قال القائم بأعمال وزير الخارجية الايراني علي باقري كني أصبحت بريكس الآن رمزا جديدا ونموذجا ناجحا للتعاون الجديد وإصلاح الأنظمة غير العادلة في العالم.

وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه ألقى علي باقري القائم بأعمال وزير الخارجية كلمة في اجتماع وزراء خارجية دول بريكس في نيجني نوفغورود بالاتحاد الروسي.

واعتبر باقري كني بريكس مع الأهداف الكبيرة التي رسمتها لإصلاح الأنظمة غير العادلة؛ لقد أصبح نهجا جديدا يمكن أن يكون الجوهر الأساسي والمحرك الأساسي للتغيير لبناء عالم أفضل. لقد أصبحت بريكس رمزا ناجحا لتغيير النظام العالمي وجعله أكثر عدلا في نظر الدول وعقول العالم.

وقال يواجه المجتمع الإنساني اليوم أزمة كبيرة عرضت السلام والاستقرار في المنطقة والعالم للخطر، وأصبحت معيارا لقياس مدى صحة الشعارات الإنسانية وخطأها. مرت أشهر على بدء جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق أهل غزة ورفح في فلسطين المحتلة، والعالم يتفرج على المشاهد المروعة للإبادة الجماعية والتهجير القسري.

إن موجة الاحتجاجات الشعبية ضد جرائم الصهاينة في جميع أنحاء العالم هي علامة على أن الغرب، بدعمه غير المشروط للكيان الصهيوني، يتراجع عن كل الإنجازات الإنسانية.

ومن خلال عقد قمة استثنائية حول غزة والاجتماع الأخير لنواب وزراء غرب آسيا وشمال أفريقيا، أظهرت مجموعة بريكس أنها تريد استجابات أكثر فعالية للتحديات والتهديدات التي تهدد الأمن والاستقرار الدوليين والإقليميين. إن ما يحدث في غزة ورفح هذه الأيام يظهر بوضوح ظلم النظام الدولي الغربي.

إن الكيان الصهيوني ومؤيديه لم ينتهكوا الإنسانية والأخلاق والقانون الدولي فحسب، بل إنهم يحاولون من خلال قمع المعلومات الإعلامية الموثوقة ونشر معلومات كاذبة، خداع الرأي العام العالمي واستبدال الظالم والمظلوم. ولا شك أن استمرار هذه الحالة يعرض السلام والأمن الدوليين للخطر، ويلزم اتخاذ إجراءات عاجلة لحلها.

ونعتقد أن السلام والاستقرار والأمن الكامل والحقيقي في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بعد تحقيق مسألتي "الإزالة الكاملة للاحتلال" و"نزع السلاح النووي" للكيان الصهيوني.

وفي هذا الاتجاه، اقترحنا مبادرتين. أولاً، خطة "الاستفتاء الوطني على أرض فلسطين" بمشاركة سكان فلسطين الحقيقيين من مسلمين ومسيحيين ويهود، لتحديد مصيرهم وتحديد النظام السياسي المستقبلي لفلسطين؛ وثانيا، مبادرة "شرق أوسط خالي من الأسلحة النووية والقتل الجماعي".

إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية جادة وواضحة على طريق ترسيخ الاستقرار الإقليمي، وفي هذا السياق أثبتت وعدها الصادق وعملها المشروع ردا على الاعتداء الصهيوني على السفارة الإيرانية في دمشق، وفي هذا السياق، لن نسمح بزعزعة استقرار وأمن المنطقة من قبل المعتدين.

لقد تم التأكيد على سياسة تطوير وتوطيد العلاقات البناءة على أساس المصالح المتبادلة لدول الجوار والمنطقة باعتبارها الإرادة الاستراتيجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية وستستمر. وفي هذا الإطار نحاول حل القضايا الإقليمية من خلال التشاور والحوار بمشاركة كافة دول المنطقة.

وتعتبر جمهورية إيران الإسلامية الإجراء الأخير الذي اتخذته ثلاث دول أوروبية في الاجتماع الأخير لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمثابة عمل يثير التوتر واستمرار للسياسات الفاشلة والسلبية للدول الغربية ومحاولة لإثارة التوتر واستغلال الآليات الدولية المتخصصة لأغراض سياسية وضد الدول المستقلة.

ونحن نواصل التعاون مع الوكالة في إطار حقوقنا والتزاماتنا بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية واتفاق الضمانات. ولن يكون لصدور هذا القرار أي تأثير على إرادة جمهورية إيران الإسلامية في مواصلة الاستخدام السلمي للطاقة النووية وتعميم خططها للتطوير النووي.

/انتهى/