وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه استقبل سماحة قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي (مد ظله العالي)، اليوم الأربعاء، في حسينية الإمام الخميني (رض)، حشداً من العمال من جميع أنحاء إيران بمناسبة أسبوع العمل والعمال.
واشار سماحته في خطاب له خلال هذا اللقاء إلى مكانة العمال في الاسلام وقال: "الإسلام يعطي قيمة جوهرية للعمل. التأويلات لـ "العمل الصالح" الموجودة في القرآن وفي الروايات المتعددة، بجميع أنواع التأويلات ومدح العمل، لا تعني الصلاة والصيام فقط. بل العمل يعني جميع أنواع العمل؛ كل من الفعل الذي يفعله الإنسان على سبيل العبادة، والفعل الذي يفعله الإنسان لإحضار الخبز الحلال إلى المائدة".
وأضاف قائد الثورة الاسلامية: "البلدان والأمم والثقافات المختلفة لديها يوم العمال، لكن النقطة المهمة هي أن نظرة العالم المادي إلى العامل تختلف عن نظرة الإسلام إلى العامل" مبينا: "إن نظرة العالم المادي إلى العامل هي اعتبار العامل كأداة، بينما في الإسلام ليس هكذا، بل ينظر الإسلام إلى العامل كانسان له قيمة ويعطي قيمة جوهرية للعمل".
وأكد سماحة القائد: "العامل ورجل الأعمال شريكان في الخطوط الأمامية للمعركة الاقتصادية؛ نحن اليوم أمام حرب اقتصادية، هذه الحرب، مثل حرب السنوات الثماني الأولى للثورة الاسلامية(حرب نظام صدام ضد ايران)، هي حرب مفروضة"، موضحا: "أمريكا بطريقة، والدول الصديقة لأمريكا بطريقة اخرى، كلهم في الواقع يقاتلون مع إيران الإسلامية والجمهورية الإسلامية، وفي هذه الحرب الاقتصادية التي نخوضها، الخط الأمامي ينتمي إلى العامل ورجل الأعمال".
وأشار آية الله الخامنئي إلى العقوبات الظالمة التي تفرضها الولايات المتحدة والدول الغربية على الجمهورية الاسلامية الايرانية والشعب الايراني وقال: "عندما نتحدث عن القضايا الاقتصادية، لا يمكننا أن نكون غير مبالين بالعقوبات. وفيما يتعلق بالعقوبات، فإننا نواجه عقوبات شديدة منذ سنوات، وحسب تعبير الامريكيين انفسهم وشركاءهم الغربيين، ان هذه العقوبات ضد إيران غير مسبوقة في التاريخ".
سأل سماحته عن الهدف من هذه العقوبات وأضاف: "انهم يعللون أهدافا كاذبة، حيث يثيرون قضية الطاقة النووية، والأسلحة النووية، وقضية حقوق الإنسان، ولكنها ليست هذه هي المشكلة... انهم يزعمون و يقولون نحن نعاقب إيران لأنها تدعم الإرهاب، ومن هو ارهابي في رأيهم؟ شعب غزة، وحسب رأي هؤلاء ان سكان غزة هم إرهابيون، ولكن في رأيهم، حكومة شريرة ومزيفة وعديمة الرحمة تقتل وتذبح ما يقرب من 40 ألف شخص، عدة آلاف منهم من الأطفال، في غضون ستة أشهر. إنها ليست إرهابيًا، بل الأشخاص الذين يتعرضون لقصفه هم إرهابيون... إذن هذه الأعذار هي أعذار كاذبة، وسبب العقوبات ليست هذه القضايا".
وتابع آية الله الخامنئي: "الغرض من وضع العقوبات هو جعل نظام الجمهورية الإسلامية في مأزق بحيث يتبع خطوطهم الاستعمارية والاستكبارية، ومن الواضح أنه من المستحيل ان يركع النظام الإسلامي والغيرة الإسلامية والأمة الإسلامية العظيمة ذات التاريخ الطويل أمام مثل هذه التنمر، ويخضع لمطالبهم الاستبدادية وتوقعاتهم المتعطشة للسلطة".
وأضاف: "بعض الذين لديهم -ان شاء الله- نيات حسنة، يوصيننا بأن نتعامل مع أمريكا. ولكنني أقول شيئاً واحداً، فاسمعوا، ان توقعات أميركا لا نهاية لها، وانها في المجالات السياسية والاقتصادية وفي جميع التدابير اللازمة لإدارة البلاد، تريد التبعية المطلقة"، مضيفا: "انهم يقولون عليكم أن تستسلموا امامنا بشكل مطلق، كما تكون الحال مع بعض الحكومات حاليا، حيث ان ثروات هذه الدول وعرضها في أيدي هؤالاء، كما في السياسة هناك التبعية البحتة...نعم انهم يريدون هذاـ فمن الواضح أن النظام الإسلامي وأمة عظيمة ذات التاريخ الإسلامي مثل إيران لن تخضع لمثل هذا التنمر".
وصرح سماحة قائد الثورة: "ان الأمة التي تكون حية، تخلق لنفسها حتى من عداء العدو فرصة. هذه هي التوصية المعتادة. ومن الأمثلة على ذلك مسألة الأسلحة، حيث ان تطور أسلحتنا فاجأ الأعداء، فهل تستطيع إيران إنتاج أسلحة متطورة بهذا العدد في ظل العقوبات؟ نعم انها تستطيع ويمكنها أن تفعل أكثر من هذا، يمكنها أن تفعل أفضل من هذا. وإن شاء الله يمكن أن يكون أكثر تقدما من هذا".
وأكد آية الله الخامنئي ان هذا التقدم والتطور لايقتصر على مجال السلاح، بل يشمل مجالات اخرى، وقال: "اليوم نحن من الرواد في مجال الطب والصحة، حيث انه على الرغم من جميع المشاكل الموجودة والعقوبات المفروضة، قد لا يكون لنا مثيل في المنطقة، وفي العالم أيضا ان تقدمنا في مجال الطب بارز جدا".
وقال سماحته: "من الواضح لشعبنا أن العداء ضده ليس بسبب هذه القضايا والأكاذيب التي يختلقونها. بل العداوة ترجع إلى أن إيران دولة مستقلة، لا تتبعهم، ولا تقبل تنمرهم، ولا ترغب في اتباع سياسات هذا أو ذاك، وتلك السياسات الفاشلة"، مضيفا: "اليوم، تعترف هذه القوى المزعومة في العالم نفسها بأنها تواجه الهزيمة، حيث اطلعت على تقرير من إحدى المجلات الأمريكية قبل يومين أو ثلاثة أيام تقريباً، تقول إن المصداقية التي اكتسبتها أمريكا في مائتي عام ستضيع في عشرين عاماً... هذا ليس كلامنا، بل كلام انفسهم كتب في مجلة أمريكية معروفة".
وقال قائد الثورة: ""انهم يسمون جبهة المقاومة بالارهابية ويقولون لماذا تدعم فلسطين؟ اليوم، العالم كله يدعم فلسطين، حيث نرى في شوارع الدول الأوروبية، وفي شوارع واشنطن ونيويورك، الناس يؤيدون فلسطين ويهتفون لصالح فلسطين، ونحن لسنا وحدنا ندعم فلسطين"، مضيفا: "يقولون لماذا تدعمون حزب الله؟! شاهدنا في الايام الاخيرة ان في أحد شوارع إحدى المدن الأمريكية رفعوا علم حزب الله وبل يدعمه الناس في جميع أنحاء العالم... نعم، هذه هي المقاومة أمام الظلم".
وأشار إلى مقاومة الشعب الفلسطيني أمام الاحتلال الصهيوني وأكد: "الفلسطيني يدافع عن بيته المغتصب والمسلوب منه بالقوة، حيث انه يقوم المستوطن الصهيوني بدعم من شرطة الشر التابعة للكيان الصهيوني بتجريف حديقة الشعب الفلسطيني ومزرعته وبيته لبناء مستوطنة هناك، ويقوم الفلسطيني بالدفاع عن بيته... هل هو إرهابي؟ هل جبهة المقاومة إرهابية؟ لا.. الإرهابي هو الذي يقصفهم، ويرتكب الجرائم بحقهم، وبالطبع، انهم لم يحققوا أي نتيجة حتى الآن ولن يحققوا شيئا بعد ذلك أيضا".
/انتهى/