وكالة مهر للأنباء_ القسم الدولي: حبس العالم أنفاسه، يوم أمس الأحد، بعد سماع نبأ سقوط طائرة الرئيس الإيراني والوفد المراف له.
وبعد مساعٍ حثيثة من فرق الإنقاذ الإيرانية رغم وعورة المنطقة وسوء الأحوال الجوية، وصلوا إلى مكان الطائرة وأعلنوا أن كل مع عليها أصبحوا في عداد الشهداء.
حادثةٌ شكلت صدمة لجمهور المقاومة إلا أن سماحة الإمام الخامنئي (دام ظله) طمأن الجميع أن الأمور تجري على مايرام.
وفي هذا الحادث ارتقى الرئيس الإيراني الشهيد إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية الشهيد حسين أمير عبد اللهيان، بعد عمر من خدمة الشعب الإيراني وشعوب العالم الحر، ليلتحقوا بكوكبة شهداء محور المقاومة.
وحول هذا الموضوع، وتحديدا بما يتعلق بوزير الخارجية الإيرانية، الشهيد حسين أمير عبد اللهيان، أجرت وكالة مهر للأنباء، حواراً صحفيا مع الكاتب والباحث اللبناني، الأستاذ حسين الديراني، وجاء نص الحوار على النحو التالي:
بداية نعزي أنفسنا ونعزيكم وجمهور المقاومة أجمع باستشهاد الرئيس الإيراني ووزير الخارجية ومن كان معهم، كيف تلقيتم النبأ، وكيف كانت اصداؤه بين الاوساط الحكومية والسياسية والشعبية في لبنان؟
على الصعيد الشخصي اتقدم من مقام القائد المعظم الامام السيد علي الخامنئي دام ظله ومن الحكومة الايرانية والشعب الايراني العزيز باسمى ايات التعازي والمواساة لفقد رجال وقادة صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ونالوا وسام الشهادة وهم في خدمة شعبهم وارضهم وعزتهم وكرامتهم، وكيف وهم بمقام رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية الفقيد الشهيد اية الله السيد ابراهيم رئيسي ووزير الخارجية الفقيد الشهيد الدكتور حسين امير عبدالهيان والمرافقين الشهداء معهم، تلك فاجعة اليمة المت بنا جميعا، وصدمة ما زالت تكوي قلوبنا ومشاعرنا، وبما اني شخصيا اعيش في استراليا، ولكن بنفس الوقت اعيش اجواء شعبنا المقاوم في لبنان، اعيش وجدانه وانفاسه واحاسيسه وحاجاته وتطلعاته وخطه المقاوم، واعلم حجم الفاجعة التي المت بكل فرد من افراد هذه الامة المقاومة، فعلى الصعيد الرسمي اللبناني ارسلت برقيات التعزية للحكومة الايرانية العزيزة، وكذلك الاواسط السياسية والشعبية خصوصا السائرين في محور المقاومة، اما نحن في استراليا صدمت الجالية العربية والاسلامية بهذه الحادثة الاليمة صدمة كبيرة، وعبرت عن حزنها العميق بارسال برقيات التعزية لسفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية احزابا وشخصيات سياسية، وسيقام مهرجان تأبيني كبير في مدينة سيدني في حسينية السيدة زينب عليها السلام نهار الجمعة القادم بحضور شعبي كبير من مختلف الاديان والمذاهب والقوميات.
علمنا انكم اجتمعتم مع وزير الخارجية الشهيد حسين أمير عبد اللهيان، حدثنا عن اللقاء، مادار بينكم، كيف كان الشهيد على المستوى الشخصي؟
لا استطيع ان اعبر عن حزني الاليم بهذه الفاجعة الكبيرة التي كسرت قلبي وهدت حيلتي وضعف بدني بفقد الشهيد الرئيس ابراهيم رئيسي رضوان الله تعالى الذي كنت ارى فيه سند الامام القائد حفظه الله تعالى ثم فقد الاخ والصديق الودود الشهيد الدكتور حسين امير عبدالهيان رضوان الله تعالى عليه، والذي تشرفت بلقائه مرتين ، الاولى عندما كان مساعدا لوزير الخارجية وكان مسؤولا عن دعوة الشخصيات الاجنبية لحضور مؤتمر دعم الانتفاضة الفلسطينية في طهران وكانت الدعوة ممهورة بأمضائه الشريف، وتشرفنا بلقائه مع بقية الوفود من جميع انحاء العالم، والمرة الثانية عام 2022 خلال حضوري مؤتمر المجمع العالمي لاهل البيت عليهم السلام ودعوته لكافة الضيوف الى مأدبة عشاء في وزارة الخارجية الايرانية، قدمني احد الاخوة البارزين في الجمهورية الاسلامية الايرانية السيد محمد شريعتمداري للقاء بسعادته وهو وزير الخارجية، وقبل ان يعرف عني تقدم رضوان الله تعالى عليه وخاطبني " اهلا وسهلا بالحاج الديراني " وكان ذلك مفاجأة لي وتبين لاحقا من خلال حديثنا سويا انه كان يقرأ لي بعض المقالات السياسية المتواضعة، وكان ذلك شهادة كبيرة اعتز بها، ووجدت به الإنسان الخلوق المتواضع المؤمن السخي الكريم الشهم النبيل المثابر المجاهد البشوش، وجدت فيه الانسان الرسالي المحمدي الاصيل، وجدت فيه عشق الولاية، لو بكيته دهرا لما افرغ الحزن من قلبي، لكن الذي يسلي لوعتنا ويشد من عزيمتنا وصية الامام السيد القائد علي الخامنئي دام ظله بأن نواصل مسيرة هؤلاء العظماء ونجعلهم قدوة لنا في سلوكنا ومسيرتنا الرسالية والسياسية.
الكثيرون لقبوا الشهيد عبد اللهيان بالذي ( لايقبل التعب) اشارة الى فعالياته الكثير وجولاته وسعيه الدؤوب اقليميا وعالميا، ماهو تعليقكم على هذه النقطة؟
لقد صدقوا بوصفهم هذا " لا يقبل التعب " ومن يتابع مسيرته وجولاته السياسية والدبلوماسية تجده يزور اكثر من بلد بيوم واحد وينجز مهاماته التي تهم مصلحة البلدين والشعبين، وهبه الله طاقة خارقة في العمل والصبر والمثابرة والشجاعة، تجده حيث يجب ان يكون، وكانت ارادة الله ومشيئته ان يكرمه بالشهادة، وكانت مبتغاه ورغبته، رضوان الله تعالى عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا.
السيد عبد اللهيان اتخذ مواقف حساسة وحازمة بمايتعلق بالمقاومة بشكل العام، وبفلسطين والحرب على غزة بشكل خاص، كيف تعلقون على هذا الأمر؟
بتقديري ومعرفتي به لو لم يكن دبلوماسيا عالميا لكان مقاتلا على جبهات القتال، كما كان الشهيد القائد قاسم سليماني قدس سره الشريف،
فلقد كان دبلوماسيا مجاهدا تعرفه كل اواسط قيادات جبهة المقاومة من لبنان الى سوريا الى العراق واليمن وفلسطين، وكان يعمل بايمانه بخط المقاومة اضافة الى مهمته الرسمية الموكل بها من قيادة الجمهورية الاسلامية الايرانية لدعم جبهة المقاومة، كان رضوان الله تعالى عليه يتنقل من بلد الى بلد، عربي واسلامي واجنبي دون كلل وملل لحشد الطاقات من اجل وقف العدوان على غزة واهلها الذين يتعرضون لابادة جماعية من قبل الصهيونية الارهابية العالمية، لقد خسرت فلسطين سندا كبيرا لها رغم ان المسيرة لا يوقفها فقد شهيد وقائد، فالمسيرة خط ونهج متكامل يواصل السير نحو هدف تحرير فلسطين وانقاذ الشعب الفلسطيني من براثن الاحتلال الصهيوني وارهابه.
سنزور مرقدك الشريف ايها الشهيد القائد الكبير ونزف لك خبر الانتصارات القادمة وهزيمة العدوان لنثلج قلبك في عليائك المقدس.
/ انتهى/