وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: اثبتت التحقيقات التي نشرت مؤخرا بأن 335 رصاصة أصابت سيارة الطفلة هند رجب ، فقد تحولت قضية هند إلى قصة رمزية على مستوى العالم خاصة عند من يدعمون القضية الفلسطينية، فمنذ بدء العدوان على غزة ارتكب العدو الصهيوني في القطاع المحاصر جرائم صنفت بأنها منافية للقانون الدولي والإنساني والاخلاقي، حتى هذه اللحظة كم من هند تستشهد يومياً بالمجازر التي تحصل في غزه هاشم.
حرب إبادة متواصلة يشنها العدو "الإسرائيلي" على قطاع غزة لأكثر من 280 يوم، في ظل إدانات دولية وحراك شعبي عالمي أظهر سوأت من يدعون الديمقراطية وحقوق الإنسان.
حول ما يحصل في غزة من تطورات، أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، الأستاذة وردة سعد، حواراً صحفياً مع، الكاتب والاعلامي الاستاذ "حمزة البشتاوي"، وجاء نص الحوار على النحو التالي:
يعيش كيان الاحتلال حالة من التأزم الداخلي على أكثر من صعيد، سواء بين اجنحة الطبقة السياسية أو بين السياسيين والعسكريين، الى اي حد يمكن المراهنة على هذا العامل للضغط على حكومة نتنياهو ودفعها لوقف العدوان؟
المأزق الحالي "الاسرائيلي" ليس متعلق فقط بالخلاف بين الطبقة السياسية او السياسيين والعسكريين، هناك انقسام سياسي واجتماعي كبير يعيشه الكيان، وهو مأزق يرتبط بما ينتظره من هزيمة وفشل، وانتظار الهزيمة والفشل مؤكد ويزيد الانقسام اتساعا رغم محاولات الانكار التي يمارسها المستوى السياسي، ولكن القرار في النهاية هو عسكري لان القرارات دائما في الكيان الصهيوني هي قرارات عسكرية بنتائج سياسية وليس قرارات سياسية بنتائج عسكرية، على المستوى العسكري الان يضغط جيش الاحتلال على نتنياهو للوصول الى صفقة تريح الجيش وتنقذه من حالة الغرق الحالية في رمال غزة.
كيف تقيمون اداء المقاومة في غزة ومحور المقاومة لمساندة غزة بشكل عام ؟ وما هي العبر والدروس الاولية التي يمكن استخلاصها بهذا الخصوص؟
محور المقاومة اليوم يمتلك قدرات وامكانيات كبيرة وهذا يتجلى من خلال ما نراه من عمليات اسناد للمقاومة المبدعة في المواجهة مع الاحتلال في الميدان داخل قطاع غزة، هذا الاسناد يحدد معالم وشكل الحرب ويفرض وقائع وشروط ضاغطة على الاحتلال في سياق المفاوضات للتوصل الى وقف العدوان، طبعا هذا التطور في اداء المقاومة يزيد الواقع "الاسرائيلي" تعقيدا عبر عمليات الاسناد المفتوحة والمباشرة وعبر اداء المقاومة الفلسطينية في غزة، وكل عمليات الاسناد كل عمليات المقاومة في غزة تكشف مدى تآكل وتراجع منظومة الردع "الاسرائيلية" وايضا تفصح جبهات الاسناد عما يمكن ان يواجه الكيان في المراحل اللاحقة في سياق الصراع وفي سياق المواجهة المستمرة مع هذا الكيان المؤقت، ومن ابرز الدروس التي يمكن استخلاصها مرتبط بخوف الكيان من مدى فعالية وتأثير عمليات الاسناد خاصة ان نفذت بصورة متزامنة، اذن هناك دروس رأيناها ان هذا الكيان تحول من ثكنة عسكرية رابحة لدى الولايات المتحده الاميركية والغرب، جبهات الاسناد الفاعلة وفعل المقاومة حولتا هذه الثكنة العسكرية الى ثكنة عسكرية خاسرة من وجهة نظر المستوطنين ومن وجهة نظر داعمي هذا الكيان وفي مقدمتهم الولايات المتحده الاميركية.
في الخطاب الاخير للمتحدث باسم كتائب القسام، ابو عبيدة، تطرق الى انضمام الاف المقاتلين الجدد الى صفوف المقاومة والى توفر أسلحة جديدة، ورأينا كيف ان مسافة صفر بين المقاومين وقوات الاحتلال اصبحت اكثر حضورا، ما تأثير كل ذلك على متانة وبأس المحور، وما هي ارتدادته على العدو؟
رغم ان هذه الحرب هي الاطول والاشرس والاعنف في مسيرة الصراع مع الكيان الصهيوني لا زالت المقاومة الفلسطينية وبكافة تشكيلاتها وكتائبها المسلحة تعمل في الميدان وتنفذ العديد من العمليات من مسافة صفر مع جنود الاحتلال وآلياته عبر الكمائن والعمليات المركبة والعبوات والاسلحة المضادة للدروع مع استمرار لعمليات التصنيع في مجال السلاح كمسألة استراتيجية في عمل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، والمقاومة تفهم جيدا تكتيكات جيش الاحتلال وأسلوبه العسكري، وتقاتله بناء على الفهم، وعلى المعلومات، وعلى الخطط المستحدثة، تقاتله بإبداع على مساحة قطاع غزة، وهذا الابداع في العمليات مرتبط بقوة وقدرات محور المقاومة وضعف جيش الاحتلال الذي يمارس عمليات القتل دون ان يقاتل، الان جيش العدو الصهيوني، عبر القصف الجوي عبر ارتكاب المجازر هو يقتل ولكن لا يقاتل، بينما المقاومة الفلسطينية تبدع في القتال في مواجهة جيش الاحتلال ومحاولات الاقتحام والتموضع داخل قطاع غزة من شماله الى وسطه الى جنوبه.
كيف قرأتم الحلقة الثانية من مسلسل "الهدهد" وهو يحلق فوق الجولان المحتل مصورا بدقة الطرقات والمراكز والقواعد العسكرية الحساسة، وقد نشهد حلقات ثالثة ورابعة للهدهد وهو يحلق على الخطوط الجوية للمقاومة الاسلامية ؟
ان القراءة الموضوعية للحلقة الثانية من الهدهد او بما عاد به الهدهد من خلال عملية التحليق فوق الجولان السوري المحتل مصورا بدقة الطرقات والقواعد العسكرية الحساسة والمستحدثة، وكل التقديرات تشير الى انه قد نشهد حلقات ثالثة ورابعة وخامسة للهدهد وهو يحلق على متن الخطوط الجوية للمقاومة الاسلامية وهذا يحصل للمرة الاولى في تاريخ الصراع، حيث تخرج طائرات المقاومة الاستطلاعية وتحلق فوق سماء شمال فلسطين والجولان السوري المحتل وتعود بالصور الدقيقة للقواعد والثكنات العسكرية "الاسرائيلية" الى قواعدها سالمة وهذا يؤكد بأن زمن الانتصارات للجيش الصهيوني قد ولى والحضور القوي للمقاومة الاسلامية اصبح واضحا في البر والبحر والجو، وهذا تم تأكيده من خلال الصور التي عاد بها الهدهد في حلقاته الاولى والثانية وهذا سبب انهيارا في معنويات الجيش"الاسرائيلي" وانهيار لدى معنويات المستوطنين وهذا الانهيار سوف يزداد اكثر فأكثر خلال الحلقات القادمة.
/انتهى/