وكالة مهر للأنباء، استاذ الدراسات الاسرائلية السيد هادي برهاني: أصدرت الحكومة الاسكتلندية بيانا يوم الاثنين بتعليق جميع الاجتماعات مع المسؤولين الإسرائيليين الصهاينة وتم اعتماد هذا الحظر بسبب استمرار الحرب وقتل الفلسطينيين في غزة واحتجاجاً على استمرار الجرائم الإسرائيلية في هذه المنطقة وسيكون هذا القرار ساري المفعول إلى أن يتحقق تقدم حقيقي في مفاوضات وقف إطلاق النار، ووصول سكان غزة دون عوائق إلى المساعدات الإنسانية والتعاون الكامل من جانب تل أبيب في تنفيذ الالتزامات القانونية. هذا القرار الإنساني للحكومة الاسكتلندية يمكن أن ينتشر إلى دول أوروبية أخرى، وخاصة الدول التي تعطي أهمية أكبر لحقوق الإنسان، مثل أيرلندا والسويد والنرويج وفنلندا وأيسلندا، ويخلق موجة جديدة ضد إسرائيل في أوروبا والدول الغربية.
ومن الممكن أن يكون لهذه الموجة الضاغطة تأثير حاسم على وقف إطلاق النار في غزة وكذلك على توفير الحقوق الفلسطينية في المفاوضات ذات الصلة. ووفقا للتقارير الاخبارية عن هذه المفاوضات، لسوء الحظ، بدلا من تبني موقف أكثر عدالة، دعمت الولايات المتحدة النظام الصهيوني وساعدته من خلال تقديم خطة جديدة لوقف إطلاق النار والتي تتضمن بنودا تتعارض مع خطة بايدن في بعض الحالات، وفي الواقع تهدف الى الضغط على حماس لقبول شروط حكومة نتنياهو المتطرفة. وفي هذه المرحلة من مفاوضات وقف إطلاق النار، يحتاج الفلسطينيون بشدة إلى دعم دولي للحصول على حقوقهم، وبناء على ذلك، تحرك الحكومة الاسكتلندية وإجراءات مماثلة لدعمهم والضغط على إسرائيل يمكن أن تعزز موقف الفلسطينيين في المفاوضات ذات الصلة.
في مثل هذا الوضع، فإن معظم الدول الإسلامية، على الرغم من استيائها وعدم ارتياحها من استمرار سياسات إسرائيل الإجرامية في فلسطين، وغضب الشعوب الإسلامية في المنطقة على المشاهد المؤلمة للقسوة والجرائم الإسرائيلية، ان الدول تتواني في اتخاذ موقف فعال ومنسق في دعم حقوق الشعب الفلسطيني في هذه المفاوضات، الامر الذي لا يؤدي فقط إلى خذلان الشعب الفلسطيني المظلوم والمضطهد أمام ضغوط القوة الأمريكية والإسرائيلية، بل يرسم صورة ضعيفة من العالم الإسلامي والدول الإسلامية امام العالم، وهو ما ليس في مصلحة أي دولة إسلامية.
ومن هذا المنطلق، يتوقع من الحكومات الإسلامية أن تتخذ خطوة نحو مساعدة الفصائل الفلسطينية في مفاوضات وقف إطلاق النار، من خلال فهم حساسية الوقت والوضع الراهن. ان قرار الحكومة الاسكتلندية بهذا الخصوص يعد مثالا جيدا على إمكانية دعم الشعب الفلسطيني رغم الضغوط الأمريكية والترتيبات الدولية غير العادلة. وفي هذا الصدد، يمكن للدول الإسلامية (التي لها علاقات مع إسرائيل) تعليق جميع العلاقات أو الاجتماعات مع ممثلي هذا النظام حتى قبول خطة بايدن وقرار مجلس الأمن ذي الصلة من قبل هذا النظام وتنفيذ وقف لإطلاق النار في المنطقة. إن قرار الحكومة الاسكتلندية يظهر بوضوح أن مثل هذا القرار ممكن تماما في ظل البيئة الدولية الحالية، ولا يمكن تجنبه بحجة قوة أمريكا والقوى الغربية الأخرى في العالم وترتيباتها القمعية. وفي الوقت نفسه، فإن مثل هذه الإجراءات، خاصة في هذه اللحظة الحرجة الحالية التي تجري فيها مفاوضات وقف إطلاق النار، يمكن أن تكون مساعدة كبيرة وفعالة للفلسطينيين وإعمال حقوقهم.
/انتهى/