صرح القائم بأعمال وزير الخارجية الايراني، علي باقري كني انه ننصح الصهاينة أن يتذكروا هزائمهم التاريخية في عام 2000 و2006 وان لا يسقطو انفسهم من حفرة غزة الى بئر لبنان.

وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه اجري القائم بأعمال وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، علي باقري كني مقابلة صحفية مع قناة روسيا اليوم على هامش اجتماع وزراء خارجية دول البريكس.

وأشار باقري خلال هذه المقابلة الى العلاقات الوطيدة بين طهران وموسكو وقال: "إن العلاقات بين إيران وروسيا كجارتين هي علاقات تاريخية. لقد تطورت العلاقات بين إيران وروسيا وتوسعت في كافة الأبعاد. وبطبيعة الحال، من الطبيعي أنه كلما زادت خطورة التهديدات التي تواجهها إيران وروسيا، كلما زاد تضامنهما في مواجهة التحديات والتهديدات المشتركة. إن حقيقة وجود إيران وروسيا في الأطر المتعددة الأطراف في نفس الوقت تظهر أن إيران وروسيا تعتزمان المشاركة بنشاط في المجالات الدولية القائمة والمختلفة، مثل منظمة شنغهاي للتعاون أو مجموعة البريكس، لإضفاء الطابع المؤسسي على البنية التحتية للتعددية".

وبشأن جرائم الكيان الصهيوني في قطاع غزة والابادة الجماعية هناك أوضح وزير الخارجية" "ما يجري في غزة؛ إنه ليس صراعاً بل جريمة حرب وإبادة جماعية واضحة ضحيتها الشعب الفلسطيني المظلوم والصهاينة كمعتدين ومجرمين ومحتلين هم السبب الرئيسي والأمريكيون هم الداعم الرئيسي للصهاينة في هذه الجرائم. الواقع الذي يواجهه العالم أجمع اليوم هو تيار المقاومة. لقد صمدت المقاومة في فلسطين بأياد فارغة ومعدات بسيطة أمام الصهاينة طوال الأشهر الثمانية الماضية، ولم تسمح للصهاينة بتحقيق حتى أصغر أهدافهم في هذه المنطقة".

وتابع: "بعد استمرار جرائم الصهاينة في غزة، انتفضت المقاومة في كل مكان في المنطقة لنصرة المظلوم والوقوف ضد الظالم. بما في ذلك العراق وسوريا ولبنان واليمن. وسر صمود المقاومة واستقرارها وانتصارها، حتى أمام التحالف الغربي بقيادة أمريكا وبريطانيا في اليمن، هو أن المقاومة متجذرة في الشعب. السمة الأساسية للمقاومة هي أنها مبنية على إرادة الشعب وإيمانه، فلا يمكن أبداً اعتبار المقاومة جماعة. وهذه محاولة يريد الغربيون القيام بها لإظهار المقاومة كحركة أو جماعة معينة، لكن الواقع هو أن الحرب في غزة أظهرت أن المقاومة هي الشعب. لقد حاول الصهاينة مرات عديدة أن يجعلوا الرأي العام العالمي يعتقد أن هناك فجوة بين المقاومة والشعب في غزة، لكنهم خلال الأشهر الثمانية الماضية لم يتمكنوا من إثبات هذا الادعاء الكاذب. ولذلك فإن ما يحدث في اليمن هو نصرة لشعب غزة المظلوم والتصدي للمجرمين الصهاينة ولم تتمكن أمريكا وبريطانيا من خلق أي مشكلة في عزيمة ومبادرة وعمل اليمنيين.

ولفت الى ما يدار حول احتمالية قيام الكيان الصهيوني بالهجوم على لبنان في الاسابيع المقبلة وقال: " ننصح الصهاينة أن يتذكروا هزائمهم التاريخية في عام 2000 و2006 على يد الشعب اللبناني والمقاومة. فإذا نجح الصهاينة في القضاء على مقاومة شعب غزة المظلوم والأعزل خلال الأشهر الثمانية الماضية، فيمكنهم أن يأملوا في تحقيق النجاح من خلال توسيع الحرب والصراع مع لبنان. وإذا كان الصهاينة لا يريدون السقوط من حفرة غزة إلى بئر لبنان، فإننا لن ننصحهم أبداً بعدم ارتكاب مثل هذا الخطأ الاستراتيجي. إن المقاومة في فلسطين وفي لبنان لديها من القوة ما يجعلها لن تسمح للصهاينة بتحقيق أي من أهدافهم. ولذلك فإن المقاومة في لبنان كقوة مستقلة وناضجة وذكية لن تسمح للصهاينة بأن يرتكبوا أى أخطاء".

وفي قسم آخر من تصريحاتي أشار باقري كني الى المواقف الغربية المعادية ضد ايران خلال اجتماع مجلس المحافظين وغيره من المناسبات، مبينا: "أمريكا هي التي انسحبت من اتفاقية 2015 دون أي سبب منطقي وأخرجت نفسها من إطار هذه الاتفاقية. ومنذ نحو عامين لم يتخذ الأوروبيون أي تحرك إيجابي في مجال المفاوضات. ومن المؤكد أن التصرف الذي قامت به الدول الأوروبية الثلاث خلال اجتماع مجلس المحافظين للوكالة الدولية للطاقة الذرية هو أحد أعمالها الخادعة، التي رغم عدم جديتها وإرادة مواصلة المفاوضات، فإنها تتهم إيران ظلما بالتراجع عن التزاماتها وانتهاكها.".

وشدد: "تواصل إيران انشطتها في إطار الالتزامات التي قطعتها على نفسها في إطار اتفاق 2015. إن الإجراءات التي تتخذها إيران فيما يتعلق بتطوير أنشطتها النووية، وستقوم بالتأكيد بتطوير هذه الأنشطة في الفترة المقبلة، تتم في إطار معاهدة حظر الانتشار النووي وتحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وبالتالي فإن إيران لم تنتهك اي من التزاماتها وان هذه الأطراف الغربية، وخاصة الدول الثلاثة الأوروبية(بريطانيا، فرنسا، المانيا)، تسعى إلى تعويض إخفاقاتها وفشلها في مجالات أخرى من خلال استغلال القدرات الفنية والمتخصصة للوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحويلها فعلياً بساحة تصفية حساباتهم السياسية مع إيران، فإنهم بالتأكيد لن ينجحوا في هذا الاتجاه".

وحول علاقات ايران وتعاونها مع الدول الاخرى في العالم وانشطتها لتحييد العقوبات أوضح القائم بأعمال وزير الخارجية: "إلى جانب العديد من الدول الكبرى، وفي إطار آليات التعددية مثل شنغهاي وبريكس، تعمل إيران على توحيد قدراتها مع القوى الأخرى لمواجهة أحادية الولايات المتحدة. والحقيقة أنه إذا تقاسمت الدول المستقلة والقوى الكبرى مثل إيران وروسيا والصين والقوى الأخرى قدراتها في إطار منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة البريكس، فيمكنها تحييد العقوبات بشكل كامل".

/انتهى/