اعتبر استاد الدراسات الاسرائلية، ان الحرب العالمية الثانية، خلقت صورة فظيعة ومقززة لالمانيا في العالم خلال ارتكاب جرائمها النازية، وبعد الهزيمة في الحرب العالمية الثانية، تبنت ألمانيا سياسة فعالة وناجحة لتصحيح هذه الصورة وإزالتها من أذهان العالم.

وكالة مهر للأنباء، السيد هادي برهاني: انه يمكن رؤية أحد أبشع مشاهد الدعم الألماني للكيان الصهيوني مؤخرًا في قمع المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في المدن الألمانية. وفي هذه المشاهد قمعت الشرطة الألمانية بوحشية التظاهرات السلمية واعتدت على المتظاهرين بوحشية. الصور المنشورة من هذه المشاهد صادمة وغير قابلة للتصديق ولا علاقة لها بتاريخ ألمانيا الحديث وسمعتها في هذه المجالات.

وقد احتجت منظمة العفو الدولية على هذه المشاهد، التي تشبه إلى حد كبير قمع المعارضة في الدول الديكتاتورية والفاشية. بالنسبة للمراقبين في الشرق الأوسط، ليس من المفهوم لماذا قامت ألمانيا، بعد عمر من السياسات الناجحة في مجال تقديم صورة إنسانية ولطيفة وسلمية لهذا البلد، بتعريض هذه السمعة (التي اكتسبتها بشق الأنفس).

واعتبر السيد هادي برهاني، ان الحرب العالمية الثانية، خلقت صورة فظيعة ومقززة لهذه الدولة في العالم خلال ارتكاب جرائمها النازية، وفي هذه الصورة تظهر ألمانيا كمثال للعنصرية والقتل والاحتلال والوحشية والديكتاتورية. وبعد الهزيمة في الحرب العالمية الثانية، تبنت ألمانيا سياسة فعالة وناجحة لتصحيح هذه الصورة وإزالتها من أذهان العالم.

وتخلت عن النزعة العسكرية والعنصرية والتدخل في شؤون الدول الأخرى واعتمدت سياسة إيجابية تجاه العالم. ولم تقتصر هذه السياسة على مجال العلاقات العامة والدبلوماسية والدعاية فحسب، بل شملت مجالات أكثر جدية وأعمق. وفي هذا الصدد أولت ألمانيا اهتماما كبيرا بآليات الأمم المتحدة والآليات الدولية لحل النزاعات، فضلا عن تطوير وتعميق التعاون الدولي، وهو ما ينعكس في المساعدات المالية الضخمة التي تقدمها البلاد لهذه المنظمة وغيرها من المنظمات الدولية.

وطوال عمر الأمم المتحدة، كانت ألمانيا دائما أحد الداعمين الماليين الرئيسيين لها، وقد تصرفت بسخاء في هذا المجال. وقد اتبعت ألمانيا نفس المسار في العلاقات الثنائية مع الدول الأخرى، وخاصة دول الجنوب؛ وكانت رائدة في تقديم المساعدات المالية والفنية لهذه الدول، كما تجنبت قدر الإمكان اتخاذ مواقف قاسية وغير ودية ضد هذه الدول سياسياً. هذه السياسة جعلت من ألمانيا قوة ألطف ومحبوبة مقارنة بالقوى الغربية الأخرى مثل إنجلترا وفرنسا. وانتشرت هذه النظرة الجديدة لألمانيا في أجزاء كبيرة من العالم، خاصة في الشرق الأوسط وإيران.

إن اهتمام ألمانيا باستعادة مكانتها وصورتها الدولية لا يقتصر على هذه المجالات فحسب، بل يشمل مجالات أكثر أهمية وأساسية مثل التعليم. وانطلاقاً من هذا التوجه، صممت الحكومة الألمانية برنامجاً تعليمياً في المدارس والمؤسسات التعليمية يعزز النظرة الإيجابية للعالم وفهمه ويعزز احترام الآخرين بدلاً من العنصرية والمشاعر القومية. ويمكن رؤية نتائج هذه السياسة التعليمية الناجحة والإيجابية في سلوك المواطنين الألمان. تجربتي الشخصية من عدة سنوات من الدراسة في الدول الأوروبية تؤكد حقيقة أن هؤلاء المواطنين، مقارنة بمواطني القوى الأوروبية الأخرى، لديهم وجهة نظر دولية أقوى ونظرة قومية أكثر دقة.

وفي الوقت نفسه، من وجهة نظر مواطن شرق أوسطي، يمكن رؤية مشكلة في هذا التوجه العام، وهي لطف ألمانيا ولينها، بعيداً عن الإنصاف، تجاه سلوك إسرائيل والصهيونية. وتجنبت الحكومة الألمانية انتقاد هذا الكيان في جميع المراحل، حتى عندما أثار السلوك الإجرامي للكيان الصهيوني حكومات غربية. ويرجع ذلك إلى سجل ألمانيا في الحرب العالمية الثانية والمحرقة. واعتبر إحراج ألمانيا من خطر قتل اليهود وسعي الدولة للتعويض عنه، السبب الرئيسي لهذا التخلف والتقاعس تجاه جرائم إسرائيل.

ويمكن رؤية أحد أبشع مشاهد الدعم الألماني للكيان الصهيوني مؤخرًا في قمع المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في المدن الألمانية. وفي هذه المشاهد تقوم الشرطة الألمانية بقمع المظاهرات السلمية بعنف وتهاجم المتظاهرين بوحشية. الصور المنشورة من هذه المشاهد صادمة وغير قابلة للتصديق ولا علاقة لها بتاريخ ألمانيا الحديث وسمعتها في هذه المجالات. وقد احتجت منظمة العفو الدولية على هذه المشاهد، التي تشبه إلى حد كبير قمع المعارضة في الدول الديكتاتورية والفاشية.

وبالنسبة للمراقبين في الشرق الأوسط، ليس من المفهوم لماذا قامت ألمانيا، بعد عمر من السياسات الناجحة في مجال تقديم صورة إنسانية ولطيفة وسلمية لهذا البلد، بتخريب صورتها. إن استمرار هذه السياسة الخاطئة في الشرق الأوسط يمكن أن يدمر الصورة الإيجابية لألمانيا في العالم الثالث والشرق الأوسط بشكل عام ويعطي هذا البلد وجهًا قبيحًا، حتى أقبح من القوى الغربية الأخرى.

/انتهى/