وكالة مهر للأنباء _ وردة سعد: قال عضو المجلس المركزي في حزب الله سماحة الشيخ "حسن البغدادي": نحن دائما كنا نتوقع ان هذا الكيان عمره لن يكون طويلا، وهذا له أسبابه واهمها حماقة القادة في هذا الكيان.
الكيان المؤقت الى زوال وقريبا جدا وهذا ليس فقط كلام بل من يراقب ما يحصل داخل الكيان من انقسامات داخلية عامودية وافقية والضربات النوعية التي يتلقاها من محور المقاومة ومن المقاومة الفلسطينية داخل غزة مع هذا الصمود الأسطوري والبطولات التاريخية، يرى ويلاحظ فعلا ان عمر الكيان بدأ بالعد العكسي للزوال، ولا يمكن ان نغفل عن دور الجبهة الشمالية عبر الدور الذي يلعبه حزب الله في الاسناد، وفي تسريع انهيار هذا الكيان اللقيط.
حول هذا الموضوع، أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، الأستاذة وردة سعد، حوارا صحفيا مع عضو المجلس المركزي في حزب الله سماحة الشيخ "حسن البغدادي"، وجاء نص الحوار على النحو التالي:
وصف سماحة السيد حسن نصرالله العدوان الصهيوني المستمر على الشعب الفلسطيني في غزة والذي قالت المحكمة الدولية إنه حرب ابادة، وصفه بأنه افشل معركة يخوضها الاحتلال! فما هي المعطيات التي استند اليها سماحة السيد ليقول ذلك، وكيف سينعكس هذا الفشل على الكيان؟
عندما وصف سماحة السيد حسن نصر الله (حفظه الله) ان هذه المعركة على قطاع غزة أفشل معركه يخوضها الإحتلال .. كان واضح ان هذا الاحتلال منذ اليوم الأول حدد اهداف لعملية الرد: نزع سلاح المقاومة، إخراج الأسرى،
بالتالي هذه الأمور يعني إرجاع الأسرى من دون مفاوضات، ونزع سلاح المقاومة وإخراج حماس من السلطة، هذه العوامل الأساسية ونحن بدأنا بالشهر العاشر ولم يتحقق اي منها ولم يتحقق اي من هذه الاهداف التي وضعها نتنياهو، ثم بدأ هذا الكيان يعمل على تدمير البنى التحتية والمستشفيات والبيوت والمدارس والمساجد، والحياة كل الحياه دمرها وقتل عشرات الآلاف وجرح عشرات الالاف وهجر وارتكب مجازر يندى لها الجبين.
لأول وهله كان الكيان "الإسرائيلي" يرتكب مجازره في الماضي من دون إعلام اما اليوم اصبح هناك اعلام واضح ، مبنى يفجر أمام الناس أمام الكاميرات أمام الإعلام ، يخرج من تحت الانقاص نساء أطفال رجال كبار... فاذن هو ما الذي انجزه على مستوى هذه المعركة حتى هذه اللحظة، فقط قتل الناس قتل أطفال قتل نساء، بالتأكيد هو قتل مقاومين شباب أبطال، ولكن ما هزمهم ولم ينتصر عليهم لم يحقق ايا من اهدافه، صورته امام العالم هذه الصوره الحضاريه اصبحت صوره بشعه صورة إرهاب، انكشف على حقيقته أمام العالم حتى اليوم المجتمع الغربي الذي كان يدافع عن الكيان المؤقت، هو بات اليوم يطالب معاقبته وبالوقوف الى مساندة الشعب الفلسطيني، هذه الشعوب الغربية التي رأيناها على التلفاز، واما حلفائهم بالحد الادنى بلعوا السنتهم وخجلوا من أنفسهم ولم يفعلوا شيئا، ماذا يقولون؟.
هذه المعركة التي ارادها "الاسرائيلي" ان تكون في غزه ان يستفرد بها ردا على عملية طوفان الأقصى، وجاء الغرب بكل أساطيله ليمنع حزب الله ومحور المقاومة من المسانده، لم يتمكن ولم تتمكن هذه الاساطيل من منع حزب الله ومن الاستفراد في غزة، بقيت غزه صامدة وجبهات المقاومة بدأت تشتغل وتعمل ضد الكيان، وبالأخص جبهة حزب الله الذي جعلت معادلة الشمال مقابل غزة ، عمليا اليوم في تهجير في الشمال الامور تتسع رقعه الرد من حزب الله يتسع الى الجولان المحتل كل مساحه الجولان الشمال، وكل القواعد في المنطقه ، البنى التحتيه العسكرية الأمنية دمرت، وهذه لم يكن فقط هي للتجسس على لبنان وفلسطين هذه لها علاقه بكل المنطقة، اليوم الذي يزعجهم كثيرا هو حزب الله لأنها فيها تهجير وتدمير وفيها اذلال وخسائر كبيره، وحزب الله استطاع ان ينقل المعركه من داخل لبنان الى داخل الكيان، اليوم المعركة داخل الكيان "الإسرائيلي" بالمعنى الحقيقي، نحن لدينا جرحى وشهداء وبيوت مدمرة ولكن إذا اردنا ان ننظر الى المشهد داخل الكيان "الإسرائيلي" في منطقة ومنطقة الجولان نجد المشهد يختلف،
هناك دولة كيان قائم، له كيانه له رمزيته هذه تحطمت صورته تهشمت قواعده دمرت بنيته التجسسية والعسكرية وأيضا القبه الحديدية التي كان يفتخر بها، الطائرات التي كانت مفخره الطائران هرمز 900 و 450 أسقطت، إذن الفشل لم يعد فشلا على شخص نتنياهو أو على حكومه نتنياهو انما هو فشل على كل الكيان "الإسرائيلي"... ايضا في موضوع ما قاله سماحة السيد انه إذا توقفت المعركه في الشمال تتوقف في غزه، وهذه من أول يوم عندما بدانا الحرب على العدو "الإسرائيلي" في الثامن من أكتوبر.
السيد نصرالله اعلن انه سيوقف المعركة في الشمال فورا اذا توقفت الحرب على غزة وكل ما تقرره حماس سيقبله دون نقاش، فماذا يريد سماحة السيد من ذلك؟ وهل ترى انها ورقة اخرى في المفاوضات؟ وهل سيسهم في الضغط على نتنياهو ؟
هذه الورقة التي اراد السيد ان يشير اليها ان المفاوض باسم المحور المفاوض الحقيقي حماس، هي حماس التي تقرر، تقول نعم اقبل بوقف اطلاق النار او تقول لا، يقول سماحة السيد او يقصد ان جبهتنا تابعة لجبهة غزة، بمعنى ما تقرره جبهة غزة في الحرب وفي السلم نحن معها، وفي هذا يريد ان يقطع الطريق امام من يريد ان يفصل بين جبهة الاسناد على مستوى منطقة الشمال وبين جبهة غزة، حزب الله سينتبه انه بالفعل هناك وقف للعمليات الحربية او ان هناك اعلان من دون ترجمة على الواقع، هذا تقرره حماس، هذه الفكرة الحقيقية انه غدا سيأتي من يقول ان "الاسرائيلي" اعلن وقف العمليات الحربية لماذا انتم يا حزب الله مستمرون بالقصف وبمساندة غزة يجب ان تتوقفوا، في الواقع هو اعلان بالكلام لا يكون اعلان حقيقي، هذا الاعلان في الكلام او الاعلان الحقيقي تقرره حماس، فالسيد يقول ان حماس هي التي تقرر هذا.
الامين العام لحزب الله سخر من تهديدات قادة الكيان باجتياح لبنان أو خوض حرب عليه وتحدث سماحة السيد عن المعنويات العالية لقادة المقاومة في مقابل الفوضى والارتباك داخل الكيان، الى اي حد تثبت الوقائع الميدانية ذلك، وهل ترى ان ذلك مؤشر على هزيمة الكيان في هذه المعركة ؟
الذي يتمنى ذلك هم العملاء كما قال سماحة السيد، ولكن "الاسرائيلي" العاجز عن اجتياح قطاع غزة، هل يستطيع هذا العاجز الضعيف امام مقاومة محاصرة ان يواجه مقاومة قوية تمتلك امكانيات وقدرات هائلة يعبر عنها سماحة السيد بأن حزب الله هو اقوى جيش بالمنطقة، اليوم "الاسرائيلي" يعرف ان حزب الله لديه امكانات هائلة وكبيرة، وحزب الله الذي انتصر عليهم في عام2006 وكان يمتلك امكانيات متواضعة فكيف الحال اليوم وهو الذي يمتلك جيشا كبيرا وامكانيات هائلة، لذلك بات الكلام عن ان "الاسرائيلي" يريد ان يجتاح لبنان من باب المزاح والسخرية، "الاسرائيلي" كل ما يمكن ان يفعله في اي حرب قادمة هو ان يطلق صواريخ او طائرات ان يدمر عن بعد، لكن هذا الكيان الذي يريد ان يدمر عن بعد هو لا يمتلك فرق المشاة، فالاسرائيلي بعد 2006 افتقد لورقة مهمة هي المشاة لم يعد لديه مشاة خاصة في حربه مع حزب الله، هناك هزيمة معنوية هزيمة حقيقية، لذلك حزب الله يمتلك شيئين اساسين يمتلك الرد المدمر القوي على كل القواعد داخل الكيان، ولديه جيش من المشاة القادر على ان يدخل الى داخل فلسطين، بينما العكس تماما "اسرائيل" ليس لديها مشاة لتدخل في اي بقعة في لبنان، واذا ارادت ان تدمر عن بعد فهي لن تدمر لوحدها سيدمر الكيان فوق رأسها.
هارتس اعادت نشر مقال لاحد المفكرين الصهاينة توقع فيها عام ١٩٩٩ نهاية الكيان عام ٢٠٢٥، والمفكر الذي توفي العام ٢٠١٤ توقع انقسام "اسرائيل" الى دولتين متحاربتين على ضوء الصراع بين العلمانيين والتوراتيين، لماذا يزداد الحديث داخل الكيان عن عقدة الثمانين وانهيار كيان الاحتلال، وهل يمكن توقع زوال الكيان دون حرب كما توقع سماحة الامين العام قبل سنوات؟
بعيدا عما يتحدثون، نحن دائما كنا نتوقع ان هذا الكيان عمره لن يكون طويلا، وهذا له أسبابه واهمها حماقة القادة في هذا الكيان، حقيقة في معركة سيف القدس كان لي موقف اعلامي قلت آنذاك اتوقع قرب حقيقي لزوال هذا الكيان أكثر مما كنا نتصور بسبب حماقة هذا الكيان، نحن كنا دائما نراهن على حماقة هذا الكيان وقيادته، قيادة هذا الكيان تتسم بالعنجهية بالطغيان هذا كان قبل طوفان الاقصى كان " الاسرائيلي" يشعر بالهزيمة في 2006 لكنه لم ينكسر، اليوم بعد معركة طوفان الاقصى "الاسرائيلي " لا يشعر فقط بالهزيمة هو يشعر بالانكسار ايضا، ولهذا بدأ الحديث عندهم وادخلوا الموضوع العقائدي والديني والسياسي وهذا يظهر من خلال الانقسام الداخلي، وواضح اننا قادمون الى مزيد من الانقسامات داخل هذا الكيان، والصراع الداخلي، لانهم باتوا على قاب قوسين او ادنى من باب الهزيمة الكبرى، وان نتائج معركة طوفان الاقصى كشفت العورات وكشفت المستور وحقيقة هذا الكيان انه اوهن من بيت العنكبوت، وان ما كان يقوله حزب الله هو صحيح عنهم، وان اي حرب قادمة ستأتي على هذا الكيان برمته وهذا ما اصبح واضحا.
كيف ترون الوضع الداخلي اللبناني على ضوء التطورات المتسارعة على جبهة الجنوب، وهل يمكن ان تلجأ حكومة الكيان او الادارة الاميركية الى ان تفجر الوضع الداخلي للضغط على المقاومة؟ وهل بات انتخاب رئيس الجمهورية رهنا بهذا التطورات؟
انتخاب رئيس الجمهورية غير مرتبط بالجبهة على الاطلاق، حزب الله قد صرح انكم ان اردتم جلسة تحاورون فيها تفاوضون نحن حاضرون، وهذه المقاومة وهذه القوة لا تنعكس على انتخاب رئيس الجمهورية، حزب الله واضحا... هم اي الاميركيين وغيرهم في الداخل حاولوا كثيرا ولكنهم لم يتمكنوا وكان لهذا الامر سببين، السبب الاول العجز الداخلي اي لديهم ضعف في مواجهة حزب الله وثانيا حزب الله لا يريد هذا القتال الداخلي، القوي لا يريد والضعيف لا يقدر ، وبالتالي هؤلاء مهما تمنوا او فكروا خطأ ان حزب الله اليوم مشغول في جبهة الجنوب هم واهمين ويخطئون في هذا ، في احدى المرات قال سماحة السيد انه يستطيع القتال على عدة جبهات في دفعة واحدة...
اذن هذا خطأ تقدير عندهم اذا فكروا ان حزب الله مشغول مع الاسرائيليين حتى ولو كان هناك حرب كبرى في المنطقة هم لا يستطيعوا ان يفعلوا شيئا معنا في الداخل سنردعهم، ولكن نحن لا نريد اي فتنة في الداخل، نحن اقوياء لا نريد وهؤلاء الضعفاء لا يقدرون على ذلك.
/انتهى/