وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: بعد عرض فيديو "الهدهد" وعرض الفيديو الثاني بعنوان "من يهمه الأمر"، ظهر الكيان المؤقت، بمظهر العاجز أمام هذه المقاومة.
وفي نفس الوقت المعطيات تشير إلى أن المقاومة قادرة ان تشل هذا الكيان بالكامل، وأنها سترد على أي عدوان على لبنان ولن تتردد في الدفاع عن شعبها.
وتجدر الإشارة إلى أن احتمال اقتحام الجليل ما زال قائمًا في أي حرب للعــدو مع لبنان كما صرحت المقاومة.
حول هذا الموضوع، أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، الأستاذة وردة سعد، حوارا صحفيا مع الباحث في الشؤون الأمنية الدكتور "عماد رزق"، وجاء نص الحوار على النحو التالي:
سماحة السيد حسن نصر الله، قال في خطابه الأخير "اننا ننتظر العدو برا وبحرا وجوا" كيف تقرأون هذا التصريح وما هي ابعاده ودلالاته بأن يكون للمقاومة قوات جوية وبحرية؟
في الحقيقة لقراءة أبعاد ودلالات كلمة سماحة الأمين العام عندما أشار الى برا بحرا وجوا، أعتقد أن شرح هذه الدلالة وفي نفس الوقت دلالات التحذير الى جمهورية قبرص تأتي في إطار قراءة المشهد، وقراءة ما يدور داخل كيان العدو.. فلذلك يمكننا فهم هذا التوجه لدى المقاومة عندما أصبحت الجبهة الشمالية للكيان تشكل تهديدا فعليا داخل قيادات الصف السياسي، وأصبحت تؤثر على الواقع الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي لهذا الكيان، وبالتالي الحرب التي يأخذها الكيان على شعب الفلسطيني في غزة والضفة مبرراتها أمام المجتمع الدولي وأمام الولايات المتحدة يمكن اعتبارها انها مبررات شأن داخلي داخل الكيان، او خيار اقامة الدولة او الدولتين هو خيار يمكن اعتباره خيار بالبعد الأمني هو خيار ذا شأن سيادي أمام المجتمع الدولي، أما أن يكون هناك رفع لوتير التهديد والاشتباك على الجبهة اللبنانية، فذلك يسمح للكيان للتبرير أمام المجتمع الدولي أنه بتهديد حقيقي وتهديد وجودي، رأينا ان هناك عبء كبير أصبحت تشكله المقاومة في جنوب لبنان وعلى المحور الشمالي للكيان ان كان على مستوى الدمار، استهداف المصانع النزوح، المستوطنين والحرائق التي في الأسابيع الماضية وصلت الى درجة لم يشهدها الكيان، أصبح رعب الشمال واقعا، العدو رفع من مستوى التصعيد في عملياته في المقابل رأينا مستوى الاهداف ارتفع، العمق الجغرافي والنطاق الجغرافي تغير ، والقدرة النارية اصبحت تدميرية، وانتقل من مرحلة الاستهداف بالنقطة الى مرحلة استخدام قذائف التدمير وهنا يمكن القول أن إرتفاع حدة التهديدات والتوقعات بالحرب الشاملة أصبحت شبه ملموسة، انما في الحقيقة لنشرح التهديدات الاسرائيلية والرسائل التي تُرسل ودلالاتها وكيف تتعاطى معها قوى المقاومة علينا أن نفهم داخل الكيان، أن هناك مجموعة موانع يمكن ان يقال أنها موانع أساسية قد أجمع عليها عدد كبير من قادة الكيان، إن كانوا على المستوى السياسي الباحثين المحللين أو حتى على مستوى وسائل الاعلام.. فهذه الموانع ما تزال تشكل عائقا اساسيا أمام أي تصعيد أكبر وربما اي إمكانية لفتح الجبهة الشمالية للعدو.. لذلك إمكانية توسع الحرب يعني شبه؛ حتى لا نقول معدومة، شبه بعيدة حاليا، اما بالبعد الاستراتيجي ربما تتغير المعطيات.
حتى نعطي علينا قراءة وضعية العدو، وعلينا عرض الأهداف التي حققتها قوى المقاومة على الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة، أكان الجبهة الملاصقة جنوب لبنان أو جبهة الجولان السوري المحتل أو الدعم التي تقدمه قوى المقاومة والاسناد من المقاومة العراقية والقوات المسلحة في اليمن ، لذلك يمكن قراءة هذه التحولات وهذه الوضعية من جبهة المقاومة كمعادلة إسناد التي قد تقدم خدمة للمقاومة الفلسطينية، وان كان على مستوى تحقيق الأغراض من إقامه الردع وصولا الى تحقيق التوازن.. ومن خلال هذه القراءة يمكننا فهم مستقبل جبهة الإسناد أو حتى بشكل أوسع تحديد مدى جدوى وحدة الساحات، قد تم تطبيقه ميدانيا فهو يشكل وحدة حقيقية على المستوى السياسي في التفاوض، كما على المستوى العسكري والأمني الميداني، ومن بركاتها بعد 15 حزيران من إعلان عملية "الهدهد" الى كلمة سماحة الأمين العام الى جاء بعدها نشر الفيديو الذي يعني وزعه الإعلام الحربي للمقاومة حول نشر احداثيات عسكرية من كريات شمونة الى إيلات والتي شملت نقاط في النقب ومطارات ونقاط عسكرية ثكنات ومراكز فضائية وبحرية وما الى ذلك، بالإضافة الى الاحداثيات المرتبطة بمنصات البحر والتي تزامنت مع العملية المباركة المشتركة للمقاومة العراقية والقوات المسلحة اليمنية في البحر المتوسط والتي استهدفت سفناً في ميناء حيفا، وسفينة كانت تعبر في البحر المتوسط تتجه الى ميناء حيفا.
كيان الاحتلال بنى استراتيجيته الأمنية على أساس انه القوة الوحيدة في المنطقة، وانه قادر على تدمير او منع اي قوة إقليمية وخصوصا في المحيط العربي.. هل ما زال كذلك؟ وهل سيقبل بالتعايش مع قوى المقاومة وما تشكله من تهديد فعلي لهيمنته؟
في تحليل تكتيكات واداء المقاومة خلال الاسابيع الاخيرة يمكن اعتبار اهمية عملية اعلان مسيرة الهدهد انها جاءت في اطار تحدي التفوق الجوي "الاسرائيلي" واستكمالا لاعلان المقاومة قدرتها على الدفاع الجوي واعتراضها للعديد من المسيرات واسقاطها وصولا الى الهرمز 900، او ملاحقة طائرات الf15 في الاجواء اللبنانية في اطار الرسائل العسكرية المباشرة للقوى الجوية للعدو وصولا الى النقطة الاساسية والمهمة وهي تطوير القدرات الاستخباراتية وتأكيد ان المقاومة تملك معلومات من العمق "الاسرائيلي"، انتقالا للحرب النفسية التي ايضا اثبتت قدرتها واستكمال هذه القدرات للردع وصولا الى التهديد وهو ما يمكن اعتباره نقاط ضعف لامكانية اتخاذ العدو لخيارات يمكن اعتبارها خيارات عدوانية تجاه لبنان.
اما في التأثيرات المباشرة فيمكن اعتبار ان هذا الخرق كشف ثغرات في الدفاع الجوي للعدو، وأكد ان المسيرة تستطيع اختراق نقاط استراتيجية ولا يمكن التعامل معها على مستوى الدفاع الجوي والصاروخي والقبة الحديدية، فقد مست بهيبة جيش العدو وما يمكن اعتباره انه كان خطا احمر ورفعت من معنويات المقاومة في بيئتها وهو تأثير مباشر ومهم جدا في اطار المعركة، ويمكن اعتبار تهديدات الحرب وتسريع التهديدات الى لبنان التي وصلت الى أكثر من 170 تهديدا منذ افتتاح جبهة اسناد المقاومة في فلسطين.. اما التأثيرات المحتملة انها يمكن ان تؤدي اذا ما استمرت خيارات الدعم الاميركي وتطور المشهد الاقليمي بإتجاهات مستقبلية يمكن ان تغير في حسابات العدو، وهنا ما يمكن اعتباره اما عامل ردع او عامل محفز للعدو لشن عدوانه، وهو ما يمكن ان يحفز العدو على تطوير رده في عملياته في المستقبل في اطار تحقيق توازن الردع بعد هذا الانجاز الاستراتيجي والتكنولوجي، وهناك بعض المؤشرات اذا ما استمرت المقاومة في كشف المزيد من خبراتها وقدراتها وقد اعلن سماحة الامين العام انه قد حصل على اسلحة جديدة، هذه الاشارة ربما سيكون لها انعكاس على تصعيد اطار المواجهة والعمليات، على مستوى اداء عمليات المقاومة يمكن اعتبار ان تخطيط المقاومة في الفترة الماضية اثبت دقة واحتراف وسرية وتكتم وتقنية متقدمة ابهرت العدو، ولربما هي التي ساهمت في نشوء عوامل الردع والتوازن، بالمقابل قد يتجنب الاحتلال استخدام الطائرات والسفن الحربية في المرحلة القادمة لعدم تدحرج الوضع او لعدم اعطاء فرصة للمقاومة للاستهداف، وهذا يمكن اعتباره جزء من التحليل الاستخباري والعملياتي لانه اثبتت ان المقاومة تستطيع الحصول على المعلومات وبدقة، بالتالي الرسالة التي ارسلتها القوى المقاومة والاسناد من اليمن والعراق باتجاه البحر المتوسط مؤخرا تأكيد ان التكتيكات بين توزيع الادوار بين قوى المقاومة وجبهة الاسناد في اطار وحدة الساحات تؤكد ان مستقبل هذه الجبهات في الاطار السياسي او العسكري يمكن اعتباره اطارا مباركا وله مستقبل، وهو قد احدث فرقا من البحر الاحمر وصولا الى بحر العرب والخليج الفارسي وصولا الى البحر المتوسط.
ما هي دلالات التحذير الذي وجهه السيد نصرالله لدولة قبرص؟ ولماذا يفترض سماحته ان كيان الاحتلال سيلجأ الى مطاراتها العسكرية في الحرب المقبلة اذا ما وقعت؟ وهل ترون ان هذه الجزيرة ستأخذ هذا التحذير بالحسبان ؟
هنا نأتي الى المتوسط ودور جزيرة قبرص في اطار البعد الامني للسياسة البريطانية التي باعتقادي هي وراء توجيه وادارة العمليات والسياسة الاميركية، لان سماحة الامين العام عندما تحدث عن قبرص اشار الى دور والى علاقة منذ اغتيال سرايا الجهاد في فلسطين من حمد التميمي وابو حسن قاسم ومروان الكيالي وصولا الى ما جرى بين ربط القواعد البريطانية في قبرص وبعض العمليات الامنية التي استهدفت السفارة الايرانية في ليماسول عندما اكتشفوا نشاطا من الموساد يستهدف في ذلك الوقت السفارة الايرانية في قبرص، منذ ذلك الوقت هناك شبه حرب أمنية تخاض على الاراضي القبرصية وصولا الى التسهيلات التي تقدم عبر المحطة التجسسية البريطانية التي هي الاكبر في العالم وهي التي تغطي غرب اسيا بشكل واسع ودقيق، وهنا تأتي رسالة الامين العام على الدور التوجيهي الذي تلعبه القواعد البريطانية في المتوسط اكان في الحرب على المقاومة في لبنان او في فلسطين وصولا الى استهداف سوريا، وربما كشف الساحة السورية لشهداء الحرس الثوري ممن يتم استهدافهم، والتنسيق بين القوى الامنية والعسكرية لمزيد من الاستهدافات، فأنا اعتقد ان هذا التوجه للبنان يسمح له بمزيد من العزل لاي امكانية لتوسع الجبهة، وبالقول ان هذه الجبهة اذا توسعت ستتحول الى حرب وهذه الحرب لن تكون حربا اقليمية انما سيكون لدخول اطراف دولية جزء اساسي من هذه المواجهة، بخلاصة استطيع ان اقول علينا ان نركز على اربعة نقاط في المرحلة القادمة:
_ نتائج زيارة وزير حرب العدو الى الولايات المتحده.
_ خطاب نتنياهو امام الكونغرس الاميركي خلال الايام القادمة. وان نرى مدى تعاطف الكونغرس معه، وكيف يمكن ان يؤثر على موقف اللوبي الصهيوني لصالح المرشح الجمهوري ترامب في مقابل المواجهة الانتخابية مع بايدن.
امام هذا الوصف يمكن القول ان النقطة الثالثة بأن العدو"الاسرائيلي" كان يسعى للتوصل لاتفاق مع الحكومة اللبنانية ويعطي اشارات تجاهل للمقاومة وشروطها، وبالتالي من خلال احد الوسطاء قال انه مستعد ان يوقف العمليات على الجبهة مقابل الانسحاب من مزارع شبعا والعديد من النقاط المتنازع عليها، هذه الورقة قدمها اولمرت رئيس الحكومة سابقا واللواء "اوري ساغي" كمحاولة لزرع الشرخ داخل قوى المقاومة وحتى على مستوى احداث خلاف داخل قوى المقاومة والدول التي تدعم وتؤيد هذا المحور.
النقطة الرابعة يمكن القول ان ملاحقة ومتابعة الاحداث داخل الكيان على مستوى التظاهرات او على مستوى حراك بعض رجال الاعمال لاسقاط حكومة نتنياهو لانه من خلال اسقاطه يتجهون الى اسقاط الائتلاف، ومن خلالها هناك محاولة للقول بأنه يجب التحضير لانتخابات نيابية جديدة لانتاج توازن سياسي.
يكرر سيد المقاومة باستمرار أن كل ما حققته جبهة جنوب لبنان وما تمثله في هذا الصراع الكبير هو بتصرف غزة وشعبها ومقاومتها، وان اي حل يجب ان يبدأ من وقف حرب الابادة ضد الشعب الفلسطيني.. الى اي حد ترون ان جبهات المساندة حققت اغراضها في هذا الصدد؟ وماذا تعني وحدة الساحات لمستقبل الصراع في المنطقة ؟
امام هذا المشهد لإنتاج حياة سياسية تصبح خيارات العدو مناورة سياسية من الكيان للتفلت والتهرب من المسؤوليات ومن مرحلة الدمار والاجرام الذي ارتكبه نتنياهو، كل ذلك اعتقد انه اصبح من الماضي، لان ما بدأته قوى المقاومة في 7 تشرين وفقا للمعطيات لن يتوقف قريبا لانه اصبح جزءا من فعل تحريري، وبالتالي قوى المقاومة اتخذت القرار وقامت بترتيب اوضاعها الداخلية وما يمكن ان يحدث خلال الاسابيع القادمة يمكن ان يؤكد هذا التوجه ان ما بدأ لن يتوقف، وهو غير مرتبط لا بتغيير حكومي داخل الكيان ولا بموقف اميركي ولا بتماهي اميركي- اسرائيلي او امكانية اعادة تشكيل الساحات لدى القوى التي تواجه المقاومة لان المعلومات أصبحت شبه مؤكدة كخلاصة ان الجانب "الاسرائيلي" سيحافظ على الوضع الامني في جنوب لبنان على سخونته وان التوجه "الاسرائيلي" سيستمر بحرب الاغتيالات ان كان في لبنان او حتى في سوريا التي تستهدف قوى المقاومة والحرس الثوري، وان التدمير الممنهج المستخدم من العدو سيستمر بشريط حدودي مدمر من القرى الحدودية اللبنانية، وهو ما يمكن اعلانه انه توجه لاعلان المرحلة الثانية من الحرب على غزة التي تترافق مع افتتاح مرحلة ثانية من الحرب على غزة عنوانها مرحلة ممكن ان تكون ذات توجه امني عسكري سيعتمده جيش العدو خلال الاشهر القادمة اعني بها الاستمرار في سياسة الاغتيالات والتدمير الممنهج وهو تنسيق امني عسكري ربما سيحتل المرحلة القادمة، بالمقابل المقاومة اصبح واضحا انها اعدت العدة من خلال تحليلنا لكل هذه المعطيات، اعدت العدة لحرب طويلة ربما بدايتها خلال الاسابيع القادمة مرحلة استنزاف تحدد بعد اشهر مصير العمليات ان كان على مستوى المواجهة او على مستوى توسع قواعد الاشتباك او ان كان على مستوى انهاء هذه المواجهة لمصلحة اصبحت واضحة مصلحة جبهة الاسناد لدى المقاومة وخدمة للمقاومة الفلسطينية، انها قد حققت كامل اغراضها من المواجهة، وان قوى المقاومة اصبحت قوة يصعب من قبل العدو او حتى من الولايات المتحدة التعايش معها بعد ان فقدت هذه الغدة السرطانية ان تكون دولة وحيدة تفرض هيبتها في غرب اسيا وهنا يمكننا القول ان مؤشرات الصراع طويلة وكبيرة وربما مستمرة بعمليات عنوانها حرب استنزاف قبل حرب التحرير.