أكد ممثل حركة الجهاد الإسلامي في إيران، السيد "ناصر أبو شريف"؛ خلال تواجده في غرفة فلسطين بمعرض طهران الدولي للكتاب، أن عملية "الوعد الصادق" رسمت خطاً أحمراً جديداً فضلاً عن تآكل صورة الردع الصهيونية بشكل أكبر، مشدداً على اهمية تواجد غرفة فلسطين داخل المعرض.

وكالة مهر للأنباء_ القسم الدولي: لاتزال فعاليات معرض الكتاب الدولي في طهران بدورته الحالية قائمة في مصلى الإمام الخميني (ره)، ولازال توافد الناس يزداد يوماً بعد يوم.

حشودٌ تعكس طبيعة الشعب الإيراني التوّاقة للعلم والمتعطشة للمعرفة والمحبة للقراءة.

ومما ميّز المعرض لهذا العام، تموضع غرفة فلسطين في قلب المعرض، في مشهد يعكس مكانة هذه القضية في قلب السياسة الإيرانية ووجدان الشعب الإيراني.

وأجرت وكالة مهر، حواراً صحفياً مع ممثل حركة الجهاد الإسلامي في إيران، السيد ناصر أبو شريف، خلال تواجده في غرفة فلسطين بالمعرض، حول أهمية تواجد الغرفة وعن طوفان الأقصى والأحداث الأخيرة في المنطقة، وجاء نص الحوار على النحو التالي:

ماهو انطباعكم عن المعرض بشكل عام، ومشاركة غرفة فلسطين فيه بشكل خاص؟

بالتأكيد في هاذا الوقت المهم بالنظر لما تعيشه القضية الفلسطينية والأمة الإسلامية والمنطقة الآن فلسطين ليست أي قضية من القضايا، هي كما عبر القائد عنها في آخر تعبير له عن فلسطين، "الآن هي ضمير البشرية" ليست قضية المسلمين وقضية العرب وقضية الفلسطينيين، هي ضمير البشرية وبالتالي حضورها ووجودها في داخل معرض يزوره تقريباً 500 ألف شخص في إيران هذه مسألة جداً مهمة وهي ترويج للرواية الفلسطينية ولموقعها، سواء في فكر المؤسسة السياسية في هذا البلد، وفي واقعها الحقيقي للأمة الإسلامية وللعرب وبالتالي وجود هذه الغرفة، وقبل ذلك معرض القرآن الكريم هذه كلها جهود من أجل إبراز قضية فلسطين والتعريف بها وتعريف الناس بالرواية الفسطينية التي هي رواية حقيقية وليست رواية كاذبة كالرواية الصهيونية الغربية.

بماذا تعلقون على المظاهرات الطلابية القائمة في أمريكا ودول أوروبية وعالمية، هل نحن أمام صحوة عالمية وخاصة أن الذين يقومون بالمظاهرات هم من فئة الشباب وربما يكونون مسؤولين في المستقبل؟

نعم هنالك تآكل لصورة الكيان الصهيوني في العالم أجمع بسبب هذه الجرائم وسائل الإعلام اليوم اختلفت، الآن المعلومة تنتقل عبر وسائل التواصل والموبايلات أصبح هناك وسيلة أخرى بديلاً عن الوسائل التقليدية التي كانت بأغلبها صهيونية، ولكن بالرغم من ذلك بدون أن يكون هناك قوى كبرى تقف وراء الحق الفلسكيني لايمكن ان تنتصر، هناك تحول حقيقي يجري في داخل الجيل الجديد، الجيل القديم كله محسوم في الغرب لصالح الكيان الصهيوني بفعل حجم الحملة التزويرية التي صُبّت فوق رأسه، هو لا يفهم أصلاً الحقيقة، يفهم أن اليهود ناس مساكين، وأن اليكان الصهيوني واحة للدميقراطية وهناك شعوب متوحشة تحيط بهم تريد أن تأكلهم هكذا التصور الموجود عندهم بفعل هذه الدعاية المجنونة كممثل الكيان في الامم المتحدة، كلها أكاذيب مفضوحة والكل يعرف أنها أكاذيب، لكن في النهاية أصبحت هي الرواية الموجودة في الغرب، الآن هناك رواية أخرى تدفعها لكن تحتاج إلى مزيد من القوة، تحتاج إلى جهود عربية وإسلامية كبيرة.

الآن مايسمى بجيل "زد" قبل أيام "نيوز ويك" الأمريكية هناك استطلاع للرأي أجرته جامعة "هارفارد" ثلاث وأربعين بالمئة من الجيل مابين 18_24 يدعمون المقاومة الفلسطينية وليس الحق الشعبي الفلسطيني، هذا تطور كبير، لكن هذا التطور الكبير يحتاج أيضاً إلى جهد كبير لتأكيده وتثبيته، لانه فعلاً روايتنا صحيحة.

لكن كما ترون الجهد العربي صفر، الجهد على المستوى الرسمي من أسوأ ما يكون، في الوقت الذي يدافع فيه الشعب الفلسطيني عن الأمة، مازالو يسعون من أجل التطبيع والحفاظ على امن "إسرائيل" هذه للأسف جهود عكسية لاتؤدي إلى الوصول للنتيجة الصحيحة.

طوفان الأقصى إلى أين، وما تأثير عملية الوعد الصادق عليه وعلى أبناء الشعب الفلسطيني ككل؟

طوفان الأقصى عملية كبرى في تاريخ العمل الفسطيني، نتائجها كبيرة كما عبّر عن ذلك العدو نفسه، هي أكبر عملية نفذت في حق هذا الكيان، هناك ضربقة كبيرة وجّهت لنظريت الردع الصهيونية و للمؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية، كان هنالك من الأساس عدم ثقة في المؤسسة السياسية والحزبية داخل الكيان الصهيوني، والآن القضائية أيضاً يتم تدميرها لصالح هؤلاء الفاشيون في داخل الكيان الصهيوني، كان هناك اعتماد كبير على المؤسسة العسكرية والأمنية، 7 أكتوبر دمرت هذه الصورة وهذه الثقة، هذا عمل كبير وإنجاز كبير، صورة الكيان الصهيوني سواءاً إقليمياً أو دولياً اختلفت، هذه إسرائيل التي كان يراد تصديرها على انها هي الخط المتقدم للغرب وهي التي تدافع عنه، الآن كل الغرب مضظر للدفاع عنها من أجل الحفاظ عليها، هذه بلاشك نتيجة كبيرة، طبعاً حاولت إسرائيل أن ترمم ردعها، سبع شهور من الحرب المتواصلة لم تجديهم نفعا، بالعكس تآكلت صورتها بشكل كبير، جيش كبير مدجج بكل أنواع الدعم أعطيت له عسكرياً وسياسياً، لكن لم يحقق نتيجة كبرى خلال هذه الفترة الطويلة لذلك انقلبت عكسياً على الكيان الصهيوني وهو الذي يعيش أزمة وهو الذي يُحاصَر الآن.

طبعاً ضربة إيران إضافة كبرى، هناك خط أحمر جديد رُسِمَ من قِبَل العالم الإسلامي والجمهورية الإسلامية على وجه التحديد، وأيضاً صورة الردع الصهيونية تآكلت بشكل أكبر من خلال هذه العملية الكبيرة، عملية كبيرة وُجِّهت إلى أهدافها، واستطاعت تحقيق الأهداف التي انطلقت من أجلها، وإسرائيلي لم تستطع أن تُعطي رد على ذلك، رداً حقيقياً مُقنعاً كما عبر عنه "بن غفير" أنه مهزلة، وبالتالي باعتقادي أننا نحقق نقاط انتصار بالإضافة إلى المجهود اليمني ومجهود حزب الله وكل جبهات المساندة، لكن نحن نمتلك أكث ونستطيع أن نقدم أكثر بكثير مما قدمناه، أين شعوب الأمة العربية لتنتفض؟ ليس من أجل إثارة الفتن كما تحاول بعض الأنظمة والأجهزة الأمنية أن تصورها وإنما من أجل دعم الرواية الفلسطينية ومن أجل عزة ونهضة هذه الأمة.

/انتهى/