وكالة مهر للأنباء_ القسم الدولي: يعيش الكيان الصهيوني خلال السنوات الأخيرة مرحلة (الأفول) والضعف.
أمرٌ يؤكده الداخل الملتهب في فلسطين المحتلة، وتصريحات قاداتهم بما أطلقوا عليه ( لعنة العقد الثامن).
ضعفٌ تكشٌف للعيان بعد عملية طوفان الأقصى المباركة، والاختراق الأمني المخزي للاحتلال والمعز للمجاهدين، وما تلاها من فشل في تحقيق اهداف العدوان على غزة، المتمثلة بإنهاء المقاومة وتحرير الأسرى المحتجزين إضافة إلى مشكلة النازحين من مناطق الشمال اثر ضربات المقاومة اللبنانية المباركة.
وكأي "فأرٍ حُشِرَ بزاوية" أقدم الكيان الصهيوني على استهداف مبنى القنصلية الإيرانية في سوريا، ليرتقي ثلة من المستشارين الإيرانيين شهداء في سبيل الله. في محاولة من الاحتلال لتصدير أزماته إلى الخارج والهروب من هزائمه الداخلية ومحاولة لخلط الأوراق في المنطقة.
اعتداءٌ؛ أكد كبار القادة في إيران أنه لن يمر دون رد، وأن الجاني سوف يندم على ما اقترفت يداه.
وحول هذا الموضوع، أجرت وكالة مهر ، حواراً صحفياً مع الكاتب والمحلل السياسي الأستاذ "حسين الديراني"، وجاء اللقاء على النحو التالي:
** استهدف الكيان الصهيوني مبنى القنصلية الإيرانية في سوريا، اعتداء واضح وصريح على مقر دبلوماسي يُمنَع استهدافه وفقا للأعراف للقوانين الدولية، ماتعليقكم على هذا الاعتداء والتجاوز للقوانين الدولية؟
هناك حرب دائرة بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والكيان الصهيوني منذ لحظة انتصار الثورة الاسلامية في ايران، واغلاق السفارة الصهيونية في طهران واستبدالها بسفارة لدولة فلسطين، وكانت الحرب دائرة طيلة العقود والسنوات الماضية بشكل غير علني، حرب استخباراتية واقتصادية واعلامية وعمليات عسكرية محدودة، وحرب "سايبرية" استهدفت منشئات عسكرية ونووية واقتصادية بين الجمهورية الاسلامية والكيان الصهيوني دون الاعلان عن مسؤولية الهجمات.
والكيان الصهيوني يعتبر الجمهورية الاسلامية الايرانية مسؤولة عن كل الهجمات العسكرية الموجعة التي يتلقاها من محور المقاومة من لبنان وسوريا والعراق واليمن، ويقوم دوما بهجماته الارهابية ضد الجمهورية الاسلامية عبر ارساله الارهابيين الى ايران او عبر تنفيذ هجمات عسكرية بالطائرات الحربية على مواقع عسكرية ومدينة داخل الاراضي السورية، ويتخذ سوريا ساحة مفتوحة لعدوانه المتكرر شبه اليومي، مستهدفا مقاومين ومدنيين وعسكرين، ولا بد من اشارة مهمة لفهم هذا العدو الجبان المتوحش، لقد صرح السفاح الامريكي دونالد ترامب في لقاء اعلامي سابق ان عملية اغتيال الشهيد القائد الجنرال قاسم سليماني (قدس سره الشريف) كانت عملية مشتركة بين امريكا والكيان الصهيوني، وقال : كنا في غرفة مشتركة مع نتنياهو لان هذه العملية المشتركة جاءت بطلب من الكيان الصهيوني، وقبل يوم من تنفيذ العملية انسحب نتنياهو وتركنا لوحدنا لتنفيذ عملية الاغتيال " الارهابية الجبانة.
اما هذا العدوان الواضح والصريح على مبنى القنصلية الايرانية في دمشق الذي يعتبر مبنى على الاراضي الايرانية حسب القوانين الدولية التي تنص على عدم استهداف السفارات والقنصليات للدول الاعضاء في مجلس الامن، وهو تجاوز لكل القوانين والاعراف الدولية، وتجاوز كل الخطوط الحمراء في الصراع الدائر، وكسر لقواعد الاشتباك، ولا شك ان هذا العدوان الواضح والصريح سيترك الساحة مفتوحة على احتمالات كبيرة لتوسيع رقعة الحرب في المنطقة، لا يستطيع احدا التنبٌؤ بعواقبها الوخيمة على العدو الصهيوني وداعميه.
**كيف ستكون ردة الفعل الدولية على هذا التجاوز بالنظر إلى الجلسة التي دعت لها روسيا؟
أعلن النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة " دميتري بوليانسكي" أن مجلس الأمن الدولي سيعقد اجتماعاً مفتوحاً بناء على طلب روسيا في ما يتعلق بالضربة "الإسرائيلية" على مقر دبلوماسي إيراني في الجمهورية العربية السورية.
اتوقع ردة الفعل الدولية على هذا التجاوز ستكون كما كل الجلسات السابقة التي تدين العدوان الصهيوني البربري الغاشم على الشعب الفلسطيني في غزة، جلسة ستكون نتيجتها ادانة وعدم تصويت وفيتو، ومحاولة لامتصاص الغضب العارم عند الجمهورية الاسلامية الايرانية ومحور المقاومة، ردة فعل لن تردع الكيان الصهيوني الذي لا يفهم الا لغة القوة والردع، وهو دوما يتسلح بالفيتو الامريكي الحاضر دوما لحماية هذا الكيان المجرم السفاح، واصلا لا يحترم اي قرار من قرارات الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي ويضربها بعرض الحائط اذا لم تكن في مصلحته وخدمته.
كيان لقيط يشعر بانه سيد الكون حسب تعاليمه الدينية الخرافية، ويعتبر كل البشرية خدما لسيادته الشيطانية.
**يرى مراقبون ان عملية الاحتلال الجبانة نوع من انواع تصدير ازماته الداخلية التي يعاني منها على أصعد عديدة، وتعكس الضعف والتشتت التي يعانيها الكيان، ما تعليقكم على ذلك؟
ما اقدم عليه هذا الكيان الارهابي من عدوان صريح على مبنى القنصلية الايرانية في دمشق وارتقاء كوكبة من قادة الحرس الثوري الايراني يعتبر عملية انتحارية بكل المعايير، ونتنياهو السفاح الذي يلفظ انفاسه الاخيرة داخل الكيان بسبب اجرامه ورعونته وارهابه، وبعد فشله في تحقيق اي هدف من اهدافه المعلنة في عدوانه على غزة بعد 6 اشهر من صمود اسطوري للمقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني واسناد كبير من محور المقاومة على كافة الجبهات، ولقد عادت المظاهرات العارمة داخل الكيان الصهيوني بعد توقفها نتيجة عملية طوفان الاقصى المباركة في 7 اوكتوبر مطالبة برحيله ومحاكمته، وبعد شعوره بالعزلة الدولية وحتى الامريكية المبطنة اراد بهذا العمل الجبان ان يجر المنطقة الى حرب شاملة لا تبقي ولا تذر، يظن انها تكون فيها خلاصه من نهايته المحتومة، لكن خياره الاجرامي الارهابي هذا بالهروب من ازماته الداخلية سيكون حتما بمثابة انتحار له وليس نجاة.
**كيف تتوقعون ماهية الرد الإيراني، سيما أن القادة في ايران مجمعون على ان طبيعة الرد يجب ان تكون قوية ومختلفة.؟
لقد اصدر سماحة قائد الثورة الاسلامية الامام السيد علي الخامنئي (دام ظله) بيانا حاسما بمناسبة هذا العدوان الغاشم واصفا الشهيد القائد محمد رضا زاهدي بلواء الاسلام الشامخ والمضحي، متوعدا الكيان المجرم الغاصب والمنبوذ، بانهم سيندمون على هذه الجريمة ومثيلاتها، وسينال هذا الكيان الخبيث عقابه على ايدي رجالنا البواسل.
وهكذا توعد كل المسؤولين في الجمهورية الاسلامية الايرانية برد قوي ومختلف عن العمليات السابقة غير المعلنة.
لقد ارتكب العدو الصهيوني الحماقة التي كانت الجمهورية الاسلامية الايرانية تنتظرها، والرد المباشر والقاسي والرادع سيكون مبررا امام المحافل الدولية، وحق طبيعي مكفول ضمن القوانين والاعراف الدولية، وطبيعة الرد الصاعق تحدده القيادة العسكرية الايرانية والتي بدون شك خلال الرد على اسئلتكم الان هناك غرفة عمليات عسكرية كبيرة تحدد طبيعة الرد الرادع والمؤلم والموجع لهذا الكيان اللقيط الذي جنى على نفسه.
" وجنت على نفسها براقش " .
/ انتهى/