وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه ألقى "أمير سعيد إيرواني"، السفير والممثل الدائم للجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى الأمم المتحدة، كلمة خلال جلسة التصويت على عضوية فلسطين الكاملة. ونص الخطاب كالتالي:
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد الرئيس،
تعرب الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن دعمها الكامل لعضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة. إن قبول فلسطين كعضو كامل في الأمم المتحدة هو الخطوة الأولى واللحظة المحورية لمعالجة الظلم التاريخي الذي لحق بشعب فلسطين.
يؤكد القرار الذي تم تبنيه مؤخرًا بشكل صحيح أن دولة فلسطين تستوفي شروط العضوية في الأمم المتحدة وفقًا للمادة 4 من الميثاق.
تؤيد الجمهورية الإسلامية الإيرانية قرار الجمعية العامة اليوم وتدعمه. يمثل هذا القرار خطوة صغيرة ولكنها حيوية في تنفيذ التزامات المجتمع الدولي تجاه الشعب الفلسطيني واستعادة بعض الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني. لقد أظهرت فلسطين التزامها بالسلام وقدرتها على الوفاء بالالتزامات المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، وبالتالي فهي تستحق العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
في المقابل، فإن أفعال النظام الإسرائيلي تجعل هذا النظام غير مؤهل وغير شرعي، وتجعله غير مؤهل وغير شرعي ككيان محب للسلام قادر على الوفاء بالتزامات ميثاق الأمم المتحدة. ينتهك النظام الإسرائيلي باستمرار القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات الأمم المتحدة. لقد رفض هذا النظام الامتثال للأوامر القانونية الملزمة لمحكمة العدل الدولية واستمر في ارتكاب انتهاكات جسيمة تشمل الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية.
تظهر التقارير المروعة عن المقابر الجماعية المكتشفة في مستشفى الناصر والشفا في غزة صورة مفجعة لجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها هذا النظام. تم العثور على ما يقرب من 400 جثة، من بينها نساء وأطفال، مدفونة، وهي أمثلة صارخة على عنف هذا النظام وتجاهله لحياة الإنسان. هذه الإجراءات تتناقض مع القيم الأساسية للأمم المتحدة وجميع الأعراف والمبادئ الأساسية للقانون الدولي وتهدد السلام والأمن الدوليين.
من المؤسف أن الولايات المتحدة منعت مشروع بيان مجلس الأمن الذي اقترحته الجزائر والذي يدعو إلى تحقيق دولي محايد وشفاف لتحديد الحقائق وراء الجريمة المروعة للمقابر الجماعية في غزة. هذا السلوك غير المسؤول للولايات المتحدة كعضو دائم في مجلس الأمن غير مقبول وغير مسؤول ويتعارض مع طلب المجتمع الدولي.
سيد الرئيس،
على الرغم من الدعم الواسع النطاق من المجتمع الدولي، سارت الولايات المتحدة، بصفتها الراعية الداعمة للنظام المحتل، على خطى سابقة وأغمضت عينيها عن هذه الحقيقة، وبذلت جهودًا يائسة لمنع تحقيق التطلعات الأصيلة للشعب الفلسطيني في العضوية. ومع ذلك، فإن تصويت اليوم يُظهر كيف تم عزل الولايات المتحدة بدعمها غير المشروط للنظام الإسرائيلي. تعتقد الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن تصويت اليوم يرسل رسالة واضحة إلى مجلس الأمن. نأمل أن يتمكن مجلس الأمن، من خلال تبني هذا القرار، من إعادة النظر في موقفه السابق بشأن طلب فلسطين للعضوية الكاملة.
سيد الرئيس،
تؤمن الجمهورية الإسلامية الإيرانية إيمانًا راسخًا بأن دعم قضية وشعب فلسطين سيستمر حتى يتمكنوا من تحقيق حقوقهم الأساسية، خاصة حق تقرير المصير وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على كامل الأراضي المحتلة وعاصمتها القدس الشريف.
في الختام، تصوت الجمهورية الإسلامية الإيرانية لصالح القرار وتعتبره مؤشرًا على الدعم القوي للمجتمع الدولي للقضية الفلسطينية، خاصة تحقيق حق الشعب الفلسطيني الراسخ في تقرير المصير. بينما نرحب بتبني القرار، فإن قلوبنا مع أهالي غزة ورفح الذين يتعرضون لجرائم النظام الإسرائيلي المستمرة. تظل الجمهورية الإسلامية الإيرانية ثابتة في دعمها لوقف إطلاق النار الدائم، وتعتبره ضرورة ملحة وفورية لغزة في هذه المرحلة الحرجة.
أخيرًا، نود أن نسجل أن دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية للقرار لا ينتقص من موقفنا المبدئي الراسخ تجاه القضايا المتعلقة بالقضية الفلسطينية وعدم الاعتراف بالنظام الإسرائيلي.
/انتهی/