أكد رئيس إقليم كردستان العراق، "نيجيرفان بارزاني"، خلال لقائه برئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني، "محمد باقر قاليباف"، على أن إقليم كردستان لن يكون أبدًا مركزاً لتهديد الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وأفادت وكالة مهر للأنباء، أنّه قال رئيس مجلس الشورى الإسلامي "محمد باقر قاليباف" خلال لقائه صباح اليوم (الثلاثاء) مع "نيجيرفان بارزاني" رئيس إقليم كردستان العراق، إنّ هذه الزيارة تأتي في وقت مناسب، مضيفاً: "إن شاء الله، سيكون لهذه الزيارة تأثير إيجابي على تطوير العلاقات الاقتصادية والثقافية، بالنظر إلى الروابط العميقة بين إقليم كردستان وإيران".

وأشار قاليباف إلى أنّ المحادثات التي جرت في هذا الاجتماع، وبطبيعة الحال هذه الزيارات، لها تأثير على تطوير التعاون السياسي والأمني، ويمكن أن تُساهم أيضاً في تعزيز العلاقات. وأضاف: "من أجل أمن إيران والعراق والمعتقدات التي نؤمن بها، سُفِكَت دماء شباب البلدين، وعشنا أياماً عصيبة. والآن هناك فرص جيدة لتطوير العلاقات الاقتصادية وتعزيز القطاعات الصناعية والزراعية والتكنولوجية والعلمية والجامعية، ويجب أن نستفيد من هذه الإمكانيات".

كما أكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي: "من بين القضايا المهمة للغاية التي يجب الاهتمام بها هي مجالات الزيارات والسياحة ومسيرة الأربعين، ويجب أن لا نسمح بتضييع الفرص التي من شأنها المساهمة في تعزيز العلاقات بين إيران وإقليم كردستان العراق."

وشدد قاليباف على أن "الجميع يؤمنون بأن الكيان الصهيوني هو العدو الأول للعالم الإسلامي اليوم، ونحن نرى ما يحدث في غزة هو دليل على ذلك." وأضاف: "في عملية "الوعد الصادق" التي قمنا فيها بالرد على عدوان الكيان الصهيوني، أظهرنا للعالم، خاصة أمريكا والكيان الصهيوني، أننا لا نتردد في اتخاذ القرارات، ونقف ثابتين ."

فتح فصل جديد في العلاقات بين إيران وإقليم كردستان

ومن جانب آخر، قال نيجيرفان بارزاني، رئيس إقليم كردستان العراق: "لقد عقدنا لقاءات إيجابية في طهران خلال هذه الزيارة، وكما ذكرتم، جاءت هذه الزيارة في وقت مناسب. إنّ العلاقات التي تجمع بين إيران وإقليم كردستان العراق علاقات تاريخية، وقد شهدت هذه العلاقات تقلبات بالتأكيد، لكن من خلال الإدارة والاهتمام بهذه المسألة، يمكننا حل جميع المشاكل."

وأضاف بارزاني: "نحن نسعى أيضًا إلى الارتقاء بمستوى العلاقات الاقتصادية، بحيث لم يتم إغلاق حدود الإقليم في أي وقت خلال جائحة كورونا، بينما تم إغلاق بقية حدود العراق."

وأشار بارزاني إلى لقاءاته بالأمس مع كبار المسؤولين في بلادنا، وبشكل خاص سماحة قائد الثورة الإسلامية، وقال: "أعتقد أن هناك فصلاً جديدًا في العلاقات بين إقليم كردستان والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وفي هذا الصدد من المهم أن نشكر إيران على كل الدعم الذي قدمته لنا في الأوقات الصعبة."

وتابع قائلاً: "في جميع الظروف الصعبة التي واجهناها منذ عام 2012، وكذلك في انتصاراتنا، رأيناكم إلى جانبنا، وبالتأكيد لن نسمح لإقليم كردستان بأن يصبح مركزًا لتهديد الجمهورية الإسلامية الإيرانية. لا نريد ذلك، وسنتعامل مع أي محاولة كهذه."

كما أكد رئيس إقليم كردستان العراق على موقف الإقليم الداعم للجمهورية الإسلامية وقال: "نعتقد أنّ أي عقل سليم لايقبل بأن يرتبط ويتواصل مع الكيان الصهيوني وأن يخسر إيران."

وأضاف: "نحن نعرف أهمية العلاقات ونُدرك خطوط إيران الحمراء، فعندما جاء داعش، كان أول من وقف إلى جانبنا هو الجمهورية الإسلامية الإيرانية والشهيد اللواء قاسم سليماني. وقد أعلنا ذلك ليس فقط في المجالس الخاصة، بل علنا في وسائل الإعلام، كما كتب السيد بارزاني كتابًا عن ذلك، ونحن نقدر هذا الدعم."

وصرّح قائلاً: "يسعدنا أن ننال شرف استضافة زوار الإمام الحسين (عليه السلام)" وقال: "إنّ شعبنا يعتبر الزوار ضيوفنا، وقد قمنا باتخاذ خطوات لمراسم أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام)، بما في ذلك إقامة مواكب لاستقبال الزوار".

وفي الختام، أكّد رئيس إقليم كردستان على أنّه يرى في هذه الزيارة نقطة تحول جديدة في العلاقات الثنائية، ودعا رئيس مجلس الشورى الإسلامي لزيارة العراق وإقليم كردستان.

/انتهى/