وكالة مهر للأنباء_ د. بهمن أكبري: في أعقاب إعلان السياسات الاستراتيجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية وتحديد الأولويات الأربع من قبل الدكتور عراقجي، أعلن الرئيس المحترم للجمهورية الإسلامية الدكتور پزشکیان في كتاباته باللغة الإنجليزية: " إن إيران مصممة على توسيع التعاون مع موسكو وبكين.
وأشار پزشکیان إلى التطورات الإقليمية المحيطة، مع مراعاة مستقبل المنطقة والعالم، مؤكدًا: "إن الشراكة الاستراتيجية الشاملة، مع المنفعة المتبادلة نحو نظام عالمي جديد، في عام 2023 لعبت الصين دورًا مهمًا في تسهيل تطبيع العلاقات بين إيران والسعودية، وعرضت رؤيته البناءة ونهجه المستقبلي في الشؤون الدولية."
ومن أهم الخطوات هي إقامة التوازن بين الأولويات والسياسات الاستراتيجية وفقًا للمواقف المعلنة. وستكون أولويات السياسة الخارجية لحكومة پزشکیان كما يلي:
1. الأولوية الأولى: توسيع العلاقات مع الجيران ودول المنطقة.
2. الأولوية الثانية: توسيع العلاقات مع منطقة إفريقيا وأمريكا اللاتينية والدول القابلة للتعاون.
3. الأولوية الثالثة: الدول التي وقفت إلى جانب إيران في الأوقات الصعبة مثل الصين وروسيا.
4. الأولوية الرابعة: توسيع العلاقات مع القوى الناشئة الجديدة مثل الهند وتركيا والبرازيل.
لذا، لتحقيق الأولوية الأولى و تنفيذ السياسات الهامة، يجب الاستفادة من إمكانيات الأولويات الأخرى؛ على سبيل المثال، من أجل إصلاح وتوسيع العلاقات مع "المملكة العربية السعودية"، التي ستكون من أهم دول الجوار، يجب الحفاظ على الفرص وتعزيزها من خلال تحويل التحديات إلى فرص أخرى أيضًا وقد أشار الدكتور پزشکیان بوضوح إلى أن أهم خطوة تعبر عن مدى مهارة الصين، كانت تسهيل تطبيع العلاقات الإيرانية مع السعودية.
لذلك، يجب ألا تغفل ايران عن مبدأ توسيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية، وأن ضرورة إقامة توازن بين توسيع العلاقات مع "السعودية" (بمنزلة الجار القريب) و"الصين" (كوسيط موثوق به في شرق آسيا) وستكون من الأسس الرئيسة لنهج حكومة پزشکیان. پزشکیان اکد بان لدينا العديد من الإمكانيات، نحتاج فقط معرفة كيفية استخدامها.
لقد فتح الأوروبيون حدودهم لانفسهم وجعلوا عملاتهم واحدة، و اما نحن المسلمون (و سیما الدول الجوار) نبني جدارا على بعضنا علی البعض. كما يجب علينا أن تُعتبر العلاقات مع دول المنطقة الأوروبية والأمريكية ذات أهمية في أولويات سياستنا الخارجية، رغم أنه كما قال الدكتور عراقجي، فإن الأوروبيين ليسوا حاليًا ضمن أولويات تفاعل سياستنا الخارجية، وأن تفاعلنا مع هذه المنطقة سيكون بعزّة، لكن إذا قام الأوروبيون بتصحيح سياساتهم، فسوف يعودون إلى أولويات التفاعل مع إيران.
ومن جهة أخرى، فإن الالتزام بسياسة "تخفيف التوتر" هي من مبادئ حكومة پزشکیان، ولكن حاليًا، نظرًا للمواقف المتخذة من الولايات المتحدة، فإن إيران ليست في صدد خفض التوتر والصراع مع أمريكا، لأن هناك اختلافات جوهرية بين البلدين؛ فإن إيران تسعى إلى "إدارة الصراع" مع أمريكا وفي هذا المسار يجب على إيران ألا تسمح بتشكيل إجماع دولي ضدها، وهذا سيتحقق من خلال العمل على تحقيق الأولويات لسياسة پزشكيان المذكورة في أعلاه إذ ستصنع هذه الأولويات اصطفاف دولي لأقطاب مهمة من مختلف قارات ومناطق العالم مع إيران خاصة وإن أمريكا وإسرائيل قادتا حملة لزيادة حدة التوتر مع إيران في المنطقة من خلال العديد من الجرائم و الأفعال غير المسؤولة والتي بدورها صنعت رأيًا عالميًا موجهًا ضد أمريكا وإسرائيل قد تسلل هذا الرأي حتى وصل إلى أوربا الأم الرؤوم لهما وبالتالي فإذا ما استغل الدكتور پزشكيان وتيرة الأحداث المتسارعة والمواقف المتأرجحة ونجح في تحقيق أولوياتها فنحن أمام انتقالة تاريخية على مستوى العلاقات الخارجية إذ من المرجح أن يكون الطريق معبدًا للانتقال من سياسة فض الحلفاء والمؤيدين عن أمريكا إلى جذبهم لصف الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالاستفادة من حلفاء الجمهورية الاستراتيجيين المنتشرين حول بقاع العالم وفي المناطق المهمة فيه مثل روسيا وقربها من أوربا والصين في شرق آسيا والسعودية وتركيا في الشرق الأوسط والبرازيل في أمريكا اللاتينية.
/انتهی/