أكد رئيس الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين "د. محسن صالح"، أن "إصرار القيادة الرشيدة والعارفة ببواطن الأمور وظاهرها، على الانتخابات واهمية المشاركة الشعبية فيها، إنما يدل على تمسك هذه القيادة بخدمة الشعب والسهر على حقوقه وكرامته الغراء".

وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: ميزة إيران انها ثورة ودولة، تسيران معا، وأثبتت دورها الفعال على مستوى المنطقة والعالم.

تتجه انظار العالم كله اليوم الى نتائج الانتخابات الرئاسية الايرانية، هذه الانتخابات التي قدمت الانموذج الارقى عن مفهوم الديمقراطية الاسلامية، وفي هذه الانتخابات وكما نصت القوانين حصلت مناظرات بين المرشحين "د.جليلي" و "د.بزشكيان"، وحول هذه المناظرات، والانتخابات الرئاسية بشكل عام، أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، الأستاذة وردة سعد، حوارا صحفيا مع رئيس الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين "د. محسن صالح"، وجاء نص الحوار على النحو التالي:

التنافس الانتخابي بات واضحا بين التيارين الرئيسيين في البلاد: الأصوليين والإصلاحيين، هل هذا التنافس صحي ويخدم مصلحة البلاد؟ وما هي المحاذير اذا ما فاز احد الطرفين على الملفات الكبرى المطروحة؟ بمعنى كيف سيؤثر فوز بيزشكيان او جليلي على تلك القضايا موضع الخلاف؟

بسم الله الرحمن الرحيم
يتوجه الشعب الايراني إلى صناديق الاقتراع نهار الجمعة ٦/٦/٢٠٢٤. نتيجة للانقسام الحاد بين المبدأيين وما يسمى الإصلاحيين. كل عيون الداخل الايراني، كما دوائر القرار في الخارج، متجهة إلى هذا اليوم المشهود، بدا واضحا من خلال المناظرات بين المرشحين ان الانقسام يتركز على السياسات الداخلية والاقليمية والدولية.
التيار المبدأي ممثلا بالدكتور "سعيد جليلي" مقتنع بقوة بالحفاظ على مبادىء الثورة من السيادة والاستقلال ونصرة المستضعفين والوقوف بصلابة إلى جانب قضايا الحق والعدالة، خاصة القضية الفلسطينية. هذه القضية التي تشكل الاولوية بالنسبة لشعوب المنطقة وشعوب العالم الحر. وما تشهده فلسطين اليوم، وتحديدا قطاع غزة، من مقاومة وما يقوم به العدو الصهيوني من مجازر ، تستدعي موقفا واضحا عبر عنه المرشح "سعيد جليلي"، الذي خبر الغرب واميركا من خلال قيادته لفريق التفاوض الإيراني فيما يتعلق بالملف النووي.
كما تيقن، السيد جليلي، بأن الصراع مع الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، ليس خلافات بسيطا يمكن حله بالطرق الاستسلامية للمخطط الاميركي الرامي إلى الهيمنة على المنطقة. يرفض السيد جليلي الاستسلام والهزيمة أمام قوى الاستكبار العالمي. كما ويصر على متابعة سياسات سلفه الشهيد الرئيس ابراهيم رئيسي، خدمة للشعب الإيراني وشؤونه الاجتماعية، قضية السكن والمحروقات، وغير ذلك من الحقوق الضرورية للمواطن الإيراني. هذا إلى جانب الحفاظ على كرامته الحضارية فيما يتعلق بقضايا الصراع وعدم التراجع عن قيم الثورة الإسلامية التي ارسى اسسها الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه وتابعها بقوة وشجاعة وحكمة السيد القائد دام ظله الوارف.

الى اي حد يمكن الحديث عن حياد الدولة وحرص سماحة السيد القائد (دام ظله الشريف) على سلامة وشفافية العملية الانتخابية؟ وكيف يؤثر ذلك على ثقة المجتمع الدولي بالنظام السياسي في الجمهورية الاسلامية ؟

المعركة الانتخابية وما تمثله من رمزية وواقعية الشعارات المرفوعة، تدخل في صلب مصائر الشعوب وليس قضية يمكن حلها بتبسيطها كما يرى مرشح الإصلاحيين الدكتور بزشكيان.. فالمسألة الاقتصادية لا يمكن وضعها فقط ضمن مسألة العقوبات الأمريكية، وأن كانت هذه العقوبات الظالمة ناتجة عن سعي أمريكي لاضعاف إيران واستسلامها.
إن التفاوض الاصلاحي مع الامريكيين لن يجلب لإيران الرخاء ابدا، هناك دول خضعت لارادة أمريكا فازدادت فقرا وفقدت كل مقومات الدولة والسيادة.
إن إصرار القيادة الرشيدة والعارفة ببواطن الأمور وظاهرها، على الانتخابات واهمية المشاركة الشعبية فيها، إنما يدل على تمسك هذه القيادة بخدمة الشعب والسهر على حقوقه وكرامته الغراء. وأن الديموقراطية الدينية، والتي تعتبر اكثر عمقا واتساعا وتمثيلا للشعب من ديمقراطية غربية زائفة تخضع لمزاج ومصالح الطغمة الراسمالية.. وهي في الشكل انتخابات".

هل حسم الجدل القديم حول الديمقراطية والاسلام؟ ولماذا لا تزال بعض القوى الاسلامية تكفر الانتخابات وتعتبرها مناقضة للدين؟ ومن ناحية اخرى اين يكمن التمايز بين الديمقراطية الاسلامية والديمقراطية الغربية في ضوء ما نجده من فوضى وانحطاط في ممارسات الغرب السياسية؟

واضح من خلال أصوات وانتخاب الشعب إن للديموقراطية الإسلامية معنى ومضمونا مختلفين من حيث مكانة الشعب، وعدم خضوعه للاجندات الخارجية. وأن كان المرشح مسعود يريد رأي الشعب ليفاوض عنه مع دولة أميركا التي لطالما أرادت ان تفتك بثورة عزيزة على قلوب الايرانيين جميعا.

إن المفاوضات التي تنتهك سيادة الشعب في حقه في الوجود الحر والعزيز، فلن يبيع الشعب الإيراني كرامته، بل كرامته تحققت بقيادته لمحور يقود المنطقة وشعوبها إلى الحرية والكرامة. وهذا ما حققته دماء عزيزة ومباركة، الحاج القائد قاسم سليماني والشهيد الرئيس رئيسي. فقد خدما، مع غيرهم من الشهداء العظام، الثورة في إيران كما بعثا برسالة المقاومة للاستكبار العالمي، بأن عالما جديدا ينشأ بقوة الجمهورية العظيمة الامينة على الإسلام وتعاليمه، كما على دماء الإمام الحسين عليه السلام.
لقد بدأت إيران ثورة أشعلت النيران تحت مقاعد الاستكبار، فلا يجوز أن تتراجع تحت أي ظرف. إن البناء الحضاري يحتاج إلى تضحيات..والنموذج هذا لا يبنيه الاستسلام لارادات الخارج.. ميزة إيران انها ثورة ودولة، تسيران معا..:فالثورة تكتمل عندما تكون شعاراتها مهمة ووظيفة الدولة".

ملاحظة: الأفكار الواردة في المقابلة تعود لضيفنا الكريم وليس من الضروري أن تعبر عن وجهة نظر الوكالة.

/انتهى/