وصفت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط "حنان بلخي" الوضع في قطاع غزة بأنه "كارثي بكل المقاييس"، وذلك بعد تجاوز الحرب يومها الـ204.

وأفادت وكالة مهر للأنباء أن ذلك يأتي في الوقت الذي يستعد به الجيش الإسرائيلي لإجلاء المدنيين الفلسطينيين من رفح ومهاجمة معاقل حركة حماس في المدينة، رغم التحذيرات الدولية من كارثة إنسانية كبرى.

وقالت بلخي: مر ما يزيد على 204 يوم على الأزمة الطاحنة في غزة، حيث عانى فيها سكان القطاع أشد المعاناة، وتحول القطاع بأكمله إلى أرض لا تصلح للحياة.

وقدرت المديرة الإقليمية للصحة العالمية أن أكثر من 1.7 مليون شخص في عداد النازحين، إذ اضطروا للمغادرة فرارا من العنف غير المسبوق، بعد أن فقدوا كل عزيز وغال، منازلهم وممتلكاتهم وأحباؤهم كذلك.

وشددت على أن الحرمان من الاحتياجات الأساسية، المتمثلة في الغذاء والوقود والصرف الصحي والمأوى والأمن والرعاية الصحية، أمر غير إنساني ولا يمكن التسامح معه، معتبرة أن استمرار هذا الوضع ينذر بازدياد الإصابات واقتراب المجاعة وتفشي الأمراض.

وتطرقت بلخي إلى المخاوف الدولية والإقليمية من وقوع المجاعة في قطاع غزة، مضيفة أن المجاعة التي بدأت تلوح في الأفق هي ما نخشاه حقا.

ويظهر تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أنه من المتوقع حدوث مجاعة في أي وقت من الآن وحتى مايو المقبل في شمال غزة، وفق المديرة الإقليمية للصحة العالمية، مشددة على أن هذا التقرير يؤكد ما نشهده نحن وشركاؤنا في الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، ونبلغ عنه ونحذر منه منذ أشهر.

وزارت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها خانيونس منذ عدة أيام لتقييم حالة المرافق الصحية، وعبر الفريق عن حالة الدمار التي رأوها بأنها فوق تصور أي إنسان أو تخيله، فلا يوجد مبنى أو طريق سليم، ليس هناك سوى الأنقاض والقاذورات، والأعمال العدائية بالقرب من مستودع تابع لمنظمة الصحة العالمية قد أدت إلى تدميره.

وتدعو المنظمة إلى الإسراع بوصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وعبره دون عوائق، وإلى وقف دائم لإطلاق النار، وكذلك آلية فعالة وشفافة وعملية لتجنب الاشتباك، وضمان أن تكون حركة المساعدات داخل غزة آمنة وسريعة.

انتهى