قال قائد حركة انصارالله اليمنية السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي ان العدو الإسرائيلي يُنفّذ جريمة القرن بكل ما تعنيه الكلمة بمشاركة أمريكية ومساهمة من دول غربية وعربية.

وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه اضاف السيد الحوثي خلال كلمته مساء يوم الخميس انه لليوم الـ 160 تتواصل الجرائم الصهيونية في قطاع غزة وهي إبادة جماعية بكل ما تعنيه الكلمة.

واكد قائد حركة انصارالله ان شهداء غزة ليسوا مجرد أرقام بل هي أرواح بشر تُزهق وتُهدر حياتهم.

واشار الى ان العدو الإسرائيلي يُنفّذ جريمة القرن بكل ما تعنيه الكلمة بمشاركة أمريكية ومساهمة من دول غربية وعربية،مؤكدا ان التخاذل والتفريط من المسلمين وفي مقدمتهم أغلب العرب يساهم في جريمة القرن بحق الشعب الفلسطيني.

وقال الحوثي "التخاذل والتفريط من المسلمين وفي مقدمتهم أغلب العرب يساهم في جريمة القرن بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".

وأشار "عمليات الإنزال الأمريكي لا تغطي إلا نسبة ضئيلة من الاحتياجات.. عمليات الإنزال الأمريكية تستهدف خداع الرأي العام للاستمرار في الإجرام .. مقابل المساعدات المحدودة لأهل غزة تقدم أمريكا أطنانا من القنابل لقتلهم".

وقال "لو دعم المسلمون المقاومة بجدية لاختلفت صورة المعركة في غزة.."

وأضاف السيد الحوثي “الأمريكي يزيد من إسهامه في استمرار الإجرام الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني بمنع وقف العدوان وإصراره على استمرار الحصار”، وأوضح أن “واشنطن تحاول الالتفاف على الاستحقاق الشرعي للشعب الفلسطيني والمتمثّل في وقف العدوان وإنهاء الحصار وفتح المنافذ البرية لدخول المساعدات”.

وتابع القول “الأمريكي يتعامل بطريقة مخادعة فلا فتح كامل للممرات البرية ولا إضافة منافذ أو ممرات بحرية حقيقية تتدفق عبرها الاحتياجات الضرورية”، كما أنه “حوّل المسألة من دخول ما يكفي أهالي القطاع من غذاء ودواء إلى بدائل أخرى لتقديم القليل جدًا الذي لا يوقف حتى وفيات الجوع”.

وأوضح السيد الحوثي أن “الأمريكي يسعى عبر الإنزال أو الميناء البحري إلى أن تبقى المساعدات ظاهرة في الصورة، لكن في الحقيقة الجوع والمعاناة الشديدة مستمرة”، لافتاً إلى أن “الأساليب الالتفافية الأمريكية التي يريدها أن تكون بديلاً عن الإجراءات الصحيحة هي جزء من العدوان على الشعب الفلسطيني”.

وشدد السيد الحوثي على أنه و”رغم المعاناة الشديدة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة هناك صمود عظيم وصبر وثبات وتماسك لا مثيل له”.

وأكد السيد الحوثي أنه “لو اتجه المسلمون بجدّية لدعم المقاومة الفلسطينية ولو بأقل مما تقدمه أمريكا والغرب للعدو لكانت الصورة مختلفة عن المعركة في غزة”.

وأوضح السيد الحوثي أن “أكثر من 50 بلداً إسلامياً لا تقدم السلاح للمقاومة الفلسطينية والحالة الوحيدة الفريدة هي الجمهورية الإسلامية في إيران”، وأكد ان “المقاومة الفلسطينية في الخندق الأول تخوض معركة الأمة كلها، فلماذا لا تتجه الدول الإسلامية لدعمها؟”.

وتابع السيد الحوثي على أنه “أصبح من المعيب الحديث عن تقديم الدعم للمقاومة الفلسطينية، وكأنه لا ينبغي مساعدتها على مواصلة المعركة أمام العدو الإسرائيلي”، وقال “أمريكا والدول الغربية لا تتحرّج من أن تقدّم أفتك الأسلحة للعدو الإسرائيلي ليقتل الشعب الفلسطيني بأطفاله ونسائه”.

ولفت السيد الحوثي إلى أنه “بالرغم مما يمتلكه العدو من ترسانة ضخمة نرى أمريكا والدول الغربية تمده بالسلاح وتحرّضه على مواصلة القتال وتدعمه سياسياً وإعلامياً ومالياً”، وقال “بعض الأنظمة العربية لم تكتف بخذلان المقاومة الفلسطينية، بل تسيئ إليها وتعمل على تشويهها وتدرجها في قوائم الإرهاب!”.

وقال “حتى الآن لم تتجه بعض الدول العربية إلى تغيير موقفها من المقاومة الفلسطينية بعد أن أدرجتهم سابقا في قوائم الإرهاب”، وتابع “بعض الدول العربية تعمل على تجريم جهاد المقاومين في غزة وتمنع التبرعات لهم، بل لا تزال تعتقل البعض على خلفية دعمهم”.

وأكد “هناك مسؤولية وحُجّة كبيرة على المسلمين في تقصيرهم عن دعم المجاهدين في فلسطين مع ما يسطرونه من صمود وثبات”، وشدد على أن “المجتمع في قطاع غزة وهو في معاناة لا مثيل لها في أي بقعة في العالم صامد وثابت لم يتغير”.

وأوضح السيد الحوثي “لم يتغير موقف الأهالي في احتضان المقاومة والمجاهدين وهذا يعود إلى إنسانيتهم وقيمهم وأخلاقهم ووعيهم وبصيرتهم”، وقال “بقدر ما ارتكبه العدو الإسرائيلي من إجرام ضد أهل غزة بقدر ما تكون إرادتهم وعزمهم ووعيهم بضرورة المواجهة”.

وأكد السيد الحوثي أن “العدو الإسرائيلي عدو خطير وسيء ويشكل خطورة على البشرية والحياة”.

وأكد السيد الحوثي أن “موقف وجهاء العشائر نفسها في غزة موقف مشرّف ونوجه لهم التحية بإكبار وتقدير وإعزاز لوعيهم بمؤامرة العدو”، موضحاً أن “العدو يحاول أن يستغل حجم المعاناة والجوع الذي وصل إلى درجة الوفيات لابتزازهم وإخضاعهم لعملائه”.

ولفت السيد الحوثي إلى أن “العدو يحاول أن يزيح الدور الصحيح والرسمي في غزة بشأن توزيع المساعدات أو الإشراف على توزيعها”، وقال “هناك فشل مستمر للعدو الإسرائيلي وإخفاق يكبر بحجم إجرامه في مقابل حجم الصمود الفلسطيني”.

وأكد السيد الحوثي أن “العدو الإسرائيلي لم يحقق من إجرامه الشنيع ولا من حجم الدعم الأمريكي كسر إرادة الشعب الفلسطيني في غزة”، كما أن “العدو لم يتمكن لقرابة نصف عام مع حجم الإجرام والدمار والعدوان والتجويع والحصار من تحقيق أهدافه المعلنة “.

وقال السيد الحوثي “لا يزال الشعب الفلسطيني متمسكاً ببقائه في القطاع بالرغم من أن العدو حاول أن يصنع واقعاً غير قابل للحياة”، وأضاف “مع تدمير العدو الإسرائيلي لكل معالم الحياة هو فاشل وهزيمته لائحة وواضحة وبشائر النصر للشعب الفلسطيني تلوح”.

وأضاف “العدو الإسرائيلي يحاول أن يقدم إجرامه الهائل والفظيع كإنجاز ونصر عسكري”، وتابع “العدو الإسرائيلي يعاني من كلفة رهيبة جداً لعدوانه وخسائر اقتصادية مهولة تتصاعد باستمرار”.

وأكد السيد الحوثي أن “الخسائر الاقتصادية مثّلت مشكلة داخلية حقيقية على العدو”، وتابع “مئات الآلاف من الأعداء يعانون من صدمة نفسية كبيرة جداً وأمراض نفسية واسعة وتهرّب واضح من التجنيد”.

وقال السيد الحوثي “أصبحت مشكلة التهرّب من التجنيد مشكلة يعاني منها العدو من ضمن مشاكله البارزة”، وأضاف “استمرار العدوان الإسرائيلي يعود بالدرجة الأولى إلى الإسهام الأمريكي وإلى مستوى الخذلان المؤسف من المسلمين”.

وأكد السيد الحوثي على “على حجم مسؤولية المسلمين لأن تخاذلهم جزء من إسهامهم في صنع المأساة في غزة ومن جرأة الأمريكي والإسرائيلي”، وأضاف “لم يتجه الجانب الرسمي في العالم العربي والإسلامي إلى اتخاذ موقف عملي جاد لمساندة الشعب الفلسطيني”.

وشدد السيد الحوثي على أن “الموقف الرسمي في العالم العربي والإسلامي مجرد بيانات لا أكثر وهذه حالة مؤسفة وخطيرة وتفريط رهيب”، وأضاف “لم يَرْقَ موقف الكثير من زعماء العالم الإسلامي من العرب وغيرهم إلى مستوى موقف بعض الدول غير الإسلامية في أمريكا اللاتينية أو في غيرها”.

وقال السيد الحوثي “علينا أن نعي أن العدو الإسرائيلي هو عدو لكل المسلمين، وذات الإجرام الذي يتجلى في غزة هو يحمله ضد المسلمين بشكل عام”، وأضاف “الهمجية الأمريكية التي رأيناها ضد الشعب الفلسطيني هي همجية متأصلة في السياسات الأمريكية ضد أمتنا الإسلامية”.

وأكد السيد الحوثي على أن “المعركة تعني الأمة الإسلامية وما نراه من قِبَل الأمريكي والإسرائيلي يشكل خطورة على الأمة بأكملها”، وقال “القرآن الكريم كشف قبل 1400 عام النزعة العدوانية لأعداء الأمة لكن المسلمين تجاهلوا ذلك”.

وأضاف “يتباهى جنود العدو بقتل مسن أعزل ومريض على سريره ويفتخرون بذلك وتنشر فيديوهات لقادتهم وهم يثنون على إعدام الأطفال”، وأكد أن “الأعداء متوحشون إجراميون ويشكلون خطراً على الأمة وسياساتهم كلها عدوانية”.

/انتهى/