 - 1999، وانتخابات الدورة العشرين لمجلس الشورى في 18 - 2 - 2000، وحادثة "11 سبتمبر" في الولايات المتحدة، من الاحداث الرئيسية خلال الولاية الأولى لرئاسة السيد خاتمي.
الانتخابات الرئاسية الثامنة
أجريت الانتخابات الرئاسية الثامنة في 9 - 3 - 2002. وفي هذه الجولة من الانتخابات، انتخب السيد خاتمي رئيسا ثامناً لإيران بحصوله على 21 مليوناً و659 ألفاً و53 صوتاً من إجمالي 28 مليوناً و86 ألفاً و507 أصوات داخل البلاد، و73 ألفاً و889 صوتاً في الفروع الخارجية. وكان الهجوم الأميركي على العراق وأفغانستان والإطاحة بصدام وطالبان في هذين البلدين، وإجراء الجولة السابعة من الانتخابات البرلمانية في الشهر ال 3 - 2004، من أهم أحداث الولاية الثانية لرئاسة السيد خاتمي.
الانتخابات الرئاسية التاسعة
وأجريت الانتخابات الرئاسية التاسعة على مرحلتين بين 17 و 24- 6 - 2005. وترشح لهذه الدورة كل من محمود أحمدي نجاد، وعلي أكبر هاشمي رفسنجاني، ومهدي كروبي، ومحمد باقر قاليباف، ومصطفى معين، وعلي لاريجاني. حيث دخل محمود أحمدي نجاد وعلي أكبر هاشمي رفسنجاني الجولة الثانية من الانتخابات.
وفي الجولة الثانية حصل محمود أحمدي نجاد على 17 مليونا و248 ألف صوت من إجمالي 27 مليونا و959 ألف صوت.
الانتخابات الرئاسية العاشرة
أجريت الانتخابات الرئاسية العاشرة في 12 - 6 - 2009. وكان محمود أحمدي نجاد، ومير حسين موسوي، ومحسن رضائي، ومهدي كروبي هم المرشحين المؤهلين لهذه الدورة من الانتخابات. لقد صوت 24.5 مليون شخص لصالح محمود أحمدي نجاد من إجمالي أكثر من 39 مليون صوت، والتي شملت 85% مممن هم مؤهلين للتصويت. وبهذه الطريقة فاز بالجولة العاشرة من الانتخابات.
الانتخابات الرئاسية الحادية عشر
أجريت الانتخابات الرئاسية الإيرانية الحادية عشرة في 14 - 6 - 2013، وتم خلالها انتخاب حسن روحاني رئيساً سابعاً للجمهورية الإسلامية بحصوله على أكثر من 18 مليوناً و600 ألف صوت من إجمالي أكثر من 36 مليوناً و700 ألف صوت. الأصوات. وكان محمد باقر قاليباف، وسعيد جليلي، ومحسن رضائي، وعلي أكبر ولايتي، وسيد محمد غرضي هم المرشحين الآخرين في هذه الدورة من الانتخابات.
الانتخابات الرئاسية الثانية عشرة
وأجريت الانتخابات الرئاسية الثانية عشرة لإيران في 19 - 5 - 2017، وانتخب خلالها حسن روحاني رئيسا بحصوله على أكثر من 23 مليون و500 ألف صوت، وحصل على 57 بالمئة من الأصوات. وكان السيد إبراهيم رئيسي ومصطفى ميرسليم ومصطفى هاشمي طبا مرشحين آخرين في هذه الدورة من الانتخابات. وكان إسحاق جهانغيري ومحمد باقر قاليباف قد انسحبا بالفعل من المنافسة لصالح المرشحين المطلوبين.
الانتخابات الرئاسية الثالثة عشر
وأجريت الانتخابات الرئاسية الإيرانية الثالثة عشرة في 18 - 6 - 2021، وفاز خلالها السيد إبراهيم رئيسي بنسبة 62.9% من الأصوات بحصوله على 17 مليون و926 ألف صوت، ليصبح رئيسا للجمهورية الاسلامية . وكان محسن مهر علي زاده، وعبد الناصر همتي، ومحسن رضائي، وعلي رضا زاكاني، وسعيد جليلي، وسيد أمير حسين قاضي زاده هاشمي مرشحين آخرين في هذه الجولة من الانتخابات. وكان مهر علي زاده وزاكاني وجليلي قد انسحبوا من السباق الرئاسي لصالح المرشحين المطلوبين.
وستجرى الانتخابات الرئاسية الإيرانية الرابعة عشرة عام 2025، وعلينا أن ننتظر ونرى ما إذا كان بإمكان السيد رئيسي أن يبقى في منصب الرئاسة لدورة ثانية أم لا.
/انتهى/