وأفادت وكالة مهر للأنباء، ان العميد أشتياني وزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة، اليوم (الجمعة) في الاجتماع الـ21 لوزراء دفاع منظمة شنغهاي للتعاون في أستانا بكازاخستان، أدان بشدة جنون القتل وإرهاب الدولة الذي يمارسه الكيان الصهيوني ومؤيدوه ضد اهالي غزة. وقال: "للأسف، في استمرار العدوان وبهدف تكثيف الحرب وتوسيع نطاقها في المنطقة وصرف الرأي العام عن جرائمه والإبادة الجماعية في غزة، استهدف الكيان الصهيوني المبنى القنصلي لجمهورية إيران الإسلامية في سوريا في انتهاك واضح للمادة 31 من اتفاقية فيينا، وأدى هذا العمل إلى استشهاد عدد من المستشارين العسكريين لبلادنا الذين كانوا حاضرين في دمشق بدعوة من هذا البلد، وبالطبع تصرفت الجمهورية الإسلامية الإيرانية على أساس حق الدفاع المشروع الوارد في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة. ونظراً لعدم إدانة هذا الإجراء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، تمت معاقبة الكيان الصهيوني من قبل ايران.
وأوضح العميد أمير اشتياني أن رد الجمهورية الإسلامية الإيرانية على هذا العدوان لم يكن سوى إعلان تحذيري محدود بهدف خلق الردع وفي الوقت نفسه تجنب لانتشار الصراع، مضيفا: يجب أن أؤكد أن الجمهورية الإسلامية إيران لا تسعى إلى الحرب وزيادة التوتر في المنطقة، وأي تهور في التجاوز وسوء التقدير من قبل الأعداء سيقابل برد مناسب ومؤسف.
واعتبر العميد محمد رضا اشتياني المواقف المبدئية للدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون في إدانة الهجوم الإرهابي على المنشآت الدبلوماسية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في سوريا قيمة للغاية، وشكر المواقف المنطقية والبناءة للدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون وحكومتا روسيا والصين، وخاصة في اجتماع مجلس الأمن في 14 أبريل، دعما لحق الدفاع المشروع من قبل الجمهورية إيران الإسلامية.
وذكر وزير دفاع الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن أحداث وتجارب عالم اليوم تقودنا إلى ضرورة فهم الحقائق الجديدة للنظام الدولي وكيفية تشكيل هندسة النظام العالمي الجديد، وذكر: في النظام الدولي الذي يمر بمرحلة انتقالية، ما هو أكثر مما يمكن أن يراه الجميع؛ اشتداد التنافس على السلطة في مجالات وميادين أوسع، خاصة العسكرية والأمنية، وتجاهل حقوق الأمم، وتطبيق المعايير المزدوجة في مواجهة القضايا الدولية، واحتدام الأزمات الجيوسياسية مثل مساعي الغرب وحلف شمال الأطلسي الجديدة للتوسع شرقا، والتردد في معاهدات نزع السلاح والحد من الأسلحة، والتطور الكمي والنوعي لأسلحة الدمار الشامل، واستغلال بعض القوى للعيوب القائمة والانقسامات الاجتماعية والعرقية لإضعاف السيادة الوطنية للدول، واستخدام أدوات الإرهاب في الحروب والإرهاب.
وأوضح العميد اشتياني أنه مما لا شك فيه أن العديد من الأزمات والحروب التي شهدتها العقود القليلة الماضية، وخاصة في العراق وأفغانستان وأوكرانيا وفلسطين، كانت نتيجة لسياسات الغرب وحلف شمال الأطلسي الشمولية والهيمنة، وقال: في مقابل هذا الاتجاه، ظهر تزايد التوجهات الجادة لدى بعض الدول والقوى الناشئة للدفاع عن الحقوق والأعراف والقيم الوطنية والدولية مثل العدالة والاستقلال والمساواة والسلام والأمن من خلال التعاون الجماعي والتحرك، دعونا نحكم بشكل واضح على الدور الذي تلعبه منظمة شنغهاي للتعاون في تشكيل هذه العملية. مما لا شك فيه أن منظمة شنغهاي للتعاون، تمتلك قدرات اجتماعية وثقافية واقتصادية وعسكرية وأمنية متنوعة وواسعة، والآن أصبحت مؤسسة مؤثرة وفاعلة في الاتجاهات العالمية، وخاصة في إنشاء آليات التعددية، وأيضا مرجعا للعديد من دول العالم.
وبين وزير الدفاع أن ظاهرة الإرهاب أصبحت الآن مشكلة أساسية في العالم، وقال: بما أن أحد الأهداف الإستراتيجية لمنظمة شنغهاي للتعاون هو التعامل مع كافة مظاهر الإرهاب وجذوره؛ من المتوقع أن يتم وضع مواجهة جدية وعملية مع هذه الظاهرة على أجندة التنظيم أكثر من السابق، مضيفا: نعتقد أن تطهير جغرافية المنظمة من الإرهاب يمثل أولوية للحفاظ على الثقة المتبادلة والصداقة وحسن الجوار ومواصلة تطويرها بين الدول الأعضاء من خلال التشاور المستمر واستخدام القدرات المشتركة وتبادل الخبرات والمعلومات مبدأ استراتيجي وحتمي.
وتابع العميد محمد رضا اشتياني: نقطة مهمة في مكافحة الإرهاب؛ معرفة الجذور والأسباب والتعاليم الفكرية والمعرفية والأساليب والتكتيكات والرعاة والموارد المالية، بما في ذلك استخدام العملات المشفرة، وخروج الإرهاب عن الوضع التقليدي ولعب دوره بأشكال جديدة كأداة قوية لبعض القوى العالمية وبالإضافة إلى الإرهاب العنيف؛ إننا نشهد نوعا من الإرهاب الناعم يسمى الإرهاب الاقتصادي، والذي يمكن النظر إليه كأمثلة على استخدامه من قبل النظام الحاكم ضد بعض أعضاء منظمة شنغهاي للتعاون في شكل عقوبات أحادية ومتعددة الأطراف.
وأضاف العميد اشتياني، مشيراً إلى تعاليم الدين الإسلامي بشأن تجنب التطرف والسلوك العنيف، فضلاً عن الاهتمام بحقوق الإنسان واحترام الأخلاق و الإنسانية: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ليست فقط ضحية للأفكار الإرهابية التكفيرية وبدعم من الغرب وحلف شمال الأطلسي؛ بل كانت رائدة في مجال مواجهة هذه الأفكار وتكبد الكثير من التكاليف المادية والمعنوية في هذا الصدد، منهم الفريق الشهيد الحاج قاسم سليماني .
وأشار العميد أشتياني، إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية بتاريخها وثقافتها وموقعها الاستراتيجي، فضلا عن قدراتها الجيوسياسية المختلفة، يمكن أن تكون فعالة في تحقيق أهداف المنظمة، خاصة في المجالين العسكري والأمني، إلى جانب إن القوات المسلحة لجمهورية إيران الإسلامية على استعداد تام لتطوير وتعميق العلاقات الدفاعية والعسكرية مع الدول الأعضاء في المنظمة في شكل تعاون ثنائي ومتعدد الأطراف، وفي هذا الصدد، مع الأخذ في الاعتبار الخبرة القيمة التي تتمتع بها المنظمة. في ما يتعلق بجمهورية إيران الإسلامية في الحرب ضد الإرهاب في المنطقة، نحن مستعدون وقادرون على تبادل معرفتنا وخبراتنا في مجال مكافحة الإرهاب مع الأعضاء الآخرين.
وتابع وزير الدفاع الإيراني: بالنظر إلى إجراء مناورات بحرية مشتركة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وبعض أعضاء منظمة شنغهاي للتعاون مثل روسيا والصين، وبمشاركة بعض الأعضاء الآخرين في المنظمة، نأمل أنه بالنظر إلى موقع البحر في الاقتصاد العالمي وبمشاركة الجميع، فليشهد الأعضاء إنشاء حزام شنغهاي الأمني البحري، الذي يضمن تحويل المحيط الهندي إلى ممر مائي دولي آمن.
مقترحات وزير الدفاع لتعزيز قدرات وإمكانات منظمة شنغهاي
وأشار العميد محمد رضا اشتياني إلى مقترحات الاجتماع الأخير، وأضاف: كما أود أن أطرح في هذا الاجتماع مقترحات لتعزيز قدرات وإمكانات المنظمة، وآمل أن يتم توفير آليات وأسس تحقيقها بطريقة مناسبة؛
1-إنشاء مركز أبحاث مكافحة الإرهاب وعقد اجتماعات دورية لتعزيز التفاهم وخلق خطاب مشترك وتبادل الخبرات والإنجازات المشتركة.
2- ضرورة وضع آلية مناسبة لشركاء التنظيم المشتركين للتعامل مع التهديدات الناشئة، بما في ذلك الدفاع السيبراني المشترك وأنظمة الأقمار الصناعية مثل (SpaceX) للتعامل مع استخدام العملات المشفرة لتمويل الأعمال الإرهابية وغيرها من التدابير الضرورية.
3- إيجاد نظام مشترك آمن وسريع لتبادل المعلومات بين الأعضاء في إطار مركز أمن المعلومات. وفي هذا الصدد، تعلن إيران استعدادها لإنشاء هذا النظام والمركز.
4- استعداد الجمهورية الإسلامية الإيرانية لإجراء مناورات مشتركة لمكافحة الإرهاب عام 2025، وكذلك عقد ندوة واجتماع علمي لبحث مختلف جوانب الإرهاب.
5- تشكيل هيكل الصناعة الدفاعية أو مجموعة عمل بين الأعضاء بهدف تعزيز التعاون وتجميع القدرات للتعامل مع التهديدات القادمة، وخاصة التعامل مع التهديدات الأمنية والإرهابية.
/انتهى/