هناك إمكانيات وإمكانات اقتصادية لا حصر لها في الخليج الفارسي، والتي ينبغي استغلالها بشكل جيد من أجل زيادة الإنتاج بمشاركة الشعب.

وكالة مهر للأنباء: لقد كان الخليج الفارسي رمزًا لاقتدار الإيرانيين وقوتهم وحضارتهم وشرفهم وفخرهم منذ زمن بعيد وكان مسرحًا لعرض شجاعة وبسالة الرجال والنساء من هذه الأرض والماء. مما لا شك فيه أن الخليج الفارسي ومضيق هرمز من أهم المناطق البحرية في العالم، حيث يمر جزء مهم من التجارة، وخاصة تجارة الطاقة العالمية، عبر هذه المنطقة، ولهذا السبب ان تأمين أمن هذه المنطقة مسألة مهمة للغاية، وعادة ما تحاول الدول تجنب أي توتر في هذا المجال. بعد الحرب العالمية الثانية ومع توسع القوات الخارجية، وخاصة الأمريكية، ارتبط أمن الخليج الفارسي بالتحديات في بعض الأحيان، ولكن منذ عام 2003 وبعد هجوم الولايات المتحدة وبريطانيا على العراق، إنها اتخذت أبعاداً أكثر أهمية وأصبحت تواجه المزيد من التحديات.

ان ايران باعتبارها دولة تمتلك جميع الشواطئ الشمالية للخليج الفارسي ومضيق هرمز، تلعب دورًا مهمًا في تأمين أمن الخليج الفارسي، وقد تمكنت حتى الآن من لعب دور فعال في هذه المنطقة، بالإضافة إلى حماية مصالحها الخاصة، وكذلك مصالح حلفائها. هذا وتم تسمية اليوم العاشر من شهر ارديبهشت في التقويم الايراني الذي يصادف 29 مايو باليوم الوطني للخليج الفارسي، بمناسبة طرد البرتغاليين منه، ليبقى هذا الاسم حياً في التاريخ، وليمثل صفحة من تاريخ المقاومة وصمود شعب إيران الإسلامية.

يحتفظ الخليج الفارسي في قلبه بذكريات ثمينة لمقاومة الشعوب ضد الأجانب؛ من طرد البرتغاليين من الخليج الفارسي وشجاعة علي دلواري وحلفائه ضد البريطانيا، إلى الملاحم التي سطرها الشهيد نادر مهدوي ضد الأمريكان في عهد الدفاع المقدس(ثماني سنوات من الحرب المفروضة)، وحتى اليوم حيث نشهد قيام الشعب الايراني بإذلال تحالف المطالبين القوى الاستكباري في العالم.

يعد الخليج الفارسي أحد الممرات المائية الأكثر قيمة وقدرة في العالم، وهو نعمة كبيرة لشعوب المنظقة كدول جارة دائمة له. يتمتع الخليج الفارسي بقدرات كبيرة، بما في ذلك النقل البحري، والسياحة البحرية، وصناعات النفط والغاز والبتروكيماويات، والطاقة الذرية، وإنتاج الغذاء والأدوية البحرية، وصيد الأسماك وتربية الأحياء المائية، والتجارة والتبادل التجاري، والعلاقات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وما إلى ذلك، حيث تم استخدامها بشكل جيد حتى الآن.

يعد الاقتصاد الخارجي من أهم قطاعات الاقتصاد التي تم إهمالها في بلادنا، ومن الضروري التخطيط والاهتمام الخاص بهذا القطاع من أجل زيادة حصتنا من الاقتصاد الساحلي في الساحل وفي البحر.

يجب أن نستخدم قدرة البحر لتوفير الطاقة ومياه الشرب والزراعة وإنتاج الغذاء والدواء والسياحة والملاحة البحرية والتجارة بطريقة علمية ومعرفية، ويجب أن تكون السياسات وتوفير المرافق والدعم على هذا النحو لتتجه الاستثمارات نحو الاستفادة من فوائد البحر .

ضرورة استغلال الفرص التي يتيحها الخليج الفارسي

وفي مقابلة مع مراسل وكالة مهر للأنباء، قال نائب مدينة بوشهر في مجلس الشورى الاسلامي، ابراهيم رضائي: "إن القرابة من الخليج الفارسي هى فرصة عظيمة ونعمة كبيرة علنا، حيث يجب أن نستغل هذه الفرصة جيدًا.

وأشار إبراهيم رضائي إلى بعض القدرات والفرص التي يتمتع بها الخليج الفارسي وتابع: "يمكن استخدام الفرصة التي يوفرها الخليج الفارسي للإنتاج والتوظيف وزيادة الدخل من العملة الأجنبية للبلاد",

وأضاف: "في العام الذي سمى بعام قفزة الإنتاج بمشاركة الشعب، ينبغي توفير المجال لزيادة دور الناس في الإنتاج من البحر، ومحافظة بوشهر التي تضم أكبر عدد من الشواطئ مع الخليج الفارسي، يمكن أن تلعب دورا رئيسيا في هذا المجال".

وقال النائب في مجلس الشورى الإسلامي: "بالاعتماد على القدرات المتوفرة لدى الخليج الفارسي، يمكننا أن نصبح مركزًا لإنتاج البضائع والمنتجات التي ستضطر جميع دول العالم إلى استيرادها من بلادنا، خاصة في مجال الغذاء والدواء".

كما أشار الى انه تم اتخاذ تدابير جيدة في ولاية بوشهر لتنمية تربية الأحياء المائية، ولكننا ما زلنا في البداية وكمية تربية الأسماك في بحرنا وسواحلنا منخفضة للغاية، وينبغي تعزيزه من خلال دعم القطاع الخاص وإدخال الناس في هذا المجال، لزيادة الإنتاج,

وتابع: "لقد اقتصر معظم تركيزنا في الاستفادة من مواهب الخليج الفارسي على التبادلات التجارية والبحرية واستخراج النفط والغاز، بينما ينبغي أن نتجه نحو استغلال طاقات البحر لإنتاج جميع أنواع الغذاء والدواء؛ طاقة يمكن من خلالها لعب دورًا أساسيًا في تصدير وجنى العملات الأجنبية للبلاد، بالإضافة إلى خلق فرص العمل وزيادة الطاقة الإنتاجية.

تطوير الإنتاج بالاعتماد على الامكانيات التي يوفرها الخليج الفارسي

كما محافظ بوشهر، احمد محمدزاده في مقابلة مع مراسل وكالة مهر للأنباء: "لقد تم بذل جهود مكثفة لتطوير الاقتصاد الساحلي في محافظة بوشهر ونحن ندرس مشاريع مهمة للغاية في هذا المجال".

وأضاف أحمد محمد زاده: "بالإضافة إلى استخدامه في صناعات الطاقة والنفط والغاز والبتروكيماويات، فإن الخليج الفارسي مهم جدًا أيضًا بالنسبة لنا في مجال التجارة".

وقال:" كان صيد الأسماك من المهن القديمة لسكان الساحل في محافظة بوشهر، وهي الآن أساس عمل الكثير من الناس في مدن وقرى المحافظة، وخاصة في المناطق الساحلية."

وأعلن محافظ بوشهر عن تطوير تربية الأحياء المائية استناداً إلى قدرات الخليج الفارسي وأضاف: "بوشهر هي مركز استزراع الجمبري في البلاد، وبإضافة الأراضي الزراعية الجديدة سنشهد أرقاماً قياسية جديدة في إنتاج الجمبري".

وذكر: "أن تطوير الاستزراع السمكي في الأقفاص يعتبر أولوية مهمة للاستثمار في المحافظة، وفي هذا الصدد يتم تنفيذ خطط مهمة من شأنها زيادة الطاقة الإنتاجية".

وأضاف محمد زاده: "تم التأكيد على إنشاء مجمع تربية الطحالب الحيوانية واستكمال سلسلة قيمة المنتج في مجال التصنيع والتسويق، وإدارة المحافظة تستخدم كافة إمكاناتها في هذا الصدد".

وبما أن هذا العام قد سمي بعام قفزة الانتاج بمشاركة الشعب، فمن المتوقع أن يستخدم المسؤولون كل الطاقات لتحقيق هذا الشعار، خاصة باستخدام طاقة الخليج الفارسي.

/انتهى/